"هو كذلك لأنه أنت من ترتدينه، أيتها الجميلة من عشيرة العمالقة "

"عـ ....عـ .....عمالقة ، أنا لا أعرف عما تتحدث ، ذلك البدين هو السبب "

لا زالت دياني تحاول يائسة إنكار الأمر ملقية باللوم على كال، جزء من كلامها كان صحيحا فالبرغم من عدم إمتلاكها لهيئة روحية لكن طاقتها تعرضت للإضطراب بسبب قانون الحكمة مما جعلها تفقد السيطرة على حجمها

ابتسم كيرا ردا على كلامها قائلا

"أنت لا تحسنين الكذب ، بالمناسبة أرجوا أن لا تحاولي فعل شيء غبي، فتلك الخيوط قادرة على خنقك حتى الموت "

وفقا لإشارة يده تحركت مئات الخيوط التي نسجت ثوبها في دلالة أنه لا يمزح، إعجابه بها لا يعني أنه سيخفض دفاعه أمامها

" شباب، هل يجيد أحدكم سحر العلاج أنا لا أسمع شيئا و لا أستطيع الوقوف أيضا، اللعنة كم أكره قانون الصوت ذاك "

راح ديكل يمسح الدماء التي نزفت من أذنيه و أعلن هو الآخر إستسلامه، من المفارقة أنه خسر تحت قانون زميلته عندما كان يحاول تحذيرها من قانون النار خاصته.

بسبب إصابته بالصمم فهو لحد الساعة لم يفهم ما حدث مع دياني و لم يطرح أي سؤال بما أنه حاليا عاجز عن سماع الأجوبة.

في الوقت ذاته كل من تابو و ميني عادا و هما يقودان السياف الأشقر مقيدا أمامهما

"يا رفاق ،لن تصدقوا ما يستخدمونه للتخزين................ إنه...... إنه....... عملاق "

اتستعت عيون الوافدين الجدد في حيرة على آخرها.

----------------------

في القصر الملكي

ركع المبعوث على ركبة واحدة و العرق يتصبب من جبينه تحت نظرات الملك الحادة

الملك العجوز هان تساي كان رجلا معتدل القامة حتى بعد أن غزت التجاعيد وجهه و بلغت لحيته البيضاء المدببة صدره كان لا يزال يتمتع ببنية قوية مع أكتاف عريضة.

'عادته في الصمت هذه ستصيبنني بالجنون '

كان المبعوث في غاية التوتر ، فالفتى الذي يفترض أن يعتقله بتهمة الخيانة لم يكتفي بتركه يذهب بل منحه كل الصلاحيات لرسم خطة مواجهة خطر مستخدمي الظلام

"أحسنت فعلا بإخفاء مرسوم الإعدام من غير الحكمة إغضاب سي مار "

نطق الملك أخيرا بصوته الأجش، و انشرحت أسارير المبعوث

"لكن....

إلا أنه و قبل أن يتنفس الصعداء جاءت كلمة لكن لتعيده لما كان عليه

"لكن من الأفضل أن تصلي كي ينجح الشقي في إنقاذ سول، و إلا فستفقد رأسك معها إذا فقدناها "

بلع المبعوث ريقه ، و راح يناجي أن ينجح جين في مهمته، و يبدوا أن السماء استجابت لدعائه فالحاجب ركض إليهم بالأنباء

"مولاي، أخبار جيدة عادت الآنسة سول رفقة تلميذ رئيس لجنة الإنضباط المشرف شيان، هي تعاني إصابة طفيفة في حنجرتها لكنها بتمام العافية"

حنجرة مصابة تمنع صاحبتها من الكلام أسهل من تفسير صوت حفيف الأوراق لهيئة سادت عقل مالكها، هذا ما جادت به قريحة دو باي الذي عاد رفقة هان سول إلى العاصمة.

الحقيقة أن دو باي أراد المشاركة في إنقاذ أخت جين الصغرى، لكن هذا الأخير أصر عليه بالعودة رفقة سول إلى المعهد، فمن الصعب التنبأ بما قد تفعله سيدة القوس و هي مسيطرة على جسد مالكتها.

أكمل الحاجب تقريره

" كما وصلتنا أخبار عن عدة هجمات شنها مستخدمي الظلام على بعض الشخصيات البارزة من السحرة و المقاتلين ، لكن و بفضل تحذيرات المبعوث بخصوص المكعبات الحمراء فإن المعارك تجري لصالحنا "

أخيرا تنفس المبعوث الصعداء، بنجاة سول ظمن بقاء رأسه فوق كتفيه إلا أن هذه هي مجرد البداية و حسب.

كان من السهل تحذير المستهدفين في العاصمة، لكن السيدة الأولى البعيدة في خلوتها فهم في صراع مع الوقت فلا ضمان أن يصلها الدعم قبل وصول الأعداء.

" هل تمكنتم من إمساك واحد منهم ؟"

سأل الملك،لكن الجواب لم يكن كما تمنى

"للأسف يا مولاي، توفي بعضهم و آخرون إنسحبوا باستخدام لفافات الإنتقال"

"مولاي أستمحك عذرا ، سأنظم صفوف الجيش و أرسل بعضهم إلى نقاط الإنتقال المعروفة "

غادر المبعوث قاعة الحكم تاركا الملك رفقة مستشاره و الذي راح يداعب لحيته التي تشبه لحية العنزة و قال

"صاحب الجلالة، لقد أرسلنا خيرة رجالنا لمقر السيدة الأولى، فلا تقلق"

لم يجب الملك و اكتفى بالتنهد

" و ماذا ستكون ردة فعلها بإعتقادك عندما تعلم بعودة سي مار و زواجه من تلك الفتاة ....... أيها المستشار ما العمل الآن ؟ الماضي يأبى أن يبقى طي النسيان "

"مولاي، علينا أولا التركيز على مستخدمي الظلام و أيضا على تقنية السجن بالمكعبات الحمراء خاصتهم ، فعلى ما يبدوا أننا قد نحتاجها قريبا "

شفاه الملك انحنت عن ابتسامة لا تسر ناظرها و نية خبيثة لا يؤمن شرها.

---------

في الوقت ذاته و في مكان آخر

دخان النيران بلغ عنان السماء و دوي الإنفجارات صم الأذان، ما كان يفترض أن تكون مهمات تسلل و إغتيال أصبحت معركة حامية الوطيس، و مستخدموا الظلام وجدوا أنفسهم في وضع لا يحسد عليه.

*بووم*

دوت الإنفجارات و استعرت النيران بعد أن أمطر ساحر من مستخدمي الظلام المدينة بوابل من الكرات النارية، بدى و أن المانا لن تنفذ منه مطلقا مادامت تلك البذرة التي تلمع مزروعة على جبهته.

تكمن قوة الظلاميون في هذه البذور مجهولة المصدر المغروزة بأجسامهم، و قد تم تحديد ثلاثة أنواع من هذه البذور، الأولى تتغذى على الدماء و الثانية على طاقة المقاتلين و الأخيرة على المانا

أي أن الظلاميين يرفعون قوتهم من خلال إستنزاف الدم أو الطاقة أو المانا من أجساد ضحاياهم، و لا توجد كلمة قادرة على وصف هذه الأفعال الآثمة.

" سأجعلكم تذكرون هذا اليوم لبقية حياتكم ، خذوا هذه"

حتى مع المانا التي لا تنبض وجد ساحر الظلام نفسه محاصرا فألقى بأقوى أسلحته ، إنه نيزك ضخم متجه نحوهم

* أمنا الأرض فلتحمي أبناءك *

ردد العجوز شيان رئيس لجنة الإنضباط سابقا و معلم دو باي ترنيمة قانون الأرض ليرتفع غولم صخري عملاق تجاوز طوله الخمس أمتار و ألقى بلكمة تهد الجبال على النيزك الساقط

* بوووووم *

تطايرت الحجارة في كل مكان و اختلطت الأشلاء مابين شظايا النيزك و ذراع الغولم المحطمة

"اللعنة، إنه ساحر برتبة خبير أين هو ني بو ساي "

صرخ شيان ممسكا ذراعه و هو يحدق بالساحر الذي حلق في السماء بعيدا عن قبضة تمثاله الصخري و هو يستعد لينزل عليهم نيزكا آخر، ليجيبه تلميذ الساحر العظيم جياو مين، في الماضي افتعل هذا الأخير شجارا مع جين

لأن ني بوساي أراده كتلميذ، لكن المفاجأة أن جين تخلى عن ذلك مقابل المال

" معلمي يتولى حماية الحي الشرقي"

الحي الشرقي هي قصور النبلاء و أغنياء المملكة، بسماع شيان هذا النبأ رغب بشدة في صفع وجه ني بو ساي لطالما كان ساحرهم العظيم يلقي فقط إعتبارا للطبقة المخملية متجاهلا بقية الشعب

" لا حاجة لمعلمي للقضاء على هذا الساحر عديم الأناقة و الرقي تماما كعبائته السوداء "

" ماذا تقول يا هذا؟"

صاح ساحر الظلام في غضب من إستفزاز تلميذ ني بو ساي المزهو بنفسه ، هذا الأخير كعادته لا يرتدي إلا أجمل الثياب و قد زين ثيابه البيضاء نقوش ذهبية تتناسب مع لون مقبض مروحته التي لا تفارقه.

إلا أن هذه المروحة لم تكن شيئا عاديا فبتلويحة من يده كانت الرياح طوع بنانه لتلتف مشكلة إعصارا

" لو كنت خبيرا حقيقيا لما لعبت بك الرياح، سيدي إنه لك الآن"

لعب الإعصار بجسد الساحر في الهواء كما تلعب الرياح بالأوراق المتساقطة في الخريف ، فراح يتخبط في يأس لاسترجاع توازنه لكن تماما كما قال الفتى، لمجرد أنه زرع بذرة على جبهته ترفع من قدرته فلا يعني ذلك أنه ساحر برتبة خبير.

هوى الساحر في العباءة السوداء، مباشرة في اتجاه شيان، حيث استقبله بقبضة الغولم الصخري فلم يجد الوقت حتى ليطلق صرخة ألم قبل أن يتفتت جسده من شدة الإصطدام

التفت العجوز شيان إلى جيان مين في إعجاب قائلا

" أقله ذلك الـ ني بو ساي يحسن تدريب تلامذته، عمل جيد يا فتاة "

الخطوط السوداء غطت جبين مين، ليصرخ مستنكرا

" أنا لست بفتاة............"

=========================

تأليف :Magicien

2019/01/23 · 1,692 مشاهدة · 1206 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024