" لنبدأ مهرجان الدم............."

كلمات جين أطاحت بقلوب الحراس، و فكرة الخسارة على يد طفل لم يسمع به احد من قبل تركت طعما مرا في أفواههم.

صر القائد على أسنانه في غضب، و سحب سهما من جعبته ليصرخ بجنده مشجعا

" ما بالكم؟ منذ متى كان جنود مملكتنا جبناء، استلوا سيوفكم و استغلوا أعدادكم "

شد الحراس على مقابض سيوفهم و استلوها،إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف رجفة أيديهم فخصمهم وحش قادر على القتل و بتر الأعضاء بيدين عاريتين

"ها، قطاع طرق يعتدون على الأطفال يتحدثون عن أخلاق الجنود يا للسخرية "

رفع جين يده و أشار عليهم بالتقدم متعمدا إهانتهم

تعالت صرخات الحراس و انقضوا في هجوم مشترك لينزلوا على خصمهم عشرات الأنصال،كان لا يزال بمقدورهم استخدام مهاراتهم القتالية و تغطية فقدان طاقتهم بكثرتهم ، لكنهم لم يتمكنوا حتى لمس شعرة من رأسه .

راوغ جين بمهارة ثم تراجع بضع خطوات للخلف

*وووش*

استغل القائد هذه الفرصة ليطلق سهمه، لكن ما لم يحسب حسابه أن هذا الأخير كان قد توقع هجوما مباغتا كهذا، انخفض جين متفاديا السهم و قبل أن يضع القائد سهما ثانيا على قوسه

انطلق كالبرق تاركا أثر قدمه على الأرض و في زخم إنقضاضه أسقط عدة جنود في طريقه ليحكم قبضته على رقبة القائد.

في هذا الوضع اضطر الحراس لإيقاف هجومهم خشية أن يموت قائدهم

" البطاقة، امنحوني إياها و سأعفوا عن حياتكم البائسة "

فورة غضب جين لم تنسه مهمته الأساسية، من خلال قراءة أفكار الظلامي علم أنهم سينقلون الأطفال إلى بعد آخر لا يمكن الوصول إليه دون هذه البطاقة.

" مملكة الأنهار لن تغفر لك ، ستدفع الثمن غاليا "

لم يجب القائد عن سؤاله و لأنه أصبح في وضع سيء لجأ إلى التهديد ، لكن ذلك عاد بنتيجة عكسية

*طاخ *

بحركة خاطفة ألقاه جين أرضا ليدوس بقدمه على ظهره

"هذا ليس جوابا لسؤالي "

بكل قوته جين إقتلع ذراع القائد من الكتف كما تقلع الأعشاب الضارة من التربة، انفجر شلال من الدم في الهواء و لطخ وجه جين بالدماء

عوى القائد بصراخ بشع صم الأذان ، منظر الدماء و الذراع المبتورة في يد الوحش أبيض الشعر والتي لا تزال ممسكة بالقوس الذهبي كان شنيعا.

تراجع بقية الجنود في خوف حتى أن أحدهم تقيأ من المنظر المرعب الذي أمامه ، في حين جين مسح الدماء من على وجهه بكم قميصه و راح يتحدث بكل هدوء

" سأعيد عليكم سؤالي إذا أردتم النجاة......................"

*آآه*

صراخ القائد مبتور الذراع أوقف جين عن الكلام فقرر إنهاءه أولا، بكل بساطة وضع قدمه فوق رأسه و مع كل وزنه سحق جمجته ليلفظ القائد أنفاسه الأخيرة مع وجه مسحوق سيترك حتى والدته عاجزة عن التعرف عليه.

عاد جين يواصل كلامه و كأن شيئا لم يكن

"أين كنا، أجل البطاقة من يعلم شيئا عن مكان باندا الظلام أو البطاقة التي يستخدمها سأتركه حيا "

التفت الحراس إلى بعضهم البعض في رعب، و يبدوا أن لا أحد منهم يمتلك جوابا لسؤاله

"انجوا بحياتكم "

صرخ أحدهم في الخلف و هو يركض هاربا

" سو، شكلي حاجزا و امنعيهم "

صاح جين محدثا الساحرة، كونها خارج مجال قانون الإزالة فمن السهولة أن تستخدم سحرها لكن دي وو كان لديه فكرة أفضل

" يا فتاة اسمحي لطاقتي أن تندمج مع المانا خاصتك و سيكون بإمكانك استخدام السحر داخل هيئتي لبضع الوقت"

إندماج المانا مع الطاقة يستخدم أحيانا من أجل سحر العلاج، إلا أن وو أراد بهذا أن تتعرف على هيئته لمنحها حقوقا حصرية لاستخدام سحرها داخل مجال قانون الإزالة خاصته

" هاي، سو ...... سو ما بك يا فتاة ؟"

" هيه هيه هيه الدماء، الجثث في كل مكان والدماء تتدفق كالشلال و تجري كالأنهار...................آه عزيزي جين يا لروعتك "

تأوهت الفتاة في نشوة و هي تحضن نفسها بيديها ، عيونها كانت مفتوحة على آخرها دون أن ترمش حتى و كأنها تخشى أن يفوتها المشهد، و ملامحها تدل على شدة بهجتها.

التحول المفاجئ للفتاة القصيرة لطيفة المظهر إلى هذا الشكل ، ترك دي وو مشوشا و مرعوبا بعض الشيء

" يا مجنونة، استيقظي و قومي بشيء مفيد"

أخيرا استفاقت الفتاة من عالمها، و على الأغلب يعود ذلك لأنها ترغب في رؤية المزيد من الدم تسفك على يد جين.

نفذت تان سو كلام دي وو ، دمجت طاقتها و نشطت دوائرها السحرية

الحراس الذين حاولوا الفرار سرعان ما أدركوا استحالة الأمر ، سحر السادية الصغيرة كان بالمرصاد و كل من تطئ قدمه خارج الحلقة الحمراء ستعيده إلى وسطها بسحر الإنتقال خاصتها.

بدمج قانون دي وو، سحر تان سو و قوة جين الجسدية معا حتى كتيبة بأكملها لم تكن لها فرصة للنجاة فكيف بفرقة من احدى عشر حارسا.

سقط الجندي الذي كان هاربا مباشرة أمام جين، حاول هذا الأخير التراجع لكن من شدة خوفه تعثر و سقط أرضا

" أنا..........أنا......أنا من أقارب الفارس الأول ،إن لمستني فلن يكون لديك مكان في هذا العالم تختبئ فيه"

حالة هذه الجندي كانت مختلفة بعض الشيء، لأنه الشخص الذي قام بصفع أخت الشيطان ، كان بإمكانه أن يرى موته في إنعكاس هذه العيون القرمزية ، جين الذي تعرف عليه انحنت شفاهه عن ابتسامة ساخرة

"أليس هذا مشابه لما قالته أختي لك، ألم تحذرك بشأني و ما كان جوابك عندها؟"

((عذاب الإنتظار))

تعبير مشهور يعرفه الجميع المقصود به ، ذلك الضيق الذي سيتملك صدرك و أنت في انتظار نتيجة شيء ما، حتى أنه قد تتسارع دقات قلبك من الحماسة أو التوتر.

لكن ماذا لو كنت تعرف النتيجة مسبقا، و تدرك تماما أنك ستموت بأبشع الطرق التي يمكن تتصورها، هل هذا سيجعل عذاب الإنتظار أقل وطأة......................... الجواب هو العكس تماما

جين ألصق وجهه بوجه الحارس و بقي صامتا دون حراك، تحت ضغط لم يسبق له أن أحس به في حياته نبضات قلب الضحية راحت تتسارع أكثر و أكثر ، العرق راح يتصبب من جسده وديانا

حاول رفاقه التدخل، لكن الساحرة التي يكاد قلبها هي الأخرى ينفجر نشوة، عزلتهم جميعا و صنعت حاجزا بينهم و بين جين.

بالطبع هذا السحر لم يدم سوى ثواني، لكن هذه الثواني كانت دهرا بالنسبة للحارس النحيل الذي بلل سرواله

*طاااخ*

أخيرا جاء الجواب عن السؤال الذي طرحه جين سابقا، ماذا أجبت أختي عندما حذرتك مني.

انفجرت صفعة بدوي مرعب على خد الحارس، و قد سبق وصول وجهه للأرض عدد من أسنانه التي فارقت فمه، و التالي بالطبع معروف

*آآآه

صوت الصراخ اختلط مع أصوات تحطيم العظام و تمزيق اللحم و انفجار شلال من الدم، ذراع آخر تم بتره و رميه بعيدا على مرأى من الجميع

" أووه، عفوا لقد أخطات ، أنت يساري اليد أنا فعلا آسف إنها الذراع الخطأ "

وضع جين يده على فمه في تعبير عن أسفه، قبل أن ينتقل إلى الذراع المتبقي بعد أن ثبت الحارس الذي كان يتخبط كدجاجة مذبوحة، بأن وضع قدمه على صدره

" أغلب الناس يستخدمون اليد اليمنى، فلا تلمني على خطأ كهذا...........دعنا نصلح الأمر"

** آآآآآآآآآآه **

وسط دماء الحراس مبتور الذراعين التفت الوحش بعيونه القرمزية تماما كبحر الدم الذي يسبح فيه سائلا

" من التالي ؟..........."

بعد دقائق غرقت الساحة في بحر دماء جثث مبتورة الأذرع، وجه جين و ملابسه صبغت بالأحمر القاني ، ثمن صفع أخته دفعته الكتيبة بأكملها.

رغم كل هذا غضب جين لم يهدأ بل ازداد حدة بعدم ظهور أي معلومة عن الظلامي صاحب الهالات السوداء تحت عينيه و لا عن البطاقة التي ذكرها

"اعفي عني سيدي"

آخر جندي كان تحت يده صرخ طالبا المغفرة، لكن عيون جين القرمزية لم تكن لتظهر الرحمة

"البطاقة ، لقد سمعت اشاعة مفادها أن هناك من يبيع بطاقات لعالم الأطلال، في سوق المدينة"

عقل المرء يعمل أسرع عند الخوف، هذا الجندي سمع بالإشاعة منذ وقت طويل و لم يعرف صحتها من عدمها لكنها اليوم أنقذته من أن يصبح معوقا بلا ذراع

" مركز الأطلال، شين......شين ليو"

===============

تأليف: :Magicien

2019/02/05 · 1,595 مشاهدة · 1212 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024