وسط المدينة

* بوووم*

إنفجار ضخم تبعته سحابة من الدخان وصلت إلى السماء، عمت الفوضى في أزقة الحي المهجور و تضرر الأبنية المحيطة بالمكان.

من وسط سحابة الدخان قفز ظل أسود محاولا الهروب، لكن حبال المانا التي سعت خلفه منعته من الذهاب بعيدا قبل أن تقيده بأحكام

" سحرك السخيف لن ينفع معي "

صرخ صاحب العباءة السوداء بالساحرة القصيرة قاطعا حبال المانا بقوته الجسدية، ليجد لكمة مغلفة بهالة بيضاء تقع على وجهه.

*بام*

هالة ليان المتفجرة، تركته بأنف مهشم و أذان تنزف دما، ترنح مستخدم الظلام خطوات إلى الخلف و كاد يسقط

' اللعنة هؤلاء الأطفال في غاية القوة ،لا مفر علي استخدامها '

تغير الهواء المحيط بصاحب العباءة السوداء، ظلال سوداء راحت تحوم حول ذراعه الأيمن كما بدأت إصاباته في الشفاء بسرعة جنونية ، و كذلك طاقته التي استمرت في الإرتفاع.

هالته السوداء راحت تتموج كأنها حية، و قد أعطته مظهرا تقشعر له الأبدان

*تاب*

من العدم ظهرت يد خلفه فجأة لتمسك بقوة ذراع مستخدم الظلام الأيمن الذي صدرت عنه الهالة المشؤومة،

تغير الفضاء و زال سحر الإخفاء ليظهر شاب أسمر ، مع إبتسامة عريضة على وجهه

"لا أعرف قصتكم مع هذه العباءات السوداء،و كأنكم تقولون انظروا نحن منظمة شريرة تحاول إخفاء نفسها "

كلام دوباي الساخر كان عكس أفعاله، فصقيع جليده كان يغطي ذراع مستخدم الظلام مجمدا بذلك البذرة المزروعة بها.

من مواجهتم السابقة لمستخدم الظلام هاو سينغ، أدركوا أن هذه البذور التي تمنح صاحبها قوة ساحقة، هي في نفس الوقت أكبر نقطة ضعف عندهم.

* كياااا*

صرخ مستخدم الظلام من الألم و قد أوشك على الإغماء، لكن سحر الشفاء التي ألقته سو عليه أعاده لوعيه، مهمتهم هي التحقيق معه و ليس القضاء عليه.

" صراخك جميل للغاية، سأستمتع كثيرا بسماعه ثانية...... فقط لا تخيب ظني و تعترف بسرعة"

الإثارة كانت تغطي ملامح السادية تان سو و صوتها فاض بالنشوة، لدرجة أن دو باي تراجع مختبئا خلف ليان، لحد الساعة لا زالت هذه الفتاة الصغيرة العاشقة للتعذيب و القتل تخيفه حتى النخاع.

من جهة أخرى هزت ليان رأسها معترضتا على الفكرة

" لو تركناه لمحبة التعذيب هذه ستقتله قبل أن يجيب حتى"

" ها ها ها، هل تعقدون أن أطفالا مثلكم قادرين على جعلي أتحدث، يا للسخرية "

ليان لم تعلق، على ثقة الظلامي بنفسه و اقتربت من أذنه لتهمس ببضع كلمات، جعلت وجه الرجل مظلما و قد اتسعت عيناه و ارتجفت ركبتاه لينظر إليها بنظرة متوسلة و راح يثرثر بصوت يئن خوفا

" أنا لست عضوا رسميا، تستطيعون القول أني مجند تحت التدريب و لا أعرف الكثير "

" قل ما تعرفه "

" هناك تجمع للقضاء على ساحر قوي قد يشكل خطرا علينا مستقبلا، بالقرب من الميناء "

هذه المرة حدق دو باي بليان مرعوبا و تراجع بضع خطوات للخلف غير مصدق ما رآه، فما تراه قالت له ليتبدل حاله بهذا الشكل

' اللعنة، ليان اللطيفة الساذجة خاصتنا أصابتها عدوى السادية من سو '

حدق بتان سو بعيون غاضبة ، و لم ترقه ملامح خيبة الأمل على وجهها بعد أن اعترفت ضحيتها بسهولة، ليشير إليها و قد ارتعب من فكرة خطرت بباله

" إسمعي جيدا، إياك ثم إياك أن تقتربي من معلمتي سول "

حدقت الفتاتان باستغراب فيه، و بما أنهما تعودتا على تصرفاته الغريبة قاما بتجاهله

" سأقوم بنقل هذا الضعيف إلى معلمك شيان، ثم أعود سريعا لزيارة الميناء"

معلم دوباي هو من خلف هذه المهمة، و عليهم العودة إليه في كل مرة تستجد فيها الأمور، الإقامة الجبرية لم تكن رادعا لمحنك مثله لاكتشاف الحقيقة و تبرئة مدير المعهد.

دائرة سحرية ظهرت على الأرض ليختفي الإثنان بلا أثر

"ليان، بماذا همست له حتى صار يهذي مرتعبا منك "

إبتسامة جميلة ارتسمت على وجهها الجميل ، و تجنبت الإجابة

" إنه سر..."

مهمتهم تمت بنجاح، لكنها لم تنتهي بعد فما ينتظرهم في الميناء سيغريهم للأبد.

--------------

في ساحة المعهد

وقف سانغ شاهرا سيفه القصير، شرارات البرق التي أحاطت بجسده ، انعكس ضوئها على درعه الأحمر المزين بالنقوش، فأصبح يبدوا أكثر شدة و بأسا.

من جهة أخرى، كان جين بقميصه الأزرق و شعره الأبيض المبعثر يبدوا أقرب إلى العامة منه إلى المقاتلين .

انخفض جسد سانغ قليلا قبل أن يختفي عن الأنظار ليظهر خلف خصمه، و ينفذ ضربة مائلة قطعت الهواء مستهدفة ظهر جين، الهجوم الخاطف مزق صورة جين الوهمية التي تركها خلفه

" امم.... خطوات البرق إنها فعلا مذهلـ.........."

قبل أن يكمل جين كلامه، لمع نصل السيف مشكلا قوسا مضيئا مستهدفا رقبته، لولا أنه لم يرجع رأسه للخلف في آخر لحظة لإنتهى برأسه يتدحرج على الأرض.

قفز جين مبتعدا إلى الخلف لكن سانغ مع خطوات البرق خاصته كان في أعقابه، هجوم بعد الآخر لم يتوقف عن التلويح بسفه، في كل مرة كان يهجم بهدف القطع .

' لماذا؟........لماذا لم يستخدم سيفه الروحي المادي ليلغي قانون البرق ؟'

هان جيان الذي كان يعالج قدمه المصاب، استغرب تصرفات جين، فهو يعرف حق المعرفة أن بإمكانه إلغاء قانون البرق الخاص بسانغ كما فعل برفيقه يوم شجارهم في المكتبة

استمر جين في المناورة، كان يحني جسده لأقصى حد متجنبا الهجمات، سحر تعديل البنية الجسدية لم يمنحه فقط قوة عضلية و قدرة تحمل عاليتين بل أيضا مرونة يحسد عليها، لكن مع استمرار الضغط أخذت سرعته بالإنخفاض

[ [ [ برق السموات تعال إلي، و اصعق أعدائي ] ]]

في هذه اللحظة هتف سانغ بترنيمة قانونه لتنزل صاعقة برق على جين محدثتا انفجارا مدويا ، من الضوء الذي شكله البرق كان ظل جين واقفا بلا حراك.

" إنها النهاية ، حتى و لو لم يتضرر فالبرق سيشل من حركته و يقلل من سرعته "

تحدث أحدهم، ذاكرا ميزة قانون البرق فهو يزيد من سرعة صاحبه و يشل من حركة خصمه إذا أصابه.

توقع الجميع أنها النهاية بالنسبة لجين، لكن صوته العميق أعادهم إلى الواقع

" ألم نتفق على أن لا أسلحة تنزل من السماء....... يا لك من غشاش"

سانغ لم يبالي بكلامه، على رغم تبجحه في السابق لكن تصرفاته عند قتاله مع جين تغيرت مئة و ثمانون درجة، لقد رأى بعينه قوته الجسدية و تعويذاته السحرية، هو يدرك تماما أنه عند أول خطأ سيخسر المعركة.

و لا مجال لذلك إن أراد إستعادة ماء وجهه بعد أن جعله جين يصيب رفاقه ليتركه مهزلة بين الجميع.

صاعقة أخرى نزلت من السماء، هذه المرة كانت عيناه مثبتة على تحركات جين، مهما كانت الطريقة التي سيستخدمها في اللحظة التي سيتجنب فيها البرق سيخترق جسده بسيفه.

' إلى اليمين إنه يتحرك إلى اليمين '

لم يتمكن من رؤية كيف تجنب البرق لكنه استطاع تحديد مكانه، لينطلق للأمام مخترقا الفضاء بسيفه الذي لفه البرق،و مع حركة أقدامه السريعة كان قادرا لقطع المسافة في رمشة عين.

منذ بداية القتال و نظرا لمهارة ورقة الخريف كان سانغ عاجزا عن لمسه، لكن و ككل مهارة هناك دائما نقطة ضعف، و في هذه المهارة الدفاعية يستحيل أن تناور دون وجود نقطة إرتكاز

جين الذي قفز مبتعدا عن الصاعقة، فقط موضع قدمه الذي هو بالطبع نقطة إرتكازه

*سويش*

سيفه المضيء من شرارات البرق رسم خطا أفقيا لامعا، كانت مهاراته بالسيف لا يشوبها شيء، كان جليا أنه بالرغم من قوة هيئته ذات الهجوم البعيد المدى، لم يتهاون في رفع مهاراته القتالية.

" انتهى أمرك "

انحنت شفاه سانغ مع ابتسامة النصر،و هو يرى جسد جين يهوى إلى الأرض بعد أن قذفه زخم هجومه.

لكن سرعان ما اختفت إبتسامته ليحل مكانها عيون اتسعت على آخرها

" ما هذا..... بحق الجحيم ؟"

جسد جين المعلق بالهواء كان يتهاوى بهدوء، تماما كفيلم يعرض بالتصوير البطيء ، و كأن قوانين الطبيعة حوله زالت و لم تعد للجاذبية تأثير عليه.

بهدوء لمس الأرض بكف يده و دفع نفسه متشقلبا إلى الأعلى، ما إن وطأت قدماه الأرض حتى إستعادة جسد جين سرعته الطبيعية

بينما كان الجميع في حيرة مما حدث، كان هان جيان يلعن داخليا بعد أن أدرك ما يحدث هنا

' الوغد ، لذلك لم يلغي قانون البرق....... لقد استغل سرعة سانغ للوصول إلى ذروة إتقان مهارة ورقة الخريف

# الدفاع البطيء # '


===========================


تأليف:Magicien




2018/09/19 · 1,754 مشاهدة · 1248 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024