محاصرين و يائسين، ليس أمامهم سوى إنتظار نهايتهم، هذا هو ما آلت إليه رحلة الإستكشاف في مجال الأعشاب الروحية.

" يا للدراما، هل كل البشر هكذا؟"

فتى الأويس الضخم رينو و الذي يبدوا كراشد بالرغم من صغر سنه، تعمد التحدث بصوت عالي

" كل ما علينا هو شق طريقنا للخروج من الحصار، و إذا سقط بعضنا فليكن"

مع إبتسامة رجل لا يخشى الموت استل سيفه

"القتال على حافة الموت هو مصير كل فنان قتال، السؤال هو كم جثة سأعيدها معي لمكانها الأصلي"

"رينو، السيف لا ينفع معهم، تحتاج لسلاح بعيد المدى"

ذكره ساحر صديق له مع إبتسامة رجل لا يتخلى عن رفاقه، فقام من فوره من تنشيط قانونه

*يا رياح الشمال فلتعصفي بأعدائي*

لمع سيف رينو قبل أن يطلق عدة هجمات من أنصال الرياح مزقت أجساد الزومبي،في الوقت ذاته صديقه الساحر أنشأ حاجزا لمنع السموم للوصول إليه

ترنيمة قانون الرياح، و حاجز الساحر حرك قلوب المقاتلين البشرين، كلاهما قادران على الطيران بعيدا لكنهما إختارا القتال إلى جانبهم بل و أخذا الصفوف الأمامية .

"شباب لن ندع الأوريس يأخذون كل المجد "

"لنريهم قوة البشر"

صاح البعض بأقصى ما في حنجرته محمسا

"هاي أنت ،ماذا تعني بقوة البشر ،فنحن الأوريس أيضا بشر"

"لقد قصدت...........أنت تفهم ما أعنيه"

جنبا إلى جنب و لأول مرة أعداء الأمس حاربوا معا، من أجل النجاة .

شكل رماة السهام و أصاحب القوانين ذات الهجمات البعيدة المدى خط الهجوم الأول، و من خلفهم السحرة يبعدون ضباب السم الذي يخرج من أجساد الجثث بالرياح و يشكلون الحواجز للحماية

كانت المهمة لتصبح أسهل لو كان بإمكانهم تشكيل أعاصير، لكن الضباب الملعون ذو حرارة عالية و سيتسبب في تشكيل أمطار حمضية كما حدث من قبل

في الخلف مقاتلوا قريبي المدى يمنعون الزومبي من الإلتفات عليهم، كان من الشاق استخدام سلاح ليس من إختصاصهم كالقوس ، لكن الاوريس وزعوا عليهم أقواسا آلية حسنت من آدائهم.

كذلك لجأ مستخدمي قانون الأرض و الماء إلى صنع مستنقعات لعرقلة تحركاتهم.

"لا تستسلموا إستمروا في التقدم"

صاح رينو و هو يطلق أنصالا من سيفه، و قد قطع عددا لا يحصى من الجثث،بالكاد هو قادر على كبح نفسه من القفز و القتال وجها لوجه.

حماسه أشعل المنافسة في قلوب البشريين، فرد أحدهم بتقسيم الغولم الصخري الخاص به إلى ثلاثة وحوش إنطلقت تتدحرج كالكرات و تسقط اللاموتى مثل لعبة البولينغ.

فريق الرماة كان مذهلا و قد جعلوا من رؤوس الزومبي هدفا لهم،و قد تحول الأمر بينهم إلى منافسة، سهم واحد لزومبي واحد.

على الرغم من الأداء التعاوني الرائع إلا أن الجثث لم تنتهي، لقد كانوا يستمرون في الظهور

"اللعنة لقد بدأت أفقد قواي، من أين يأتون؟"

لم يكن هناك داعي ليجيبه أحد فقد رأى بعينه الجثث و هي تعبر من البوابة القمرية، اللاموتى الذين يسعون خلفهم هم جثث ضحايا الحروب السابقة بينهم و بين الأوريس، كان ذلك نوعا من السخرية و كأن الأموات غاضبين لسقوطهم في حرب لا طائل منها و عادت لتنتقم من الأحياء.

طالت المعركة و بدأ التعب و الإجهاد يؤثر على آدائهم، و الأسوء من ذلك هو اليأس الذي بدأ يتسلل لقلوبهم.

"أشعر بالبرد؟؟

كان هذا غريبا، بسبب الحرارة المتولدة من السديم المنبثق من الجثث و تحركهم الدائم أثناء القتال كانوا يتصببون عرقا، لكن فجأة هب نسيم بارد و انخفضت درجة الحرارة

"جدار جليدي!!"

الساحر الوحيد المتبقي من البشر حلق لمحاولة استكشاف الوضع ذهل بوجود جدارين جليدين بإرتفاع عدة أمتر تموضعا بشكل متوازي ليشكلا طريقا.

"هناك من يحاول صنع طريق آمن لنا للخروج.......... إنه دو باي من النجمة السماوية و أصدقاءه، و أيضا"

صمت لبرهة ثم صاح بعيون دامعة

"رفاقنا الذين فروا سابقا لقد عادوا، و هم يساعدونهم "

بعد هذه الأنباء عادت الروح لأجسادهم،و إرتفعت معنوياتهم ليستميتوا في القتال.

في الجانب الآخر من الحصار كان جليد دو باي يصنع الطريق، بينما كانت هان سول و لاو ميني يمطران الزومبي بسهامهما ،أما تشوي التي لحقت بهم هي الأخرى، فتولت تنظيم الهجوم مع المقاتلين الذين انظموا لهم.

"إستمروا في سحبهم بعيدا عن الجدار الجليدي و احرصوا أن يبقى الطريق مفتوحا "

ما هي إلا دقائق حتى وصل المحتجزون إلى الطريق بين الجدارين الجليديين

"ما الذي أخركم كل هذا الوقت؟"

"دو باي، أنا أحبك يا رجل"

صاح رينو في حماس، و كذلك لمعت عيون البقية فرحا بالنجاة

"لا تضيعوا الوقت تقدموا بسرعة "

نبهت ميني،لينطلق الجميع راكضا نحو نهاية الطريق خارجين من حصار الزومبي ، صحيح أن الخطر

لا يزال قائما فبعد كل الأعداد التي قضوا عليها لا يزال المئات من الجثث تطاردهم

كما لا يزال الساحر الذي يتحكم فيهم مختبئا في مكان ما، لكن على الأقل بإمكانهم أن يتنفسوا الصعداء، يستطيعون إيجاد طريقة لمواجهتهم في الأماكن المفتوحة، على عكس الحصار و الذي يعني الموت المحتم.

*كابووووم

دون سابق إنذار إنهار الجدار الجليدي مغلقا الطريق على من بقي في الخلف

" ما هذا؟؟؟ "

تزلزلت الأرض من تحت الجميع ليظهر شق ضخم ابتلع ما حوله من زومبي، و تسبب في إنهيار الجدارين ليتم ردم المتأخرين تحت الجليد.

و من الشق ارتفعت كف عظمية عملاقة، سحبت اليد التي اتكأت على الأرض باقي الهيكل لتكشف عن عملاق من العصور الغابرة فاق علوه الخمسة عشر مترا.

العملاق العظمي انحنى ليرفع صخرة و ألقاها على من لم يستطيعوا العبور.

الإصطدام أدى إلى إنهيار الجدران الجليدية و ردمهم تحتها.

'لا شك أنهم فقدوا وعيهم تحت الإنهيار'

" من بقي في الخلف ؟"

صاحت تشوي مع سحر تضخيم الصوت ليطغى كلامها على الضجيج المصاحب للفوضى التي عمت، ليجيبها أحد سحرة الأوريس و قد طغى القلق على وجهه و صوته

"سيدي ،أعني الساحر ديكس "

"سول ، و دو أيضا"

أضافت ميني ، و هي تحدق بالعملاق العظمي الذي تجاهل كل شيء متجها نحو المحاصرين داخل الإنهيار الجليدي

"لا تبقوا واقفين استدرجوه بعيدا "

حلقت تشوي في الهواء و أنزلت صاعقة برقية على العملاق، كذلك فعل البقية كل وفق أسلوبه ،بالطبع تجنب الجميع استخدام النار فالجثث تحترق بسهولة إلا أن الضباب الناجم عن تدمير الجثث بالكامل يكون مضاعفا.

*طاااخ*

الهجمات المتتالية تسببت في إسقاط ذراع العملاق، ليصطدم بالأرض مدويا، لكن ذلك لم يردع العملاق فالموتى لا يشعرون بالألم.

رفع الهيكل العظمي قدمه و في نيته سحق من هم تحت الجليد

"لااااا"

صرخت تشوي و صنعت حاجزا تحت قدمه

مع صوت كراك تشقق الحاجز لحظة وقوع القدم العظمية عليه ،ضربة أخرى و سيكون كل من دو باي،هان سول و الساحر ديكس في عداد الموتى.

*طاخ، طاخ ، طاخ*

فجأة سقطت ثلاث ضربات متتالية على العملاق و أجبرته على التراجع، نجدة غير متوقعة قد وصلت.

2019/07/07 · 1,148 مشاهدة · 1010 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024