72 - الأولمبياد~خطاب القديسة

منظور"إيرين براون"

لطالما كانت الأمور صعبة..

. لا شيء في هذه الحياة يمر بسلاسة

ناظراََ إلى جدول المباريات، تذكرت آخر تلك الرسائل..

سيلينا، وإذا فزت سأواجه ليلي، وإذا فزت سأواجه ماي، وبعدها لوكاس او رين..

هل يمكن أن يكون هناك شيء أصعب من هذا..

أعني يمكن أن أواجه كلاََ من لوكاس ورين..

ولكن هذا أفضل من الصعوبة القسوة..

"أشعر انني رفعت علما"

بعد انتهاء حديث آرثر فريمان، ومع بدأ تجهيز الحلبة، أخذت زاوية مبتعدا عن الجميع، اجهز نفسي ذهنيا للمعارك القادمة..

"سأفوز حتما"

لا يمكنني التوقف هنا..

وصلت إلى مفترق طرق، لا يمكنني الخسارة بعد كل ما فعلته..

متمتاََ ببضعة عبارات تحفيزية، عبارات لم تنجح سوا في نشر هالة قاتمة حولي..

لن تنتهي رحلتي هنا..

ولكن، هالة لطيفة احاطت بالحلبة..

السكينة والطمأنينة و.. اللطف..

كأن ماءََ بارداً سكب عليك في يومٍ صيفيٍ ساخن.

أشعت الحلبة بهدوء لطيف..

اخترق صوت المضيف أذهان الجميع في تلك اللحظات..

"الجميع، نرجوا الهدوء، القديسة أكاسيا ستلقي كلمة للمواهب الشابة"

تقدمت للأمام فتاة، بل ملاك، أجمل ما رأته عيني في هذا العالم..

ارتجفت عيناي وانا انظر إليها من بعيد وهي تسير متمهلة بكل هدوء..

. بشعرها الفضي الطويل، وأعينها التي تبدو خالية من الحياة، فضية كذلك، متوشحة بوشاح أبيض شفاف..

قديسة البشر، بل قديسة العالم..

المعرفة العامة في جميع الأعمال، ان القديسة هي شخصية لطيفة تحب مساعدة الجميع..

ودائما ما تملك قدرات الشفاء وما شابه..

هذا ليس خاطئا تماما هنا..

بل هنالك المزيد.

اولا هي قوية، قوية جدا بكل المقاييس..

ولقد كانت ضحية، ضحية لتجربة بيولوجية، تناقلت عبر الأجيال، وقد كانت تجربةََ..

"مثالية تماما"

اقترب مني لوكاس وعيناه لا تفارقان القديسة..

أومأت رداََ على كلماته قبل أن نصمت، صمت متبادل نشأ من تفاهمنا في تلك اللحظات..

صعدت القديسة إلى المنصة، وقد ساد الهدوء، هالتها اللطيفة ساعدت الجميع، حتى انني أشعر أن إصاباتي بدأت بالالتئام ببطء ولكن بثبات..

"أعزائي المشاهدين، أصدقائي الطلاب"

صوتها اللطيف انتشر في كامل الساحة..

"أمل البشرية، أملنا نحن، لقد استطعتم الوصول إلى هذه المرحلة بجهودكم وتفانيكم ومواهبكم الخاصة"

كانت كلماتها تخاطب قلوبنا، تشجعنا..

"اليوم لن يكون هنالك خاسر، جميعكم فائزون، أشخاص بل أبطال اثبتوا أنفسهم "

اخيرا نشرت بدأها ثم ضمتهما إلى صدرها..

"لا خوف عليكم اليوم، ابذلوا كامل جهودكم لتصلوا إلى ما ترمون إليه، حتى لو متم أنا هنا"

اندلعت الهتافات بشكل صاخب بعد خطاب القديسة أكاسيا..

أكاد أجزم انني أرى دموعاََ تنتشر في الأرجاء، القديسة محبوبة لدى الجميع..

"في الختام، من كل قلبي اتمنى التوفيق لكم جميعا"

ضمت يداها وفراشات من الضوء تحوم حول الجميع..

"لأجل البشرية، لأجلنا، لأجلكم أنتم"

في تلك اللحظات التقت عيناي بعيناها..

شعرت أن العالم قد توقف وانا انظر إليها..

"آرغ"

ألم مفاجئ اعتصر قلبي..

ماذا يحدث..

احساس مريع يمر بي، تصاعد ألم لم أشعر به في كل حياتي، كأن جبل ضخما يضغط على صدري..

جاثيا على ركبتاي بعد أن خارت قواي، معتصراََ لصدري من شدة الألم، باحثاََ عن الأنفاس التي لا أجدها..

"وجدتك"

لمحت القديسة من بعيد وهي تحرك شفتاها بكلمات لم استطع فهمها من شدة الألم..

لوكاس واقفا بجانبي، نظر إلي بطريقة غريبة لم أفهم مغزاها..

"إذا إنه أنت، هذا يغير كل شيء حقاَ"

متمتماََ ببضعة كلمات بذهول، ذهب مبتعدا مني وقد بدأ الألم يخف تدريجيا..

نظرت القديسة إلي نظرة أخيرة، ثم التفت لتنزل من المنصة..

ماذا كان هذا..

بدأت تدريجيا باستعادة انفاسي، ماسحا لقطرات العرق التي تكونت على وجهي..

ما معنى هذا الألم، إحساس لا اريد تجربته مرة أخرى..

حركت رأسي ناظراََ حول الجميع، ولحسن أو لسوء الحظ، يبدو أنه لم يكن احد يهتم بي في تلك اللحظات..

أخيراََ اخذت نفسا عميقا لكي أهدأ نفسي..

"ماذا حدث بحق خالق الجحيم"

ومرور لوكاس لم يكن عبثاََ..

"إنه يعرف شيئا حتماََ"

لكن..

صفعة!

ضربت وجهي بكلتا يداي..

ليس هذا وقت الألغاز، بعد البطولة سأبحث عما حدث..

لكل حادث حديث.

..

..

..

لقد كان يوما جميلا،الطقس كان مثاليا..

المدرجات كانت ممتلئة عن بكرة أبيها..

الجيل الشاب كان جاهزاَ.

"لجميع الحاضرين، هل انتم مستعدون"

تردد صدى صوت المذيع، محركاََ للجماهير الغفيرة..

"نعم!!"

صراخ يصم الأذان..

"نبدأ المواجهات المباشرة في الطريقة إلى بطل الأولمبياد الثالث عشر"

لم يكن للجماهير الحاضرة الا ان تهتف مجدداََ..

"من البوابة الغربية، يتقدم الطالب الذي يعد أكبر المعجزات التي حدثت في تاريخ أكاديمية الشمس، في زمن قياسي يقدر بأنه أقل من شهر، استطاع الانتقال من المرتبة ال 240 إلى المرتبة السابعة، وثم أصبح في المركز الثالث"

صمت قليلا لخلق بعض الدراما..

"إيرين براون!"

هتفت الجماهير مصفقة له على ادائه في مرحلة المدينة..

بشعره الذي طغى عليه الشيب وقد أصبح أبيضاََ تماماََ، وأعينه الذهبية التي أصبحت تشع بضوء داكن..

حاملاَ رمحاََ طويلا زين باللون الذهبي..

تقدم إيرين بكل هدوء إلى منتصف الحلبة، ولم تفارق عيناه الجانب الآخر منذ البداية..

" من البوابة الشرقية، المعجزة الصغيرة، محافظة على المركز الرابع منذ البداية،ساحرة لقبت بعاصفة الدمار"

صمت قليلا ثم تابع..

"سيلينا هال!"

صرخت الجماهير بأعلى صوت ممكن، شعبية سليلنا مانت هائلة خصوصا بمعرفة أصولها..

بشعرها الأخضر اللامع، وأعينها الحمراء القرمزية..

لم تكن ترتدي نظاراتها، وكانت تشع بثقة تشكل تناقضاََ صارخاََ عن حالها قبل فترة.

بعصا سحرية فيها بلورة زرقاء، تقدمت سيلينا حتى وصلت مقابل إيرين..

وقف الإثنان وجهاََ لوجه..

لا تبادل للكلمات، لا حديث منمق، لا إشارات عدائية..

بدا أنهما أصبحا في عالم خاص بهما..

هدوء حذر من كلا الطرفين..

هدوء لم يحركه سوا صوت المذيع وهو يقول..

"لا قوانين للقتال، الفائز هو من يعترف خصمه بالهزيمة، أو لا يقوى على القتال"

قتال بلا قوانين حتى الإشباع..

"الجولة الأولى بدأت.. الآن"

مباشرة إنطلق إيرين بأقصى ما لديه من سرعة، وفي ذهنه خطة واضحة..

احسم هذا القتال في أسرع وقت ممكن..

"فن ملك الرمح الحركة الثانية:مخترق النجوم"

ضوء أسود مشؤوم، انتشر في ارجاء الساحة، وقد تمركز في رمح إيرين، الذي كان يتقدم بسرعة جعلته يبدو وكأنه يحلق ناحية سيلينا..

تلك الأخيرة والتي لكل هدوء، بعصاها في يدها تمتمت بصوت منخفض.

"عاصفة الرياح: درع عاكس"

اصطدام الإثنان في نقطة واحدة، محدثين تموجات من المانا، سوداء وبيضاء، عاصفة صامتة تكونت في منتصف الساحة..

اعمت أعين الحضور من شدتها..

وحين استعادوا ابصارهم..

لاحظوا ان إيرين تم ارساله محلقاََ حتى اصطدم بالجدار..

وقد بدأت الدماء تسيل من فمه..

ضحك قليلا وهو ينظر إلى سيلينا..

"إذا هكذا ستقاتلين"

مسح الدماء من فمه وقبضته تشتد على رمحه..

"ستعكسين هجماتي علي"

سيلينا غير آبهة بما يقوله إيرين..

رفعت عصاها وثم تمتمت بصوت منخفض..

"عاصفة الرياح:مجال الرياح"

2025/07/16 · 17 مشاهدة · 992 كلمة
Kareem awad
نادي الروايات - 2025