"عاصفة الرياح:مجال الرياح!"
تكونت موجات ضخمة من الرياح، أحاطت بكل ارجاء الحلبة، وكأنها ترحب بإيرين قائلة..
'أهلا بك في مجالي'
أدرك إيرين الخطر والاختلاف بين مستوى سيلينا الحالي وما كان في القصة..
لكن الغريب ان الرياح لم تسبب له أي ضرر..
بل كانت تعمل كأنها تجذبه، ما يصرخ وكأنه فخ صريح..
مدركا لذلك، شدّ إيرين قبضته على رمحه الحبيب، وانطلق مسرعا ناحية سيلينا..
تلك الأخيرة التي لم تبدي اي رد فعل يذكر، بل فقط وبكل بساطة، حركت عصاها قليلا..
الأمر الذي قابله تكون جرح مخيف على ذراع إيرين اجبرته على التراجع..
"اللعنة"
خرجت شهقة من فمه وهو ينظر إلى يده اليسرى التي بدأت تسيل بالدماء…
"لم تعد هذه رواية حقاَ"
إيرين مدركا انه صنع لنفسه اسما، بل أصبح الأعداء يحسبون له حساباََ، ويبنون خططا مضادة..
وقف ساكنا في مكانه، مستمتعا بلحظة اعتراف، لقد كان ينافس الشخصيات التي أحبها يوماََ، في بطولة قرأها مراراََ وتكراراََ..
لا شعوريا، ومن بين كل الأحداث السلبية التي كانت تدور حوله في هذه الأيام، أدرك انه قد حقق احد أهدافه القليلة..
أمنية أي قارئ متعصب..
لقد كان مغرماََ بهذه اللحظات..
هذه كانت الأفكار الغبية التي تدور في ذهنه الآن..
أفكار لم تتوقف حتى رأى نصلاََ من الرياح يتكون بشكل مرئي بجانبه..
"اللعنة"
بحركة غير متوازنة استطاع إيرين تجنبه بصعوبة بالغة، ليتفاجأ بنصلين غيره يتجهان نحوه بسرعة عالية..
"ارجوك امنحيني بعض الراحة"
متمتما ببضعة كلمات غير مسموعة، فعّل إيرين مهارته الدفاعية الوحيدة.
(درع الطاقة)
بحلقات من المانا، صفراء اللون، استطاع التصدي للزوبعة التي كادت تصيبه..
'ماذا يجب أن أفعل'
كانت الأفكار تدور بسرعة في عقل إيرين، القتال العادي لا ينفع ضد الساحر، اساسا لم يكن يسهل الوصول إليها..
وهنا كانت المشكلة..
ولكل مشكلة حل..
تسلسل الأفكار كان يتدفق بسلاسة في عقله، غير انه تم قطعه عن طريق موجات الرياح..
"استمر في هذا وستخسر قبل أن تدرك ذلك"
الجروح التي تكونت في أماكن متفرقة من جسده جعلته مدركاََ للخطر الكامن من خصمه.
الدماء التي سالت، لقد أصبح متأكداََ، يجب عليه القتال بكامل قواه..
وهو ما فعله..
[عقل القارئ]
مفعلا مهارته المفضلة، تباطء كل شيء من حوله..
'لا اريد اي الوان حتى'
كل شيء حوله تحول إلى اللون الرمادي الداكن..
مركزاََ على كل شيء حوله، حتى أدق تفاصيل التفاصيل أصبحت واضحة في رؤيته..
تدفق المانا، انسياب الرياح، التحركات الدقيقة التي كانت تتحركها سيلينا..
وثم بسرعة لا تكاد ترى، اختفى إيرين من مكانه تاركاََ صورة لاحقة متكونة خلفه..
"فن ملك الرمح الحركة الأولى:الصاعقة"
طاقة مهولة استطاع إيرين اخراجها في تلك اللحظة، قبل أن يخترق الرمح معدة سيلينا..
ضربة فاجأتها…. ام لك تفعل..
ضيق إيرين عينيه، وهو يشاهد اختفاء سيلينا من مكانها..
تلك الأخيرة قد كانت ساحرة بارعة،مميزة، بل من الأفضل..
" الم اقل لك مرحبا بك في مجالي"
انفجار!
اخيرا نطقت سيلينا، قبل أن ينفجر المكان الذي يقف فيه إيرين..
انفجار ارسله محلقا في الفضاء بعيداََ..
قبل أن يصدم بالحاجز، ويعود ساقطاََ بقوة..
ما دامت سيلينا مفعلة لمجال الرياح، فهي موجودة في كل مكان وصلت اليه تلك الرياح.
اصطدام إيرين بالأرض كون حفرة عملاقة، كان يقع في مركزها، قبل أن تهبط سيلينا بهدوء فوق الحفرة، وهي تنظر إليه بكل هدوء.
"ارغ"
تأوه إيرين وهو ينهض، جسده كله يؤلمه، الدماء من الجروح التي تكونت من الرياح لم تكن هينة.
لم يكن هذا متوقعاََ له،معركة سيلينا تأخذ منه الكثير.
تعالت هتافات الجماهير، معركة من الطراز الرفيع كانت تتكشف أمامهم..
سيلينا، بمهارة وصلت إلى درجة مرعبة من الإتقان..
ساحرة تجيد كل شيء، جيش من رجل واحد، عفوا إمرأة واحدة..
كان على إيرين إيجاد حل، وقد كانت لديه ترسانة من الخدع يستطيع استخدامها..
"حسنا، لم اتوقع استعمال هذه هنا، ولكن.. لقد اجبرتني على هذا يا سيلينا"
كان يريد أن يقاتل بترتيب مثالي، طريقة تجعله لا يستعمل كل قواه منذ البداية، ولكن هذه الخطة اتت بنتائج عكسية عليه..
آخذا نفسا عميقا..
"إذا، انتي تدعين انكي لا تهزمين في هذا المجال أليس كذلك"
آخذا لرمحه رافعا له إلى السماء..
"ماذا سيحدث لو أصبح هذا المجال ليس لك"
غارزا لرمحه في الأرض بأقصى طاقته..
"فن ملك الرمح الحركة الثالثة:لعبة مثالية"
إنطلق ضوء يعمي الأعين، قبة ضوئية، اختفى كل شيء من حول الاثنين، ذات الشعر الأخضر، والفتى أبيض الشعر..
وأخيراََ وقف الإثنان وجها لوجه..
" اخيرا نكون وجها لوجه"
إيرين بابتسامة صغيرة أعاد كلمات أراد قولها منذ البداية، بانحناءة بسيطة تمتم بصوت منخفض ولكن مسموع ..
" سيلينا هال، أهلا بك في مجالي"
سيلينا ناظرة له، ابدت رد فعل غير متوقع بالمرة..
لقد ضحكت!
ضحكت بصوت عالي بطريقة لم تفعلها منذ أن خرجت إلى هذه الدنيا..
"إنه انت حقا"
بتمتمات لم يستطع إيرين فهمها، وقف مصعوقاََ من ردة فعلها..
لم تكن هذه شخصيتها..
"إذا هكذا فعلتها، هكذا اذللتني، لكن اتعرف شيئا، انت لم تمنعني من إيذائك قليلا"
اخذت عصاها وهي تتمايل قليلا..
"اعتبر هذا انتقاماََ لما فعلته سابقا، عذرا، لما سوف تفعله لاحقا"
"فن نذير النهاية:إبطال"
بضربة من عصاها تحطمت القبة التي بناها إيرين، فن ملك الرمح تم ابطاله بكل سهولة..
" أوه، وقبل ان أنسى، لقد قال ذلك الشخص، ان عليك تذكر الفصل رقم 400 الفقرة الثالثة"
إيرين، غير مصدق لما يحدث، شاهد الحركة الثالثة يتم ابطالها، صدمة لم يكن يتوقعها..
هنالك بعيدا في المدرجات، فتح لوكاس عينيه على مصراعيهما، غير مصدق لما يحدث..
"هل كانت سيلينا بهذه القوة"
رين بجانبه هو الآخر غير مصدق لما يحدث..
كيف لا وقد واجه هذه الحركة في بعض التدريبات سابقا، لم يكن هنالك طريقة الخروج منها سوا هزيمة إيرين، وهو ما كانت شبه مستحيل.
بالعودة إلى الساحة، نطقت سيلينا بآخر كلماتها قبل أن تنقض على إيرين..
"إيرين براون، أهلا بعودتك مرة أخرى إلى مجالي"
مخرجة لخناجر صغيرة، واضعة لعصا الساحرة في الخلف..
وصلت إلى إيرين ونظرة مجنونة تعتليها، شخص يريد الانتقام..
ضغينة على ما يبدو..
وتشابكا بكل قوة..
إيرين المهزوز، لم يستطع مواكبة سيلينا..
تلك الأخيرة التي كانت تردد بضعة كلمات ونظرة ساخطة تعتليها.
"هيا، هل انت طفل، هذه ليست طريقة حمل سلاحك"
"هل سيعطيك الخصوم كل هذا المجال"
بضربات قوية، اعادت لإيرين صوابه، ولكن بسبب الألم..
أدرك ذلك الأخير ان عليه الفوز بأي طريقة..
"حضور التنين"
فعل إيرين حضور التنين، مع الهالة القمعية التي انتشرت، توقع ان تتوقف سيلينا ولو قليلا..
ولكن..
لم يتم تفعيله
"ألم اقل لك مرحبا بك في مجالي"
واصلت سيلينا الهجوم غير آبهة بما يحاول إيرين فعله..
وهكذا..
استمرت المعركة وإيرين لا يستطيع فعل شيء اطلاقاََ.
موقف صعب تكون في أول مواجهات الأولمبياد.
***
اهلا بكم جميعا، لقد عدت مجددا.