للمرة الأولى بعد مغادرتنا لمملكة ديميتري وصلنا أخيرًا إلى مدينة هيلان وأقمنا في إحدى النزل
تم تخصيص غرفة لكل منا وتناولنا وجبة دسمة لأول مرة منذ فترة طويلة.
كان الأطفال يشعون بالحماسة لأنهم تمكنوا أخيراً من النوم في فراش ناعم ومريح، وأنا كنت متشوقة كذلك.
لقد اتفق جميع الاطفال معًا بشكل جيد وتشاركوا الغرف معًا
ما عداي..
"هل أنا وحش أو شيء من هذا القبيل؟"
الفتاة التي كان من المفترض أن تشاركني نفس الغرفة اشتكت وبكت قائلة أنها لا تحب جيني كرويل وأنها تفضل الموت على البقاء معي في نفس المكان، لذلك انتهى بي الأمر إلى استخدام الغرفة بمفردي.
ما هذا بحق خالق الجحيم..
على كل حال إنه شيء لطيف إذا كنت سأقيم في غرفة واسعة ومزودجة ذات سريران كهذه بمفردي فقط!
[لتبتهجي يا سيدتي! فأنا هنا معكِ]
"من طلب مواساتك أنت!"
[لكن يبدو لي أنكِ منبوذة...]
"اخرس! اصمت! أنا أكره الأطفال على كل حال!"
[سيدتي هي طفلة أيضًا..]
أنا سأقتلك..!!
بينما كنت أصُر على أسناني بقوة وأحدق فيه شزرًا كانت الشرارات تتطاير من عيناي، عندما رآني هكذا سكت راي ولم يتكلم أكثر.
الشخص الوحيد الذي اعتدت على العيش معه بشكل أساسي هو راي فقط
وكان دائمًا ما يغضبني بهذا الشكل.
"لا تواسيني دون أن أطلب منك أن تفعل ذلك! هل هذا مفهوم؟"
[نعم...]
"إنه أمر مزعج بجدية"
لا أستطيع أن أصدق أنني منزعجة جدًا فقط لمجرد أنني تعرضت للنبذ من قبل حفنة من الأطفال.
عندما كنت في الأكاديمية، لم يكن عدم وجود أي أصدقاء مشكلة كبيرة حقًا.
ولكن بمجرد أن خرجت من الأكاديمية، أصبح الأمر أكثر إزعاجًا. لم أتوقع أبدًا أن دور ميا كصديقة لي كان بهذه الأهمية.
ومع ذلك، لم يكن لدي أي نية للتودد إلى الأطفال أو أن أصبح قريبة منهم.
كنت أفضل أن أبقى وحيدة بدلاً من القيام بشيء يمكن أن يجرح كبريائي.
جلست بمفردي في الغرفة المزدوجة مقنعة نفسي أنني أحب البقاء لوحدي هكذا.
ولكن كان ذلك بلا فائدة تذكر.
أن أكون وحيدة بإرادتي الخاصة، وأن أكون وحيدة لأن أحدًا ما رفضني، كانا أمران مختلفان تمامًا.
لماذا الغرفة المزدوجة فسيحة للغاية بدون داع؟
كان من الأفضل أن تعطوني غرفة بسرير واحد فقط.
لكن لا توجد غرف فردية شاغرة، كل شيء يجري بشكل سيء.
في النهاية، لم أستطع التحمل أكثر ونهضت من سريري.
"دعنا نخرج راي"
شعرت وكأنني سوف أفقد السيطرة على اعصابي إذا استمريت في الجلوس في حالة إحباط هكذا.
لقد نمت نومًا عميقًا بالفعل مسبقًا لذا لم أستطع النوم، وكنا لا نزال في منتصف النهار.
علاوة على ذلك، عندما أفكر في الأمر بجدية، هذه هي أول مرة في حياتي أكون فيها خارج ديميتري.
في هذه المرحلة، أردت أن أستكشف القرية.
***
غرفتي كانت في الطابق الثالث وغرف المعلمين في الطابق الثاني.
ويوجد هناك مكتب استقبال ومطعم في الطابق الأول.
تم إمساكي أثناء مروري بالطابق الثاني.
"جيني كرويل؟ إلى أين أنتِ ذاهبة؟"
إنه صوت لم أرد سماعه حقًا.
الشخص الذي أمسك بي كان معلم صف القتال، وهو إحدى المعلمين الذين رافقونا كمشرفين على الطلاب المشاركين في المهرجان.
لقد أظهر عداءًا واضحًا تجاهي، ربما فعل ذلك بسبب ليو.
لا تعاملني وكأنني شخص بالغ.
"أردت فقط أن أتجول في السوق"
"ومن أعطاكِ الإذن بذلك؟"
"ألا أستطيع؟"
"بالطبع لا، أعتقد أنكِ لا تعرفين ما مدى خطورة العالم في الخارج، إنه أمر غير مقبول على الإطلاق أن نسمح لطفلة أن تتجول بمفردها في مكان جديد و غير مألوف، أنا مسؤول عن ضمان سلامتكِ هنا لذا فلتعودي إلى غرفتكِ الآن ولتجلسي هناك بهدوء..."
"سيد دينيل"
سكت المعلم المجهول دينيل من قسم القتال فجأة وهو الذي كان على وشك إعلان حظر خروجي بنبرة ساخرة عندما رأى السيدة إيريتو من قسم الاقتصاد والتي ظهرت في الوقت المناسب تمامًا.
كانت تلك هي المرة الأولى التي أعرف فيها أن اسم ذلك المعلم هو دينيل.
ومع ذلك، كنت أعرف السيدة إيريتو التي كانت تعيش معي في نفس المبنى منذ فترة طويلة.
"حسب ما أعرفه هو إنه يمكن للطلاب الخروج إذا كانوا بمرافقة فارس، هل أنا مخطئة في ذلك؟"
"آه... همم، هل كان الأمر كذلك؟"
"نعم، لقد كان الأطفال في صف القتال متحمسين للغاية وسرعان ما خرجوا بمجرد وصولنا للنزل، كما هو متوقع منهم فهم من الفريق الرياضي لذا يبدو أنهم يتمتعون بقوة بدنية جيدة"
كانت السيدة إيريتو ترتدي نظارات وهو أمر نادر هنا، وهي عالمة ذات هالة توحي بالذكاء والثقافة، لقد كانت أنيقة في كلا من كلامها وسلوكها.
لقد كانت إحدى أساتذتي المفضلين لدي.
"صحيح لابد أنني نسيت ذلك! هل تريدين الخروج يا آنسة جيني؟"
معلم صف القتال الذي تظاهر بأنه سعيد بتعليقها بدأ فجأة يتصرف بلطف، أوه، هل قلتم أن اسمه دينيل؟
على الرغم من أنني لم أحبه على الإطلاق.
انطلاقًا من حقيقة أنه كان يحمر خجلاً ويحدق بعينيه بها ويزيح بصره بأستمرار قد يكون السيد دينيل معجب بالسيدة إيريتو...
"آنسة جيني؟ سمعت أنكِ تستخدمين الغرفة بمفردكِ"
"هذا ما حدث."
"إذا كان الأمر على ما يرام معكِ ما رأيكِ أن تأتي إلى غرفتي؟ أنا أيضًا أبقى في الغرفة بمفردي"
بدأ من المؤكد تمامًا أن دينيل كان يحب إيريتو.
عندما دعُيت إلى مشاركة الغرفة مع السيدة إيريتو، بدأ غيورًا جدًا مني.
"لا شكرًا لكِ، أنا بخير لوحدي"
"حسنًا، دعيني أعلم إذا كنتِ بحاجة إلى أي مساعدة"
"نعم، إذا كنت سأخرج فأنا احتاج فقط لفارس واحد لمرافقتي؟"
"اجل هذا للأستعداد لأي خطر محتمل لأن القرى المحيطة بنا ليست آمنة كثيرًا. إذا نزلتِ إلى المطعم في الطابق الأول ستجدين قائد الفرسان هناك، لذا تحدثي معه."
بعد كل شيء، السيدة الجميلة واللطيفة هي الأفضل.
ألقيت نظرة سريعة على السيدة إيريتو، التي كانت تبتسم بهدوء، ثم رأيت السيد دينيل يقف بجواري مباشرةً، وكما لو كنت أتباهى، حركت قدمي ببطء وسقطت بين ذراعي المعلمة إيريتو.
"شكرًا لك يا معلمة! هذا لطف منكِ حقًا، أنا حزينة جدًا لأن زملائي في الوفد يكرهونني"
"يا إلهي..الجميع يسيئون الفهم، الآنسة جيني هي طالبة جيدة، هل أنتِ متأكدة أنكِ لا تمانعي حقًا أن تبقي في الغرفة بمفردكِ؟"
"إذا شعرت بالوحدة، هل يمكنني أن آتي لزيارتكِ في الليل؟"
"بالتأكيد"
أنتِ لطيفة.
عانقت السيدة إيريتو وابتسمت لدينيل.
شددت على كلمة "ليل" ودفنت وجهي في المنطقة الوسطى التي تقع ما بين بطنها الناعم وصدرها بقدر ما أردت.
ارتعشت خدود دينيل مع تعبير ينم عن استنكار شديد، لكنني أصبحت مرتاحة أكثر.
كان كوني طفلة أمرًا مريحًا في مثل هذه الأوقات.
هل انت تغار مني؟
يجب عليك أن تكون غيورًا.
وبينما كنت أبتسم، كان لدينيل نظرة على وجهه جعلتني أتساءل عما إذا كان هناك شيء بغيض في هذا الأمر.
***
عندما نزلت إلى المطعم رأيت فرساناً مسلحين بالكامل رغم أننا بداخل النزل.
كنت أراهم كل يوم، والآن بدا الجميع مألوفين، ولم يكن من الصعب العثور على قائد الفرسان بينهم.
كل ما علي فعله هو العثور على الشخص الذي يبدو الأكثر فخرًا.
"إنه هناك"
[سيدتي، سيف ذلك الفارس...]
[لا]
هل سمعتموه؟ كلما رأى سيفًا رائعًا، لم يستطع مقاومة رغبته بأكله كله.
أي شخص يراه سوف يعتقد أنه يتضور جوعًا.
كان قائد الفرسان الذي كان يجلس في أفضل مقعد في المطعم يقرأ كتاباً بطريقة غير ملائمة، ومهما نظرت إليه فهو يقرأ للاستعراض لا أكثر.
والدليل على ذلك أنني عندما اقتربت منه أغلق الكتاب بملل شديد.
نظرت إلى عنوان الكتاب وأومأت برأسي قائلة بنفسي نعم بالطبع أن ذلك ما يناسبه.
「1,253 طريقة لترويض المرؤوس المغرور.」
من أين أتى هذا الرقم، 1,253 بحق خالق السماء؟
"ماذا تريدين؟"
وبما أنه قائد الفرسان، لقد خاطبني بكل أريحية وبدون أي رسمية، يستخدم الفرسان الآخرون دائمًا لغة مهذبة ورسمية.
"أريد الخروج، قالت لي المعلمة أن أذهب لرؤية القائد"
"همم."
لم أرى ذلك بالتفصيل لكن للوهلة الأولى شعرت أن قائد الفرسان كان شخصًا متسلطًا إلى حد ما.
لأنه كان دائمًا ما يوبخ شخصًا ما.
لا أعرف ما إذا كان السبب هو أن ترتيب الفرسان كان صارمًا في الأصل.
"من أي قسم أنتِ؟"
"لماذا تسأل؟"
"أجيبي على السؤال أولاً"
"إنه قسم مستخدمي الأرواح"
"الأرواح؟ آه، أنتِ تلك الفتاة"
يبدو أنه يسخر مني بشكل مباشر، هل قائد الفرسان مثل السيد دينيل أيضًا؟
ذلك النوع من الأشخاص الذين لا يحبونني.
"في هذه الحالة، أعتقد أنه يجب علي تعيين فارسان على وجه الخصوص"
"هاه؟ شخص واحد يكفي!"
"لأن الروحانيين يمتلكون أجساد ضعيفة،كوني ممتنة بصمت لمعروفي! أنت هناك.. استدعي اولئك الرجال"
"وغد"
هؤلاء الرجال الذين يستخدمون السيوف يحتقرون الروحانيين بشكل خاص.
أنا أشعر بالأستياء، الأرواح ليست ضعيفة!
بطريقة ما..بطريقة ما...
كانت الكرات المائية ضعيفة بالتأكيد.
تنهد.
"ماذا قلتِ للتو؟"
"ما الذي قلته؟"
"أعتقد أنني بالتأكيد سمعتك تقولين أنني وغد"
"وغد؟ أنا قلت ذلك؟ مستحيل، لماذا أصف القائد بالوغد؟ إنه ليس وغد، أعتقد أنك تتوهم لأنك سمعت الناس في كثير من الأحيان يقولون إنك وغد"
" توقفي، لا تعاملي الكبار وكأنهم حمقى!"
هل كررت هذا كثيرًا؟
واو، أشعر وكأن لدي عدوًا.
لكنه مجرد وغد
أنا فقط أكره الأشخاص المتعجرفين.
من الصعب أن أتحمل الأشياء التي لا أحبها.
"لكنك لا تتصرف حسب عمرك"
"ليس هناك شيء لا تستطيعين قوله، أنتِ وقحة جدًا."
"أنا ذكية بعض الشيء، أليس كذلك؟"
إنه جاهل، كانت لديه تلك النظرة في عينيه التي تبدو وكأنه على وشك أن يضرب أي أحد لولا أنني كنت طفلة.
لو كنت إحدى مرؤوسيه المباشرين، كان سيلكمني بالتأكيد.
لكنني كنت طالبة صغيرة، ونبيلة حتى
بل أنني كنت تلك الطالبة التي أولاها الملك اهتمامًا خاصًا.
لم يكن بإمكان قائد الفرسان أن يفعل أي شيء آخر سوى أن ينظر إلي بحدة والشرر يتطاير من عينيه.
عندما رأيته وهو يخوض معركة تحديق خطيرة بالعيون مع طفل يبلغ من العمر عشر سنوات، كان من الواضح أنه لم يكن ذو أهمية.
بينما كنا نخوض حرب أعصاب غريبة، اقترب منا ثلاثة فرسان.
"كابتن، لقد أحضرتهم إلى هنا."
"همف، حسنًا، هانسن، فيلو؟ ألقوا التحية، هذه الآنسة ذاهبة للخارج"
أليس من المفترض أن يحترم الفرسان سيداتهم؟
قائد الفرسان هذا لا يمتلك أي أساسيات!
هذا الجسد هو جسد آنسة نبيلة بالطبع.
"مرحبا، أنا هانسن من فرقة الفرسان الخامسة"
"وأنا فيلو من فرقة الفرسان الخامسة"
عندما تساءلت لماذا كان قائد الفرسان يبتسم، أدركت أن الفرسان اللذين أحضرهما كانا من عامة الناس.
لقد كان شيئًا يمكن معرفته بمجرد سماع الاسم فقط، أن مرافقة فارس من عامة الناس أمرًا لا يستطيع البعض تحمله.
كلما ارتفعت مكانة السيدة، كلما اعتبرته أمر مهين أكثر.
"اوه"
"إذا كنتِ غير راضية عن حقيقة أنهم فرسان عاديون، فإنني أنصحكِ بعدم الخروج، هما الوحيدان المناسبان لقسم مستخدمي الأرواح"
ما أدهشني ليس لأنه أحضر فرسانًا من عامة الناس، بل لأنهما بدوا مألوفين بشكل خاص.
الفارسان ذوو الشعر الأحمر والشعر البني الذين بدوا خائفين إلى حد ما هم الذين أعطيتهم الماء من قبل.
ومع ذلك، شعرت ببعض السعادة لرؤية أشخاص مألوفين.
اتسعت أعينهم عندما رأوني كما لو أنهم تعرفوا علي أيضًا.
عندما رأيتهما مرة أخرى هما من بين العديد من الفرسان، اعتقدت أنه ربما كان هناك رابطة ما بيننا.
نهاية الفصل.
قراءة ممتعة💗
اشملوا اهل غزة بدعواتكم، ادعموهم وانشروا عنهم في كل مكان، لا تنسوا حملة المقاطعة للمنتجات الصهيونية🇵🇸🇵🇸🇵🇸🇵🇸