بأمر من سانغ شهر الجنود سيوفهم في وجه شبان الفرع الخارجي، حتى تدخل سول لم يشفع لهم.

في هذا العالم لا مكان للفقراء و لا حظ لهم، لو كانوا من النبلاء لما تجرؤوا عليهم بإلقاء تهم لا أساس لها من الصحة، لكن من لا يمتلك ظهرا يستند عليه يتم الدوس عليه.

" مس..مس...مستخدم قانون الظلام ، احذروا "

ري تابو، واحد من الشباب الخمسة طويل القامة مع بنية قوية صرخ كالمجنون و هو يشير لأحد الجنود و استمر في كلامه بأعلى صوت

" لقد رأيته في الماضي يتحدث مع مدير المعهد، و هذا أيضا ، كلاهما من مستخدمي قانون الظلام "

حدق الجميع بتابو مستغربين و كلهم يقين أن يهذي بسبب أمر الإعتقال، لكن يبدوا أن جنونه انتقل إلى فنغ شيرو رفيقه الأسمر صاحب الندبة على خده

" أنت مخطئ إنه ليس هو ، هؤلاء هم من كانوا مع المدير ، لن أنسى ذلك اليوم أبدا لقد شاهدتم بعيناي ، في تلك الليلة و في وقت متأخر رأيتهم عندما ............قاموا بتحية المدير بقبضاتهم "

دام الصمت لثواني ، من يفترض بهم أنهم متهمين صاروا هم من يلقون بالإتهامات جزافا على الآخرين

" و ماذا يعني إن قمت بتحية المدير؟ "

أحد الجنود الذي أشار إليه شيرو أجاب بغضب على الإتهام السخيف، لكن ما لم يتوقعه هو أنهم كل هذه التمثيلية فقط ليجروهم بالكلام.

يو مي الفتاة الأكبر سنا أعطت إشارة لزميلتها لاو ميني التي تستخدم القوس بالتراجع و صرخت محذرة

" لقد اعترف، احموا أنفسكم لا تدعوا مستخدموا قانون الظلام يلقون القبض عليكم ، كيرا استعد لتقوم بهجومك "

أمال كيرا برأسه جانبا و كأنه يفكر في شيء ما، ثم التفت سائلا

" أليس مستخدموا قانون الظلام اسما طويلا، ماذا لو اختصرتها للظلاميين ، ما رأيكم يا شباب ؟"

اقتراحه لم يلقى جوابا، فقد قفز الجميع لقتال الجنود، بينما أبناء العم من هان كانا في منتهى الغضب من المهزلة التي قام الشباب بها، فراح جيان يهدد ثانية

" إن قاومتم الإعتقال، فلن ينتهي الأمر بمجرد التحقيق ، ستكون هناك تهم أخرى و لن تكون النتائج حميدة "

" نحن لا نقاوم الاعتقال، نحن فقط نشتبه بهؤلاء الجنود أنهم ظلاميون و ندافع عن أنفسنا "

بررت يومي فعلتها، ليقوم شيرو بمساندتها بعد أن هاجم أقرب جندي إليه

" من يدري ماذا سيفعل الظلاميون بنا قبل أن يقتدونا إلى المعتقل ؟ "

بينما بقي كيرا ثابتا في مكانه يعيد طرح سؤاله

" هل استقريتم على مناداتهم بالظلاميين، نعمت أم لا ؟ "

تصرفاتهم الغير ناضجة، و تعاملهم للمسألة كأنها لعبة أطفال جعلت الدم يغلي في عروق سانغ ليصرخ بجنون

" ما هذه السخافات التي تهذون بها، جنودنا يستحيل أن يكون ظلاميين ؟ "

في هذه اللحظة انحنت شفاههم كاشفة عن ابتسامات عريضة ، سانغ نطق أخيرا بالسؤال المنتظر من خلف كل هذه التمثيلية ، الشبان الخمسة تحدثوا في الوقت ذاته

**** بعد التحقيق معهم سنرى إن كانو موضع شبهة أم لا ****

فلا شيء أفضل من أن ترد على عنجاهية أحدهم من أن تستخدم كلامه ضده.

هان سول و لي تشوي كانتا سينفجران ضحكا من الموقف أمامهم، لقد نسيتا أن هؤلاء تطبعوا بطبع سيدهم و معلمهم حتى أصبحوا نسخة عنه.

" تاي جين، مستحيل............ معلمهم هو ذلك المجنون و لا أحد غيره"

بعيون متسعة من الدهشة تحدث هان جيان غير مصدق للتفسير الذي توصل إليه، في اللحظة ذاتها قفز شين ليو الذي كان يأخذ موقع المتفرج طيلة هذا الوقت كمن لدغته أفعى و سأل صارخا

" هل أنت متأكد من ذلك ؟"

" جنونهم ، عبثهم ، عنادهم و هوسهم بمعلمهم..........."

ضرب جيان رأسه غير مصدق أنه لم يكتشف الأمر من قبل و صرخ غاضبا

***إنه اللعين تاي جين نفسه ***

*بووم*

صوت إنفجار دوى وسط الساحة، بالرغم من أن الطلاب الخمسة أبدو مقاومة ضد الإعتقال لكنها كانت مجرد مناورات و لم يكن قتالا عنيفا.

لكن الآن تغير الأمر، كيرا ضرب بقوة لدرجة أنه هز الساحة و طرح الجندي أرضا مع خط أحمر من فمه، لم يكن هؤلاء الجنود من النخبة لكن أن يسقط بضربة واحدة هو أمر فاق توقعاتهم.

بما أنهم من الرتب الأدنى في صفوف الجيش فقوتهم تكمن في لباسهم الرسمي و الذي يمنع الآخرين عادة من التجرؤ على مخالفة أوامرهم، لكن هذه المرة اختلف الوضع.

فكيرا كان مثل المجنون يركل الجنود و عيونه تحدق بهان جيان راغبتا بإلتهامه

** من تعتقد أنك تصف باللعين أيها الحقير ؟**

كلمات كيرا ممزوجة بمهارة هدير الأسد، أطلقت موجات و موجات من الهجوم الصوتي ألقت بكل من جاء في طريقها بعيدا و أجبرت الحاضرين على الإبتعاد و هم يغلقون أذانهم.

برزت العروق على جبين هان جيان و قد احمرت عيناه غضبا، في حياته كلها لم يتجرأ أحد على التحدث معه بهذه الطريقة، لكن هذا النكرة تجرأ على وصفه بالحقير.

تشكلت دوائر سحرية على يديه و راحت المانا تلمع بشدة و هي تجتمع حوله، شين ليو أيضا حرر طاقته

" يبدوا أن هؤلاء المجانين يعشقون معلمهم، أنا متشوق لرؤية تعابير وجهه بعدما أقوم بسحقهم "

لم يعد هناك مجال للكلمات، و ما كان محاولة استلاء على تقنياتهم أصبح ثأرا شخصيا.

عندما عاد شين ليو من تدريبه المنعزل قبل أسابيع، وجد المصائب في انتظاره، ابن عمه تانغ قتل و أتباع الملك يضيقون عليهم الخناق و يراقبون كل خطوة يقومون بها، لأنهم مشبوهين بتعاملهم مع مستخدمي الظلام.

كل تلك المصائب كان مصدرها شخص واحد تاي جين.

طيلة أسابيع كان يغلي عاجز عن فعل أي شيء، أخيرا جاء نبأ تبرأتهم بعد الإطاحة بمدير المعهد، لو استطاع قتله مليون مرة فلن يتردد، و لذلك هو عازم على الإنتقام من تلامذته

أما جيان فهو أيضا يرى في بقاء جين مع هان سول خطرا على مصالحهم المستقبلية، و أفضل طريقة لكسر هذا الرابط هو أن يفتعل قتالا معه، خصوصا في هذا الوقت حيث أن جين عاجز عن الإرتقاء لعوالم أعلى.

هان سول هي الأخرى كانت على أهبة الاستعداد، لكنها لم تقم بأي خطوة ، عيناها كانتا مركزتان على سانغ، فلو تدخل هذا الأخير فستنقبل الأوضاع في لمح البصر.

لكن يبدوا أنه لم يرى داعيا ليأخذ أي إجراء بنفسه ، بالنسبة لـ لي تشوي فقد انسحبت منذ أول شرارة، إلى الغابة المظلمة حيث يتواجد كل من جين و دو باي.

جيان لوح بيده اليمنى ليرمي دائرة سحرية على شريكه ليو، هذا الأخير اختفى من على المنصة ليظهر خلف كيرا

*سوييش*

دون أي تردد لوح بسيف الهالة الضخم خاصته، قاطعا جسد كيرا إلى نصفين.

ارتعب الطلاب في صدمة، لم يتوقعوا أن يهاجم ليو بنية القتل، لكنهم استرجعوا هدوءهم عندما اختفت الصورة الطيفية لكيرا و تلاشت في الهواء

' سحر إنتقال؟ ، لكني رأيت تشوي تغادر !'

ليو استغرب الحادثة، فغير تشوي لا يوجد ساحر قد يدعمهم.

" هل حاولت للتو قتلي؟ "

تساءل كيرا الذي ظهر في مكان آخر، بينما تدخلت يو مي فبإنظمام ليو للقتال سيسوء أمرهم

" كيرا،قم بتقييد الجنود الذي حطمنا دروعهم ، و دع أمره لي "

بسرعة تبادل الإثنان أماكنهما، كيرا لم يفصح عن قدرته بعد، لكن الجميع لاحظ في معركته السابقة أنه يمتلك قدرة على شل خصومه بشرط أن لا يكون مدرعين.

ابتسم ليو في وجه الآنسة، و أعرب قائلا

"لا يهمني من سأقطع منكم أولا، ما دمت سأصل في النهاية لمعلمكم الحقير"

لوح ليو بسيفه الضخم بنية القتل مرة ثانية، لكن هذه المرة توقف في منتصف ضربته

" سحر التقييد !!"

لم يصدق شين ليو عيناه،و قد فهم من أين جاء سحر الانتقال سابقا، الفتاة أمامه و التي كانت تقاتل بضراوة ضد الجنود بيدين عاريتين، هي في الحقيقة ساحرة و ليست مقاتلة.

الساحرة الجميلة علقت في إزدراء على ليو ، الذي ظن أنهم لقمة سائغة

" تصل إلى المعلم ، سأعطيك نصيحة مجانية بمستواك هذا يفضل ألا تدعه يرى وجهك عندما يصل"

إذا ولدت ساحرا فحظك من السماء

كان هذا القول مشهورا في ألتانيا ، فالشهرة و المال دائما ما رافقت السحرة ، حتى في المعهد بمجرد استكمال نمو هيأتهم يتم قبولهم ، لم يسبق لأحد سمع عن ساحر لم يتخرج من معهد رفيع المستوى ، فالسحرة نظرا لندرتهم هم دائما موضع ترحيب، فماذا يفعل ساحر إذا في الفرع الخارجي

وسط دهشت الجميع شع جسد يومي بألوان المانا السماوية و ظهرت في يدها اليسرى عصا خشبية سحرية.

صاعقة الجميع بمفاجأة ثانية لم يسبق لهم أن رأوها، ساحرة بهيئة مجهولة


================================


تأليف:Magicien



2018/09/05 · 1,682 مشاهدة · 1296 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024