اعتقد ان هذا هو هدفه
" احتاج لأخذ قرار بشأن وسيله تواصلنا الاساسيه على الاقل قبل ان اتمكن من اصطحابك معي الى المأدبه "
بالمختصر ، إن لم تكن هناك اشاره يد ، لن تذهب الى المأدبه
فكرت اريستيلا بعمق
اتساءل عما اذا كانت هناك نوايا مختبئه تحت هذه الكلمات
ولكنني اعرف جيدا ، ان كان لدى هينريسيون خطط اخرى ، فهي لن تكتشفها ابدا بغض النظر عن المدى الذي تذهب اليه لمحاوله كشفها
" حسنا ، انه ليس شيئًا يصعب رفضه '
" موافقه!'
وافقت اريستيلا بحراره
" اذا ، يجب ان نضبط الاشارات بشكل جدي ، ولكن لاننا تدربنا مسبقا ، لا ينبغي ان يكون الامر بهذه الصعوبه "
" تدريب ؟ كالسابق ……'
"مستحيل!'
قررو ان يضعو اشارات يد بنمط مشابه لما تدربته مسبقا
" في البدايه ، الاشارات الاساسية"
قام هينريسيون بأخذ زمام الامور
" حالة طوارئ ، مالذي تفعلينه عندما تكون هناك حالة طارئة و تحتاجين الى مساعده ؟"
كانت اريستيلا مستعده لإتباع كلماته
" أبكي "
"هاه…؟'
لم يستطع عقلي احتمال كلمته
ما نوع العلامات البربريه هذه ؟ تصلبت اعين اريتسيلا
" في حالة الطوارئ ، انها اشاره يدويه او شيء من هذا القبيل ، لذلك عليكِ بالبكاء بدون قيد او شرط "
"………"
" وحين تحتاجين الى المساعده ولكنك تحتاجين لان تكوني صامته لكي لا تلفتي الانتباه ، اذا كرري فتح و اغلاق باطن قدميكي ، حينها سأعرف "
نظرت اريتسيلا بهدوء في هينريسيون ، ثم حركت بهدوء باطن قدمها
منذ ذلك الحين اصبحت الاشارات اليدويه اكثر واقعيه و محدده
القدم اليسرى ، القدم اليمنى ، كلتا القدمين
اذا هززت رأسي مره ، و اذا هزته مرتين
اذا اغمضت عيني ، و اذا رمشت عيني مرتين
اذا هززت ديلي
قُرر كل منهم التعبيرات اللازمة وفقا لكل اجراء ، و تبعته اريستيلا وفقا لذلك
انه بالتاكيد لاجل تواصل سلس
" لماذا اشعر بالخجل ؟'
ضاقت عينا اريستيلا
ومع ذلك ، اصبحت اكثر راحة من نواح كثيره لانني تمكنت بسهولة عن التعبير بما اريده
***
بعد أيام قليلة ، كاد هينريسيون ان يندم قليلًا
لقد صنعت الاشارات لانني شعرت بالاحباط لعدم فهمي ما تقوله الثعلبه ، ولكن بعد تعليمها ، كانت تستخدمها كما تشاء
" مرحبا ، هينريسيون "
لا تتصلي بي
ما زلت اسمع صرخات الثعلبه العاجلة ، سواء كانت حقيقه ام هلوسة
و اذا ادرت رأسي ……
" الامر عاجل ! حالة طوارئ! انه حدث كبير "
من خلال اغلاق باطن القدمين و فتحها بشكل متكرر ، لم يستطع تجاهلها و تحقق مما يحدث ، ولكن كانت معظم الحالات تكون من هذا النوع :
" انا جائعه ، اريد لحم "
" خذ الكتاب من هناك "
" افتح ذاك الباب "
دلل هينريسيون اريتسيلا بوحشية
" حتى لو اصبحت ثعلبه ، فإن شخصيتي هي نفسها "
هينريسيون ، الذي عذبته اريستيلا لعدة ايام ، نظر اليها ، ولكن نظرته غرقت و هدأت ببطء
هل هو بخير ؟
" سيكون ذلك بالتأكيد اكثر صدمة "
في الواقع ، لم يرغب هينريسيون في ان تحضر اريتسيلا المأدبه
مرت ستة اشهر منذ ان اختفت
اذا كانت تلك الفتره قصيره ، فهي قصيره ، ولكن اذا كانت طويله ، فهي طويله جدًا
في غضون وقت اختفاءها ، تغيرت اشياء كثيره
على وجه الخصوص، اختفت الامور التي اعتبرتها اريتسيلا كأمور طبيعيه و استمتعت بها
كانت الامبراطورية تمحو وجود الاميرة
وسيتم الكشف عن التغيرات هذه في المأدبه
لم يكن هناك من طريقه انها ستكون على ما يرام لانها ستشهد اختفاء اثارها
لذلك اراد ان يتجنب اصطحابها معه قدر الامكان
" غالبا انا قلق بلا داعٍ"
في الواقع ، اريستيلا في الاصل لم تهتم بأي شخص ولم تنظر للخلف ابدا
من الممكن ان تتذمر من الاشياء التي تغيرت في غيابها
ومع ذلك، صورتها وهي مكتئبه بقيت في ذهني
لهذا كنت دائمًا قلقًا
تشوه وجه هينريسيون
"روين ، سترافقني الثعلبه الى المأدبه "
"الثعلبه سترافقك؟"
" نعم ، حضرها "
لاننا قد قررنا الذهاب معنا على اي حال، قررت عدم التفكير في الامر بعمق مره اخرى
***
كانت اريستيلا في اوج حماسها
كانت في اكثر حالتها حماسًا منذ ان وطأت قدمها قصر الدوقية الكبرى
" ليس لدي خيار غير ان اكون متحمسه !'
في الصباح ، بدأ الناس في زياره القصر واحدًا تلو الاخر
اثناء حمل اشياء معهم
عرفت اريستيلا مالذي يحدث في الحال
"مرت فتره منذ ان رايت القمه الغربيه ، دعونا نرى ،ما نوع الاغراض التي احضروها معهم؟'
لم يكن من المبالغه ان اقول ان كل الاشياء الغاليه و النادره في الامبراطورية كانت لدى القمه الغربيه
حضر كل موظفيهم بما ذلك المدير نفسه ، للتحضير للمأدبة
من سمات دوقيه اديلاسيا الكبرى ، انها كانت جيدة بل ممتازه في اتباع القواعد (البروتوكولات)
صحيح ان هينريسيون لم يكن مهتما و كان متضايقا ، ولكن هذا ليس شيء يستطيع تجنبه
كانت و لا زالت الدوقيه دائما ما تركز على التفاصيل بدقه، حتى اصغرها
انتشرت العديد من العناصر المرشحة امام هينريسيون ، الذي بدا انه سيجن و انه منزعج من كل شيء
وتلك العناصر كانت مجوهرات ، عُرضت فقط تلك التي كانت تناسبه جيدًا
كانت الجواهر الكبيره الملونه بارزه على وجه الخصوص ، و تصميمها الدقيق الذي قد تم تصميمه بعنايه فائقه من قبل الحرفيين ، و كانت هناك انواع مختلفه من الخواتم و دبابيس الزينه و غيرها من الانواع باهظة الثمن
كان كل ذلك كافيًا لجذب انتباه اريستيلا
" ولكن بطبيعه الحال ، وبسبب مكانتي ، رأيت العديد من الاشياء التي هي اغلى بكثير من هذه '
لكن ياللاسف ، هبط ذيل الثعلبه الذي ارتفع بقوه منذ لحظات ، كما لو كان قد خسر كل ثقته و قوته
لقد مر وقت طويل منذ ان رأيت اغراضي
من المؤكد انه قد تم تكديسهم و غطاهم الغبار في مكان ما في القصر الإمبراطوري
شعرت اريستيلا بالحزن كما لو كان المنظر امامها مباشره ، لكنها سرعان ما هزت راسها
لا تحزني على امر لا تستطيعين تغييره ، بدلا من التفكير في هذا ، هناك اشياء اخرى امامي
" على الرغم من مكانتي سابقا ، الا ان هذا ليس سيئًا جدا'
اضاءت عيني اريستيلا وهي تنظر الى المجوهرات المعده ل هينريسيون
لقد نسيت الامر لانها اصبحت ثعلبه لفتره ، ولكن لانها ستحضر مأدبة امبراطورية ، اني لم تستطع الذهاب كما هي حاليا
" حتى الثعالب لديها كرامه !'
وصل ضحك اريتسيلا الشرير لأذني هينريسيون
"……؟"
نظر هينريسيون الى الوراء بصدمه ، حينها اريستيلا التي كانت تتطفل و تفحص المجوهرات ، رفعت رأسها
في اللحظه التي التقت فيها اعينهم ، رن جرس الانذار
" انا احب الاشياء اللامعه !'
اصرت اريستيلا بشده
" الباهظة !'
"………"
" اللافته للانتباه !'
كان هذا هو ذوق الاميره اريستيلا
بالاخص ، انها مأدبة بمناسبه يوم التأسيس الوطني
كانت اريستيلا هي رمز الامبراطورية بقدراتها الغير مسبوقه في التاريخ
على الرغم من تدهور سمعتها و شخصيتها ، ولكن سمعتها ك ساحره لا تتزعزع
لانها منطقه لا يستطيع احد لمسها او التحدث عنها بسهوله
لعبت اريتسيلا دورًا أساسيًا في اظهار ان مجد الامبراطورية اللامتناهي لا يزال متواجد في كل ذكرى سنويه للتأسيس
هذا هو السبب في ان مظهرها مهم أيضًا
في ذكرى التأسيس ، دائما ما كانت الاميره اكثر روعه و إشراقًا من اي شخص
بالطبع لن تقبل الذهاب هكذا
"حتى لو كنت انا الوحيدة التي تعرف انني هي الاميره ، اريد ان اتجهز '
اشارت اريتسيلا بمخلبها الامامي الى دبوس مزخرف مرصع بالمجوهرات
فاخر و مرصع بالالماس يتلألأ بروعه
كان الدبوس من المرشحات التي اُعدت لتزيين هينريسيون
"ضع هذا على رأسي!"
اشارت الى الهدية ، ثم حركت مخلبها وصولًا الى رأسها
بذلت اريستيلا قصارى جهدها في الاختيار ، بعدها حدقت في هينريسيون
تمنى هينريسيون انه لم يفهم اريتسيلا
ومع ذلك ، امنيته لم تتحقق، فهمها بوضوح تام
" اعتقد ان الثعلبه تريد هذا الدبوس "
ولحسن الحظ ، او لسوءه، لاحظ سيريان ايضا ، وهو المصمم الخاص بهينريسيون ، متطلبات الثعلبه
"صحيح! انت محق! '
"سوف اقوم بهذا لك "
اضاءت عيني اريستيلا و سلمت رساله اكثر حده الى سيريان
ثم زين سيريان فرو اريستيلا بمهارة مع دبوس مزخرف الماس استجابه لها
"انه يناسبك تمامًا"
"صحيح !'
" هل اضيف القليل من الدانتيل هنا ؟"
سيريان ، كان متحمسًا و اتى بفكره
و بحماسة ، بدأ بوضع قلبه و روحه لإبراز الثعلبه
" انا احب ذلك ، لقد اعجبني كثيرًا "
استدارت الثعلبه امام المرآة مرارًا و تكرارًا
على الرغم من انها لن تتمكن من كشف هويتها ، الا انها لن تتحمل الذهاب بلا شيء
لقد كانت مسأله شخصية
لامع ، براق
هذا وحده عزز ثقتها بنفسها
" سأتأكد من انه جاهز تمامًا يوم المأدبه "
"جيد ! سأتطلع لذلك !"
بالاضافه لشخصيتها ، حقيقه ان سيريان كان متحمسًا ايضا ، جعلها ذلك اكثر حماسه
ابتسمت اريستيلا برضا، احست انها لن تجوع حتى لو لم تاكل لباقي اليوم