***
"يا آنسة! إنه وقت العشاء"
"نعم انا قادمة"
على الرغم من أن الوقت كان مبكرًا بعض الشيء في المساء، إلا أنني كنت جائعة لذا كنت سعيدة جدًا بسماع *الحوذي* يخبرني ان موعد تناول العشاء قد حان.
كان الطريق إلى المدينة التالية طويلًا ووعرًا كالمعتاد.
بالنسبة للأطفال مثلي الذين كانوا يمتلكون جسد ضعيف، كان السفر لمسافات طويلة يشكل صعوبة في حد ذاته.
بالطبع، أثناء السفر في نفس العربة، غالبًا ما ينزل الأطفال في قسم الرياضة من العربة ويقومون بالتحدث إلى الحوذيين، أو يمشون، أو يحصلون على بعض الوقت للإحماء.
[سيدتي، عشاء الليلة عبارة عن يخنة بالكريمة]
[حقًا؟ أنا أحب هذه الأكلة]
راي الذي سبقني ونظر إلى القائمة اعطاني خبرًا جيدًا.
ربما لأنه لم يمضي وقت طويل منذ أن قامت القرية السابقة بتزويدنا بالمكونات الغذائية اللازمة، لذا كانت الوجبة غنية جدًا اليوم.
نزلت من العربة وذهبت لكي اصطف في طابور توزيع الوجبات.
تم تقسيم الطابور إلى قسمين، الصفوف العامة من جهة وصفوف قسم الرياضة من جهة أخرى.
لم يكن في الأصل طابورًا منفصلاً، لكن قسم الرياضة والقسم العام كانا يميلان إلى الحذر من بعضهما البعض لذلك كانا منفصلين بشكل طبيعي بهذا الشكل.
على الرغم من أن أحداً لم يأمر بذلك، تم توزيع الوجبات في طابورين منفصلين.
بالطبع، انا وقفت في طابور القسم العام الذي كنت فيه.
"إنها هي، هي"
"انها تلك الفتاة التي كادت ان تقتل على يد سرب النحل"
"حقا؟ اعتقدت أنها كانت سيئة الحظ ولكن ماذا حدث بالضبط؟"
كنت أسمع الأطفال في صف الرياضة الذين يقفون في الطابور بجانبي وهم يهمسون.
أنا لا أتعب منهم أبدًا.
الآن بعد أن افكر في الأمر، معظم الأطفال الذين يسخرون مني هم في فصل الرياضة.
الأطفال في القسم العام لم يشتموني، لكنهم لم يقتربوا مني أيضًا.
لقد كانت حقيقة لا مفر منها أنني لم أتمكن من الانسجام مع زملائي في الأكاديمية وأنني كنت منبوذة بعض الشيء.
ودون أن أدرك، جاء دوري وأُعطيت يخنة لذيذة وخبزًا وتفاحة.
ألقيت نظرة سريعة على الأطفال الجالسين تحت الشجرة والذين يأكلون معًا، ثم استدرت عائدة إلى العربة.
"أيتها القاتلة"
لكن لفت انتباهي خصوصًا من بين كل الأصوات صوت واحد واضح.
دون وعي مني، تلقائيًا ما توقفت عن المشي وأدرت رأسي لأجد صاحب هذا الصوت.
دعونا نرى من هو
انه صوت هذا الطفل بحجم الفأر...
كنت أتحكم في تعابير وجهي، لكنني لم أستطع أن أمنع زوايا فمي من الارتعاش.
كان هناك صبي ذو شعر أرجواني يحدق بي بشراسة.
للوهلة الأولى، بدا وكأنه يريد التباهي بمدى شجاعته أمامي.
"أنا أقصدكِ أنتِ، لقد سمعت أنكِ قتلتِ شخصا ما؟"
في الواقع إذا اردنا التحديد بدقة، أنا لم أقتلهم تقنيًا
أيها الوغد الأرجواني الغبي.
"لقد سمعت كل شيء من البالغين"
"وإذا؟"
"ماذا تقصدين بإذا؟ أن قتل الناس أمر سيء، ألا تعرفين ذلك؟ يقولون أن الأطفال في القسم العام موهوبون، ولكن يبدو أن هذا ليس صحيحًا، يبدو انكم مجرد اغبياء"
من هذا الغبي الذي يصفنا بأننا اغبياء؟
بدا ذو الشعر الأرجواني مألوفًا جدًا بالنسبة لي، لأنه كان دائمًا في مركز المجموعة التي تنتقدني باستمرار.
بالنظر إلى حقيقة أنه كان يرتدي قفازات رقيقة على يديه، بدا وكأنه من قسم الفنون القتالية، هناك احتمال كبير أنه كان صديقًا لـ ليو الذي تم إقصاؤه بسببي.
لابد أن هذا الفتى الصغير كان يريدني أن أشعر بالصدمة من اتهامه لي وأن أركض باكية، لكنني كنت منزعجة فحسب لا أكثر.
أعتقد أن هذا الولد لم يكن يعرف مدى سوء مزاجي.
"من الذي قرر أن قتل الناس هو شيء خاطئ بالضرورة؟"
"ذلك واضح، إنه المنطق السليم الذي يقول ذلك!"
"مهلا، هل تظن أنك لن تقتل أي شخص في المستقبل بغض النظر عن الوضع الذي قد تكون فيه؟"
"بالطبع، أنا سأكون إنساناً صالحاً يحل العنف عن طريق الحوار"
"بفففففت"
هل هذا ممكن حقا؟ ليس في أي مكان آخر، بل في هذا العالم بالذات...
"على ماذا تضحكين...!"
إذا كان هناك شيء واحد أدركته من خلال هذه الحادثة، فهو أن هذا العالم كان أكثر خطورة وشراسة من العالم الذي عشت فيه من قبل.
إنه عالم يتبع بدقة قانون البقاء للأقوى.
لم يكن البشر أقوى المخلوقات، لكنهم مع ذلك كانوا مستبدين وعنيفين وبدائيين.
كانت هناك زاوية فوضوية، لذلك كان هناك عنف أقوى لقمعها.
إن حقيقة قدرة النبلاء على قطع رؤوس عامة الناس بهذه السهولة بدت وكأنها عصر مرعب.
لم يكن هناك خيار سوى القيام بالقتل أولا من أجل العيش.
لقد كنت طفلة محمية طوال هذا الوقت.
اكتشفت أن الأكاديمية عبارة عن قفص آمن ودافئ، وأن جميع أنواع المخاطر تكمن على بعد خطوة واحدة من الخارج فقط.
كان هناك سبب وجيه وراء انسجام النبلاء مع بعضهم البعض بهذه الطريقة.
"أعتقد أن فكرتك رائعة حقًا، حسنًا، سأقوم بأرسال رسالة إلى سرب النحل وأخبرهم أنني أعرف طفلاً مستعد للموت بسلام بدون أي مقاومة، سيكونون سعداء للغاية بسماع هذا"
"ماذا؟...."
"ييدو أن سرب النحل يحبون النبلاء الصغار"
"من سيخاف من شيء كهذا؟ هذا مقرف أيتها القاتلة!"
مهلا، أن ساقيك ترتعشان.
"هؤلاء الناس إنهم يكرهون النبلاء، لذا انهم يظنون انه من الأفضل إبادتنا كليًا..."
"فلتخرسي! اخرسي!"
لقد اقتربت منه خطوة واحدة.
"أتعرف ماذا؟ ان سرب النحل يشربون الكحول من مقل عيون النبلاء الذين قتلوهم"
"ل... لا تكذبي علي!"
بالطبع لقد اختلقت هذه القصص للتو، انا اعرف الكثير من قصص الأشباح التي قد يخاف منها الأطفال، إنه أمر أساسي إذا كنت طالبًا في كوريا.
"وسمعت إنهم يضعون الرأس المقطوع على الرف كزينة"
"لااااااا، سيد دينيل!"
لم أبدأ حتى في الحديث عن الأشياء المخيفة حقًا، لكنك هربت لأنك جبان.
"جيني كروويل!"
فررت هاربة بعد أن رأيته يشتكي علي، تنهدت وبدأت في اكل الخبز.
عندما أخبرته عن الرأس المقطوعة، فقدت شهيتي أنا أيضًا.
***
كان ذلك عندما كنت أجلس وحدي في العربة أتناول عشائي.
[سيدتي هن...]
وفجأة فُتح باب العربة واقتحمت فتاة غريبة عربتي دون إذن.
كان ذلك سريعًا جدًا قبل ان يتمكن راي حتى من قيامه بدور جهاز الاتصال الداخلي الخاص بي.
"من أنتِ...؟"
"مرحبا"
"انتظري لحظة، لا يمكنكِ الدخول إلى عربة شخص آخر كما يحلو لكِ..."
"هل تحبين الحلويات؟ إنها ليست شيئًا مميزًا ولكنني انني اقدمها كهدية لكِ"
بدت الفتاة ذات الشعر الوردي الجميل وقحة للغاية.
ما قدمته بثقة هو علبة شوكولاتة عليها كتابة فاخرة وملفتة للنظر.
"اعتبري نفسكِ في عربتكِ وأرتاحي جيدًا"
"شكرًا لكِ"
كان من المستحيل علي أن أفوت الفرصة بهذه الطريقة عندما يعطيني أحدهم شيئًا مثل الحلوى، لأنه في هذا العالم، كانت الشوكولاتة حلوى فاخرة للغاية وكانت باهظة للغاية حتى بالنسبة للنبلاء.
لقد كانت وجبة خفيفة راقية لم أتناولها من قبل
ولكنها لم تعطني حبة واحدة أو اثنتين فقط، بل انها قدمت لي صندوقًا كاملاً!
"هل لا بأس في أن تعطيني كل هذا حقًا؟"
المواد الخام نفسها كانت ثمينة، وبما أن الشوكولاتة تذوب بسهولة فلقد كان من الصعب تخزينها، لذلك لابد أن تكون باهظة الثمن
لأنه في هذا العالم لا يوجد شيء اسمه ثلاجة أو فريزر.
"نعم! يمكنكِ أن تأكليها كلها"
وبدون تردد، قمت بتمزيق العبوة أثناء جلوسي.
عندما تناولت قضمة من الشوكولاتة التي عليها صور صغيرة، تساءلت عما إذا كان هذا هو ما شعر به راي عندما رأى المعادن النادرة.
"أنا سعيدة لأنكِ تحبين الشوكولاتة!"
"لا يمكنني آكلها دومًا لأنه من الصعب الحصول عليها"
الفتاة التي كانت تنظر إلي بابتسامة سعيدة ذكّرتني برؤيتها عدة مرات في صف الكيمياء
إنها لا تعرفني جيدًا، لكنها قد تكون قريبة من ميا.
"لقد تذكرت، أنتِ من قسم الكيمياء، هل أنتِ صديقة ميا؟"
"الأمر ليس كذلك، ولكن أريد أن أسألكِ شيئا يا جيني"
"هاه؟ كيف تعرفين اسمي ونحن لم نلتقي من قبل؟..."
"اسمي الكامل هو إيروز بيرو....هل سمعتِ عن بيرو من قبل؟ عائلتي هي العائلة التي تصنع الشوكولاتة"
"اسأليني أي شيء، ما الذي يثير فضولكِ؟"
تبادر إلى ذهني معلومتان في نفس الوقت
هناك عائلة تمتلك ثروة هائلة تدعى بيرو، وان ميا تعتبر إيروز منافسة لها.
كثيرًا ما كانت تحدثني عن إيروز، لذلك على الرغم من أنني لم أكن أعرف وجهها، إلا أنني كنت أعرف اسمها بالتأكيد.
"أمم، لدي الكثير من الأسئلة، هل لا بأس بذلك معكِ؟"
"سأستمع إليكِ حتى أنتهي من أكل كل هذه الشوكولاتة"
"كم عدد علب الشوكولاتة التي يمكنني أن أقدمها لكِ مقدمًا؟"
"نحن صديقات لذا لا تترددي في التحدث معي في أي وقت"
سنكون صديقات رائعات حتى أمل من الشوكولاتة.
"سمعت أنكِ قابلت سرب النحل شخصيًا؟ كيف كان ذلك؟ هل كنتِ على وشك الموت حقًا؟ كيف نجوتِ؟"
"هل هذا هو كل ما يثير فضولكِ؟"
"وسمعت أن ثعبانكِ ليس ثعبانًا عاديًا... هل هو جيوم جانجسا؟"
"أنا لا أعرف حتى ما هو جيوم جانجسا"
كان الطلاب في فصل الكيمياء بشكل عام فضوليين للغاية ومتشوقون للاستكشاف.
بمجرد النظر إلى ميا، فهي تحب الدراسة أكثر من اللعب، بدت إيروز أيضًا من هذا النوع.
عندما تكلمت إيروز عن راي، كانت عيناها تتألقان بشكل ساطع لدرجة أنه كان مرهقًا قليلًا.
"سمعت شائعة مفادها أن هذا الثعبان صلب للغاية ولا يمكن حتى طعنه بالسيف؟ وهو يفهم الناس جيدًا!"
"لكن راي مميز بعض الشيء"
"راي؟ هل اسم هذا الثعبان هو راي؟"
"نعم، إنه هنا... راي؟ هاه؟ إلى أين ذهب؟"
تذوقت قطعة الشوكولاتة ببطء بينما ابحث عن راي.
من الواضح أنه كان بجواري منذ لحظة فقط، لكنه اختفى قبل أن أدرك ذلك.
كان راي يختفي أحيانًا بدون أن يقول كلمة واحدة، لكنه كان من الواضح أنه خرج للصيد مرة أخرى
على الرغم من أنه لا يأكل غير المعدن فقط.
"حقا؟ هل تعني أنه كان هنا؟"
"لابد أنه ذهب للصيد في هذه الأثناء"
"هاااااه، هذا مؤسف....."
"أنتِ... تبدين مهتمة براي أكثر مني؟"
"هذا صحيح، لأنني أعتقد أن هذا الثعبان، أو بالأحرى راي، لا بد أن يكون ثعبان جيوم جانجسا!"
لقد التقطت ثعبانًا فقط لأنني كنت بحاجة إلى جثة، من يعرف أي نوع من الثعابين هو؟
وهو ليس ثعبان، إنه روح.
"جيوم جانجسا؟"
"ألا تعرفين جيومجانجسا؟ إنه ثعبان من الأساطير!"
ربما لأنني بدوت منزعجة جدًا، بدأت إيروز في الشرح بطريقة حماسية.
وهذا أمر مشؤوم.
لأنه يذكرني انه عندما تبدو ميا بهذا الشكل، هذا يعني انها ستقضي ساعتين في التحدث فوق رأسي.
"جيوم جانجسا هو ثعبان يعيش فقط في الأماكن التي يوجد بها الماس، والكلمة أخرى للألماس هي جيوم جانجسا، كلما طالت حياة ثعبان الماس أصبحت قشرته أكثر صلابة، ويقال إن عمره مئات السنين، والأصعب من ذلك يقال أنه مثل التنين! أليس هذا مدهشًا حقًا؟"
"اها..."
"بالإضافة إلى ذلك، فهو ذكي جدًا ويقال إنه أذكى بكثير من الكلاب أو الوحوش!"
"مما سمعته، يبدو وكأنه راي"
"أليس كذلك؟ جيوم جانجسا حيوان رائع لا يُمكن الحصول على عينة منه حتى، و وفقا للأسطورة كانت خوذة الإمبراطور ميتس مصنوعة من جلد جيوم جانجسا، سمعت انه يمكن التعرف عليها من مسافة بعيدة لأنها تلمع بضوء لامع متعدد الألوان"
أنها خوذة ماسية، لذا فإنها بالطبع ستلمع.
كنت أتناول الشوكولاتة، على أمل أن تنتهي من الشرح بسرعة.
"لكن راي أسود، أليس كذلك؟ وفقا للكتاب يجب أن يكون لون جيوم جانجسا أبيض حليبي...لذا لقد قمت بإجراء تجربة عليه لأن البحث كله يدور حول التجارب، لكن السكين انكسرت حقا!"
"......هل هذا يعني....أنكِ قمتِ بطعن راي بالسكين.......؟"
"نعم، لقد كان بخير"
[واااه، لقد قلت إنني رأيتها في مكان ما، يا سيدتي لا تبحثي عني!]
سمعت صوت راي المرتعش من مكان ما.
شعرت وكأنني أحضرت طفلة رائعة إلى العربة
بدأت إيروز في الدردشة، ولم تتوقف عن الحديث حتى عندما انطلقت العربة.
*الحُوْذِيّ*
هو مَن يقودُ عربةً تجرُّها الخيول.
نهاية الفصل
قراءة ممتعة💗