في مهجع الطلاب
شاب معتدل القامة بدين بعض الشيء، يرتدي زي الفرع الخارجي الأخضر ينتقل من غرفة لأخرى ليقوم بالتنظيف. ما إن لمح البدين الشاب المستلقي على سريره حتى ارتعدت فصائله، ليبدأ في الانحناء و الاعتذار
" عيون...عيون....عيون قرمزية السيد جين تاي، أنا آسف جدا لم أعرف أن الشاب النبيل لا يزال هنا"
حدق جين بالبدين الذي ينحني بلا توقف مستغربا
" أنت تقوم بعملك فلماذا تعتذر؟، وبالمناسبة علي أن أحييك ليس من السهل إطلاقا التنظيف خلف زميلي في الغرفة"
كان جين لا يزال في فترة نقاهة ، لذلك لم ينهض من السرير رأسه الأبيض كان مغطى بقبعة صوف عليه رسمة وحش صغير كالموجود في قصص الأطفال ، و على صدره قلادة غريبة الشكل و هي هديا من أخته مي.
كانت أعمال التنظيف تبدأ بعد مغادرة الطلاب، و لذلك البدين لا يعرف لمن يعود هذا الكوخ بالضبط ،ومع مظهر جين السخيف و كلامه اللطيف تنهد ارتياحا ،و دخل الغرفة بابتسامة قائلا
"أنت بالتأكيد تمزح، كل تلك النفايات و الفوضى من فعل زميلك، ظننتكم تربون وحوشا هنا"
تحدث البدين مازحا قبل أن يضيف
" لوهلة ظننتك جين لم أعلم أن هناك من يمتلك نفس عيونه الدموية "
"لهذا كنت تعتذر قبل قليل؟ "
" أنا لست جبانا و لا أعتذر بلا سبب حتى عندما يتنمر علي الطلاب الأساسين "
رفع جين حاجبه في دلالة أنه لا يصدق من كان يرتجف بلا سبب قبل قليل، فشعر البدين بالحرج و راح يهمس
" لا ترمقني بنظراتك ظننتك النبيل تاي جين، أم أنك تقول أن الشيطان المستجد لا يرعبك أنت أيضا ؟"
ابتسم جين و قال ساخرا من لقبه
" الشيطان أبيض الشعر، غريبون هم البشر يلقبون كل من يخافونه بالشيطان بالرغم من أنهم أعنف الأجناس، أتراه جنس الشياطين يلقبون الأشرار مثلهم بالبشر"
** ها ها ها**
انفجر البدين ضاحكا، و هو يتخيل شيطانا يصف شيطان آخر بالبشري، بالرغم من ذلك وجد في كلامه مغزى و معنى كبيران
" كلامك مضحك، لكنه الحقيقة فقط البشر من يتنمرون و يؤذون الضعفاء منهم "
نظرات البدين دلت على مقدار الإهانات التي يتلقاها كونه من الفرع الخارجي
' كان يمكن أن يكون هذا حال دو باي لو لم ألتقي به، ترى كم هناك من المواهب الخفية في الفرع الخارجي '
حتى بعد أن أنشأ دوباي عقدا مع قرينه و تدريبه المكثف فإنه يوم الإمتحان لم يتمكن من تحقيق المئة النقطة اللازمة للقبول، لحسن حظه أن المشرفة زي يون كانت تمتلك بعد نظر و لم تكن متشددة.
للأسف المشرفين الذين أشرفوا على الامتحان الأعوام الماضية ،كانوا يطبقون مقاييس القبول حرفيا دون مراعات لحالة المترشحين المادية أو معدل نمو هيئاتهم، و تسبب ذلك في ظلم الكثير من المواهب الشابة.
لو أنهم يحصلون على كفايتهم من الموارد فالنتيجة ستكون مختلفة.
بمقارنة حالته مع طلاب الفرع الخارجي ، وجد نفسه يضحك على مفارقات الحياة، في حين يمتلك هو المئات من الكريستالات فوق حاجته ، هؤلاء الشباب يعملون كخدم مقابل القليل منها، و في النهاية كلاهما عاجزين على الإرتقاء و زيادة نموهم.
-----------------------------
راح جين يتذكر زيارة جياو مين و حديثه عن مركز الأطلال المخفية و التي هي فرصته الوحيدة للخروج من أزمة نمو الهيئة المجهولة
" أحد خصومك من النبلاء حصل على دعوة للمشاركة في هذا الحدث، ألم تتساءل لماذا شين ليو لم يقتحم باب كوخك بعد أن قتلت ابن عمه "
بالرغم أن جين الآن محمي كونه داخل حرم المعهد و كذلك هناك جندي ملكي من النخبة يحرس باب بيته، لكن سكوت ليو عن الأمر و عدم محاولة الانتقام أو حتى مطالبته بالتحدي ليبارزه كان فعلا أمرا غريبا.
جياو مين راح أضاف قائلا
" البوابة التي أتحدث عنها هي حكر على المقاتلين و أصحاب الهيئات السحرية عاجزون عن المرور عبرها، لكن ما خلفها بقدر ما يسيل اللعاب بقدر ما هو خطير، و لذلك المترشحين دخلوا في تدريب منعزل لرفع قوتهم و زيادة فرصة نجاتهم في ذلك المكان
بصراحة أنت لا تروق لي، لكن عداءك مع شين يصب في مصلحة عائلتي "
جياو مين كان صريحا و وضع النقاط على الحروف، لذلك جين قام بتحذيره قائلا
" تروقني صراحتك، و كرد لجميلك سأخبرك هذا، إن ارتفعت قواك الروحية فلا تجعل ني بو ساي يدرك ذلك، و إلا فحياتك ستكون في خطر"
------------------------------
خرج جين من بحر ذكرياته و نظر إلى أكياس الكريستالات المكدسة على الطاولة و من ثم إلى الفتى البدين باللباس الأخضر
' الفرع الخارجي لهم كامل الحرية في التجول داخل المعهد، و بمقدورهم الوصول إلى أي مكان، هذه الكريستالات لن تفيدني كثيرا في التدريب، لكن لا يزال بإمكاني إستخدامها لبناء شبكة إتصالات و الحصول على المعلومات '
" أيها الفتى قريبا جدا سأقوم بزيارة للفرع الخارجي ، من أجل بعض الأعمال"
هؤلاء الفتيان في الملابس الخضراء يمتلكون ميزة مذهلة، لا أحد يهتم لأمرهم أو يسألهم عما يفعلون ، و لذلك بإمكانهم التجسس على الآخرين بكل سهولة.
جين قرر أن يمنحهم بعض الكريستالات ليصبحوا عيونه و أذانه و يأتوه بأخبار النبلاء المتجهين إلى الأطلال المخفية في المستقبل.
لم يستوعب البدين ما يعنيه الشاب من زيارته للفرع الخارجي و قبل أن يستفسر جاءه صوت فتاة غاضبة من خلفه يصرخ به
" أنت أيها اليقطينة الخضراء، أخبرتك أنني سأنظف مهجع الذكور فماذا تفعل هنا ؟"
التفت البدين للفتاة الجميلة بالزي الأخضر الفاقع، و يبدوا أن الزي البشع لم يتمكن من أن يغطي جمالها و نبلها.
كان كل الطلبة سواءا مقاتلين أو سحرة يمتلكون زيا رسميا، لكنهم غير مجبرين على ارتدائه إلا في المناسبات الرسمية، على عكس الفرع الخارجي فارتداء زيهم الأخضر إجباري.
" آنسة هان سول أخبرتك مئة مرة فتيات الفرع الخارجي لا يقتربن من مهاجع الطلاب الذكور ، لو تحرشوا بك فماذا ستفعلين ؟"
من كلام البدين كان واضحا أنه سبق و حدث أمر مشابه من قبل، و بالرغم من أن سول حالة خاصة لكنه لم يشأ أن يخاطر بتعريضها لموقف كهذا
" باه، أنا التي كنت أعرف بالأنسة الأنيقة تريدني أن أظهر بهذا الزي القبيح أمام الفتيات مستحيل، و من سيجرؤ على التحرش بي سأفعل به ما فعله جين بشين تانغ"
بذكرها لجين ، تغير وجه البدين ، مينغ كال بصفته رئيسا للفرع الخارجي يعتبر نفسه مسؤولا على الجميع، و حتى إن كان وجود سول معهم فقط مؤقتا، فهي الآن تحت وصايته
" آنسة سول، أعرف أنك مدينة بالكثير للنبيل تاي جين، لكن أرجوا منك أن لا تتركي هذا الإمتنان يتحول لشيء آخر، تايمـينغ.........أعني تاي و هان كالزيت و الماء لا يندمجا ن "
صمت البدين مرتبكا، و كأنه ذكر أمرا لا ينبغي ذكره فعاد يحاول تصحيح ما قاله
" أعني إنه شخص عنيف، و مثير للمتاعب كما أنه زير نساء و هذا بشهادة صديقه "
سول تدرك ذلك جيدا، فجين و في أكثر من مناسبة ردد على مسامعها أنها مدينة له و أنها علي رد دينها مستقبلا نقدا، و ما حصل عليه من المبعوث لايحتسب.
" أتلمح بأني قد أعجب بذلك المادي عاشق المال ، أم تراك صدقت تلك الإشاعات السخيفة، أترى تلك الأوراق المكدسة هناك، إنها فاتورة مساعدته لي........... حتى أنه يريد تعويضا على ملابسه التي تلطخت بدماء تانغ"
" هذا لأن حظي سيء، و خادمتي الجميلة، مزقت ثيابي و هي تحاول إزالة الدماء عنها..........."
شحب وجه البدين و نشفت الدماء من عروقه، و من رعبه تجمد في مكانه و لم يجرؤ على الإلتفات ، فمن وصفه بأسوء الصفات جالس خلفه و سمع كل حرف قاله.
================================
تأليف: Magicien
الفصل القادم: الحسناء الغامضة