بعد أن أكمل جين مساعدة دو باي في مهمة ( الغراب و الزبدة) ، كان ما زال أمامه بضع ساعات لموعد امتحانه،لذلك قرر القيام بجولة في المدينة الليلة البيضاء

سوق العاصمة ، هو أكبر الأسواق في كامل المملكة و هذه فرصة جيدة لإقتناء بعض الحاجيات، على مرأى البصر محلات بيع الدروع و الأسلحة و الأعشاب تعرض أفضل منتجاتها،في محاولة لإغراء المقاتلين لكن هذه لم تكن المحلات التي يبحث عنها، جين فقط في منتصف عالم النشوء و احتمال نجاحه كمقاتل بعيد الإحتمال، لكن كساحر فسيكون الأمر كشربة ماء

أخيرا وجد جين ضالته متجر للمعدات السحرية ، كانت هناك أدوات و معدات مختلفة صنعت خصيصا للسحرة،من عصا تجميع المانا، عباءة الإخفاء ، اللفافات التي تخزن الطاقة السحرية، كريستالات المانا و غيرها الكثير

هدف جين اليوم هو الحصول على خاتم تخزين التعاويذ، و هو سلاح كل ساحر في هذا العالم.

أبسط تعريف للسحر هو استخدام المانا لرسم دائرة عليها نقوش مختلفة ثم تفعيلها عن طريق قراءة التعويذة الخاصة بها

فأثناء المعركة لن ينتظرك الخصم حتى ترسم دائرتك السحرية، و حتى الدوائر السحرية المخزنة في اللفافات مسبقا تحتاج وقتا لتفعيلها و لن يمنحك الخصم الفرصة لقراءة التعويذة .

من أجل ذلك وجدت خواتم تخزين التعاويذ حيث يمكنك تحضير الدوائر السحرية و تفعيلها مسبقا ثم تخزينها بالخاتم لاستخراجها لاحقا على شكل دائرة مضيئة تظهر في الهواء.

وقف جين أمام مجموعة خواتم فضية مرصعة بحجارة الياقوت الأزرق، تفحصهم بعناية قبل أن يتوجه بالسؤال لصاحب المحل عن ثمنها

" مئة و عشرون فضية ، إنها من أفضل منتوجاتنا ، فقط بمناسبة الإختبار نعرضها بهذا السعر"

ابتسم جين و حمل خاتما بين يديه ليضعه في إصبع ثم مد يده لصاحب المحل و قال

" لا بأس ، سأقبل بالمال الذي تقدمونه مع الخاتم"

حملق البائع بالطفل و قد طارت عن وجهه ابتسامة التجار

" ما الذي تهذي به يا ولد ، هل تحاول أن تقول نكتة"

" النكتة هي بيع خاتم مرصع بحجر معيوب سيتحطم بعد شهور من استخدامه، ما قد يحدث يا ترى لو انتشر الخبر"

بعد مدة وجيزة خرج من المحل و على وجهه ابتسامة تصل لاذنيه و راح يلمع خاتمه الجديد من أفخرالأنواع و الذي حصل عليه كهدية من المتجر

" لا شيء أفضل من اصطياد المحتالين و ابتزازهم ، أتمنى فقط ألا يغيروا محلهم مثلما فعل طبيب القرية "

طبيب القرية كان رجلا بخيلا، و جين استمر في الضغط عليه و إجبارعلى دفع فواتير طعامه ، لينتهي الامر بأن يهجر القرية بأكملها.

كان ابتزاز المحتالين و المخادعين هي هواية جين المفضلة إضافة لمتعة النظر في وجوههم المرتبكة ،هناك دائما الكثير من المنافع

بعد شراء الخاتم ،أو الحصول عليه بتعبير أدق اتجه جين لمتجر بيع الوحوش المروضة لتكون تلك آخر محطة قبل العودة إلى النزل و الإستمتاع بلحم الغزال المتبل، الذي من أجله اختار مهمة موعدها بعد الظهر.

مر الوقت بسرعة و حان أخيرا موعد الامتحان، في المنطقة الثالثة وقف جين في الصف ليقدم وثيقته إلى المشرف المسؤول.

" عفوا، سيد جين هل أستطيع سؤالك شيئا ؟"

فتاة جميلة و ملفتة للانتباه، مع شعر أسود يصل إلى كتفيها و ثوب أزرق سماوي طويل اقتربت منه متوددتا

" سيد جين هل اخترت مهمة الشارة الذهبية"

' ما هذا السؤال الغبي، و ما تراني أفعل بالصف إذا'

فكر جين بالأمر لكنه لم يقل شيئا و اكتفى بأن هز رأسه بالإيجاب، ارتسمت السعادة على ملامح الفتاة و بكل حماس اقتربت منه أكثر، و هي تحمل الشارة الذهبية في يدها

" يا لها من مصادفة رائعة، نحن في نفس المجموعة ، اسمي هو فاي ما رأيك أن نشكل فريقا معا "

" كفي عن إزعاجي، و ابتعدي عني"

جين رد عليها بكل جفاء بالرغم من ذلك الفتاة لم يبدوا عليها الإنزعاج بل العكس تماما اكتفت بالإبتسام و أصبحت أكثر إصرارا من ذي قبل

" سأساعدك للحصول على المرتبة الأولى، و لن أطالبك بمشاركة الجائزة فكر بالأمر، سأراك لاحقا"

بخطوات رشيقة ابتعدت الفتاة، بينما كانت عيون الشباب تحدق به مع مزيج من الغيرة و الحسد، بالأمس فقط شاهدوه رفقة الحسناء زرقاء الشعر و اليوم ها هي فتاة لطيفة لا تقل جمالا عنها تحوم حوله.

بعد حادثة الأختام السحرية و و قوفه في وجه الحارس و أيضا شجاره مع هان سيول ، جين صنع لنفسه اسما في ظرف قياسي

في الوقت ذاته فتاة أخرى بشعر أسود طويل كظلام الليل و جمال ملفت للنظر ، ترتدي ملابس طلبة السحرة الرسمية كانت تراقب هي الأخرى من بعيد

" أيها اللص المحتال،ها قد التقينا ثانية، هذه المرة ستكون مختلفة"

" هاي أنت ماذا تفعلين بالوقوف هنا، لا يسمح بالطلاب البقاء هنا"

أحد المشرفين راح يعاتب الفتاة ذات الشعر الأسود، و التي راحت تنحني معتذرتا

" أسفة سيدي ، سأغادر على الفور"

لم تكن الفتاة سوى لي تشوي، الفتاة نفسها التي استدعت جين من المستقبل، و لسبب ما فهي كانت مصممة على العثور عليه.

دخل جين منطقة الإمتحان ، بينما إنطلق الجميع يسابقون ظلالهم، توقف جين بعد بضع أمتار و قد أحس بشيء ما خاطئ صوت لطيف جاء مفسرا ، إنها فاي نفس الفتاة التي توددت إليه منذ دقائق.

" حاجز سحري، لقد تم إغلاق الطريق من خلال السحر ، يبدوا أن بعض طلاب السحر يتربصون بالمترشحين الجدد، علينا قتالهم أو الدفع مقابل العبور"

تنهد جين، و التفت إليها متسائلا

" و ما الحل في رأيك، ماذا علينا أن نفعل ؟"

" تتحدث بالجمع الآن، هل وافقت على اقتراحي ، ( صفقت الفتاة بحماس ) والدي ساحر متقدم و منحني بعض الإكسيرات التي ترفع من المانا، نستطيع بسهولة المرور عبر الحاجز"

مع ابتسامة جميلة قدمت فاي الإكسير لجين، لم يناقش الأمر اكتفى بفحصه و شمه قبل أن يقوم بشربه دفعة واحدة

" جين لا تشربه كله مرة واحدة هذا سيضر بك، أعني ستموت أسرع مما يجب"

بصر جين أصبح ضبابيا، العرق البارد تصبب من على جسده، بعد أن أصابه الوهن في ركبتيه كاد يقع أرضا لو لم يتكأ على إحدى الأشجار ، بإمكانه الشعور بجسده و هو يتوقف عن الحركة، ببطئ جسده سيصبح مشلولا

الفتاة الجميلة بالثوب الطويل ابتسمت ثانية، لكنها هذه المرة ابتسامة مخيفة، لاتليق بملامح وجهها الجميل ،فعيونها كانت مرعبة و هي تحدق بفريستها، راحت تلعق شفتيها و هي تقول

"يا للأسف، إعتقدت أن الإيقاع بك سيكون صعبا ، لوهلة اعتقدت أن سحر جمالي لن يؤثر بك ، و قتلك سيكون تحديا، لكنك سرعان ما أخفضت دفاعاتك و وثقت بي،أن تثق بشخص غريب تماما و تتناول شرابا دون تفكير، هذا فعلا مؤسف"

أخرج جين خنجر من كفه، لكنه أضعف من أن يشد قبضته،فأوقعه أرضا

التقطت الفتاة الخنجر و مررته على لسانها بكل بطئ و نشوة و من ثم وضعته على وجه جين

" هيا أيها الوسيم، أسمعني صراخك؟"

=================================

تأليف: magicien

2018/04/01 · 2,100 مشاهدة · 1048 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024