رغم أن جميع الأشخاص الذين ذهبوا لطائفة الورقة الباهتة ، ذهبوا لكي يستريحوا ، لكن ماهر ذهب للمكتبة من أجل معرفة البنيات.

دخل ماهر المكتبة وكانت نظرة الذهول في محياه ، على الرغم بأن هذه ليست أول مرة يذهب للمكتبة لكنه ما يزال يتفاجئ من حجمها المهول.

كانت ثياب ماهر مازالت ممزقة إثر قتاله ضد حسن وحسين ، كما أن بعض الجروح مازالت واضحة للعيان.

تقدم أحد التلاميذ وقال بسخرية : " يبدو أنك تم إبراحك ضربا نتيجة غرورك في طائفة الورقة الباهتة "

أجابه ماهر بدون تردد : " نعم ، على الرغم أنني واجهت مشاكل كثيرة ، لكنني فزت وبشق الأنفس على شخصين ، وعندما تدخل الثالث ، أتى شخص وساعدني "

تفاجئ التلميذ ، هل قاتل ماهر تلميذين بالطبقة الأرضية الرابعة ؟ لكن من النادر وجود تلاميذ بالطبقة الأرضية الرابعة إلا لو كانوا بعمر الثالثة عشر فأقل ، لكن ماهر قال أنه هزمهم بشق الأنفس ، أي أنهم كانوا على الأكثر بالمستوى الثالث أو الثاني.

كان التلميذ لا يعلم بأنه ماهر هزم شخصين أقوى منه بتصنيفين ، على الرغم من كون حسن وحسين بعمر الرابعة عشر ، لكن كان حسن متأخرا قليلا.

فالشخص الطبيعي بعمر السادسة عشر يكون بمرحلة النمو الروحي ، والشخص الطبيعي بعمر الخامسة عشر يكون بالتصنيف الحديدي والتصنيف السحابي.

بينما الشخص الطبيعي بعمر الرابعة عشر يكون بالتصنيف الرملي ، وعلى الأقل بمنتصف التصنيف الحجري ، وحسن بالتصنيف الحجري المستوى الثالث لذا هو بالكاد تحت المعايير.

لم يرد ماهر إخبارهم بالحقيقة لعدة أسباب :

1. لأنهم لن يصدقوه بطبيعة الحال.

2. لأنه لم يرد التباهي بمثل شيء كهذا.

3. هل هناك سببا يجعله يخبرهم بالحقيقة ؟!

قال التلميذ بعد تفكير طويل : " هذا لا يغير أنك هزمت "

قال ماهر بجدية : " لم أهزم "

قال التلميذ بغضب : " ها ؟! ألم تقل بأنك هزمت وشخص ساعدك ؟! "

على الرغم من قول ماهر بأن شخص ما تدخل وساعده شخص آخر أي أنه لم يهزم ، لكن التلميذ أبى ذلك وأراد أن يسخر من ماهر بشتى الطرق ، فإذا سخر من أحد ما وضحك الجميع سترتفع مكانته قليلا.

تجاهل ماهر التلميذ ومشى للأمام ، غضب التلميذ فقال : " أيها القمامة الضعيفة تعالي ! "

غضب التلميذ حقا ، فكان يريد رفع مكانته عن طريق سخريته من ماهر ، لكنه تم تجاهله منه وهذا أنزل من مكانته.

صعد ماهر للطابق الثاني.

كانت في المكتبة أربعة طوابق

1. الطابق الأول به تقنيات بالمستوى الأول ويسمح للجميع بدخوله.

2. الطابق الثاني به تقنيات بالمستوى الثاني ويسمح للجميع بدخوله.

3. الطابق الثالث به تقنيات بالمستوى الثالث ولا يسمح بدخوله سوى ذوي الإسهامات العالية والمكانة العالية.

4. الطابق الرابع به تقنيات بالمستوى الرابع ولا يسمح بدخوله سوى الشيوخ والقادة ، كما أن الطلاب العباقرة يمنحون تقنيات من المستوى الرابع من قبل الشيوخ مثل سلطان ، لكن لا يمكن للعباقرة الدخول للطابق الرابع.

هناك أيضا مستودع به تقنيات بالمستوى الخامس والمستوى السادس ، ولا يسمح بدخوله سوى القادة.

تقنيات بالمستوى الخامس تمنح فقط للقادة والشيوخ القدامى ، أما تقنيات بالمستوى السادس فهي للقادة فقط.

سبب صعود ماهر للطابق الثاني ، ليس لأنه يريد تقنية بالمستوى الثاني ، بل لأنه لم يجد مبتغاه الذي هو كتاب يتحدث عن البنيات.

وجد ماهر في الطابق الثاني رجل بشعر أشقر مفتول العضلات وحوله العديد من النساء ، فقال : " ما الذي تريده أيها الصبي ؟ تقنيات بالمستوى الأول لا تناسبك فما بالك بالمستوى الثاني " ومن ثم بدأ بالضحك وضحكت معه النساء من حوله.

الأشخاص الذين يكونون بالتصانيف الابتدائية في هذه الطائفة كلهم بعمر ( ١٣-١٥ ) لكن عددهم ضئيل ، فغالبية الطائفة تحتوي أشخاص بمرحلة النمو الروحي ، فعلى الرغم بأن الشخص الطبيعي بعمر الثامنة عشر يكون بالمستويات الأولى من مرحلة التطور الروحي ، لكن إذا كان شخص بعمر الثامنة عشر ومازال بمرحلة النمو الروحي فلن يسخر منه أحد ، فعلى الرغم بأنه من المفترض أن تكون موهبته ضئيلة ، لكن إذا كان بمرحلة النمو الروحي فهذا كافي.

قال ماهر بتعجب : " إذا ما التقنية التي يجب علي اقتنائها ؟ "

قال اليافع بسخرية : " عندما تزيد من مستواك ، أخبرني بهذا السؤال " وبدأ بالضحك مرة اخرى.

علم ماهر بأنه لن يستفيد شيئا من هذا الرجل ، فذهب للأمام متجاهلا اليافع.

غضب اليافع وقال : " أنت.." لكن ماهر مازال يتجاهله.

أمام ماهر وجد فتاة بعمره تقريبا كان شعرها مثل شجرة أزهار كرز ، وعينيها مثل التوباز ، لديها بشرة ناصعة البياض ، حركت شعرها الطويل وكأن أزهار الكرز تطير في السماء ، نظر ماهر بتمعن نحو الفتاة.

أراد ماهر سؤال الفتاة بما أنها بعمره عمر الخامسة عشر ، أي أنها في التصانيف الابتدائية ولو كانت موهوبة ستكون في المستوى العاشر من مرحلة النمو الروحي.

عندما أراد سؤالها سمع صوت من ذلك اليافع يقول : " توقف "

قال ماهر في نفسه : ' ألن يتركني ؟ ' تجاهل ماهر اليافع ظانا منه أنه يريد إزعاجه.

توجه ماهر نحو الفتاة وقال : " هل يمكنني أخذ دقيقة من وقتك ؟ "

نظرت الفتاة نحو ماهر ، وإذ بعينيها تسحر القلوب ، لكنها سرعان ما حنقت وقالت : " ها ؟! ما الذي يريده قمامة من عبقرية ، لن أضيع ثانية واحدة من أجل قمامة ، آه ، لقد ضيعت عدة ثواني بالفعل "

----------------------------------

تأليف : الثعلب القرمزي

2018/01/17 · 464 مشاهدة · 842 كلمة
ScarletFox
نادي الروايات - 2024