31 - العبث مع الشخص الخطأ (3)

" أمسكتك أخيرا أيها القرد اللعين"

تحدث تانغ بزهو بعد أن تمكن من إصابته، لكن برؤية غريمه يقف على قدميه بكل بساطة ،جعلت عيناه تتسعان غير مصدق .

"لديك بعض الحركات المجنونة ، و هذه الخوذة بالفعل صلبة"

خوذة تانغ كانت في يدي جين الآن ، تحسس تانغ على رأسه الحليق غير مصدق أن جين سرق الخوذة منه

"أيها اللعين متى أخذت الخو..............."

*وووش*

صوت الصفير القادم من خلفه جعله يوقف كلامه ، و قد أدرك ما كان الهدف من سرقة خوذته

*بام*

تناثرت الدماء على الأرض، بينما تانغ يغطي أذنه و هو يحدق بنصف أذنه العلوي الواقع على الأرض وسط الدماء، الكرة التي تفاداها قبل لحظات عادت لتهاجمه من الخلف، في آخر لحظة أمال رأسه و إلا كانت ستكون العواقب أسوء بكثير.

*طاك ، طاك، طاك*

راح جين يدق على الخوذة الذي فقدت لونها الأزرق

" يا رجل فقدت خوذتك و من ثم أذنك، ماذا ستفقد أيضا قبل أن نصل إلى رجولتك"

" وغد لعين، فلتذهب قوانين المعهد إلى الجحيم سأقتلك و أشرب من دمك"

تانغ كان يصيح كالمجنون ،لكنه لم يجرؤ على أن يقدم على أي حركة قبل التخطيط لمواجهة الكرة الفضية، الهيئة التي لم يتجاوز حجمها حبة الجوزة و التي سخر منها البعض كانت قادرة على إرعاب مقاتل في منتصف عالم الروح

فجأة ابتسم تانغ و هو يتراجع إلى الخلف دون أن يبعد عيناه عن الكرة،يبدوا أنه يخطط لشيء من شأنه تغيير نتيجة المعركة

" كنت أريد ترك هذا ،كهجوم سري في مسابقة تحديد المراكز لكن في سبيل سحق حبة الجوز تلك، فلتذهب المسابقة إلى الجحيم"

رفع تانغ يده باتجاه الكرة لتتجمع الطاقة حولها، تغير الجو فجأة و أحس الجميع بنسيم خفيف في المكان .

راح الهواء يتحرك أسرع و أسرع ليجتمع في راحة يد تانغ، استمرت الرياح في التجمع و الدوران مشكلتا أنصالا من الرياح و من ثم إعصارا .

إعصار من أنصال الرياح كفيل بتقطيع أي شيء يعترض طريقه إلى أشلاء.

أدرك الجميع أن درع تانغ لم يكن درعا عاديا، لقد كان سلاحا مقدسا مع قانون الرياح، إذا تمكن المقاتل من الحصول على سلاح مقدس مطابق لهيئته فذلك سيمكنه من تسخير قانون السلاح ليصبح قانونه الخاص، و ينفذ هجوما كهذا قبل أن يقتحم عالم القانون.

بإشارة من يد تانغ انطلق الإعصار باتجاه الكرة لتبتلعها.

أطلق تانغ ضحكات جنونية ، و هو واثق بنصره ما إن تتحطم تلك الكرة حتى ينهار جين معها ، تحطم الهيئة يعود بالضرر على صاحبها

" هذه نهايتك أيها المأفون، بعدها سأستمتع بتكسير عظامك، عظمة، عظمة، لتعرف ما معنى التطاول على أسيادك"

كان الجميع يحدق بالإعصار وسط الساحة، الذي ابتلع كرة جين الروحية

تفعيل القانون مبكرا كفيل بأن يجعل الآخرين ينظرون إليك بعيون حاسدة، لكن ليس هذه المرة فالسيد تانغ أصبح شخصا مذموما، فاسق متنمر و الكل كان يتمنى خسارته

لكن لا تؤخذ الحياة بالتمني، الذين سبقوا و رفعوا من أمالهم في جين بعد هزيمته لطالبين أطلقوا تنهيدة طويلة وقد فقدوا كل الأمل، في أي لحظة ستتحطم الكرة الروحية و ينهار معها جين.

"ما هذا؟، أنت غير قادر على دمج طاقتك مع الرياح و تسمي هذا قانونا"

اخذ جين نفسا عميقا و أضاف

"هذا منعش، أشعر بنسيم عليل يتخلخل كل جسدي، كما أشعر بأني استرجعت جزءا طاقتي يبدو أن يين سعيدة بقانون الرياح خاصتك "

تحدث جين و هو يأخذ نفسا عميقا كأنه يستجم على الشاطئ و ليس وسط معركة، حيوية جين ليس الشيء الوحيد الذي حيرهم فهناك أيضا الإعصار الذي ارتفع فجأة للسماء و راح يتقلص شيئا فشيئا و كأن هناك شيء ما يقوم بامتصاصه

إختفى الإعصار في لحظة و لم تبقى سوى الكرة يين و التي تضاعف حجمها، و راحت تتحرك صعودا و نزولا و كأنها فرحة بالوجبة التي حصلت عليها قبل أن تصدر صوتا يشبه التجشؤ

" هل تجشأت الكرة للتو ؟ "

تساءل أحدهم مكذبا أذناه.

" يين تشكرك على الطعام و تعدك بأن تقضي عليك بأسرع وقت ممكن كي تخفف الألم"

تحدث جين شارحا سبب سعادة كرته.

بينما كان تانغ يركض باتجاه خوذته بأقصى ما يستطيع، فإن كانت الكرة و هي بحجم الجوزة قطعت أذنه فما الذي سيحدث لجمجمته إذا اصطدمت به بعد أن تضاعف حجمها.

حمل تانغ الخوذة من على الأرض، و في نفس اللحظة أشعت الخوذة بضوء أحمر يعمي الأبصار .

*** بوووووم****

انفجرت الخوذة في يديه بدوي رهيب و قذفته عدة أمتار إلى الخلف. كان الإنفجار قويا لدرجة أن درع صدره قد تصدع أما القفازات المعدنية فتحطمت بالكامل، لولا الدرع لفقد حياته أو بترت يداه من شدة الإنفجار.

" لقد كان فخا، لقد استخدم الخوذة كقنبلة.........."

تحدث أحدهم غير مصدق ما جرى.

الخوذة كانت مفخخة بدائرة سحرية متفجرة، عندما سرق جين الخوذة آخر مرة و قام بهجوم مباغت بكرته ، قام أيضا بالتحضير لهجومه الثاني ، قد يكون تانغ الأقوى لكنه أمام دهاء جين فدرغه و قوته كانتا بلا فائدة.

المعركة انتهت و شين تانغ الذي كان يهدد و يتوعد لا يستطيع حتى الوقوف.

جين وضع يده على درع الصدر لتتشكل دائرة سحرية على سطحه و راحت تلمع باللون الأحمر، عين الجميع اتسعت عندما رأو ذلك و من خلفه صرخت المشرفة

" جين، ما الذي تفعله الآن لقد انتهت المعركة ، لا قتل لا تحطيم للتدريب تلك هي قواعد التحدي"

" لا داعي للقلق، إن مجرد نار صغيرة "

لمعت الدائرة باللون الأحمر محررتا موجة من الحرارة ، بعد ثواني أصبح كامل الدرع أحمرا،و راح تانغ الغير قادر على الحركة يصرخ ألما و قد ملأت المكان رائحة جسده الذي يشوى تحت الدرع ،

" ارجع إلى المكعب "

صرخ تانغ معيدا درعه إلى المكعب الفضائي لينقذ نفسه، لكن في اللحظة ذاتها تفطن أنه تخلى عن الشيء الوحيد الذي كان يحميه من أن يصبح مخصيا.

" أتوسل إليك ، أرجوك لا تفعلها ، لقد كانت تهديدا فارغا لم أكن لأقترب من أمك، صدقني......"

عندما عرف تانغ أن نهايته كرجل اقتربت ، اعترف بما كان ينكره سابقا متوسلا الغفران غير مبال بسمعته ، و ما فائدة السمعة أمام رجولته.

رغم توسلاته إلا أنه أدرك أن النظرة الجليدية من هذه العيون القرمزية المخيفة لن تهدأ إلا برؤيته محطما.

جين داس على ما بين ساقيه بكل قوة و لم يرفع رجله حتى تأكد من سحق كل ما يجب سحقه.

**************آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهههههه*********************************

صراخ فضيع ، تقشعر له الأبدان و ترتعد له الفصائل صدر من تانغ ،قبل أن تنقلب عيناه لبياض و يخرج الزبد من فمه.

الفتيات من الحشد أشحن بوجوههن و تراجعن من فضاعة المشهد ، و الشبان قفزوا مبتعدين و غطوا ما بين أرجلهم لا إراديا و قد اسودت وجوههم.

" أيها العامي اللعين ، كيف تجرؤ على التطاول على أسيادك"

صراخ يصم الأذان جاء من خلفه.

كان صراخ المتكلم كزئير الوحوش، و حتى قبل أن يتبين جين من يكون المتحدث هجم هذا الأخير عليه، طاعنا بالسيف الذي كان بيده، الهجوم المفاجئ باغت جين الذي كان في قمة الإعياء، و بالرغم أنه أخفض جسده متفاديا الهجوم إلا أن السيف جرح كتفه الأيسر

لكن و بدل أن يقفز جين للخلف تجاهل حد السيف الذي على كتفه و تقدم للأمام واضعا يده على فم المهاجم .

يده التي غطت وجه المهاجم دفعته بعيدا مجبرتا صاحب السيف أن يتراجع بضع خطوات إلى الخلف

لامس جين جرح كتفه و نظر لمهاجمه و قد تعرف عليه.

" مونرو، هذا أنت يا رجل ، لو لم تأتني لجئت بحثا عنك"

بالطبع هو لم يكن النبيل مونرو الذي قتله جين في قريته سابقا، لقد كان الشاب الذي جاء يحقق في أمر القتل و أراد أن يحصل ديون الميت منه، و كان جواب جين أن منحه لقب الرجل الميت.

لقد كان الشاب المهاجم شين ليو الشاب الذي تراهن معه على المكعب الأحمر ، و الذي جاء راكضا بعد سماع خبر القتال الجاري بين قريبه و جين ليتفاجئ بمنظر تانغ و هو يصرخ متوسلا الرحمة

" إنه ، إنه شين ليو واحد من الطلاب المئة و واحد من النبلاء "


=================================

تأليف: Magicien


2018/04/26 · 2,058 مشاهدة · 1236 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024