الساعة 11:00 صباحاً يوم الأربعاء 15 فبراير 2012
كان المشجعون في المدرجات كبحرٍ من الابتسامات وهم ينتظرون بصمت بدء المباراة.
مدّت إيميلي أندرسون عنقها لتتمكن من رؤية اللاعبين وهم يدخلون إلى الملعب. كانت تجلس في الصفوف السفلية، أقرب إلى المستطيل الأخضر.
"لاعبو أكاديمية NF"، سمعت المعلق يعلن، بصوته العميق الذي يصل إليها من مكبر صوت كبير بالقرب منها. "الرقم 1: كيندريك أوتيرسون، الرقم 2: إيفيند ألسيث، الرقم 16: ألكسندر فوسنيس، الرقم 4: لارس توغستاد، الرقم 5: دانيال كفانده، الرقم 6: ماغنوس بلاكستاد، الرقم 7: كاسونغو بول، الرقم 8: زاكاري بمبا..." تباطأ المعلق قليلاً عندما قرأ الاسم الأخير. وفجأة انفجرت الهتافات في أرجاء المدرجات. كانت الجماهير في حالة من البهجة.
تفاجأت إيميلي بالحضور الجماهيري الكبير والدعم الذي ناله زاكاري. كانت تعتقد في البداية أن المباراة بين أكاديمية NF وBK Frem لن تجذب الكثير من المشجعين، لكنها سُرعان ما أدركت خطأها فور وصولها إلى ملعب "سكُونتو". فقد كان هناك أكثر من ألف مشجع. يبدو أن معظمهم حضر فقط لمشاهدة موكلها الجديد، زاكاري بمبا، يلعب. شعرت بالرضا لأنها نجحت في توقيع عقد مع لاعب واعد.
واصل المعلق قراءة الأسماء بعد أن هدأت الهتافات. "الرقم 9: بول أوتيرسون، الرقم 10: أورجان برمارك، الرقم 11: مارتن لوندا. والآن تشكيلة BK Frem..."
استمر في الإعلان عن تشكيلة BK Frem، لكن إيميلي لم تُعره اهتماماً. بدأت في تجهيز كاميرتها من نوع "نيكون"، ركبت العدسات وتفقدت البطارية للتأكد من أنها جاهزة للاستخدام مع بدء المباراة. لم تكن تريد تفويت أي أداء استثنائي من زاكاري قد يساعدها في المفاوضات المستقبلية.
"ماذا تفعلين؟" سألها جيمي إدواردز، المشرف المباشر عليها. "لقد سجلنا بالفعل إحدى مبارياته. لا حاجة لتضييع الوقت في تصوير أخرى." قال بنبرة عابرة، ملوحاً بيده ليؤكد وجهة نظره.
قطّبت إيميلي حاجبيها واستدارت لتمنحه نظرة حادة. كان الكشاف/الوكيل في حالة مزاج سيئة منذ أن علم بتوقيعها الناجح مع زاكاري. لقد كان ينوي أن يصبح وكيله الشخصي بدلاً منها. كانت مُكلفة فقط بالاتصال بزاكاري، لكنها استخدمت ذكاءها لتتفوق على مشرفها وتوقع عقداً معه. يبدو أنها أغضبته نتيجة لذلك.
"هل نسيتَ أنه أصبح موكلي بالفعل؟" سألت بابتسامتها المميزة التي تستخدمها في المفاوضات. "لست بحاجة لأن أعلمك أن الوكيل يجب أن يوثق أي معلومات قد تزيد من قوة موقف موكله في المفاوضات." عادت لتُركّز على المباراة حيث كان اللاعبون يستعدون لتحية خصومهم قبل البدء.
"أشعر بأن زاكاري سيؤدي بشكل أفضل في هذه المباراة"، تابعت. "لا يمكنني تفويت فرصة تسجيل هذه المباراة." قالت بنبرة حاسمة.
قطب جيمي إدواردز جبينه ثم أومأ بحدة. "افعلي ما ترينه مناسباً. ولكن علينا أن نعقد ذلك الاجتماع قبل عودتنا إلى لندن. لا يمكنك أن تحصلي على كل الفضل في توقيع عقد زاكاري." شدّد على كلماته.
تنهدت إيميلي ورفعت عينيها. "مع كل اللاعبين الذين وقعتَ معهم بالفعل، ما الفرق الذي سيحدثه لاعب إضافي لمسيرتك؟" تساءلت. "هل لديك حتى الوقت الكافي للاهتمام بجميع موكليك؟"
ازدادت ثقتها في تعاملاتها مع مشرفها بعد توقيعها مع هذا اللاعب الواعد. لم يكن جيمي إدواردز قادراً على فصلها دون موافقة الإدارة العليا.
**** ****
"أودّ منك أن تتواصل أكثر مع زملائك في الملعب"، نصح المدرب يوهانسن زاكاري. "اللاعبون يحترمونك كقائد. حاول أن تحذرهم إن لاحظتَ تراجع تركيزهم – كما حدث في المباراة السابقة. أنا واثق أنهم سيستمعون إليك." تحدث ببطء وبطريقة واضحة لتأكيد وجهة نظره.
أومأ زاكاري برأسه. تناول بعض الماء ثم ركض عائداً إلى مركزه في الملعب. سمح له المدرب يوهانسن بالعودة إلى خط الوسط، تاركاً مركز الهجوم لأورجان برمارك، اللاعب رقم 10 في أكاديمية NF.
نظر زاكاري حوله ولاحظ أن لاعبي الفريقين قد أخذوا مراكزهم بالفعل. بدا زملاؤه أكثر جدية مما كانوا عليه في الشوط الثاني من المباراة السابقة. يبدو أن رسالة المدرب قد وصلت إليهم. كانوا يقفزون ويركضون في أماكنهم للحفاظ على دفء أجسادهم بينما ينتظرون صافرة البداية. كان بإمكانه أن يشعر باستعدادهم للأداء.
وجّه نظره إلى لاعبي BK Frem، الذين كانوا يرتدون الزي الأبيض، في الجانب الآخر من الملعب. بدت لهم أيضاً رغبة قوية في بدء المباراة. خسارتهم الكبيرة أمام جنوى لم تؤثر على معنوياتهم على الإطلاق.
سرعان ما أطلق الحكم صافرة البداية، وانطلقت المباراة بركلة افتتاحية من فريق BK Frem.
بعد خمس دقائق من اللعب، لاحظ زاكاري أن الخصوم يلعبون بخطة 5-4-1، موجهين معظم جهدهم نحو الدفاع. ومع وجود خمسة مدافعين وأربعة لاعبين وسط لحماية المرمى، كان من الصعب على زاكاري وزملائه في الفريق التقدم بالكرة إلى الأمام. وسرعان ما دخلت المباراة في حالة من الجمود.
لكن الفرق بين الفريقين تجلى في زاكاري. استطاعت أكاديمية NF اللعب بخطة 5-4-1 بسبب سرعته وكفاءته بالكرة. كان يمتلك قدرة غريبة على التحرك بسلاسة عبر خط الوسط، مشكلاً الرابط المثالي بين الدفاع والهجوم.
لعب دوره المعتاد، مساعداً أكاديمية NF في فرض إيقاع المباراة. كان دائماً في حركة، سواء بالكرة أو جاهزاً لاستلام تمريرة. لمسته الأولى كانت رائعة، غالباً ما تمكنت من تجاوزه لمدافع أو اثنين من الخصوم. لم يسمح لأي من اللاعبين بإيقافه – كما حدث في المباراة ضد JFC ريغا.
لكن لاعبي BK Frem كانوا مصممين للغاية. حافظوا على تسعة لاعبين خلف الكرة، وبذلوا قصارى جهدهم لمنع أي من لاعبي أكاديمية NF من الاقتراب من منطقة الجزاء. تميز مدافعوهم بأداء قوي خلال الشوط الأول، حيث كان يعمدون إلى مضاعفة الضغط على زاكاري وزملائه. نجحوا في إبعاد أخطر التسديدات عن مرماهم طوال الشوط الأول.
انتهى الشوط الأول بتعادل سلبي 0:0. تمكن فريق BK Frem من الحفاظ على قوة هجوم أكاديمية NF بعيداً عن مرماهم.