أصيب تشن شوزي وتشن منغيان بالصدمة الشديدة ليس من معرفة لين يانتيان لاسمهما بل لمعرفة هويتهما كعضوين في فرقة النسر المحلق لأن هذه معلومات سرية للغاية ولا يمكن تسريبها بسهولة
لم يخففا من حذرهما لكنهما تبعا لين يانتيان بهدوء لأن كلامه يحتمل وجود جدهما كرهينة
بمجرد دخول لين يانتيان مع تشن منغيان وتشن شوزي كانت الخادمة في انتظارهم ويبدوا أن هذه الخادمة كانت موجودة طوال الوقت لكن لسبب ما لم تتدخل لتوقف تشن منغيان وتشن شوزي
انحنت الخادمة باحترام تجاه لين يانتيان قبل أن تنحني قليلا تجاه تشن منغيان وتشن شوزي
صدم هذا المشهد كلا منهما لأنهما يعرفان هذه الخادمة جيدا فهي لم تنحني أبدا لغير جدهما، لا حتى جدهما لم يحظى بمثل هذا الإحترام منها
بينما لم يلتفت لين يانتيان حتى إلى الخادمة وتابع السير
تشن شوزي " باو جياو من هذا الشاب؟ " لم يقاوم تشن شوزي الرغبة في سؤال الخادمة وحتى لو لم يسأل كانت تشن منغيان قد سألت
باو جياو " السيد الشاب السيدة الشابة إنه ضيف مهم للغاية وهو يقيم حاليا هنا هذا كل ما أستطيع قوله إن أردتما معرفة المزيد عليكما سؤال السيد الكبير"
نظر الشابان إلى بعضهما في ذهول وحيرة فجدهما قد تقاعد منذ سنوات ورفض الإنخراط في أي نشاطات لذا ما نوع الشخص الذي كسر كلماته من أجله؟
تابع كل منهما النادلة نحو غرفة المعيشة حيث جلس تشن بنغشان يشاهد الأخبار على التلفاز ومباشرة توجها نحوه لتحيته
" مرحبا جدي لقد عدت "
" أهلا أيها الجد أنا سعيد أنك مازلت بخير "
" هوهوهو، لا تقلقا علي فهذه العظام القديمة ما تزال بصحة جيدة وتستطيع الإستمرار لعشر سنوات كاملة " ضحك تشن بنغشان بسعادة عند رؤية حفيديه الحبيبين، كان لدى تشن بنغشان ابنتان وابن واحد وبالمثل كان ليه حفيدتان وحفيد واحد
من بين أحفاده انظم كل من تشن شوزي وتشن منغيان إلى الجيش سالكين خطى آبائهم بينما قررت تشن ران أن تخطو خطى والدتها وتدخل عالم الأعمال التجارية وقد كانت تملك قدرات ممتازة في هذا المجال
سرعان ما اختفت الابتسامة من وجه تشن بنغشان بمجرد أن تذكر أن لين يانتيان قد دخل قبل لحظة فقط من مجيء حفيديه وشعر ببعض الذعر لأنه يعرف أن حفيديه كانا وقائيين للغاية بالنسبة له لذا سأل مع بعض القلق " أنتما هل أتيتما للتو؟ هل قابلتما شخصا ما عند المدخل؟ "
لاحظ كل منهما توتر تشن بنغشان لذا أجاب تشن شوزي " نعم يا جدي لقد قابلنا طالبا في الثانوية وقد أخبرتنا باو جياو أنه كان ضيفا مهما أتساءل إن كان بإمكانك إخبارنا من هو؟ "
لم يرد تشن بنغشان على سؤال حفيده وسأل مجددا مع المزيد من القلق " أنت لم تسئ إليه أليس كذلك؟ إنه شخص مهم للغاية لا يمكنك تحمل الإساءة إليه "
أدرك تشن شوزي أن لين يانتيان كان شخصا مهما أكثر مما كان يتوقع ' ربما كان عميلا متخفيا يقوم بتنفيذ مهمة سرية وتم الضغط على جدي للمساعدة تحت قسم خدمة الوطن ' باستثناء هذا السبب لم يستطع تشن شوزي التفكير في أي سبب كي يحترم جده شابا صغيرا كهذا فبعد كل شيء كان تشن بنغشان يقدر المواهب الشابة كثيرا لأنها ستكون دعامة الوطن في المستقبل
لكن تشن شوزي مازال واثقا وأجاب بكل فخر وثقة " جدي، لا تقلق مهما كانت خلفيته لن يستطيع فعل أي شيء لنا حتى لو كان عميلا سريا عالي المستوى فبعد كل شيء أنا وأختي قد أصبحنا الآن نسورا ملونة !! "
بشكل غير متوقع ظهر غضب شديد على وجه تشن بنغشان بدل السعادة التي كان يتوقعها تشن شوزي وصرخ بغضب
" تشن شوزي، أنا أسألك هل أسأت إلى السيد لين "
حدق تشن شوزي وتشن منغيان بذهول في جدهما كانت هذه أول مرة على الإطلاق يظهر فيها مثل هذه التعابير وبدا أنه سيقتلهما حقا إن استمر الوضع على حاله
" الجد أـ أنا ...... " فقد تشن شوزي القدرة على الكلام من الصدمة التي تعرض لها ولم يستطع التحدث بشكل جيد بينما لم تستطع تشن منغيان التحدث إطلاقا حينها تذكرا من هو جدهما وتذكرا كل ما فعله في السابق عندما كان في الجيش
سلاب !!
صفع تشن بنغشان تشن شوزي بقوة وقال بقسوة " لا أهتم بما حدث اذهبا واعتذرا له فورا حتى لو اضطررتما للركوع أو أن النتائج لن تعجبكم "
تشن شوزي " حاضر سيدي ! "
تشن منغيان " حاضر سيدي ! "
كان كل من الشابين خائفين للغاية لدرجة أنهما تصرفا كأنهما في معسكر الجيش وانهضا على الفور من أجل الصعود والإعتذار أو أن جدهما قد يشلهما حقا
" السيدان الشابان انتظرا " قبل أن ينهضا من مكانهما تماما أوقفتهما باو جياو
باو جياو " سيدي، لا أعتقد أنها فكرة جيدة أن نزعج السيد لين الآن أقترح أن ننتظر حتى ينزل مجددا "
بدا أن تشن بنغشان قد وصل إلى إدراك مفاجئ وقال " أنت محقة يبدوا أنني لم أستطع التفكير بشكل جيد بسبب الغضب " ثم التفت إلى الشابين وقال ببرود " ابقيا هنا الليلة وإياكما والنوم قبل أن تعتذرا، همبف "
فقد كل من تشن شوزي وتشن منغيان الكلمات لوصف ما حدث للتو لقد كان مجرد شهر واحد منذ آخر زيارة لهما هنا فكيف تغير جدهما وباو جياو بهذه الطريقة؟ لم يبدو تصرفهما مثل الإحترام أبدا بل بدا مثل الخضوع والطاعة
كان هذا تأثير ختم العبيد الذي يجعل السيد أهم من كل شيء بالنسبة للعبد لدرجة أنه سيقتل نفسه وعائلته بالكامل من دون تردد من أجل سيده
ظل تشن منغيان وتشن شوزي جالسين في غرفة المعيشة دون قول أي شيء ولم يكن لديهم سوى الجلوس والإنتظار حتى نزول لين يانتيان، كانوا في البداية قد جاؤوا لإخبار جدهم بترقيتهم إلى نسور ملونة لكنهم لم يتوقعوا الحصول على هذه المعاملة
فرقة النسر المحلق هي أقوى فرقة عميات خاصة تملكها الصين ولا ينظم إليها سوى النخبة من بين النخبة وعدد أعضائها أقل من خمسين شخصا يمكن لكل شخص نجح في امتحان القبول البقاء في الفرقة لسنتين على الأكثر ما لم تتم ترقيته إلى نسر ملون حينها فقط سيظلون أعضاء دائمين في الفرقة
يمكن القول إن النسور الملونين هم الأعضاء الحقيقيون للفرقة أما البقية فهم مجرد مرشحين تحت الإختبار
كان كل من تشن منغيان وتشن شوزي قد التحقوا بالفرقة قبل أقل من سنة لكن تمت ترقيتهم بالفعل وهذا دليل على قدراتهم ومواهبهم
وحصل كل مهما على لون معين يرافق لقب النسر حيث أن تشن شوزي يلقب بالنسر الأخضر لبراعته في التخفي والهجمات المباغتة بينما تلقب تشن منغيان بالنسر الفضي لبراعتها في القنص
" أخي لم تعتقد أن الجد يعامل هذا الشاب باحترام شديد؟ لا أعتقد أن الجد خائف منه فهو كان سابقا حامل لقب النسر الذهبي " سألت تشن منغيان تشن شوزي لأن هذا السؤال كان محيرا وأرادت أن تسمع رأيه
لكن تشن شوزي هز رأسه بهدوء " لا أعرف، لكنني أعتقد أن هذا أمر كبير ولا ينبغي علينا التفكير فيه ألم تري كيف كان الجد غاضبا للغاية؟ بدا كما لو أنه سيقتلنا حقا ربما هذا الشخص خطيرا للغاية وكان الجد خائفا من أن يؤذينا لذا طلب منا الإعتذار "
لم تتفق تشن منغيان مع هذا وقالت " لا أعتقد أنه كان قلقا علينا على الإطلاق بل بدا أنه غاضب منا وأكثر حرصا على ذلك الشاب .... "
فجأة شعر كل من تشن منغيان وتشن شوزي أن أحدا ما قد دخل الفيلا، كونهما من جنود النخبة فإن غرائزهما كانت عالية للغاية إضافة إلى التدريب الذي تلقوه لذا أدركوا على الفور دخول شخص ما