نظرتُ حولي فوجدتُ ابنة البارون، التي تحرشت بي، تبتعد بسرعة وتغادر كما لو أن شبحًا يطاردها. أردتُ أن أشكرها على جهدها، فلولا جرأتها لما اقتربتُ من البطلتين في بداية الأكاديمية. وعندما تتبعتُ نظرة إيلينا، وجدتُ المتحرش.
ربما اعتقدت أنني خائف بسبب ما حدث للتو، لذلك حاولت مواساتي.
"لا تهتم بها."
صوت إيلينا خلفي جعلني أستدير. وقفت بثبات، ومعطفها الأسود يتحرك كأنه حي. "هيا بنا. الأكاديمية لا تنتظر أحدًا. تحرك."
لم أنطق بكلمة، ولكنني شعرت بشيء ساخن يجري في عروقي... "أريد أن أعانقها وأقبلها".
أبعدت الأفكار عن ذهني، وابتسمت بمرح، وقلت لها:
"دعنا نسرع، دعنا نذهب."
غادرنا المحطة ودخلنا شارعًا واسعًا مرصوفًا بأحجار سوداء وذهبية، يُصدر رنينًا خافتًا مع كل خطوة. على جانبيه، امتدت أشجار ضخمة من نوع لم أرَ مثله من قبل - جذوعها أرجوانية، وأوراقها تتساقط كريش طائر الفينيق.
"أكاديمية أرسيا..." قالت إيلينا بينما كنا نشق طريقنا عبر الحشد.
رفعت رأسي.
في الأفق، بدت الأكاديمية كقلعة منحوتة من ضوء القمر - أبراجها الشامخة تنتهي بقمم حادة، وجدرانها البيضاء مزينة بعروق ذهبية تتلألأ حتى في الظلال. نوافذها الزجاجية الملونة تشع بألوان الزمرد والياقوت، كما لو أن المبنى نفسه يتنفس سحرًا.
وصلنا إلى أبواب الأكاديمية، حيث كان هناك مدخلين.
وصلنا إلى ساحة واسعة أمام الأكاديمية، حيث انقسم الطلاب إلى مجموعتين:
يسار: بوابة رخامية سوداء، مزينة بتمثال لامرأة ترتدي درعًا تقتل الوحوش. مدخل للفتيات.
يمين: بوابة حجرية بيضاء، عليها تمثال لرجل مجنح يحمل كتابًا وسيفًا. مدخل الأولاد.
توقفت إيلينا أمامي لأول مرة منذ دخولنا الأكاديمية. قالت بهدوء: "هنا نفترق".
"لماذا؟" سألت، على الرغم من أنني أعرف السبب.
«القواعد هنا... قديمة»، أجابت، مبتسمةً ابتسامةً خفيفةً بسخرية. «بالتوفيق في امتحان القبول».
كانت هذه فرصة قوية لتعميق علاقتي بالبطلة، لذلك لم أضيعها وسألتها عن اسمها.
"اسمي كيم هيول. هل يمكنني معرفة اسمك؟"
"كيم هيول... كيم هيول..."
كررت اسمي عدة مرات، ثم نظرت إلي وابتسمت.
"يمكنك أن تناديني إيلينا أو إيلي."
دينغ... دينغ... دينغ...
رن جرس الأكاديمية.
حسنًا، سأذهب الآن. يمكنك إخباري بالمزيد بعد الامتحان.
لقد شاهدت ظهر كيم هيول وهو يتراجع مثل البطة التي تبحث عن أمها.
ابتسمت، ثم استدرت وتوجهت نحو البوابة.
بينما كنت أركض للوصول إلى قاعة الامتحان، رن صوت في رأسي.
وصلتُ إلى الباب الكبير - البوابة السوداء. وما إن هممت بفتحه حتى اهتزّ الهواء أمامي، وظهرت شاشة زرقاء عائمة.
[تمت المهمة!]
[المكافأة: 'سلالة مصاصي الدماء' (الرتبة: S)]
[◄ تأكيد الاستلام ►]
ضغطت على "تأكيد" دون تفكير.
فجأة، انفجر الألم المبرح في أمعائي!
شعرتُ وكأن سكينًا جليديًا يُغرز في معدتي ثم يُمزقها. انحنيتُ ممسكًا ببطني، وامتلأ فمي بطعم معدني كريه.
اللعنة! هذا دم!
الهروب إلى الحمام
متجاهلة نظرات الاستفهام من حولي، هرعت عبر الممرات الرخامية للأكاديمية.
كل شيء من حولي كان يصم الآذان:
اللوحات المسحورة على الجدران التي كانت تتحرك وتهمس.
التماثيل الذهبية لأساتذة الماضي الذين يراقبونني بأعينهم.
السلالم العائمة التي تصدر صوتًا مع كل خطوة.
ولكن كل ما استطعت رؤيته هو الباب الأخضر في نهاية الممر... الحمام.
لقد اقتحمت المقصورة الأولى وسقطت على ركبتي.
لقد تقيأت.
لكن ما خرج من فمي لم يكن طعامًا... بل كتلة سوداء لزجة، كالقطران ممزوجًا بشرارات حمراء. سقطت في المرحاض بصوت أشبه بصرخة خافتة.
"كيف يمكن لجسد أن يحتوي على هذا القدر من الشوائب؟" همست لنفسي.
عادة، تتراوح كمية الشوائب ما بين 50 إلى 60 جرامًا، ولكن يبدو أنني قللت من تقدير حياة شخص يعيش في مكب نفايات - كان هذا الجسم يحتوي على 600 جرام من الشوائب، أي عشرة أضعاف تلك الموجودة في جسم شخص عادي.
لم أكن أعلم ما إذا كان تطهير الشوائب سيعزز القدرات الطبيعية لجسدي، لذلك نظرت في المرآة لأرى مقدار الفساد الذي كان بداخلي.
وجهي... قد تغير.
أصبحت عظام وجنتي حادة، وعيناي - اللتان كانتا قرمزيتين في السابق - تبدوان الآن كدم سائل. حتى شفتاي أصبحتا حمراء كالدم الطازج.
"الشوائب الموجودة في دمي... قد اختفت."
ولكن الدوار الذي أعقب ذلك كان ساحقًا.
حسنًا، ليس لدي وقت للانتظار، كان عليّ أن أسرع إلى قاعة الامتحان.
غادرت الحمام متجاهلة النظرات الغريبة.
وفي نهاية الممر وقف رجل طويل يرتدي قبعة سوداء:
"لماذا تأخرت؟"
"كنت في الحمام..."
"..."
لقد أعطاني الرجل نظرة غريبة قبل أن يسمح لي بالدخول.
"لا بأس، ادخل."
فتح الباب، ودخلت إلى قاعة واسعة مليئة بالطلاب الذكور، كلهم يقفون أمام دوائر سحرية مرسومة على الأرض.
وبما أنني كنت آخر من دخل، فقد اتجهت كل الأنظار نحوي.
"أوه... هاه..." لم أستطع إلا أن أضحك بشكل محرج وأخدش مؤخرة رأسي.
من المحرج أن أكون مركز الاهتمام.
لو كانت النظرات من النساء، لكنت سعيدًا - ولكن مع كل العيون التي كانت موجهة إلي من الرجال، كان الأمر محرجًا حقًا.
"اصطفوا."
سمعت ثلاث تصفيقات حادة، تبعها صوت أنثوي حاد.
في وسط القاعة
كان هناك مخلوق يشبه الظل في انتظارنا.
"يبدأ امتحان اليوم الآن."
نهاية الفصل