40 - قاعة الكنوز السابعة

بالعودة للمسكن داخل البرج كان أمازاكي يمشي بين الأروقة بملامح فارغة متوجها حيث يفترض أن تكون غرفته…إلا أنه توقف فجأتا في مكان ليس بالبعيد من مدخل غرفته

دون الحاجة للسؤال, على مدى نظره ترى فتى يجلس بشكل مستقيم على كرسي خشبي فاخر الطراز بجانب باب أمازاكي بينما يستمتع بقهوته

الفتى كان له شعر أصفر ذهبي طويل يتناسب بشكل مثالي مع وجهه الوسيم وعيناه الزرقاوين مثل لون المحيط الهادئ تسحر كل من يراهما, بختصار يعطي إنطباعا على أنه أمير الأحلام في قلوب العديد من الفتيات

وأجل…..لقد كان كايل روكزارد

فجأتا بعدما أخذ كايل رشفتا من كوبه رأى أمازاكي واقفا في مكان ليس بعيد منه…لتظهر إبتسامة عريضة على وجهه

"أمازاكي!, صديقي!, يالها من مصادفة جميلة…لما لا تتناول الفطور معي, دعني أأكد لك أن هذه القهوة ليست مثل مثيلاثها لا أظنك سبق وتذوقت مثلها سابقا, تجعلك تشعر وكأنك تحلق فوق السحب و…إلخ"

دعى أمازاكي للجلوس ثم أخذ يثرثر بدون توقف

“يالهي لماذا…”

تمتم أمازاكي بهذه الكلمات بنبرة منزعجة وكأنه كان قد نسي أمره بعدما وضع يده على وجهه…فهو بالكاد إستطاع التخلص من الأميرة والأن هذا الثرثار يتناول فطوره أمام عتبة بابه

“مهلا, هذا يذكرني…أنا لم أتناول شيئا طوال اليوم”

قالها بعدما أخذ لمحتا على طاولة الطعام أمامه المليئة بشتى أنواع الأطباق التي تبدو فاخرتا وغالية ثمن

[بما أنها دعوة مجانية…فلما لا]

بدون أن يرد على ثرثرة كايل جلس في كرسي بشكل مقابل معه ثم أخذ يتناول طعامه مع كوب من القهوة

“أمازاكي كم أنت مخادع…لم أتوقع أنك لم تكن في غرفتك وأنا الذي كنت أريد مفاجأتك بطاولة الطعام هذه”

قالها بينما ينطر لأمازاكي بنظرات حزينة وهو يتناول طعامه

“مهلا…أتعني أنك هنا منذ الصباح”

قالها أمازاكي بملامح مستغربة فبالنظر لموضع الشمس فقط تستطيع التخمين بسهولة أنه منتصف النهار

“أجل أجل…هل تأثرث؟ أنا متأكد أنك كذالك…أن تخرج للإستمتاع وتعود لتكتشف أنك تركت صديقك العزيز ينتظر وحيدا أمام بابك لأجل مفاجئتك, لابد أنك تشعر بالألم داخل قلبك وتريد الإعتذار…آآآه لكن لابأس لاحاجة لهذا, فهكذا يكون الأصدقاء…لابد من التضحية أحيانا”

قالها كايل بنبرة متألمة لكن سعيدة في نفس الوقت

[أأستطيع إبراحه ضربا…]

قالها أمازاكي في نفس بعدما توقف عن الأكل ينظر لملامح كايل الغبية

“لما تنظر لي هكذا يا صديقي…أشعر وكأنك تكرهني لايمكن أن يكون الأمر كذالك, أليس كذالك!؟”

قالها كايل وهو ينظر لأمازاكي بملامح متألمة أكثر

“لا…أنا لا أكرهك, لكن لو حدث وصدمتك عربة في يوم من الأيام, فعلم أنني من يقودها”

قالها أمازاكي ببتسامة مشرقة على وجهه… مما جعل كايل صامتا للحظة إلا أنه تعافى من ذالك بسرعة

“على أي حال لقد أتيت في الوقت المناسب, المدير قام بإعلان سابقا عن إنتهاء الإختبار وعلى الذين تجاوزوه الإجتماع في القاعة تحت الأرضية الموجودة في الجهة الشرقية”

قالها كايل بنية تغيير الموضوع

“الأن بعدما ذكرت الأمر…لا أرى أحدا هنا”

قالها أمازاكي بينما أخذ يلتفت في الأنحاء

“هذا بالطبع لأن الجميع قد ذهب بالفعل… ولم يتبقى إلا أنا وأنت”

قالها كايل وبتسامة بريئة على ملامحه

“….”

لم يرد عليه

“أعلم أعلم, لابد أنك لاتجد الكلمات المناسبة لشكري على هذا الوفاء والإخلاص…حتى أنا أجد نفسي مثأثرا”

(يقصد أنه كان كان ينتظره)

“…”

لم يقل أمازاكي شيئا وإلتفت مغادرا

“أمازاكي!؟ هاي أمازاكي!! إنتظرني…”

قالها بينما يحاول الإسراع بوضع الطاولة وما فيها داخل خاتمه إلا أن أمازاكي لم يتوقف بل أسرع نحو الدرج

[لا أظنني سأتمكن من السيطرة على نفسي إذا ظللت معه ثانية أخرى]

قالها أمازاكي في نفسه بينما يحاول تهدئة غضبه

………………………………………..

في مكان أخر أشبه بقاعة, لا بل كان أضخم وأوسع من أن تتم دعوته بمجرد قاعة لربما ملعب كان ليكون مناسبا أكثر, ترى عددا كبيرا من الأشخاص منتشرين هنا وهناك يقدر عددهم بالخمسين أو ربما أكثر… أكثرهم لفتا للإنتباه هي مجموعتان…المجموعة الأولى كانت تحيط بفتاة ذات شعر أبيض ساحر من مسافة أمنة, بالأحرى لم يتجرأ أحد على الإقتراب أكثر نظرا لكونها أميرة الجان…سيلينا

[يبدو أنها مشهورة كالعادة]

تمتم أمازاكي بهذه الكلمات بنبرة ساخرة بعدما نظر بإتجاهها

إلا أنه وقبل أن يبعد نظره عنها إلتفتت بوجهها نحوه وإبتسمت إبتسامة خفيفة

“وااااه!!! أرأيت هذا! لقد إبتسمت بإتجاهي!”

قالها أحد الفتيان حول أمازاكي ليرد الأخر أيضا

“ما الذي تخرف بشأنه أيها الغبي! من الواضح أنها إبتسمت ناحيتي!”

“أنظر لوجهك في المرآة أولا قبل أن تتحدث!”

قالها الأخر بسخرية

“ما الذي قلته أيها السافل!؟”

رد عليه الأخر بغضب

“ماذا!, أتريد القتال!؟”

رد عليه بنبرة غاضبة ومتحدية ثم أخذا يتعاركان

وأمازاكي في الجانب لم يسعه شيء غير هز رأسه

[صدق من قال أن الجمال لايجلب سوى الكوارث]

قالها أمازاكي في نفسه ثم إلتفت للمجموعة الأخرى

المجموعة الثانية كانت مختلفة بسبب بروزها الواضح, بالأحرى كان من المستحيل عدم ملاحظتها

“أين المدير!؟…نريد تفسيرا!”

“هذا لم يكن عادلا!”

“لقد كدت أفقد حياتي هناك!”

“أكنتم تحاولون قتلنا!”

“ألم يكن يفترض به أن يكون مجرد إختبار!”

“اللعنة عليكم!! صديقي مات هناك!”

“فقدت صديقتي بسببكم!”

كانت المجموعة تصرخ بغضب وحزن نحو عجوز أصلع, إلا أن ذالك العجوز لايبدو مكثرثا بكلماتهم…بالأحرى بدى وكأنه يحاول منع نفسه من قتلهم…بعدما نظر أمازاكي لملامح هذا العجوز تذكر أنه نفسه في وقت التسجيل للإختبار

*

“الإختبار…….هل كان صعبا؟”

قالها صوت هادئ إلا أنه مهيب يجعل اللحم يقشعر, صدى صوت هذه الكلمات رن في أذن جميع الحاضرين بوضوح

لم يكن العجوز هو صاحب الصوت لأنه وبعد إنهاء هذه كلمات, أظهر صاحب الصوت نفسه فجأتا من العدم ومعه ظهرت بضع فراشات زرقاء اللون ثم أخذ يرمق الجميع بنظرات باردة…لقد كان رجلا في منتصف العمر يمتلك شعرا رماديا طغى عليه الزمن إلا أنه مع ذالك ما يزال يحتفظ بوجه وسيم إلا حد ما وعينان زرقاوين حادتين تظهران هيبته … أجل لقد كان المدير

“…….”

صمت, أصبحت القاعة صامتتا لدرجة أنك تستطيع سماع صوت نَفَسِكْ…إلا أنه بعد فترة وجيزة تعافى بعضهم شيئا فشيئا ثم أخذو يجيبون

“أ……”

“…أ..أجل…!”

“أجل أجل!!”

“الإختبار لم يكن صعبا فقط بل كان جنونا!”

عادت هتافاتهم وغضبهم لما كانت عليه

“إذن…ماذا كنت تتوقعون؟”

سأل المدير مجددا بملامح باردة

“….”

صمت, هم ببساطة لم يعلمو كيف عليهم أن يجيبو على هذا السؤال

“فقط ماذا تظنون هذا المكان؟ أتعلمون حتى ما الهدف منه!؟”

قبل أن يتمكنو من تَدارك أنفسهم حتى سأل المدير مجددا, صوته يصبح أبرد وأبرد بعد كل كلمة

“………..” ومجددا صمت

“الأكادمية العسكرية!…هل تستهينون بهذا الإسم!؟ أتظنونه لجذب الإنتباه؟!”

“…..”

“أنا أتحدث فأجيبوني, أتظنون أنكم هنا للعبث في الأنحاء”

“……..”

“لاتغترو بنفسكم!, أنتم هنا لإثباث أنفسكم!…أنتم هنا لتصبحو أبطالا!”

“على ما يبدو أنتم لاتعلمون حتى وزن هذه الكلمة…لاتعلمون المسؤولية المترتبة عنها”

“لو كنت أريد أشخاصا لايعلمون سوى النباح لكنت أسميت هذه الأكادمية بأكادمية الكلاب!!!”

أنهى كلامه بنبرة غاضبة بينما أنذ يرمقهمم بنظرات حادة

“….”

صمت…أصبح الهواء ثقيلا لدرجة أن لاأحد منه تجرأ على تنفس حتى

لم يكن السبب الوحيد هو الخوف بل شعور أخر, شعور أشبه بالخزي والعار داخل صدورهم

برؤية أمازاكي لهذا لم يسع شيء غير الإبتسام

“هذا المدير خبيث حقا…إستطاع تغيير موقفهم ببضع كلمات فقط”

قالها أمازاكي بينما ينظر بإتجاه المدير وبتسامة عريضة على ملامحه…فبعد كل شيء هو مازال يستهدفه

“حسنا حسنا, لنضع هذا جانبا…لابد أنكم تتسائلون عن سبب دعوتكم لهذا المكان”

قالها المدير بعدما تغيرت ملامحه لإبتسامة خفيفة ثم بفرقعة من أصابعه أخذت القاعة بأكملها تهتز ثم بدأت الجدران تتحرك نحو الأعلى ببطء كاشفتا على عدة غرف صغيرة لكنها كانت كثيرة لما يزيد على 400 غرفة…كل غرفة تحوي شيئا ما…شيئا أشبه بأداة

“هذا المكان!….أيعقل أننا!…في أحد قاعات الكنوز التسعة الخاصة بالأكادمية!!”

قالها أحد الحاضرين ومعالم الإندهاش مسيطرة على ملامحه غير مصدق ما يراه

“تماما…”

قالها المدير وكأنه سمع ماقاله ثم أكمل

“مرحبا بكم في قاعة الكنوز السابعة!”

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××


صورة للمدير…إذا كنتم قد نسيتم أمره

58427074201703171543572499810685173_056

لدعمي ودعم الرواية من هنا

http://bc.vc/DhTZxEt



شكرا لدعمكم

ولاتبخلو علي بآرائكم

Satou تأليف

2018/04/23 · 2,409 مشاهدة · 1187 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024