كانت النجوم الجديدة في السماء تُشبه عيونًا مفتوحة، تُراقبهم بفضولٍ قاتل. كايلن شعر بأن الخيط القرمزي الذي انتقل إليه يَنبض داخل صدره، كأنه قلبٌ ثانٍ يَدفع دمًا غريبًا عبر عروقه. كل خطوة يخطوها كانت تُحدث صدىً في الهواء، كأن العالم نفسه يَترقب ما سيفعله.
"ما هذا الذي فعلته؟" سألت سيرا، صوتها يَختلط بين الرعب والفضول.
"أعتقد... أنني فتحت بابًا"، أجاب كايلن، بينما يَنظر إلى يديه. كانتا تلمعان بضوءٍ قرمزي خافت، كأنما الخيط يَنسج نفسه عبر جسده.
الشيخ العجوز جلس على الأرض، يَمسح عرقه بكمِّ ردائه البالي. "الخيط القرمزي... لقد سمعت عنه في أساطير الأوائل. كانوا يقولون إنه خيطٌ يَربط بين الأكوان، وأن مَن يمسكه... يصبح جسرًا بينها".
"جسرًا إلى ماذا؟" سأل خالد، الذي بدأ يَستعيد قوته ببطء، رغم أن عروقه السوداء كانت لا تزال مرئية تحت جلده.
"إلى حيث ينام النساج"، أجاب الشيخ، عيناه تلمعان بِضوءٍ غامض. "أو إلى حيث يستيقظ".
فجأة، اِهتزت الأرض تحت أقدامهم. مِن بعيد، سمعوا صوت انفجارٍ هائل، يَتبعه صراخٌ جماعي. المدينة التي كانت هادئةً منذ ساعات، بدأت تَستيقظ بِرعب.
"انظروا!" صرخت سيرا، تشير إلى الأفق.
مِن بين الأنقاض، خرجت مخلوقاتٌ لم يروها من قبل: كائنات بِأجسادٍ نصف بشرية ونصف معدنية، تتحرك بِسرعةٍ مخيفة، وعيونها تلمع بِضوءٍ قرمزي.
"هذه ليست مخلوقات... إنها ذكريات"، قال كايلن، وهو يشعر بأن الخيط داخل صدره يَشدُّه نحوها. "ذكريات مَن سكنوا هنا قبلنا".
بينما كان الآخرون يَستعدون للقتال، وقف كايلن مكانه، يَشعر بأن الخيط يَنسج ذكرياتٍ غريبة في رأسه:
- **رأى نفسه طفلًا يلعب في حقلٍ مِن النجوم.**
- **سمع صوت أمه تُهمس: "أنت لستَ مِن هنا... أنت الجسر".**
- **شعر بأن جسده يَتمدد، يَصبح أكبر مِن العالم نفسه.**
"لا أستطيع... هذا أكبر مِنّي"، همس كايلن، بينما يَسقط على ركبتيه.
سيرا اقتربت منه، وضعت يدها على كتفه. "أنت لست وحدك... نحن هنا معك".
المخلوقات اقتربت، صراخها يَملأ الهواء بِرعبٍ لا يُطاق. خالد قفز إلى الأمام، سيفه يلمع بِضوءٍ أسود، بينما إسماعيل بدأ يَهمس بِكلماتٍ سحرية، تَخلق حاجزًا مِن نار حولهم.
لكن المخلوقات لم تكن تهاجم... بل كانت تَصرخ:
"أنقذونا... أنقذونا مِن الخيط!"
كايلن شعر بأن الخيط في صدره يَنبض بقوة، ثم فجأة... اِنْفجر.
الضوء القرمزي اِنْسكب مِن صدر كايلن، يَملأ الغرفة بِأشكالٍ غريبة:
- **رجلٌ بِوجهٍ نصفه آلة، يبكي دموعًا مِن زجاج.**
- **امرأة تَحمل طفلًا مِن ضباب، تَهمس: "هذا ليس عدلًا".**
- **كائنٌ بِألف عين، يَصرخ: "أنت الخيط الأخير!".**
كايلن صرخ: "ماذا تريدون مِنّي؟!"
الكائنات اِختفت، وظهر مكانها بابٌ مِن نور قرمزي.
"هذا هو الجسر"، قال الشيخ العجوز، عيناه تلمعان بِدموعٍ غريبة. "عبره... أو اِحرقه".
كايلن نظر إلى الباب، ثم إلى أصدقائه. "ماذا لو كان هذا هو الفخ؟"
سيرا أمسكت يده. "ماذا لو كان الخلاص؟"
قبل أن يقرروا، اِنْفجر الباب، وخرج منه... شيءٌ لا يُوصف.