15 - مستحضر الارواح (النهاية)






مستحضر الارواح ( النهاية )

وحوش كالطيور الكبيرة حلقت حول الجرف المنحدر . عدد لا يحصى من الوحوش من ضمنهم واحد يسمى البروداكتيل الصغير , و" الطائر ذو منقار السيف " , و اخر جسده نصف شفاف , " الخفاش الشفاف " .

الشىء الوحيد الذى يشتركون فيه هو شهيتهم الشرسة نحو فرائسهم .

يجب ان تكون مستعدا لترمى بحياتك اذا اردت ان تتسلق هذا الجرف .

" هل ... تفكر جديا فى تسلق هذا الجرف ؟ "

تحدث المرشد ببطىء ووجهه شاحب .

حتى اثناء القدوم الى هنا , كان مويونج يصطاد باهمال .

لارشاد شخص ما الى الطريق , يعنى ذلك ان هذا الشخص يجب ان يكون حيا .

مويونج زود حجته الماهرة الى اقصى الحدود وسافر ببطىء بقدر المستطاع . حتى اذا فهم المرشد نواياه وسافروا فى اماكن خالية من الوحوش , فمويونج دائما سيجد طريقة لجذب الوحوش اليه .

كما يقولون , لقد انتفع بامواله الى اقصى حد .

وبفضل ذلك , فالذى سيعانى .. هو المرشد .

لقد وصلوا فى يومين متاخرين عما توقعوه . لكن مظهر المرشد كان كانه عمر لبعض السنين .

" سوف اتسلقه "

رد مويونج كانه لم يكن شيئا كبيرا .

على عكس المرشد , استخدم عذاب لتعبئة قدرة تحمله باستمرار لذا لم يكن تعبا كما توقع المرشد ان يكون .

تصلب وجه المرشد وفتح فمه , " فى حدود المعبد والغابة , هذا واحد من اخطر الاماكن هنا . لاننا هنا , استطيع اخذك كل الطريق للاعلى لكن ... "

" لا شكرا "

كان كان المرشد يعرض عليه اخر قدر من خدماته , لكن مويونج رفض بشكل قاطع .

جرف العذاب .

فى القمة , هناك تقبع الفئة السرية , مستحضر الارواح .

وواحد من الشروط القليلة لاستلام فئة مستحضر الارواح هو ان يتسلق الجرف " بمفرده " .

" انت حقا لديك روح مغامرة تماما . "

هز المرشد راسه للجانبين .

رغم ان هذه الافكار جاءته مرات عديدة اثناء القدوم الى هنا , البشرى الذى امامه لم يكن طبيعيا بالتاكيد .

هو حقا لا يستطيع معرفة ما يفكر به .

بدا كانه يركض نحو هدفه بتهور . لكن بسبب انه تصرف كما لو كان لديه 12 روح , شعر ان هذا كان متناقضا نوعا ما .

" الا يهتم بحياته ؟ "

اثناء القدوم الى هنا , واجه مويونج مواقف حيث لو لم يكن المرشد موجودا , لمات على الاقل خمسين مرة .

لو قام باقل الاخطاء حتى كان سيفقد حياته فى لحظة .

رغم انه وعده بان يحافظ على حياته , لكن ما زال متهورا .

وفوق كل ذلك , جرف العذاب يعرف كواحد من اخطر الاماكن حتى فى الغابة .

منطقيا , كان من الصعب حل هذا الامر بمستوى مويونج الحالى .

لكنه ما زال يريد ان يحاول ؟

وبدون اى مساعدة !

كان مجنونا كليا .

وبسبب ذلك , كان المرشد متحمسا .

الى اى مدى يستطيع هذا البشرى المجنون الوصول ؟

بدا كانه مر وقت طويل منذ احس بهذا الشعور . رغم ان ذكرياته لم تكن كاملة , شعر بانه مرالقليل من العقود منذ احس بهذا الشعور .

" اذا فقط يستطيع العودة حيا .... "

تخيل المرشد سيناريو كان مستحيلا . المعبد الازرق كان مكانا حيث الذين يحاولون تحقيق المستحيل سوف يتم مكافاتهم بجدارة .

ان و بأى طريقة .. عاد مويونج بعد تسلق الجرف , لن يكون للمرشد خيارا سوى الاعتراف ان مويونج ليس مجنونا , بل مختلف فحسب .

هذا صحيح . مختلف .

هؤلاء الذين خطوا فى طريق مختلف تماما على عكس الاخرين كانوا يعرفوا ب " الابطال " .

رغم ان هناك العديد من الناس الذين ادعوا انهم ابطالا , فى نظر المرشد كانوا غير مؤهلين .

لكن , هذا البشرى الذى امام عينيه , ليس عاديا ابدا .

" اذا تخطيت اختبار الجرف , سوف اخبرك باسمى . "

دوامة صغيرة من المشاعر ظهرت فى عينى المرشد .

ومويونج كان يحدق فى عينه كما لو كان يتم سحبه بواسطتها .

الان وقد ذكرت ذلك , المرشد , الساحر السامى , كانوا القابا فقط , لا احد يعلم اسمه الحقيقى .

يبدو ان حتى الملوك الشيطانيون لا يعرفون اسمه الحقيقى .

" كم هذا غريب "

حتى الان , لم يفكر ابدا بذلك . لم يكن فضوليا حتى . حقيقة انه استطاع القتال ضد الملوك الشيطانيين لعشرة ايام كانت مهمة , اسمه لم يكن بهذه الاهمية . بالطبع , السؤال هو: هل سيتغير شيئا اذا عرف اسمه ؟

" هل يجب على حقا معرفة ذلك ؟ "

" لن يكون هناك عيب من معرفة ذلك "

تعابير المرشد كانت جادة للغاية . هز مويونج كتفيه واستدار .

" افعل ما يحلو لك "

لا يوجد سبب للرفض اذا اصر على اخباره بذلك . الاكثر اهمية هو تسلق هذا الجرف .

وووووووووش !!

الرياح العنيفة هاجمت مويونج .

كغصن يتارجح , تسلق الجرف بخطورة شديدة .

" الشىء الوحيد الاكيد بقراءة سجله كان انه قد تسلق هذا الجرف . "

عارض الحالة الذى قرأه بعد قتله لمستحضر الارواح فى الماضى لم يكن مليئا بالتفاصيل .

حقيقة انه يتم الحصول على فئة مستحضر الارواح عن طريق تسلق الجرف وقتل حراس البوابة الخمسة كانت كل ما يعرفه . بالطبع لم تكن هناك طريقة لمويونج ليعرف بها الوسائل التى استخدمها مستحضر الارواح السابق . لذلك رفع احصائياته بقدر المستطاع ليستعد لاى شىء .

كاااو !

طائر منقار السيف استهدف ظهر مويونج بمنقاره الحاد . وفى الحال استخدم مويونج عذاب لقطع منقاره الى نصفين . الرشاقة المرتفعة طورت من حواس مويونج . الاعتناء بطائر يصدر اصواتا وهو يندفع نحو فريسته كان بسيطا للغاية .

كاااو !

كاااااااو !

لكن عندما مات الاول , كما لو انهم يريدون الانتقام لرفيقهم , اندفع عشرة طيور منقارية السيف نحو مويونج .

" من البداية , لم اخطط ابدا للتفادى "

لم يكن هناك اكثر وحشية من ذلك , لكن الطريقة التى اختارها مويونج كانت المواجهة المباشرة . عزم على ان يدهس كل العقبات ويحاول تسلق الجرف مباشرة .

اخذ نفسا عميقا , وسحب جسمه قريبا من الجرف واستخدم عذاب ببراعة .


الى اى مدى تسلق ؟

السحب لامست اعلى راسه .

" اكاد اصل "

جسده بالكامل كان فى فوضى . لو لم يحصل على الدرع الجلدى عندما حطم الرقم القياسى للصيد , كان سيحصل على اصابات قاتلة .

خاصة ام اربعة واربعين التى خرجت من بين الصخور كانت خطيرة . كان على وشك ان يتم سحقه حتى الموت عندما لفت احداها على جسده .

الاخرون كانوا سيقسمون انه مجنون كليا وانه قد فقد عقله , لكن بالنسبة لمويونج فهذه المواقف لم تكن بهذه الغرابة .

حيث ان تسلق جرف لا نهاية له كان جزءا من نظام تدريب غابة الموت . ان لم تتسلق ستموت . حتى لو تسلقوا , سيموتون من المجاعة او السقوط .
نصف رفقائه المجندين ماتوا ببساطة من تسلق جرف .

" اورك احمر .... "

( الاورك هو وحش شبيه للبشر كما فى الصورة )

انهى افكاره بسرعة عندما وصل الى قمة الجرف ونظر حوله .

كان هناك كهفا وحيدا فى منتصف القمة .

وفى مدخل هذا الكهف , هناك اورك ذو بشرة حمراء يحرس المكان .

يبدو انه واحد من الحراس الخمسة غير انه لم يكن عاديا . هالة القتال تنبعث من جسده ! . عضلاته العنيفة وبنيته جعلت الامر يبدوا كانه ولد ليقاتل .

كوروك ؟

حدق الاورك الاحمر فى مويونج .

" تعالى الى "

كاداكاداكاك !

حمل الاورك الاحمر فاسه الكبير واندفع نحو مويونج .


كتفه قد تخلخل .

كانت قوة الاورك الصافية اعظم بكثير مما تخيل .

لو اصبحت معركة قوة , فلن تتواجد طريقة للفوز .

استولى على الفوز كليا من خلال مهاراته المتقنة .

طعن ! عندما طعنه فى المنتصف بدا عذاب بامتصاص دمه . استطاع استعادة القليل من قدرة تحمله الفارغة . لكن هذه الطريقة كانت مؤقنة فقط . بدا مويونج التحرك فى الحال .

كيهيكيج !

الخصم التالى الذى واجهه كان " سارق التلال "

حقا كما يقول اسمه , كان سريعا للغاية . استهدف رقبة مويونج بخنجره المسموم .

لسوء الحظ , الجمع بينهم كان باطلا .

كان مويونج قاتلا لا يعلوه احد . كان قادرا على توقع كل حركات سارق التلال . انتهى القتال فى خمس دقائق .

" هذا يقودنى للجنون " بالتاكيد المنتصر هو مويونج

لكنه ان بعد قتله لسارق التلال . ساقه كانت مسمومة . كان عليه ان يتجنبها هذه الضربة بالتاكيد , لكن ازداد طول الخنجر فجأة وجرح ساقه . كان خطأه بالكامل .

لكن كل حارس بوابة قاتله ترك جرحا . بدا لو ان الامر كان محتوما .

كما لو ان على المتحدى ان يصاب بجرح لكل حارس يقاتله .


< لقد تسلقت جرف العذاب وقتلت حارس البوابة الاخير >


لم يتوقف مويونج . لكى يطرد السم المتبقى سوف يحتاج الامر الى خمسة ايام لكنه لا يملك الوقت لذلك .

ونتيجة لذلك , حركاته ستصبح اكثر خشونة كلما زاد عدد الجروح التى يتلقاها . كمحاربى الفايكينج الذين لا يمكن التحكم بهم , اصبح هائجا .

فى النهاية , لقد استطاع انهاء الخمسة حراس .

هووووف ! هووووف !

تنفس بصعوبة بينما يحدق الى القطع التى اعتادت ان تكون افعى عملاقة .

" اعتقد اننى سوف اموت "


بشرته كانت شاحبة لدرجة الموت . لم يستطع وضع اى قوة فى اصابعه . القتال كان قويا لهذه الدرجة . لقد استطاع بالكاد الخروج منتصرا من قتال حياة او موت .

انهار مويونج على الارض . يبدو انه حقا دفع نفسه بقوة شديدة .

ربما كانت هناك طريقة افضل لفعل هذا . لانه كان حارس واحد فى كل قتال ولم يكن الوقت محدودا . ربما لو اخذ وقته كان سيستطيع الفوز بسهولة اكثر . الشخص السابق الذى حصل على هذه الفئة يجب ان يكون قد امضى اياما يكشتف طرقا لهزيمة هؤلاء الحراس .

لكن مويونج شق طريقه للامام بحماقة . سحق كل شىء بانقضاض مباشر .

كان هجوما قويا مفاجئا حقا .

" التغلب على الصعاب يجعلنى اقوى "

انه يعلم فقط كيف يصبح قويا من خلال دفع نفسه لاقصى الحدود . حتى لو علمه شخص ما طريقة اخرى , سيظل مويونج يتبع هذا النهج .

" لقد تحملت هذه المرة , وسوف اظل اتحمل "

قبض مويونج على اسنانه .

هو لن يموت .

عش كما تريد وحقق اهدافك !

لم يمر وقت طويل حتى اصبحت رؤيته ضبابية .

< لقد تسلقت جرف العذاب وقتلت حراس البوابة الخمسة فى يوم واحد >

< من اجلك , انت الذى حققت المستحيل ! تبعا لقانون سولومون , سيتم اعطاؤك جائزة خاصة >

< اسياد الظلام يفحصون المستخدم >

< " سيد الموت " قد اختار المستخدم . >


Ahmed Elgamal

























2017/10/04 · 4,025 مشاهدة · 1692 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024