في قصر مملكة الجزر الطائرة

"لقد استقر أخيرا، نهر الزمن إستقر أخيرا و صار بإمكاني رؤية المستقبل ثانية "

لمعت عيون ساحرة مملكة الجزر الطائرة في غبطة لاسترجاع قدرتها

منذ شهور و في حادثة غامضة تغير مجرى الزمن، و استمر في التغير مرارا و تكرارا تاركا ساحرة الجزر الطائرة أو المستبصرة كما يلقبونها عاجزة عن رؤية ما يخبئه لها المستقبل.

وسط ضريحها الخاص الممتلئ بالشموع ، و الطلاسم المرسومة على الجدران بدماء الحيوانات راحت المستبصرة تأرجح رأسها يمينا و يسارا لتبدأ طقوس شعوذتها و تردد تعاويذها

أخيرا و بعد مرور أكثر من ساعة وقفت عن ممارساتها و قد انسدل شعرها على وجهها الشاحب و التصق عليه من فرط العرق مما جعل مظهرها مزريا.

"ما الأخبار ؟"

رن صوت عميق يسأل في إهتمام، من لمحة واحدة يمكن القول أن صاحب الصوت هو إبن السماء المفضل، امتلك المظهر مع شعر و عيون في غاية السواد أبرزت وسامته و مقدرته على سحر أي امرأة، امتلك الموهبة مع هيئة وحش قوي نادر تركت أقوى المقاتلين مع غيرة في نفوسهم، المكانة بصفته الأمير و ولي العهد.

" كل الخطط التي وضعناها ذهبت أدراج الرياح، مستخدمو الظلام خسروا و لن نستطيع أن نوسع نفوذنا في مملكتهم"

" و ما الفرق لم أعطي يوما بالا لمستخدمي البذور هؤلاء، المهم أين هي الآن؟"

' بالطبع، فلا شيء يشغل عقلك سوى حبيبة القلب '

علقت الساحرة في ذهنها قبل أن تعطي سيدها الإجابة

"إنها موجودة بالأطلال المركزية "

"الأطلال، اللعنة البوابة مغلقة و لن تفتح قبل سنة كاملة، كنت أريدها بجانبي يوم التتويج "

"هذه ليست المشكلة الوحيدة،الرحالة الزمني و المتسبب في التغيرات الزمنية سيعترض طريقنا ثانية، لن تنجح مخططاتنا إذا بقي حيا"

"و ماذا تنتظرين، ألقي نظرة على مستقبله و ارسمي خطة تفنيه هو و عائلته كما جرت العادة"

معرفة المستقبل،هي أقوى سلاح يحلم به أي شخص،تخيل أن تعرف كل خطوة يقوم بها عدوك حتى قبل أن يفكر هو فيها، ما مقدرا القوة و السلطة التي يمكن أن تحققها من قدرة كهذه.

"بأمرك مولاي"

"عادت المستبصرة لشعوذتها، لكن هذه المرة ما هي إلا دقائق حتى راحت تصرخ ممسكتا برأسها

"ما الذي أصابك؟"

"العين الثالثة، العين التي ترى كل الأزمان صاحبها منعني من رؤية مستقبل الرحالة.....كل ما تمكنت من معرفته هو اسمه.........تاي"

"تاي!!، أتعنين ذلك الفتى نفسه الذي كنا بصدد ضمه لصفوفنا"

ابتسم من سيعرف في المستقبل القريب بلقب الملك السماوي مضيفا

" يبدوا أن مستخدمي البذور لا يزالون ذو فائدة و ربما قد حان الوقت للم شمل العائلة، سيكون لقاءا الأب و إبنه مؤثرا جدا.........ها ها هاها"

====================

في الجهة الأخرى من القارة كانت سيدة القوس تبتسم بهدوء و هي تداعب بلطف شعر مالكتها الأزرق الفاتح

"و كأني سأسمح لكم بإيذاء منقذ صغيرتي "

ارتعش جسد سول بين يديها، فمسحت على رأسها

"اهدئي صغيرتي،أعرف أنه حلم سيء لكنه ضروري لتحسمي أمرك..........في النهاية إنه ليس حلما إنه ذكريات الخط الزمني الأصلي ، حيث أن صديقكم المزعج لم يعد إلى الماضي "

============

"شعر أبيض و عيون قرمزية، و هيئة روحية مسمومة"

نظر فتى أسمر مع شعر أشقر شائك في ملابس الفرع الخارجي إلى الصورة التقريبية للشاب المطلوب للعدالة،و قد شد قبضته حتى أدماها

"أيها اللعين ،يوما ما سأشرب من دمك "

غير بعيد عن الفتى الذي يتوعد صاحب الصورة، كانت هناك حسناء مع شعر أزرق تراقب في صمت.

مرت أكثر من سنة منذ تم تعليق تلك الصورة و لا يزال هذا الفتى الأسمر المدعو دو باي يقف كل يوم هنا ليجدد قسمه.

" على الأقل هو يمتلك العزيمة،أشهد له بذلك"

مشى دو باي بضع خطوات قبل أن يتوقف و قد تغيرت ملامحه

'ما الذي أصابه ؟' همست هان سول لنفسها

"إنه يمتلك هيئة مسمومة،و لو شربت دمه فسأموت "

*ها ها ها ها *

"المجنون، إنه يفكر في شرب دمه حرفيا"

انفجرت سول ضاحكتا،و لم تستطع كبح نفسها مما لفت انتباه دوباي إليها

" آنسة هان !!........... ما المضحك في الأمر لقد أقسمت على ذلك،و علي تنفيذ طقوس الإنتقام لترتاح أرواح ضحاياه"

" طقوس !!، إنه مجرد تعبير، كناية على القتل و لا توجد طقوس كهذه، ها ها ها"

استمرت سول في الضحك قبل أن تتوقف تحت نظرات دو المنزعج

*احم*

"أنا لم أقصد السخرية، الضحية لي تشوي كانت فتاة طيبة و جميلة، هل كنت معجبا بها؟"

منذ سنة كانت الساحرة المبتدئة لي تشوي تجري بعض التجارب،و قد تمكنت من الحصول على أداة روحية ذات قوى غامضة،المكعب الأحمر.

و يبدوا أن صاحب الشعر الأبيض كان يسعى خلف هذا المكعب هو الآخر فتبعها و قام بقتلها.

"تقصدين ضحيته الأولى، أنا لم أقابلها في الحقيقة، حقدي على هذا اللعين بسبب ضحيته الثانية "

أومأت سول برأسها و بشكل مبهم قد تذكرت من يقصد

" فتاة الفرع الخارجي، ما كان إسمها؟"

"لست الوحيدة التي لا تذكرين اسمها و ذلك أكثر ما يحز في نفسي،في الماضي الآنسة يو مي كانت ساحرة موهوبة لكنها تعرضت لإصابة فقدت على إثرها قوتها ، بالرغم من ذلك كانت أختا لنا جميعا نحن أفراد الفرع الخارجي، لقد ساعدتني كثيرا من أجل رفع مستواي، حتى أنها تولت مهامي و منحتني كريستالات الطاقة خاصتها "

في قصر هان الكل يقاتل لمصلحته الخاصة،الوفاء و رد الجميل هي مجرد شعارات يتم ترديدها باستمرار إلا أنهم لا يؤمنون بها و لا يتذكرونها إلا إذا كانت في مصلحتهم.

تأثرت سول كثيرا بمشاعره و سألت في إهتمام

"تبدوا أنها كانت فتاة نبيلة و تستحق أن يثأر لها، لكن لا يجب أن تتغلب عليك عاطفتك ، خصمك ليس سهلا و أنت....."

تحذيرها منطقي فالقاتل الذي هزم ساحرة لن يستعصي عليه تلميذ غير رسمي من المعهد.

ابتسم دو باي و قد تغيرت الأجواء من حوله و انخفضت درجة الحرارة ، فجأة أصبح يبدوا أكثر هيبة، و قد إرتفع من ظهره جناحين عملاقين باللون الأبيض

" لا تستخفي بقدراتي كوني فقط من الفرع الخارجي، لا شيء سيقف في ثأري خصوصا الآن ......."

بملامح جادة و ثقة كبيرة أضاف

"خصوصا أنني لست مضطرا لشرب دماءه،لقد خدعني البدين كال و أقنعني أن ذلك من طقوس الإنتقام، و ذلك كان أكثر ما يؤرقني في كل المسألة "

"ها ها ها،من يصدق خدعة كهذه، أنت بالفعل شخص غريب "

--------------------------

عادت سول إلى منزلها و الإبتسامة لا تفارقها،لا تتذكر آخر مرة ضحكت فيها لهذه الدرجة، لكن الأوقات الجيدة مرت بسرعة و جاء صوت والدها يذكرها بواقعها المر

"أنت سعيدة اليوم، هل تدريبك مع سانغ كان جيدا "

ذكر هان سانغ أمامها جعلها وجهها يسود

"لا............ أنا لم أرى سانغ، و كف رجاءا عن محاولة تقريبنا لبعض، لو علمت هذا لتزوجت بـ دي وو "

" إبنتي ما اعتراضك على سانغ إنه حفيد الملك و أقوى مقاتل في جيل الشباب"

"أجل، و كذلك شخص وقح و عنيف و عابث "

في هذه اللحظة دخل هان سانغ و عيونه تقدح شررا

"خطيبتي العزيزة، لا يجوز أن تعاملي زوجك المستقبلي بقسوة، حتى أنك تركتني أنتظر طويلا، و بقيت تتسامرين مع نكرة من الفرع الخارجي"

"أنا لست خطيبتك ، و هل تتجسس علي؟"

مع ابتسامة شنيعة أجاب سانغ و هو يغادر

" صدفة، أتباعي شاهدوه صدفة و قد يتهورون و يؤذونه صدفة، عمي أرجوا أن تشرح لها أن مستقبل هان يعتمد علينا"

صرت سول على أسنانها غضبا حتى سمع والدها صوت طحنها، و لم يجرأ على فتح فمه.

===========================

و أرجوا أن تستمتعوا بالفصل

2019/04/08 · 1,495 مشاهدة · 1138 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024