قبل الفجر ، استيقظ دو باي و بالرغم أن إمتحانه لا يبدأ قبل التاسعة و لا يحتاج إلا لعشر دقائق ليصل لنقطة الإمتحان إلا أنه كان في غاية الإستعجال بالكاد ارتدى ملابسه ليخرج مسرعا

جين الذي كان نائما بجانبه ابتسم و هو يحاول العودة للنوم

" هو بطيء بعض الشيء، لكنه دائما ما يصل في الموعد"

بعد ساعات أحس جين بيد دو باي تهزه

" جين ، جين أحتاج لمساعدتك فقد اكتشفت أمرا هاما، أنا لم أن أنم البارحة و أنا أفكر في كلامك "

ليلة الأمس، دو باي أخذ بنصيحة صديقه و راح يدرس الموضوع من كل جوانبه.

فكر أنه بالرغم أن بعض الطامعين في المال قاموا بمحاولة التقليل من عدد المشتركين، لكن رئيس المعهد المسؤول عن وضع الإختبار هو شخص معروف بعدله و نزاهته، لذلك من غير المنطقي أن تكون بعض الامتحانات مقتصرة على صيد بعض الوحوش الضعيفة، في حين عليه القتال للحصول على شارة ثانية ، فجأة قفز من سريره ليجرب شيئا ما.

ليكتشف أنه بمجرد الحصول على المهمة المناسبة فالامتحان سيكون في غاية السهولة، فقط عليك أولا استكمال كامل شروط المهمة

" جين ، لقد اكتشفت أمرين جديدين عن المهمة"

' إثنين من أصل ثلاثة ليس سيئا ' فكر جين و هو يستمع لشرح صديقه

" الأول ، الشارت الفضية لا يمكن تخزينها في المكعبات الفضائية مما يعني أنها تحوي سحرا خاصا

الثاني، أصحاب مهمات الصيد لم يطلب منهم الاحتفاظ بشاراتهم ،مما جعلني أفكر ماذا لو كان هناك سحر آخر في الشارة الفضية، لذلك قمت بتجربة و اكتشفت أنها تتسبب في هروب الوحوش العادية بعيدا عنك"

فتح دو باي يده كاشفا عن ثلاث شارات فضية و هو في غاية السرور

" حصلت على شارتين إضافيتين، من أصحاب مهام الصيد "

هز جين رأسه إعجابا و هو ينظر إلى في يد رفيقه

" ممتاز، كنت أعرف أن البطيخة التي فوق كتفيك هي حمراء، إذا ما المطلوب مني؟"

دو باي الذي كان ينتظر السؤال قام برفع يديه ، حيث كان يحمل في يده اليمنى قفصا للغراب ذو المنقار الحديدي، و اليسرى وعاء به زبدة المكسرات، تذكر جين أمرا مشابها فعلته لونا أخت دو باي ففهم للتو ما يخطط له فقال ضاحكا

" المكيدة الثالثة عشر أو الثانية عشر من مكائد أختك الصغرى لونا،( الغراب و الزبدة) فعلا لقد نضجت البطيخة بشكل جيد، إذا كمكافأة لك سأخبرك بالأمر الثالث الذي غفلت عنه"

يحيط بمعهد تنين الأرض والغابة المظلمة، سور عملاق يتجاوز ارتفاعه عشرة أمتار، المتسابقون اليوم لن يدخلوا من البوابة الرئيسية، بل عليهم الالتفاف عبر السور وصولا للبوابة المطلة على الغابة.

باستخدام تقنيات سحرية من المستوى العالي تم عزل كل الوحوش من المستوى الثالث و أكثر في منطقة واحدة ، تحت اسم المنطقة السادسة،طيلة مدة الامتحان سيتكلف ساحر خبير بالحفاظ على الحاجز الذي يفصل المنطقة السادسة عن باقي المناطق ، مانعا أي وحش عالي المستوى من الخروج.

بحساب عدد المناطق و أوقات الإمتحان ، خمن جين أن عدد المترشحين بلغ الستمائة متسابق، بالطبع هذا فقط الإمتحان الأول، الإمتحان الحقيقي سيبدأ عندما يقفون أمام مرآة الأرواح، لتحديد شكل هيئة الروح و صنفها.

تمام التاسعة صباحا في المنطقة الأولى، اجتمع ما ثلاثون شابا، المسؤول عن البوابة و هو رجل في الثلاثينات ، بعد أن قام بالتأكد من لفافات المتقدمين للامتحان صرح قائلا

" مدة الإمتحان ساعتين، أي شخص لم يتمكن من تنفيذ المهمة بعد نفاذ الوقت عليه العودة إلى هذه النقطة ، في حالة الإصابة يمكنك تمزيق وثيقتك، و نحن سنعثر عليك و نسعفك ، حظا موفقا للجميع"

*ها ها ها ها*

ما إن أكمل المشرف كلامه حتى راح شاب أسمر يضحك بصوت مرتفع و كأنه يتعمد أن يسمعوه، تقدم الشاب بضع خطوات و التف للجمع و هو يلعب بالشارة الفضية في يده، يرميها إلى الأعلى و يعيد إمساكها

" أنا دو باي و قررت أن أكون مميزا، سأكون الشخص الذي شارك وحده في دفعته، لا أحد منكم سيعبر من هنا ، اتركوا شاراتكم و انقلعوا"

عيون الشباب أصبحت حمراء، و وابل من الشتائم سقطت عليه من كل صوب و حدب، لكنه اكتفى بنفخ صدره و رمي الشارة عالية

"إن كنتم تريدونني أن أجبركم على تمزيق وثائقكم فلكم ما أردتم"

صاد الصمت فجأة و لا أحد رد عليه هذه المرة، بل كانوا في الواقع يضحكون، في الأخير علق أحدهم

" أيها السيد القوي، أين هي شارتك ؟"

راح دو باي يفتش عن الشارة في جيوبه و من ثم على الأرض، قبل أن يرى الفتى يشير إلى غراب في السماء

"أيها الغراب اللعين ، سرقت شارتي، سأنتف ريشك ، سأشويك حيا ، سأبحث عن عائلتك و أتأكد من أكلهم..."

استمر دو في الصراخ و هو يركض خلف الغراب، بينما كان الحشد بالكاد غير قادر على الوقوف من شدة ما آلمتهم بطونهم من الضحك، باستثناء المشرف الذي انتبه لشاب في الخلف يحمل قفصا في يده

' أيعقل أنه دهن الشارة بشيء ما و ترك الغراب يسرقها، علي الإعتراف ، تلك كانت الخدعة الأكثر سخافة ، و الأكثر فعالية للحصول على المرتبة الأولى سبق لي أن رأيتها، لكن تراه ماذا سيفعل عندما يلاقي العائق الحقيقي'

----------

وسط المنطقة الثالثة كان دو باي منطلقا كسهم أفلت من القوس باتجاه خط النهاية، لم يوفر أي جهد للفوز بالمركز الأول ، و كيف يستطيع فعل ذلك بعد أن أخبره جين عن السر الثالث المخفي في المهمة

" هناك لغز كتب داخل الوثيقة ،مفاده أن الأوائل ينالون المنافع"

هناك جائزة لأصحاب المراتب الأولى،حتى قبل ان يعلم دو باي بالجائزة كان قد حضر لخطة الغراب و الزبدة كي يضمن أن لا يعيقه باقي المتسابقين ، أما و قد صار يعلم بأمر الجوائز فهو يحث الخطى نحو الهدف بأقصى ما يملك

قبل أن يوقفه ثلاث شبان اعترضوا طريقه

" او..... انظروا يا شباب، لقد وصلت ضحيتنا الأولى ، لا تفكر في..... "

*طاخ ، طاخ ، طاخ*

قبل أن يكمل الفتى كلامه، انفجرت به و برفاقه قوارير زجاجية و قد غطت المادة اللزجة التي كانت بداخلها أجسادهم و ملابسهم، الفتيان الذي اعترضوه هم طلاب أساسيين من المعهد، بالرغم من وجود قانون يمنع لقاء الأساسيين بالممتحنين لكن هناك دائما بعض المخالفين الذي يتسللون خارجا محاولين الاستفادة من القادمين الجدد، شيوخ المعهد يعلمون بذلك لكنهم يتظاهرون بالعكس، العالم مكان غير عادل و هناك دائما من سيحاول التنمر عليك، إنه جزء من إختبار الحياة.

كما أن الركض في الغابة دون عوائق سيجعل الإمتحان يبدوا سخيفا.

" أيها الوغد، سأحطم رجليك "

صرخ أحد الثلاثة منزعجا، بينما كان آخر يفرك إصبعيه و يتذوق هذه المادة اللزجة قبل أن يصيح

" عسل،إنه عسل بسرعة علينا التخلص من هذه الملابس ، و إلا ستطاردنا الدبابير السامة"

انفجر دو ضاحكا و قفز بعيدا يكمل طريقه، تاركا الشباب العراة خلفه

" المكيدة الثالثة من مكائد لونا ( النحلة و العسل)، أختي العبقرية شكرا جزيلا"

في نفس الوقت جين الذي غادر مكان الامتحان راح يفكر في الخدعة السخيفة التي نفذها صديقه

' أختي مي كانت دائما تناديها بلونا اللئيمة، يبدوا أن اللقب لم يأتي من العدم'

2018/03/29 · 2,135 مشاهدة · 1087 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024