بعد مرور أسبوعين وعند شيخين كانا يتناقشان.

" أظن حان الموعد لزيارة طائفة الورقة الباهتة "

" نعم "

" فلتستدعي سلطان ، وأخبر التلاميذ إذا كان أحدهم يريد الذهاب لطائفة الورقة الباهتة " وجه كلامه لأحد الأشخاص فأجابه " حاضر "

كان الشيوخ في المرتبة الثانية بعد القادة وبعضهم بالفعل يعتبروا نواب قادة لذا سلطتهم واسعة.

وبعد فترة كان أحد الشيوخ أمام عدة تلاميذ عددهم لا يتجاوز ال١٥.

قال الشيخ بوقار : " لأحد الأسباب سوف يذهب سلطان إلى طائفة الورقة الباهتة، فهل أنتم سوف تذهبون معه ؟ "

" نعم "

نظر الشيخ للطلاب ومن ثم حملق على ماهر .

كان أغلب التلاميذ في مرحلة النمو الروحي وأضعفهم في التصنيف السحابي لكن مهما نظر فماهر كان ما زال في التصنيف الأرضي.

ابتعدت النظرات المتفاجئة عن عيني الشيخ قبل أن يقول بوقار : " هل أنت متأكد من الذهاب ؟ "

نظر ماهر يمينا ويسارا ومن ثم أشار إلى نفسه بسبابته ، فسمع " نعم ، أنت "

ابتسم ماهر قبل أن يقول : " نعم ، هل هناك مشكلة في ذلك ؟ "

حملق الشيخ مرة اخرى في ماهر قبل أن يقول : " لا ، ليس هناك مشكلة في ذلك "

غضبوا التلاميذ من ماهر في نفسهم ، فطائفة الورقة الباهتة طائفة قوية لذا سيتم السخرية منهم بسبب أنهم أحضروا شخص ضعيف مثل ماهر .

ومن ثم قال الشيخ : " سوف تذهبون غدا ، الآن فلتنصرفوا "

ولكن قبل أن يغادر الجميع استدعى الشيخ شاب وشابة كان على الأرجح بأنهم أخوة.

" سأعطيكم مسؤولية الاعتناء بذلك الصبي "

كانت طائفة الورقة الباهتة طائفة قوية ، فلذا قلق على ماهر.

وافقت الفتاة بدون قول شيء على عكس الفتى الذي تذمر ، لكن هذا أمر من شيخ ويجب عليه تنفيذه ، ومن ثم ذهبا.

وأخيرا لم يبقى سوى الشيخ وسلطان .

كان سلطان يافع بعمر الثامنة عشر ، كان يرتدي الأحمر وشعره كان ذهبي ولون عينيه كان سماويا.

كان يرتدي كل أنواع الزينة بملابسه وكأنه ملك بين فقراء.

قال الشيخ : " أعلم بأنك لا تريد الذهاب لكنه أمر من القادة "

تنهد سلطان قبل أن يقول : " أعلم بأنني لا أستطيع الرفض "

كان صوت سلطان خشن ومهيب.

عاد ماهر إلى منزله وكان فرحا ، فهدفه أن يصبح أقوى حتى لا يطرد ولذا يريد زيارة شتى الأماكن من أجل المعرفة والقوة ، كما أنه لم يبالي بردة فعل التلاميذ ولن يبالي أيضا من سخرية تلاميذ طائفة الورقة الباهتة له.

فكان ماهر شخص ذو إرادة قوية.

على عكس بقية التلاميذ الذين غطوا في النوم من أجل يوم الغد ، كان ماهر يتدرب حتى آخر الليل وعندما لاحظ الوقت قد أصبح متأخرا غط في النوم.

وعندما استيقظ لاحظ بأنه بالفعل قد تأخر فذهب بأسرع ما لديه لدرجة أن التلاميذ كانوا يسخرون منه.

وعندما وصل قال على الفور : " آسف على تأخري "

كان وقتها يضع يديه على ركبتيه ويلهث ، رفع سلطان رأسه وقال بينما كان ينظر إلى ماهر باستحقار : " لو تأخرت لدقيقة أخرى كنا سوف نتركك "

دوى صوت شخص : " أصلا لماذا ننتظر قمامة ؟ "

أجابه ماهر على الفور : " هذا لا يعنيك " ، غضب الشخص على الفور.

تقدمت فتاة وقالت لماهر بينما مدت يدها للمصافحة : " أدعى أسيل ، تشرفت بمعرفتك "

كان صوت أسيل ناعما ولطيفا ، وكانت ترتدي ملابس قرمزية جذابة وشعرها بنفسجي يصل إلى نهاية رقبتها وعينيها البنفسجية كانت مثل البنفسج*.

( ( أحد أنواع الزهور البنفسجية

صافح ماهر أسيل بينما يقول : " أنا ماهر "

كانت يد أسيل بيضاء مثل الثلج وناعمة للغاية لدرجة أن أي شخص سيريد أن يمسك يدها للأبد.

قال ماهر : " ما الذي تريده الأخت الجميلة مني ؟ "

أحمرت خدود أسيل قليلا من كلام ماهر ثم قالت : " المشرف أخبرني أنا وأخي سعد بأن تكون مسؤولية الاعتناء بك علينا "

بعد سماع كلام أسيل توسعت حدقتي ماهر ثم نظر للأسفل بنظرة حزينة.

" هذا صحيح أنا ضعيف " هذا كان في بال ماهر .

استعاد ماهر رباطة جأشه وابتسم ثم قال : " سوف أحاول ألا أسبب المشاكل للأخت أسيل "

نظر ماهر يمينا ويسارا ، فتعجبت أسيل وقالت : " ماذا هناك ؟ "

قال ماهر : " أين أخاك الذي تحدثتِ عنه ؟ "

أتى شخص خلف ماهر وقال : " أنا هنا "

كان سعد شخص طويل يرتدي الأسود وكان شعره بنفسجي داكن.

قال سعد بازدراء : " سأقول لك الصراحة ، أنا لن أعتني بقمامة مثلك "

غضبت أسيل وعندما كانت سوف توبخ أخيها قال ماهر : " شكرا لصراحتك معي "

قال سعد بسخرية : " العفو " ، ومن ثم رحل.

تأسفت أسيل بينما تقول : " آسفة على تصرف أخي معك ، أنه في الحقي—"

" لا بأس ، فأنا أستحق ذلك ، لماذا شخص قوي مثله يعتني بضعيف مثلي ؟ أنتِ لطيفة معي لأنك طيبة وحنونة ولكن الشخص العادي سوف يستحقرني "

أحمر وجه أسيل من كلام ماهر على الرغم بأنها أكبر منه بسنتين ، لكنها استعادت رباطة جأشها عندما نظرت إلى عيني ماهر الحزينة.

" حان وقت المغادرة "

2017/07/29 · 565 مشاهدة · 813 كلمة
ScarletFox
نادي الروايات - 2024