119 - ذكريات الزمن الأصلي (6)

بعد سنوات

"أيها الثاني هل سمعت بذلك؟،لقد نجح السادس في المهمة التي فشلت فيها"

حسناء بشعر أسود طويل و ملابس ضيقة كشفت عن منحنيات مغرية، تحدثت

بصوت لعوب، متعمدتا إثارة غضبه

"هذا لا يعني شيئا، لا زال ذلك الهجين في حاجة لمئة سنة كي يتمكن من مواجهتي"

"حقا، لقد مرت خمس سنوات منذ جئتم به أنت و الثالث، نجا من تجارب تعزيز البنية الجسدية و أكمل تدريبه على يد الأول، و حتى أنه تعلم أساسيات السحر على يد ني بو ساي، أعتقد أن سنتين أو ثلاث ستجعله قادرا على هزيمتك"

صر الثاني على أسنانه وغادر و هو يركل أي أثاث صادف طريقه ، بينما كانت الفتاة تكتم ضحكاتها

" لماذا تستمرين في مضايقته؟'

من خلف صفوف الكتب و الوثائق جاء صوت الخامس و هو فتى بدين الذي كان

غارقا في تنظيم الحسابات

"شعرت بالملل في غياب عزيزي السادس، لذلك فكرت في العبث معه قليلا"

عزيزك ،على حد علمي فهو يتجنبك باستمرار"

"فلتهتم بحساباتك أيها البدين"

استدارت الفتاة مغادرة إلا أن صوت البدين أوقفها

"السادس لن يعود الآن، فقد أوكل له الملك مهمة جديدة "

"ماذا ، لما لم تخبرني مسبقا من سأضايق الآن بعد أن تركت الثاني يمضي"

تنهدت الفتاة في إستياء قبل أن تتقدم إلى البدين و تلمس يده بأسلوب لعوب

"أيها الخامس، ما رأيك في أن تقرضني بعض المال لشراء بعض العبيد"

"و ماذا حدث للذين قبلهم أيتها الرابعة؟"

"عاقبتهم لإرتكابهم بعض الأخطاء، لكنهم لم يتحملوا و ماتوا تحت التعذيب"

==========

أنزل قبطان السفينة المرساة بالقرب من جزيرة و أتبع ذلك بإنزال زورق صغير

"أيها الفتى، التيار قوي و لا يمكننا الإقتراب الأكثر ،بعد أسبوعين من اليوم سننتظرك في

نفس المكان إلى ذلك الحين يمكنك الإحتفاظ بالزورق"

هجين الأوريس دفع لهم بما يكفي ليغيروا وجهتم من أجله.

نزل السادس على الشاطئ و توغل إلى الداخل، سعف نخيل جوز الهند المنتشرة ألقت بظلالها على كامل الجزيرة ، مانعتا حرارة الشمس و مانحتا جوا لطيفا تماشى مع نسيم البحر العليل.

"لا تتقدم أكثر من ذلك "

صوت جميل أوقفه، عذوبة صوتها أشبه لنغمة موسيقية على الأذن، فقط بسماعه سيجزم المرء أن خلف القناع الذي ترتديه وجها فاتنا يتماشى مع صوتها و جسدها الرشيق.

"لا أفهم، يفترض أنك من جيل الوباء لكنك تبدين في الثلاثينا..........العشرينات تبدين في العشرينات"

تنهدت السيدة و تجاهلت سؤاله

" لماذا عدت ثانية؟

" لا أجمل من ملاقاة الأحباء في مكان رومانسي كهذا، حبيبتي لقد اشتقت إليك"

" لا تقل هذه الكلمة على لسانك، لو كنت متزوجة لكان لدي ولد في سنك"

" عدنا لمسألة العمر ثانية، أولا أنت لست متزوجة، ثانيا متدربوا الفنون القتالية الذين يخترقون لعالم الإنصهار لا يشيخون بسرعة، فما الضرر أن يكون لديك حبيب يصغرك سنا"

" ما الذي فعلته في حياتي،لأتورط مع مراهق أحمق ليس قادرا على التخلص من متلازمة حبه الأول"

" مراهق هذا قاسي، و أنت هي حبي الأول و الأخير"

ضربت السيدة قدمها على الأرض عدة مرات قبل أن تأخذ نفسا

" أتعرف لماذا أضع قناعا"

"أجل، لإخفاء الندوب الناتجة عن الحروق"

" أجل أنا سيدة مع وجه مشوه لا يستطيع أي رجل النظر إليه، يمكنك الآن أن تتركني..........، أنت تعرف ذلك منذ متى و كيف؟"

" لقد تم تكليفي بمهمة قالوا أنها مهمة شبه مستحيلة و أنها مهمة إنتحارية ،المقاتلة التي اختفت دون أثرفي الحرب الكبرى، قد ظهرت للوجود ثانية و قد وقع علي الإختيار لإغتيالها"

رفع جين رأسه يتذكر تلك الأيام

" قديسة الجناح، لقد راقبتك لأسبوع كامل عرفت فيها كل تفاصيل حياتك، ببطئ و دون أن أشعر و بسبب........."

توقف عن الحديث لبرهة قبل أن يشد على قبضته و يتحدث بأعلى صوت و كله حماس

"بسبب.......... مهاراتك في الطبخ وقعت أسير حبك"

"آه...." تحت القناع فم القديسة كان مفتوحا.

" ماذا يمكن القول غير أنه فعلا الطريق إلى قلب الرجل يبدأ من معدته"

تغير الجو المحيط بقديسة الجناح، إرتفعت هالتها و جن جنونها، و قبل أن يرمش بعينه لكمة ساحقة كانت بالقرب من وجهه

لم تكن تلك ضربة تحذيرية، فحتى بعد ان تفاداها، كان علامات حمراء على خده.

"أي رجل مع قلب ينبض، و بعدأن يتعرف عليك لن يكون لديه خيار سوى أن يقع في حبك"

سحبت قديسة الجناح قبضتها، و .........................................

**** ممنوع****

*آآآه*

صرخت هان سول ممسكتا برأسها، كان هذا هجوما ذهنيا أخرجها بالقوة من حالة التقمص التي كانت فيها

" ما كان هذا؟"

سألت سول، لتجيبها سيدة القوس

// ذكريات محمية، كان علي توقع هذا ففي النهاية هو الآخر رحالة زمني //

شعرت سول أن هيئتها لا تريد في خوض المزيد من التفاصيل، فلم تسأل أكثر.

اقشعر بدنها بعد أن مرت في ذهنها آخر ذكرى رأتها قبل إنقطاع البث ولم تكن بالذكرى السارة.

ثياب قديسة الجناح كانت ملطخة بالدم الأحمر و كانت تتحدث بصوت هامس، بينما السادس أو من سيعرف باسم جين لاحقا ، يمسك بيدها و الدموع في عينيه.

" ربما هذا أفضل، فلا رغبة لي برؤية المزيد من الأحزان"

التفتت إلى هيئتها و أضافت

" سيدة القوس، ألديك ميول إلى القصص الرومانسية الحزينة"

// احم، حان وقت رحيلك //

' ها، حتى أنها لم تنكر ذلك '

===================================

2019/04/18 · 1,279 مشاهدة · 797 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024