***

مر الوقت بسرعه ، غدًا هو يوم التأسيس الوطني

كانت الثعلبه متحمسه و داست بقدميها كثيرًا لعدة ايام ، ترقبها لم يكن شيء تستطيع السيطرة عليه

اخيرا ، المأدبه غدًا

يجب ان انام جيدًا

كان الوقت لتستعد للنوم ، حينها حدق هينريسيون في اريستيلا و فتح فمه

"هل ستذهبين هكذا ؟"

" اذا ؟ '

مالت اريستيلا رأسها ، ماهي المشكله ؟ ، ستكون مثاليه اذا فعلت ما اعده سيريان لي غدًا

على الرغم من ذلك ، كانت عيون هينريسيون الضيقه تحدق في اريستيلا بإهتمام

"انظري الى حالة شعرك الان "

"……"

" يجب ان تغسليه و ان يصبح نظيف قبل ان تذهبي "

"اوه……صحيح! '

بالتأكيد ، شعري لم يكن في افضل حالاته الان ، يجب ان اذهب بمظهر ابيض و لامع

في ذلك الحين ، التمعت فكرة في عقل اريستيلا

"هذه المرة ايضا؟'

ارتجفت بؤبؤة عين اريستيلا بشده ،لفها شعور مشؤوم

" ستتصل ب احد اخر ؟ '

"لا ،سأفعلها بنفسي "

"لا ، افضل ان تنادي شخصا اخر … افضل انيسا ان تفعلها '

كلا ، لا اريد

كافحت اطراف الثعلبه الاربعة بعنف ، ومع ذلك ، كان جسدها صغيرًا جدًا مقارنه ب هينريسيون

"لنذهب"

رفع هينريسيون الثعلبه و اتخذ خطوه خفيفه

منذ حينها ، كان الامر كما خطط هو له

تدفق ، يفرك ، يغسل

دقت سلسله كبيره من الاصوات العاليه

خطوة

هزت اريستيلا كتفيها بحزن

على الرغم من ان فروها كان نظيفًا و جسدها اصبح خفيفًا مرة اخرى منذ فتره

" ما زلت غاضبه !'

دفنت اريستيلا نفسها في السرير

تبللت الشراشف ب اثار حزن الثعلبه من عينيها و انفها

في تلك الليله ، ظهرت ثلاث نقاط في المكان الذي ترقد فيه الثعلبه

***

كان يوم مأدبة يوم التأسيس الوطني

قام سيريان بتزيين اريستيلا على اكمل وجه كما وعد، قد احببت بشكل خاص لمعان اللون التيفاني فوق رأسها

انا احب هذا ، سأطلب من سيريان ان يصبح المصمم الخاص بالاميره لاحقًا

انها مضيعه للوقت ان يصبح بجانب هينريسيون ، سيستطيع سيريان ان يظهر مهاراته الكامله بجانبي

نظرت اريستيلا في المرآة بحماسه ، وهي تدور حول نفسها و تهز ذيلها

" جيد ! الان يمكننا المغادرة '

قفزت اريستيلا مثل الارنب فوق كتف هينريسيون

و على عكس اريستيلا التي كانت مليئة بالطاقه ، هينريسيون الذي كان محاطا بموظفين منذ الصباح الباكر ، كان منهكًا

من الغريب ان قدرته الحديده في التحمل تضعف بشكل كبير كلما حدث هذا

لقد قال في كل مناسبه ، " فاليكن بإعتدال و بسرعه " ، ولكن اليوم كان المميز ، لذلك تمرد موظفيه، الذين كانو دائما مطيعين لكلماته

لم يتمكن من الخروج من ايدي الموظفين الا بعد اكتمال الاستعدادات تمامًا

و مما زاده تأخيرًا ، ان سيريان كان دائما ما يشعر بأن هناك شيء ناقص ، وحين قبل تمامًا

صفق بيديه بوجه ساطع

"بالنظر اليكما ، فإن هذا المزيج هو الافضل على الاطلاق "

هاه؟ ماذا؟

نظر كل من هينريسيون و اريستيلا الى سيريان بتعابير تعلوها الحيره في وقت واحد

"اوافق ، لم افكر في الامر حتى ، ولكن بالنظر اليهما ، انهما ليسا بذلك السوء "

اتفق روين مع سيريان

اريستيلا و هينريسيون كان الوحيدان الذان لما يفهما ما قاله الاثنان ، حينها دفع سريان كلاهما بلطف نحو المرآة

"انظر لنفسك "

كان هينريسيون يرتدي زيًا انيقا ، ولكنه غير مناسب للمأدبة الإمبراطورية

بسبب رفضه ، نجا من التزين بزينه فاخرة ، ولم يتزين بأي قطع ثانويه او مكمله

و لكن ، اذا اضفنا الثعلبه اليه ، سيتغير كل شيء

بدا الامر انه قد تعمد عدم وجود اي زينه اخرى ، بقصد تركيز كل الانتباه على الثعلبه التي بجانبه

مثل مجموعه محسوبه بدقه ، كان كل من هينريسيون و الثعلبه ساحرين و يسرقان الانتباه اليهما بشكل كبير

" جلالتك ستتألق اكثر عندما تكون بجانب الثعلبه ، وحتى الثعلبه ستتألق اكثر اذا كانت بجانبك "

قال سيريان بارتياح

جبهة هينريسيون ضُيقت قليلا ، ولكن على عكسه زوايا فم الثعلبه بدأت في الارتفاع

" ما رأيك ؟ كل هذا كان من اجلك فقط '

تجعدت حواجب اريستيلا

اخيرا ، انا متحمسه فقط في التفكير في الذهاب الى القصر الامبراطوري

ضغطت اريستيلا على كتف هينريسيون و اشارت اليه المغادره

" دعنا نذهب ! '

***

كان هناك شيء مميز حول القاعه الرئيسيه ، التي تستخدم للمآدب الهامه في القصر الامبراطوري

و على وجه الخصوص ، الممر المؤدي الى القاعه

كان احد الجدران مليئا ب الرسومات الجداريه الملونه ، التي كانت تحكي قصه تأسيس الامبراطورية الليونية ، كانت الرسومات تلفت انتباه اي شخص من اول لمحة

عندما كانت اريستيلا طفله ، احبت القدوم الى هنا و تأتي من حين الى اخر

ومن بين الرسومات ، ما اعجبها هو وجه الامبراطور المؤسس

اصرت على انها تشبهه تمامًا

"هوهو'

تتبادر ذكريات الماضي لذهني ، ولحسن الحظ ، يبدو انه لم يتغير الكثير في فتره اختفاءها في القصر الامبراطوري

" بالنظر الى الارجاء ، لقد اشتقت حقا لهذا المكان '

حتى الاشياء التي لم تلفت انتباهي ، بدأت في النظر اليها واحدة تلو الاخرى بتمعن

حينها ، دخلت القاعه ، كنت معجبه بها بشغف

" ابقي بجانبي قدر الامكان ، لا تتجولي لوحدك "

قال هينريسيون بصوت منخفض جدًا لدرجة انها الوحيده التي تستطيع سماعه

" و اذا قابلني أحدًا تعرفيه ، تصرفي كأنك لا تعرفيه "

اصبح صوته منخفضًا اكثر

" و بالأخص "

"…………؟"

" لا تتسببي بمتاعب اليوم "

"يا انت ، انا سأكون حذرة من كل شيء ، لماذا سأسبب المتاعب؟ هذا مستحيل '

ابتسمت اريستيلا بثقه

و لسبب ما ، بدا هينريسيون اكثر قلقًا ، ولكنه تمنى ان لا تحدث مشكله كبيره

و اذا حدث شيء ما فعلا ……

"لا يمكنني فعل شيء '

كان مستعد لحد ما منذ ان قرر احضار اريستيلا معه

وكما هو متوقع ، بدأت حواسه تتأرجح من بدايه المأدبه

كان من الصعب محو وجود الثعلبة في المأدبه

حتى لو كانت هادئه ، لفتت انتباه الجميع لمجرد انها كانت على كتف هينريسيون

و بالاخص ، كان معظم الحضور مهتمين ب هينريسيون ، الذي حضر حدث رسمي لأول مره منذ ٦ اشهر ، بأستثناء انه حدث التأسيس الوطني

كان من الطبيعي ان تبرز الثعلبه التي تجلس بفخر على كتف هينريسيون لمن يريدون التحدث مع هينريسيون ولو بكلمه

"انتظري ، اليس هذا الدبوس الذي ترتديه الثعلبه ، هو التصميم الذي قدمه السيد دايرا و لم يكن هناك سوى قطعه واحده هذا العام ؟ "

"اوه ! انكِ محقه ! سمعت انه قد ذهب الى دوقيه اديلاسيا الكبرى ، ولكن لم اعتقد ان ثعلبه سترتديه "

"سمعت ان جلالته الارشيدوق بدأ في تربيه ثعلبه مؤخرًا ، ولكنني لم اعتقد انه يهتم بها كثيرًا "

إن وجود ثعلبه مزينه بجواهر اغلبيه النبلاء لا يستطيعون الحصول عليها جعل لها هالة لا مثيل لها داخل قاعة الولائم الضخمة

كانت اريستيلا ، كالثعلب تماما وليس فقط جسديًا ، حدقت باهتمام بالمكان و حللته هو و النظرات الحاسده في الوقت نفسه

"من الواضح انها تستمتع بذلك "

اقتنع هينريسيون عندما نظر الى طرف ذقنها المرتفع بثقه

و بينما كان الجميع يشاهد من مسافه ، تحرك شخص ما اولا بنشاط

"هل هذه هي الثعلبه التي راباها جلالتك الارشيدوق ؟ "

كانت الثعلبه موضوعًا جيدًا و سبب لبدء محادثه طبيعيه مع هينريسيون

التفت هينريسيون للمتحدثة و القى التحية بأدب

"نعم ، انتِ محقة "

" لم اكن اعلم ان جلالتك تحب الثعالب ، انها جميله للغايه "

ابدت ابنه الماركيز فرانشيان اهتماما بالثعلبة و رفعت يديها

نظرت اريستيلا حولها بسرعه و قالت في سرها ، " تأخرتم بخطوه واحدة " ، نظرت للناس بإبتسامه على وجهها

"يبدو ان الجميع كانو يحاولون قول نفس الشيء '

نشرت اريستيلا ذيلها بفخر ولفته حول عنق هينريسيون

"اريد ايضا تربيه ثعلب ، هل يمكنني ان اعانقها ؟ "

" هذا …… اولا هذا يعتمد على الثعلبه -"

نظر هينريسيون الى اريستيلا ، و بالطبع ارادت ان تشير اليه بالرفض

وقبل ان ينهي كلامه ، مدت الانسه الشابه للماركيز فرانشيان يديها نحو الثعلبه

"انتظري - "

في الوقت الذي حاول فيه هينريسيون ايقافها ، تجنبت اريستيلا يدها و وسعت عينيها بنظره تهديد

" هل تتجرئين على لمسي ؟! "

فتحت اريستيلا فمها بشراسة ، محذره اياها انا ستُعض اذا واصلت على هذا المنوال

"فاجئتني ! إن الثعلبه …… شرسه قليلًا "

تصرفت الانسة كما لو انها قد عضت بالفعل

اجهشت بالبكاء و نظرت الى هينريسيون بحزن ، ولكنه لم يعرها اي انتباه ، كله كان منصب للثعلبه ، لم ينظر اليها حتى …

فتح فمه بلا مبالاه ، بينما اصابعه تفحص فم الثعلبه الذي كان لا يزال مفتوحًا على مصراعيه

" لن تعض إن لم يلمسه احد اولا "

"………"

" انها ثعلبه حذره من اي شخص سوى سيدها "

استدل بذلك حين لمس الثعلبه اولا

يبدو ان الانسة الشابه شعرت بالاحراج و من الممكن الغضب ، لذلك قامت تبريد وجهها المشتعل بمروحتها و انسحبت من الموقف كانها تهرب

كانت اريستيلا مسروره و فخورة بالنتائج و ابتسمت في ارتياح

" احسنت صنعًا ! '

رفعت اريستيلا كفها الايمن

و هينريسيون قام بوضع يده على كفها ، مؤكدا لإشاره اليد

2023/07/08 · 62 مشاهدة · 1427 كلمة
فاطمة
نادي الروايات - 2025