الفصل 1922: لا أريد أن تغشى عليك

------------

تردّد ليكس. آخر ما يريده هو أن يفعّل الحزام عن غير قصد أو شيء من هذا القبيل. لنكن دقيقين، لم يكن ليكس لا يريد مجرّة في متناول يده ليحصد ثروتها. هو فقط يعلم أنّه لن يتمكّن من الاحتفاظ بقطعة ثمينة هكذا بقوّته الضئيلة.

لم يكن لذلك أيّ علاقة بجانب العفّة في الحزام. كلا، كان الأمر كلّه عن توقّعات واقعيّة بشأن ما إذا كان يمكنه الاحتفاظ بالحزام على المدى الطويل أم لا.

كان قد أخذ ذلك بعين الاعتبار خلال الأيام القليلة الماضية، فاستدعى سلسلة ورماها نحو الحزام، مقيّمًا إيّاه حالما التفّت حول طوله. ثمّ شدّ.

لدهشة ليكس الهائلة والحقيقيّة، ارتفع الحزام بسهولة تامّة، دون أن يسبّب له أيّ مشكلة. لم يظهر عدوّ ليهاجمه أيضًا، رغم أنّ ليكس لم يخفض حذره وهو يسبح خارجًا. حتّى أنّه هدف إلى الخروج من الطرف المقابل لمكان قتاله مع القائد فقط لتجنّب فخّ ينتظره عند الخروج.

رغم أنّ حسّه الروحيّ لم يكشف أيّ أعداء، أخرج ليكس رأسه بما يكفي لرؤية كلّ ما يحدث خارجًا حتّى تتمكّن عينه اليسرى من رؤية أيّ فخاخ محتملة. كيف يمكن ألّا يكون هناك شيء؟ ومع ذلك، لم يكن هناك حقًّا شيء ينتظره.

لذا، خرج ليكس بحذر من البحيرة، ثمّ حالما تأكّد أنّ كلّ شيء على ما يرام، بدأ يشدّ على السلسلة. تذكّر قول كسوف إنّه حالما يسحب الحزام خارجًا، سيكتمل مسار عقباته.

في اللحظة التي بدا فيها حقًّا أنّه لا مفاجآت تنتظره، واجه ليكس أخيرًا العقبة الأخيرة، رغم أنّها لم تكن ما توقّعه. في اللحظة التي خرج فيها أدنى جزء من الحزام من الماء، جزء من جسده معرّض للهواء، انفجرت هالة الحزام كأنّ الماء هو الشيء الوحيد الذي كان يحجزها.

كان ليكس قد مرّ بالكثير من الألم في الحياة، سواء من النار، أو الجليد، أو الهجمات، وحتّى من هالات التنانين. لذا عندما صفعته هالة الحزام عبر الوجه، مطلقة جسده عبر الهواء، لم يكن ذلك بالضبط شيئًا جديدًا... ومع ذلك، لم يحدث له هذا من قبل.

الشيء الوحيد الذي منعه من الطيران أبعد في الهواء كان السلسلة الملفوفة حول الحزام، رغم أنّ الهالة المنبعثة من الحزام كانت تدفع ليكس باستمرار إلى الحدود التي تسمح بها السلسلة.

كانت الهالة هائلة جدًّا، وقويّة جدًّا، لدرجة أنّ ليكس لم يتمكّن من مقاومتها على الإطلاق. لكن حالما تجاوز صدمة ما حدث، أدرك أنّه ربما، حتّى لو خطّط حقًّا لأخذ الحزام، قد لا يتمكّن. في النهاية، مجرّة كاملة محزومة في حزام. ذلك الحزام ربما يحتوي على كتلة أكثر من ثقب أسود؛ أو حول ذلك.

في الواقع، أدرك أنّه دون دعم الماء الذي يقمع هالة الحزام، قد لا يكون قد تمكّن من سحبه خارجًا على الإطلاق.

على الأقل كان جيّدًا معرفة أنّه منذ سنوات، لم يرتكب خطأ بعدم اختيار عنصر نارن. ربما كان قد قتله حينها، وكان ذلك طريقة محرجة للموت.

هبط ليكس على اليابسة، استدار مع السلسلة تمرّ فوق كتفه، وأجبر نفسه على السير.

كانت العقبة الأخيرة صعبة ومع ذلك بسيطة. كلّما سُحب الحزام أكثر خارج الماء، كلّما أُطلقت هالته أكثر، مما يجعل استمرار ليكس أصعب. ومع ذلك، كلّ ما يحتاجه كان إجبار نفسه على الدفع عبرها.

كان الأمر قاسيًا، مؤلمًا، لكن بما أنّ ليكس بدا أنّه لا يعاني أذى حقيقيًّا لسبب ما، عضّ فقط على أسنانه وتحمّل الألم. ما لم يعرفه ليكس هو أنّ السبب في عدم إيذائه كان لأنّ تأثير الماء لا يزال نشطًا، يشفيه قبل أن يتاح له فرصة الإيذاء. كانت تلك مكافأة صغيرة صامتة من كسوف لأيّ شخص يصل إلى هذا الحدّ. في النهاية، حتّى تحمّل هالة الكنوز التي قد تتركها في البحيرة كان أمرًا كبيرًا لخالدين عاديّين، خاصّة غير البدائيّين.

في النهاية، تمكّن ليكس من سحب الحزام بأكمله خارجًا، منهارًا حالما خرج الحزام كاملاً. ومع ذلك، اكتشف ليكس أنّه حالما سقط على الأرض، لم يعد أمام البحيرة. بل سقط على الأرض أمام كسوف، وبودل، وتنّين هائل، كلّهم يحدّقون فيه بعواطف متنوّعة في عيونهم.

"ليس سيّئًا على الإطلاق، يا فتى"، قالت كسوف، مصفّقة على ظهر ليكس. "رغم أنّ ما فعلته في مدينة الخطيئة كان وقحًا قليلاً، لا ألومك. كان مضحكًا نوعًا ما أيضًا، والعمدة الجديد، جولو-جولو، أكثر رياديّة بكثير. أتطلّع لرؤية كيف يطوّر ذلك المكان".

"شكرًا لكِ على تلك الفرصة، يا سيدة-"

"ناديني كسوف"، قاطعته. "ما الذي تقلق بشأنه؟ إن وجدتك مثيرًا للاهتمام بما يكفي للدردشة معك، فلا حاجة لأيّ رسميّات غير ضروريّة بيننا. لن تؤثّر حتّى على كارماك كثيرًا بالتحدّث إليّ في الحديقة لأسباب معيّنة. سأخبرك، لكن لن يكون لطيفًا أن تغشى عليك كثيرًا".

"شكرًا لكِ على الاهتمام"، قال ليكس، باذلاً قصارى جهده لعدم كشف ابتسامة محرجة.

"الآن، هل فكّرتَ في المكافأة التي تريدها؟ إن كنتَ مهتمًّا، يمكنني إعطاءك بعض التوصيات. سأخبرك، الآن بعد أن أكملتَ مسار العقبات، سيكون فينتورا العجوز يجعل شيوخه يحاولون اجتيازه أيضًا. لن أجري أيّ تغييرات؛ أنا فضوليّة جدًّا لرؤية كم أنت جيّد أو سيّء مقارنة بهؤلاء المسمّين شيوخًا".

2025/11/14 · 31 مشاهدة · 759 كلمة
نادي الروايات - 2025