الفصل 1930: سخرية خفيفة
------------
كخالدة سماويّة، كانت حاسّة الخطر لدى شيرين حادّة للغاية، ومن ليكس شعرت بنوع معيّن من الخطر. لم يكن قاتلاً، ولم تشعر أنّ لديه أيّ نوايا مؤذية تجاهها. ومع ذلك، أحسّت أنّه قد ركّز نظره عليها.
ما حيّرها خصوصًا هو سبب شعورها بالقشعريرة حتى لو كان ليكس يستهدفها فعلاً. هو مجرّد خالد سماء، وهي في ذروة عالم السماويّ...
توقّفت شيرين واستدارت لتنظر إلى ليكس. ليس خالد سماء فحسب، بل في المستوى الثاني!
"تهانيّ على ارتقائك في الزراعة"، قالت ببساطة وهما يسيران، كأنّها لم تتأثّر البتّة بادّعائه أنّها سبّبت له مشاكل. في النهاية، قرّرت أنّ التهديد الذي شعرت به منه يعود إلى نفوذه على النزل. لا يستطيع مجرّد خالد سماء فعل شيء لها.
"شكرًا. أحاول أن أتقدّم بهدوء، لكنّ أحدهم أخبرني مؤخّرًا أنّ عليّ التركيز أكثر على زراعتي"، قال ليكس بعشوائيّة وهو يدرس كارما شيرين سرًّا. في الواقع، عندما دخلا المبنى الذي تقيم فيه بقيّة الملائكة، درس كارما الجميع واكتشف أمورًا مقلقة. في منتجع السيرافيم سابقًا، درس الكارما الخاصة بهم أيضًا، واكتشف أنّ الكارما الخاصة بهم مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكارما معبد إدغار، قسم خاصّ في المنتجع مخصّص لضيوفهم الأكثر تميّزًا من غير سادة الداو. الآن، وبفهمه للكارما أقوى بكثير، اكتشف السبب عندما تعمّق في الدراسة.
لمع فهم في عينيه، فهمٌ لسبب عدم ظهور هؤلاء الفالكيري السابقات المسكينات مخيفات بالنسبة إليه يومًا، ولماذا كان الملائكة راضين عن تركهنّ سجينات.
[المترجم: ساورون/sauron]
"يسرّني رؤيتكنّ جميعًا مجدّدًا"، قال ليكس للملائكة الإثنتي عشرة، وصوته فجأة أكثر تعاطفًا.
"يسرّنا رؤيتك أيضًا"، أجابت إحدى الملائكة. "لكنّ حياتنا مليئة بالغموض حاليًّا. هل أرسلك النزل ليبلّغنا بشروط بقائنا هنا؟"
نظر ليكس إلى الملائكة بنظرة غريبة، ثم إلى شيرين.
"ألم تعرفن ذلك بعدُ؟ يكفي أن تدفعن MP كافية، وأن تلتزمن بالقواعد. ما دمتن تفعلن ذلك، فأنتن حرّات في البقاء هنا ما شئن".
ساد ليكس إلى الصالة التي تحتوي مقاعد كثيرة، وجلس، مشيرًا إلى الباقيات بالجلوس أيضًا.
نظرت الملائكة بعضهنّ إلى بعض، يتواصلن سرًّا بوضوح. من الجليّ أنّهنّ وجدن كلام ليكس صعب التصديق.
"اسمعن يا سيّداتي، إن ظننتنّ أنّ الضغط على نزل منتصف الليل لا يتطلّب سوى سلالة كاملة تمتلك عدّة سادة داو وشبكة تمتدّ في الكون، فأنتنّ بذلك تقلّلن كثيرًا من شأن صاحب النزل"، قال ليكس، مدركًا للسمعة التي بدا أنّ صاحب النزل قد كوّنها، على الأقلّ حسب فيلمَا. "أمّا أنا، فلا أستطيع تحمّل هذا النوع من الضغط حقًّا".
وجّه ليكس نظره إلى شيرين، مخاطبًا إيّاها مباشرة أخيرًا.
"شيرين، إن تذكّرتِ، كان لنا اتّفاقًا قبل آخر فراق. سأحمل كارما تعاقديّة عنكِ، ليبدو الأمر وكأنّني أساعدكِ في مساعيكِ لتشتيت انتباه السيرافيم عن حلفائكِ الحقيقيّين. ومقابل ذلك، ستساعدينني في العثور على بعض الموارد القيّمة.
"نعم، أتذكّر"، تكلّمت شيرين، ظانّة أنّ ليكس غير راضٍ عن أدائها. "لكنّني طلبتُ منك خمسين سنة لجمع كلّ ما هو مطلوب. لم أحصل على وقت كافٍ، رغم أنّني جمعتُ معلومات عن الكثير ممّا أردتَ.
ضحك ليكس وهزّ رأسه، موضّحًا أنّها أساءت فهمه. "آه يا شيرين، لستُ أستعجلكِ. جئتُ فقط لأطلعكِ على بعض التطوّرات التي حدثت منذ مغادرتكِ منتجع السيرافيم. كما تعلمين بالفعل، استأنف الملائكة والسيرافيم حربهما، وهذا كان سبب مغادرتكنّ أصلًا.
"السيرافيم منشغلون تمامًا بالملائكة، فلا سبيل لهم لاستفزاز صاحب النزل ونزل منتصف الليل الآن. لذا قرّروا إلقاء كلّ اللوم عليّ، نظرًا للكارما التي نشترك فيها.
"لقد أدانوني بخطفكنّ جميعًا. الآن، لا أعرف إن كنّ إحداكنّ قد جرّبت إدانة منظمة كبيرة من قبل، لكنّها ليست بالتجربة الممتعة تحديدًا".
ابتسم ليكس للملائكة بدفء، كأنّه يذكر أمرًا تافهًا، كأنّهنّ نسين طعامًا في مأدبة مشتركة أو ما شابه.
أشرق فهم على الملائكة، مع بعض الحيرة. هل يم يبالِ صاحب النزل وحده بمنتجع السيرافيم حقًّا؟ أم أنّ الحرب هي التي مكّنته من تفادي أيّ تبعات؟
وعلاوة على ذلك، هل يستطيع ليكس فعلًا الجلوس بينهنّ بهذه الراحة لو... لو كان ما يدّعيه صحيحًا؟
"آه، لا تقلقن عليه"، قال ليكس ملوّحًا بيديه. "لا يعنيني الأمر كثيرًا. لم أفعل شيئًا خاطئًا على أيّ حال. ثم إنّني كنتُ أؤدّي عملي فقط عندما أعطيتكنّ المفاتيح. ليس كأنّ أحدًا سيلومني عليه. يكفي ألّا أغادر نزل منتصف الليل أبدًا مجدّدًا، وسأكون بخير. ليس كأنّ عملي كلّه يعتمد على التجوّل عبر الكون".
كانت السخرية الخفيفة واضحة للجميع، وكان جليًّا أنّ ليكس يلقي باللوم على قدمي شيرين. طلبها تشكيل كارما تعاقديّة هو الذي أعطى السيرافيم الذريعة المريحة لتحويله إلى كبش فداء.
لو علمت الملائكة المسكينات فقط أنّ ليكس بات معروفًا عبر الكون بخاطف متسلسل، يسرق ليس الأشخاص والعوالم فحسب، بل قلوب سادة الداو النصف أيضًا، أو هكذا يُدّعى. تلك كانت الذريعة المثاليّة التي مكّنت السيرافيم من إلقاء اللوم عليه.
ولم يكن ليكس بالطبع على وشك إخبارهنّ بذلك. كان بحاجة إلى التفوّق النفسيّ لما هو مقبل عليه.