*آآههه*

مع التثاوب مددت القديسة جسدها و لا تزال مغمضة العينين، حتى و إن لم يكن هذا وجهها الحقيقي كونها لا تزال تضع خاتم التنكر، فلا تزال في نظري تمتلك سحرها الخاص.

بادرت بالتحية

"صباح الخير، سيدتي"

"صباح الخير..... ما....ما....ما هذا؟، أين نحن؟، كيف وصلت إلى هنا؟"

ارتعبت القديسة و قفزت من السرير تتفقد المكان حولها، مع عيون متسعة.

حسنا هذا طبيعي فكيف ستكون ردة فعل أي شخص إذا استيقظ ليجد نفسه في مكان غير الذي نام به في الأمس.

من الغرفة المتواضعة في الريف إلى منزل مريح مجهز بأفخر الأثاث في جزيرة نائية وسط البحر.

" لقد كنا في القرية، و أنا قمت بإفقادك وعيك و تقييدك بإحكام "

"و أنا فككت قيدي، ألقيت عليك سحر النوم، و أحضرتك إلى هنا..... بالمناسبة أنت ضعيفة ضد سحر العقلي لقد بقيت نائمة ليومين"

"أنت قمت بإختطافي؟؟، لا أصدق هذا أنا قديسة الجناح تم إختطافي من طرف مراهق!"

إبتسمت القديسة، إبتسامة حاصد أرواح أو شيطان خرج للتو من الجحيم و أضافت

"اشرح سبب و الهدف من فعلتك، ثم أكتب وصيتك"

حان الوقت لكشف المستور، أزلت سحر الوهم لأكشف و لأول مرة لها عن وجهي الحقيقي، هجين من الأوريس ببشرة حمراء

" انا المغتال الخاص بالملك الوباء، و لقبي هو السادس، لقد تم إرسالي خلفك، لكني وقعت في حبك و قررت جعلك إمرأتي....لذا اختطفتك و أحضرتك إلى هنا"

"مستحيل أنت هو السادس؟...... إمرأتي!!، من تكون إمرأتك يا هذا!؟"

"أنت بالطبع، فكري بالأمر القاتل الذي يقع في حب هدفه، أليس هذا أكثر رومانسية من القصص التي تقرئينها"

*بام*

جميلتي لم تطق صبرا وأنزلت لكمتها على خدي، لكني تعلمت الدرس جيدا و ختمت قوتها سابقا فكانت لكمتها بردا و سلامة

"ما هذا ؟، أيها اللعين لقد ختمت قواي"

تفحصت ليان بعيون غاضبة الدائرة السحرية المرسومة على بطنها

"لا تقلقي سيزول السحر مع الوقت، لكن......"

"لكن ماذا؟"

"سيدتي يجدر بك التقليل من تناول الكعك، فقد ظهرت بطنك و ....."

*بووم*

هذه المرة لكمتها آلمتني، لحسن حظي أن قواها مختومة و إلا لكانت العواقب وخيمة.

مع سحر الطيران، ابتعدت عن السيدة الغاضبة، التي راحت ترميني بالحجارة و تلعنني

" إلا أين أنت ذاهب؟، فلتنزل إذا كنت رجلا"

" علي تزييف موتك و القيام ببعض المهام، ستجدين في الكوخ كل المستلزمات الضرورية....... إلى اللقاء سأشتاق لك"

=========

بعد قطع مسافة معتبرة مع سحر الطيران،وصلت أخيرا الى الزورق المخبئ بين الصخور و من خلاله إلى عرض البحر، لم أنتظر طويلا حتى وصلت سفينة الشحن التي اتفقت معها مسبقا

" هناك من في انتظارك، إنه في قمرتي"

كان ذلك كابتن السفينة ما دمت أدفع له بسخاء فسيبقي فمه مغلقا، كما أنني سبق و أريته ما يحدث لمن يلعبون بذيولهم معي.

عند دخولي القمرة ، لم أتفاجأ بالضيف، إنه جاسوسي الخاص و من كلفته بالإهتمام بمسألة الأول

"إسمع يا هذا، هذه آخر مرة أعمل فيها لصالحك، أتعرف فيما ورطتني"

في كل مرة يقول نفس الكلام، إنه مزعج لكنه بمهارة الثالث و لهذا خالفت الوباء و أبقيته حيا

"و من أين لي أن أعرف؟، من كانت صاحبة الإسم و ما قصتها ؟"

" لن تصدق ما سأقول، يفترض أنها صاحبة متجر ماتت على يد قطاع الطرق لكن الأمر أبعد من ذلك، الهجوم كان مفتعلا بغية التخلص منها "

"هل سأنتظر طويلا، كف عن أسلوب التشويق خاصتك و تحدث"

"جميع قطاع الطرق تم ارسالهم إلى الجحيم من قبل العميل، و هذا العميل ليس سوى أخاك الجاسوس"

" الثالث!!!"

لقد صدمني ما سمعت، أن يلجأ الثالث إلى هذه الخدع الملتوية لقتل السيدة فهذا يعني أن لها خلفية مرعبة، و يبدوا أن رفيقي قرأ ما في وجهي فأضاف

"نسب الفتاة و أصولها عاديان جدا، يبقى الشك في زوجها الغامض يفترض أنه تاجر من خارج المدينة، لكن باستثناء اسمه لم نعثر على أي معلومات أخرى..... يدعى ايتشيغو"

بالكاد حافظت على هدوئي، فأنا أعرف هذا الاسم خير المعرفة فهذا ما تعودت أن أنادي به الأول أيام التدريب تحت يديه ، إنه اسم من الأوريس و معناه الرقم واحد.

'الثالث أجبن من أن يفعل ذلك من تلقاء نفسه، لا شك أنها أوامر الوباء'

" المسكينة تزوجت منذ سنة و كانت حامل "

"كانت حاملا؟؟"

هذا يفسر الحالة التي كان عليها، قد يبدوا الأول للوهلة الأولى رجلا قاسيا و عنيفا لكن الحقيقة ليست كذلك، قد يبدوا هذا غير منطقي بالنسبة للذراع اليمنى للوباء لكن هذه الذراع هي من كانت تكبح الملك المجنون و تسأله أن لا ينقل صراعاته إلى عامة الشعب.

و كثيرا ما ساعد في الخفاء المتضررين و الضعفاء.

لقد أراد أن يجعل حكم الوباء مقبولا الى حد ما، طريقته في التعبير عن ولاءه هي أن يصبح صوت العقل

إلا أن أكثر ما يكرهه المجانين هو العقل، لو سحب الأول كل يوم امرأة مختلفة الى مخدعه لما اهتم الوباء، لكن الوقوع في الحب و تأسيس عائلة كما يفعل العقلاء فذلك ما لن يتركه يمر بسلام.

نحن الأرقام الستة تجسيد لجنونه، و كلما حاولنا التعقل فسيعمل جاهدا لسحبنا الى غياهب الغضب و الجنون.

'فعل هذا بزوجة الأول و هي امرأة من العامة، فما تراه سيفعل بي؟'

شعرت حقا بالتعاطف مع مصيبة الأول، و بالقلق على مستقبلي.

في الأيام التالية، انتشر على نطاق واسع خبر إغتيال قديسة الجناح

أنزل قبطان السفينة المرساة بالقرب من جزيرة و أتبع ذلك بإنزال زورق صغير.

مرت ثلاثة أيام منذ تركتها، أرجوا أن تكون قد هدأت

"أيها الفتى، التيار قوي و لا يمكننا الإقتراب الأكثر ،بعد أسبوعين من اليوم سننتظرك في

نفس المكان"

المال فعلا يحل أي مشكلة، فرغم صعوبة الوصول إلى هذا المكان، فلم يعد يعترضون

نزلت على الشاطئ و توغلت إلى الداخل، سعف نخيل جوز الهند المنتشرة ألقت بظلالها على كامل الجزيرة ، مانعتا حرارة الشمس و مانحتا جوا لطيفا تماشى مع نسيم البحر العليل.

"لا تتقدم أكثر من ذلك "

صوت جميل أوقفني، عذوبة صوتها أشبه لنغمة موسيقية على الأذن، فقط بسماعه سيجزم المرء أن خلف القناع الذي ترتديه وجها فاتنا يتماشى مع صوتها و جسدها الرشيق.

"لا أفهم، يفترض أنك من جيل الوباء لكنك تبدين في الثلاثينا..........العشرينات تبدين في العشرينات"

تنهدت السيدة و تجاهلت سؤالي

" لماذا عدت ثانية؟"

" لا أجمل من ملاقاة الأحباء في مكان رومانسي كهذا، حبيبتي لقد اشتقت إليك"

" لا تقل هذه الكلمة على لسانك، لو كنت متزوجة لكان لدي ولد في سنك"

" عدنا لمسألة العمر ثانية، أولا أنت لست متزوجة، ثانيا متدربوا الفنون القتالية الذين يخترقون لعالم الإنصهار لا يشيخون بسرعة، فما الضرر أن يكون لديك حبيب يصغرك سنا"

" ما الذي فعلته في حياتي،لأتورط مع مراهق أحمق ليس قادرا على التخلص من متلازمة حبه الأول"

" مراهق هذا قاسي، أنت هي حبي الأول و الأخير"

ضربت السيدة قدمها على الأرض عدة مرات قبل أن تأخذ نفسا

" أتعرف لماذا أضع قناعا"

"أجل، لإخفاء الندوب الناتجة عن الحروق"

" أجل أنا سيدة مع وجه مشوه لا يستطيع أي رجل النظر إليه، يمكنك الآن أن تتركني..........، أنت تعرف ذلك منذ متى و كيف؟"

رفع جين رأسه يتذكر تلك الأيام

" قديسة الجناح، لقد راقبتك طويلا، حتى عرفت فيها كل تفاصيل حياتك، ببطئ و دون أن أشعر و بسبب........."

توقف عن الحديث لبرهة قبل أن يشد على قبضته و يتحدث بأعلى صوت و كله حماس

"بسبب.......... مهاراتك في الطبخ وقعت أسير حبك"

"آه...." تحت القناع فم القديسة كان مفتوحا.

" ماذا يمكن القول غير أنه فعلا الطريق إلى قلب الرجل يبدأ من معدته"

تغير الجو المحيط بقديسة الجناح، إرتفعت هالتها و جن جنونها، و قبل أن يرمش بعينه لكمة ساحقة كانت بالقرب من وجهه

لم تكن تلك ضربة تحذيرية، فحتى بعد ان تفاداها، كان علامات حمراء على خده.

"أي رجل مع قلب ينبض، و بعدأن يتعرف عليك لن يكون لديه خيار سوى أن يقع في حبك، فمتى سيلين قلبك و تتقبلين مشاعري"

طيلة فترة غيابي،حاولت القديسة جاهدة مغادرة الجزيرة، لكن بلا فائدة.

تحيط بالجزيرة دوامات ضخمة و لذلك لن تقترب أي سفينة هنا، و المسافة القادرة على قطعها من خلال الطيران أقصر من أن توصلها لبر الأمان.

و بالنسبة لقانون الأبعاد خاصتها، فهو فقط للإنتقال بين العوالم و حتى ذلك يحتاج لظروف خاصة و لا تستطيع تنفيذه وقتما تشاء

بدون الزورق الذي أخبئه ، و معرفة مواقيت مرور السفن هي عاجزة تماما عن المغادرة.

الساعة التي تلتها قضتها القديسة في ركل الأرض بقدمها و الصراخ بين الفينة و الأخرى، بعد أن أفرغت غضبها راحت تفكر بأسلوب مختلف

"مجنون، مراهق معتوه، سيدفعني لقتله.... لا هذا لا ينفع، السادس لا يخشى الموت و لا ينفع التهديد معه، و قد أحتاج لسحر التنكر خاصته... ليان عليك أن تكوني ذكية، ربما علي مجاراته حتى أعرف الطريقة التي يستخدمها للخروج من هنا"

نقطة ضعف القديس الثانية، عندما تتوتر تتحدث بصوت مسموع

"لقد سمعتك"

"اللعنة ليان، متى ستتخلصين من هذه العادة "

"لا زلت أسمع أفكارك"

"اللعنة عليك"

2019/09/17 · 883 مشاهدة · 1366 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024