وضعت الفتاة خنجرها على رقبة جين ، و أشارت إلى المكعب المثبت على حزامه

" أخبرني، ماذا تحمل معك هنا، أتحمل ما يكفي لشراء حياتك؟"

بصوت ضعيف يكاد يكون هامسا أجابها

" أربعة...."

"أربعة ماذا، أربعمائة فضية ،أربع ألاف فضية"

*كح كح * سعل جين قبل أن يقول

" أربعة من عشرة، هذا هو تقييمي لك"

بصوت واضح و مسموع أجابها و قد أمسك بمعصم يدها التي تحمل الخنجر و شد قبضته عليها

*آه*

تأوه خرج من فمها، عندما أحكم قبضته عليها ، كانت مسكته قوية حتى أنها شعرت بعظام يدها تسحق ،وقع الخنجر من يدها ثم دفعها بقوة ليسقطها أرضا.

الدهشة عقدت لسانها فالشاب الذي تناول السم أمامها لا يملك أي علامات للإجهاد أو الوهن عليه، ما لم تعلمه أن بسبب تقنية سديم السم فجسده منيع من كل السموم المعروفة.

و كانت تقنية سديم السم أقوى تقنية سموم لكنها تقنية مدمرة لا تفرق بين العدو و الصديق و لا تناسب أسلوب جين، لذلك تخلى عنها.

حاولت الفتاة النهوض و الفرار بعيدا لكن ساقيها لم تسعفانها ، شعور غريب و غير محبب كان يسري بداخلها، إن الشعور بتخدر عضلاتها و توقفها عن العمل،إنه الإحساس بالشلل

"مستحيل لقد تم تسميمي ، متى حدث هذا، متى اكتشفت أمري"

" لهذا منحتك أربعة من عشرة، هذا مخيب أول سفاح أقابله يكون بهذا الغباء،عدي معي

واحد، ما الذي سيجعل أي فتاة تتقرب لشاب ضعيف، مغرور و وقح مثلي

اثنان، الفتاة التي تقربت مني بالرغم من أنها جاءت من بعدي لم تقدم وثيقتها إلى المشرف و لم تسجل لدخول الامتحان

ثلاثة، بما أنك تعرفين أنني أجيد بعض السحر، فعلى الأقل حاولي السيطرة على هالة الوهم التي تشع منك"

بكل حذر حمل جين الخنجر من نصله متجنبا إمساكه من المقبض، لتدرك أخيرا كيف تم تسميمها، السم كان في مقبض الخنجر، لقد تظاهر بإسقاطه ليغريها باستخدامه.

جسدها كان يرتعش، قبل لحظة كانت تعتقد أن كل شيء تحت سيطرتها، لكن الآن هي تحت رحمة من ينبغي أن يكون فريستها، عقلها لا زال لم يستوعب الأمر.

' كيف لشخص أن يكون دقيق الملاحظة لهذه الدرجة؟، كيف قلب الطاولة علي، كيف استدرجني لحمل الخنجر المسموم؟ ، و كيف لا يزال واقفا بعد أن تسمم؟ '

كل تلك التساؤلات طارت من عقلها و هي ترى الوجه المرعب أمامها

رفع جين قدمه، و بكل قوته ضرب ركبتها

*كلاك*

*آآآه...........آآآه*

صوت تحطم العظام، تبعه صوت صراخ يصم الأذان، هذا النوع من السم يشل الجسد ، لكن لا يوقف الألم

الركلة حطمت ركبتها تماما،و بينما كانت الفتاة تعض على شفتها مانعتا نفسها من الصراخ و في محاولة يائسة لتحمل الألم، أمال جين رأسه و هو يراقب جسدها يتغير، مع الألم الذي يعتصرها، البقاء متنكرتا باستخدام سحر الوهم مستحيل.

من تحت الدخان الأبيض ظهرت سيدة في الثلاثينات قصيرة القامة ، شاحبة مع هالات سوداء تحت عينيها، كان يبدوا عليها ملامح الإدمان ،أسنانها الصفراء كانت لا تزال تعض على شفته و قد أدمتها

" بعد التفكير ، سأضيف نقطة لبراعتك في التمثيل، خمسة من عشرة ، ليس سيئا أنت الآن بنفس مستوى أخي الثاني، الذي قتلته بطريقة مشابهة ، كانت أياما فضيعة تذكر و لا تعاد"

السيدة المشلولة أمامه و التي لا تسطيع غير الشعور بالألم و الصراخ،راحت في يأس تتوسل الرحمة و تستجدي عطفه طلبا للمغفرة

" أرجوك، إرأف بحالي أنا أعاني من إصابة داخلية سببها ساحر عظيم،إصابة لا تشفى و ألمها لا يتوقف ، كل ما أردته هو بعض المال لأجل المسكنات، لقد أعماني الطمع"

رمقها جين بنظرة باردة و تحدث ساخرا

" هل علي نسيان أنك قمت بتسميمي و رغبت في سماع صراخي، يبدوا أني كنت مخطئا بشأنك أنت لا تشبهين الثاني، فهو لم يتوسل لإبقاء حياته، بما أنك خسرت فستموتين هذه أول قواعد المهنة

يبقى السؤال، هل ستخبرينني من أرسلك و أنهي أمرك بسرعة؟ أم تفضلين أن أسلخ الجلد و أزيل العظم، تاركا اللحم للحيوانات البرية ، لتشاهديها و هي تستمتع بتناولك "

' سيفعلها، هو فعلا سينفذ ما يقوله '

صوته كان عميقا يخاطب روحها و ملامحه الجادة، جعلها تقتنع بصدق وعيده ، بكل برود و في منتهى الهدوء كان يهددها بتقطيع أوصالها و تركها جثة حية تعبث الوحوش بها، هي تعلم تماما أن خلال الساعتين القادمتين، لن يمر مخلوق من هنا.

كل ذرة في جسدها كانت ترتعش، و هي تفكر في الوحوش التي ستجلبها رائحة الدم، دون ذكر ما ستعانيه من الآلام،طيلة سنوات حياتها و ضد كل من واجهتهم لم تقابل هالة مشبعة بنية القتل مثله، حتى الساحر الذي الذي قاتلته من قبل لا تقارن هالته بفتى الخامسة عشر أمامها، لقد خسرت كليا أمام هذا الشيطان ذو الشعر الأبيض.

" غريمك هو الحارس سينغ، إنه أحد المسؤولين عن محاولة تقليل عدد المشاركين كان سيربح الكثير من وراء ذلك، و أنت أفسدت الأمر و أهنته أمام الجميع"

" يستأجر قاتلا فقط لسبب سخيف كهذا، يا له من شخص ضيق الأفق، آه بالمناسبة السم الذي في جسدك هو سم و قاتل و لن تعيشـ........................ ها ، يبدوا أنها توفيت ، لا يهم"

حدق جين بالسيدة و يبدوا أن السم قد تمكن منها أسرع مما توقع، رسم على جثتها دائرة سحرية لتشتعل النيران بجثتها مخلفتا فقط الرماد.

" لدي سباق علي الفوز به، و قد أضعت الكثير من الوقت"

من فوره أخرج جين وثيقة لدائرة سحرية و راح يتلو بعض التعاويذ ليظهر من العدم نسر أحمر عملاق ،على ظهره سرج أسود مزخرف ، قفز جين على ظهر الطائر ليحلق به عاليا،في إتجاه خط النهاية

منتصف هذا النهار قبل موعد الإختبار ، عثر جين على محل لبيع الوحوش المروضة ، أجمل ما في الأمر هو أنك لست مضطرا لأخذ الوحش معك أو الإهتمام به.

فهذه الوحوش تعيش في محمية طبيعية أنشأها المروضين ، و من خلال سحر الإنتقال يمكنك إستدعائها وقتما تشاء.

جين لم يتوقع أنه سيحتاج للنسر الأحمر بهذه السرعة، لكنه الآن سعيد بشراءه بالرغم غلاءه بعض الشيء، فبعد الوقت الذي أضاعه مع السيدة القاتلة ، لا رغبة له بإضاعة المزيد مع الحاجز الذي صنعه طلاب السحر أمامه.

بعد دقائق معدودات كانت رحلة الطيران قد انتهت و نزل النسر أمام خط النهاية، عيون المشرف على نتائج الامتحان كانت مفتوحة عن آخرها و هو يرى أحد المترشحين يستخدم طائرا لاجتياز الإمتحان، ليقفز من مكانه و هو يشير للطائر الذي كان قد اختفى بعد أن أعاده جين إلى حضيرته.

" ما معنى هذا، كيف تستخدم طائرا ، لاجتياز الإمتحان"

أجابه جين و هو يلتف يميناو شمالا

" طائر، أي طائر.........أنا أمزح، لا أذكر أنه هناك قانون يمنع استخدام الوحوش"

" أنا لا أمزح معك، لا يمكنني التغاضي عن هذا، إنه يتعارض مع الهدف من الامتحان، إنه بمثابة قانون غير مكتوب"

" لا يمكنك التغاضي عن قانون غير مكتوب، لكن يمكنك التغاضي عن الطلاب الذين أغلقوا الطريق بحاجز سحري عملاق يمكنك للأعمى أن يراه"

كلام جين أفحم المشرف و لم يعرف بما يجيب ، فالفكرة هي التغاضي عن الطلاب الأساسيين لرفع صعوبة الامتحان، أن يقوم الممتحنين بتقديم شكاوي ضد الطلاب الذين اعتدوا عليهم و عرقلوهم في إنجاز مهماتهم أمر متوقع، لكن أن يستغل أحدهم الأمر لمخالفة القوانين لصالحه، هو أمر لم يسبق أن حدث

*بوووووم*

صوت انفجار مدوي هز المكان، من خلفهم ، للتو الحاجز السحري الذي صنعه الطلاب تحطم إلى أشلاء صغيرة

هذا الحاجز المشترك، ليس حاجزا يسهل تحطيمه، إذا اتحد ساحران مبتدئان أو أكثر لتنفيذ دائرة سحرية ، فقوتها ستعادل ما ينتجه ساحر متقدم، أو حتى أكثر.

ألاف الشظايا الصغيرة من الحاجز ، بلون المانا الأزرق السماوي كانت تتساقط و هي تلمع بشدة لتختفي بمجرد أن تلامس الأرض و وسطها بخطوات بطيئة تقدم شخص يرتدي معطفا واسعا بقلنسوة تخفي ملامح وجهه

و تغطي الضمادات يده اليمنى بالكامل كان لا يزال محكما قبضته و قد صبغت الضمادات القماشية باللون الأحمر، يمكن بوضوح رؤية قطرات الدم تتساقط من تلك القبضة.

الأضواء الزرقاء من خلفه جعل وصوله إلى خط النهاية استعراضيا.

التفت جين إلى المشرف معلقا

" و أنت من اعتقدت أن دخولي مع النسر مبالغ فيه، انظر إلى عرض الألعاب النارية هناك.............. فقط خذ الوثيقة"

وصل الشاب ذو القنسوة، دون أن ينبس بحرف قدم الوثيقة للمشرف، و بأصبعه شكل رقم واحد ، لكن عندما رأى في يد المشرف وثيقة أخرى يبدو أنه أصيب بالإكتئاب ،تنهد و أخفض رأسه و كتفيه إحباطا، و التفت إلى جين

" أنا أكرهك"

-------------------------------------------------

تأليف :Magicien

الفصل القادم: صاحب القلنسوة



2018/04/04 · 2,003 مشاهدة · 1299 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024