حتى في حياته السابقة، كان زكري، كقاعدة عامة، يخبئ مشاعره. كان يعتقد أنها معلومات لا ينبغي عليه تسليمها، لذا كان وجهه دائمًا خاليًا من التعبيرات. ولكن اليوم كان مختلفًا. فقد تلقى زكري للتو المكافآت الأولى من النظام، فاندفعت مشاعره من داخله كأشعة الشمس عبر قماش أبيض ناصع؛ تألق من الداخل إلى الخارج.

شعر وكأن كل خلية في كيانه تهتز بترقب وهو ينظر إلى الشاشة الافتراضية أمامه. فرك كفيه معًا وجلس على سريره قبل أن ينقر على علامة تبويب متجر النظام التي كانت تومض باللون الأحمر.

****

*متجر النظام

->حزم الهدايا (مفتوحة مؤقتًا) (رسالة واحدة)

->شراء المهارات (مقفلة)

->شراء الإكسير (مقفلة)

->قسائم اليانصيب (مقفلة)

->المخزون (مفتوح مؤقتًا) (رسالة واحدة)

****

كانت علامة تبويب حزم الهدايا تومض باللون الأحمر، ومد زكري إصبعه السبابة الأيمن ونقر عليها. للمرة الأولى، لاحظ أن الشاشة بدت ملموسة عند لمسه لكن لم يعطِ لذلك اهتمامًا كبيرًا.

****

"DING"

#1 رسالة جديدة

----

مبروك

لقد تلقيت هدية من النظام: إكسير تعزيز الحيوية من الدرجة B.

يرجى اختيار بطاقة الهدية من المخزون لاسترداد الإكسير.

----

ملاحظة: يجب على المستخدم استهلاك الإكسير خلال خمس ثوانٍ بعد إزالته من متجر النظام.

تعليمات: تمسك جيدًا؛ أنت على وشك تجربة رحلة صعبة.

----

****

كانت الرسالة قصيرة، لكنها ما كان زكري يتوقعه. نقر على علامة تبويب المخزون ثم اختار البطاقة الوحيدة التي تحمل صورة تفاحة. وفجأة، خرجت الفاكهة، بحجم مصاصة، من الشاشة الزرقاء الشفافة.

على الرغم من أن زكري قرأ العديد من الروايات الإلكترونية التي تحمل طابع النظام، إلا أنه ظل مندهشًا من العرض أمامه. لقد كان سحرًا حقيقيًا.

لكنه لم يكن من النوع الذي يهتم بكيفية عمل النظام وعملياته، لذا التقط التفاحة الصغيرة وابتلعها على الفور.

كان لديه أقل من 5 ثوانٍ للتصرف.

بمجرد أن دخلت التفاحة الصغيرة إلى فمه، ذابت كالأيس كريم وذابت على لسانه.

[مذاقها حلو للغاية. مختلف عما تخيلته!] فكر. ابتلع السائل الذائب من الإكسير في جرعة واحدة.

لكن بعد وقت قصير، اجتاحت جسده إحساس لاذع مشابه لصدمة كهربائية منخفضة الفولتية. قبل أن يتمكن زكري من التكيف، اجتاحت ألم حاد رأسه ثم انتشر إلى باقي جسده. كانت عضلاته وعظامه تؤلمه عند أدنى حركة.

ببطء حاول تجاهل الألم بالتفكير في شيء آخر لكنه أدرك سريعًا مدى عدم جدوى ذلك عندما كان عليه أن يعض على شفته ليتجنب الصراخ. لكن مثل الرجل الحقيقي، قمع معاناته واستمر في التحمل. لم يكن ليدع نفسه يزعج جدته بسبب بعض الآلام في جسده.

بعد دقائق، تراجع الألم المذهل مثل المد والجزر. كان جسده يتوتر ثم يسترخي قبل أن يتوتر مجددًا وهو يملأ بالحيوية والطاقة.

كانت أطرافه، وخاصة قدمه اليسرى، هي الأكثر حساسية في تلك اللحظة. بدا أن قوة غامضة تحيط بقدمه وبدأت تدريجياً في إصلاح الأربطة الممزقة والعظام المخلخلة كما يفعل الخياط بخياطة قطعة قماش ممزقة.

ثم شعر زكري بانفجارات نارية حارقة تتدفق حول القدم المصابة، تتصاعد قوتها مع مرور كل ثانية، مروعة ووحشية.

لكن عقله لم يكن في ألم بل مليئًا بالفرح والترقب.

فهم أن قدمه المصابة كانت تُشفى، لذا يمكنه تجاهل الألم. طالما كان بإمكانه أن يعود إلى لياقته الكاملة، فإن كل المعاناة ستكون تستحق العناء. فصبر.

قريبًا، اختفى الألم وترك قدمه خدراء.

[هل شُفيت؟] تساءل زكري.

نهض من السرير وشعر أن أطرافه كانت متيبسة وكأنها مشلولة في تلك اللحظة. تجول بشكل غير مريح حول غرفته وهو يتمدد، وسرعان ما عاد الشعور في ساقيه وذراعيه.

ثم شعر زكري بجسده يمتلىء بقوة وقدرة غير محدودة، لا مثيل لها حتى في ذروته في حياته السابقة. في تلك اللحظة، شعر كسمكة تتجاوز بوابة التنين الأسطورية. فتح واجهة المستخدم الخاصة بالنظام ثم نقر على علامة تبويب إحصائيات المستخدم للتحقق من التغييرات في جسده.

****

*إحصائيات المستخدم

->اللياقة البدنية: B -

->تقنيات كرة القدم: B -

->الذكاء في اللعبة: C +

->القدرات الذهنية والعقلية: D +

->عوامل X: F

->مهارات G.O.A.T: لا توجد

****

لم يستطع زكري كبح سعادته. لقد تحسنت إحصائيات لياقته البدنية وتقنيات كرة القدم وقدراته الذهنية، مما دفع تقييم موهبته من D إلى C.

فوجئ أن لياقته البدنية ارتفعت بمقدار درجتين من D + إلى B -. لذا نقر على علامتها لفهم تغييراتها.

****

->اللياقة البدنية (التقييم المتوسط: B -)

التوازن والتنسيق: C+

المرونة: D +

القوة: B -

التحمل: A -

****

"يجب أن أجد طريقة لتحسين مرونتي قبل التجارب"، تمتم زكري وكأنه يتحدث إلى نفسه. كان سعيدًا بتحسن إحصائياته باستثناء "المرونة" التي لا تزال أقل من المتوسط.

في مسيرته القصيرة كلاعب كرة قدم في حياته السابقة، عانى على الملعب بسبب بطء سرعته وحركاته غير المرنة. كان دائمًا يتعرض لإغلاق سريع من قبل الخصوم وغالبًا ما فقد الكرة أكثر مما مررها. بمرور الوقت، فقد ثقة الطاقم التدريبي في TP - Mazembe قبل أن ينهيوا عقده الاحترافي.

فهم زكري أن اللاعب يجب أن يكون قد أتقن التحكم في جسده قبل محاولة تحسين مرونته. الخطوات الطويلة، شكل الجري الصحيح، وانخفاض مركز الثقل كانت دلائل على مستوى عالٍ من التحكم في الجسم يمتلكه اللاعبون المحترفون. كان ذلك ضمن فئة التقنية أكثر من كونه لياقة بدنية. لذا، يمكن لزكري إتقانه من خلال تحسين دقة الشكل عبر التدريب.

لكن هذا ليس شيئًا يمكن تحقيقه من خلال بضعة أسابيع من التدريب.

لم يتبق له سوى حوالي شهر للتجارب في لومومباشي. كان عليه أن يحسن جميع قدراته بحلول ذلك الوقت ليتمكن من جذب انتباه الكشافين من خلال الأداء الممتاز في تجارب كرة القدم.

[ماذا يمكنني أن أفعل؟] تساءل وهو يجلس على سريره.

ثم تذكر أنه لا يزال لديه مكافأة المهارة العشوائية من النظام. بسرعة أغلق علامة تبويب اللياقة البدنية واختار يانصيب النظام.

فورًا، ملأت ثلاث صفحات افتراضية أصغر الشاشة من اليسار إلى اليمين. امتلأت الصفحة في الوسط بعجلة يانصيب كبيرة. ظلت محتويات الصفحتين الافتراضيتين الأخريين غير واضحة مع كلمة "مقفلة" مكتوبة تحتهما.

فوجه زكري اهتمامه إلى عجلة اليانصيب الثابتة التي كانت ضخمة جدًا وتختفي في حواف الشاشة في الصفحة الوسطى. كانت تتألف من أقسام مربعة صغيرة مرتبة من الأعلى إلى الأسفل مع صور صغيرة للاعبين مشهورين. في الوسط، كانت ذراعان أرجوانيان موجهتين إلى صورة نغولو كانتي وهو في وضعية التمرير. بجانب العجلة كان هناك زر أحمر مكتوب عليه "دور واربح"، "*3 فرص"، و"تأكيد اليانصيب" تحته.

لم يضيع زكري وقتًا في المداولات غير المجدية. نقر على الزر الأحمر، وفجأة، دارت العجلة بسرعة كبيرة قبل أن تتوقف عند صورة إيكير كاسياس - حارس المرمى الإسباني الذي ينقذ الكرة.

"لماذا يعرض عليّ النظام مهارات حراسة المرمى؟" تمتم زكري بصوت منخفض، متوترًا.

بدأ يشعر بالقلق بعد الدورة الأولى لأنه لم يحصل على النتيجة التي أرادها من اليانصيب.

على الرغم من أنه كان لاعب وسط دفاعي في مسيرته القصيرة السابقة، إلا أنه كان يفضل داخليًا المراكز الهجومية. كان يفضل دائمًا تسجيل الأهداف مثل زلاتان إبراهيموفيتش وكريستيانو رونالدو بدلاً من الدفاع مثل ريو فرديناند. كان للمهاجمين سحر خاص يمكن أن يمنحهم مكانة أعلى بكثير من المدافعين في عيون الجمهور. لذا، لم يرغب زكري في أن يكون حارس مرمى أو مدافع.

نقر على الزر الأحمر مرة أخرى، ودار العجلة لبضع ثوانٍ قبل أن تتوقف عند مربع يحمل صورة ليوناردو بونوتشي - المدافع الإيطالي الذي يدرأ الكرة. لم يهتم بأخذ نظرة ثانية واستخدم فرصته الأخيرة في تدوير العجلة.

هذه المرة دارت العجلة لفترة أطول قليلاً. وبعدما بدا الأمر كأنه سنوات بالنسبة لزكري، توقفت وهي تعرض صورة زين الدين زيدان - اللاعب الفرنسي الشهير. كان واقفًا والكرة عند قدميه لكن ينظر إلى المسافة.

"الحمد لله"، تمتم زكري وهو يطلق زفرة طويلة من الهواء المحتبس. كان يعتقد أن أي مهارة من زيزو لا يمكن أن تكون سوى سحرية. كان زيزو قادرًا على تسجيل الأهداف والمراوغة مثل أي من المهاجمين العالميين على الرغم من أنه لم يكن مهاجمًا. لذا، كان زكري يتطلع إلى معرفة المهارة التي سيحصل عليها من النظام. قد تكون تذكرة له ليصبح لاعب كرة قدم محترف.

فمضى على الفور للنقر على زر تأكيد اليانصيب للموافقة على النتيجة.

"DING"

صدرت إشارة النظام المألوفة بينما خرجت البطاقة التي تحمل صورة زين الدين من العجلة بعد بضع ثوانٍ. في انفجار من الألوان البصرية، تحولت إلى بطاقة ترفرف أمام كل شيء آخر على الشاشة الافتراضية.

زكري زاغ بعينيه لقراءة الكلمات أسفل صورة زين الدين.

****

#1 رسالة جديدة

----

مبروك

->لقد ربحت اليانصيب واكتسبت مهارة G.O.A.T:

"زين الدين جوجو البصري"

اضغط على بطاقة المهارة لتتعلم تقنية G.O.A.T.

----

ملاحظة: يجب على المستخدم استخدام بطاقة المهارة خلال دقيقة واحدة. سيتم قفل يانصيب النظام بعد دقيقة.

****

2024/08/15 · 46 مشاهدة · 1302 كلمة
Hassan Hain
نادي الروايات - 2024