مستحضر الارواح ( النهاية )
وحوش كالطيور الكبيرة حلقت حول الجرف المنحدر . عدد لا يحصى من الوحوش من ضمنهم واحد يسمى البروداكتيل الصغير , و" الطائر ذو منقار السيف " , و اخر جسده نصف شفاف , " الخفاش الشفاف " .
الشىء الوحيد الذى يشتركون فيه هو شهيتهم الشرسة نحو فرائسهم .
يجب ان تكون مستعدا لترمى بحياتك اذا اردت ان تتسلق هذا الجرف .
" هل ... تفكر جديا فى تسلق هذا الجرف ؟ "
تحدث المرشد ببطىء ووجهه شاحب .
حتى اثناء القدوم الى هنا , كان مويونج يصطاد باهمال .
لارشاد شخص ما الى الطريق , يعنى ذلك ان هذا الشخص يجب ان يكون حيا .
مويونج زود حجته الماهرة الى اقصى الحدود وسافر ببطىء بقدر المستطاع . حتى اذا فهم المرشد نواياه وسافروا فى اماكن خالية من الوحوش , فمويونج دائما سيجد طريقة لجذب الوحوش اليه .
كما يقولون , لقد انتفع بامواله الى اقصى حد .
وبفضل ذلك , فالذى سيعانى .. هو المرشد .
لقد وصلوا فى يومين متاخرين عما توقعوه . لكن مظهر المرشد كان كانه عمر لبعض السنين .
" سوف اتسلقه "
رد مويونج كانه لم يكن شيئا كبيرا .
على عكس المرشد , استخدم عذاب لتعبئة قدرة تحمله باستمرار لذا لم يكن تعبا كما توقع المرشد ان يكون .
تصلب وجه المرشد وفتح فمه , " فى حدود المعبد والغابة , هذا واحد من اخطر الاماكن هنا . لاننا هنا , استطيع اخذك كل الطريق للاعلى لكن ... "
" لا شكرا "
كان كان المرشد يعرض عليه اخر قدر من خدماته , لكن مويونج رفض بشكل قاطع .
جرف العذاب .
فى القمة , هناك تقبع الفئة السرية , مستحضر الارواح .
وواحد من الشروط القليلة لاستلام فئة مستحضر الارواح هو ان يتسلق الجرف " بمفرده " .
" انت حقا لديك روح مغامرة تماما . "
هز المرشد راسه للجانبين .
رغم ان هذه الافكار جاءته مرات عديدة اثناء القدوم الى هنا , البشرى الذى امامه لم يكن طبيعيا بالتاكيد .
هو حقا لا يستطيع معرفة ما يفكر به .
بدا كانه يركض نحو هدفه بتهور . لكن بسبب انه تصرف كما لو كان لديه 12 روح , شعر ان هذا كان متناقضا نوعا ما .
" الا يهتم بحياته ؟ "
اثناء القدوم الى هنا , واجه مويونج مواقف حيث لو لم يكن المرشد موجودا , لمات على الاقل خمسين مرة .
لو قام باقل الاخطاء حتى كان سيفقد حياته فى لحظة .
رغم انه وعده بان يحافظ على حياته , لكن ما زال متهورا .
وفوق كل ذلك , جرف العذاب يعرف كواحد من اخطر الاماكن حتى فى الغابة .
منطقيا , كان من الصعب حل هذا الامر بمستوى مويونج الحالى .
لكنه ما زال يريد ان يحاول ؟
وبدون اى مساعدة !
كان مجنونا كليا .
وبسبب ذلك , كان المرشد متحمسا .
الى اى مدى يستطيع هذا البشرى المجنون الوصول ؟
بدا كانه مر وقت طويل منذ احس بهذا الشعور . رغم ان ذكرياته لم تكن كاملة , شعر بانه مرالقليل من العقود منذ احس بهذا الشعور .
" اذا فقط يستطيع العودة حيا .... "
تخيل المرشد سيناريو كان مستحيلا . المعبد الازرق كان مكانا حيث الذين يحاولون تحقيق المستحيل سوف يتم مكافاتهم بجدارة .
ان و بأى طريقة .. عاد مويونج بعد تسلق الجرف , لن يكون للمرشد خيارا سوى الاعتراف ان مويونج ليس مجنونا , بل مختلف فحسب .
هذا صحيح . مختلف .
هؤلاء الذين خطوا فى طريق مختلف تماما على عكس الاخرين كانوا يعرفوا ب " الابطال " .
رغم ان هناك العديد من الناس الذين ادعوا انهم ابطالا , فى نظر المرشد كانوا غير مؤهلين .
لكن , هذا البشرى الذى امام عينيه , ليس عاديا ابدا .
" اذا تخطيت اختبار الجرف , سوف اخبرك باسمى . "
دوامة صغيرة من المشاعر ظهرت فى عينى المرشد .
ومويونج كان يحدق فى عينه كما لو كان يتم سحبه بواسطتها .
الان وقد ذكرت ذلك , المرشد , الساحر السامى , كانوا القابا فقط , لا احد يعلم اسمه الحقيقى .
يبدو ان حتى الملوك الشيطانيون لا يعرفون اسمه الحقيقى .
" كم هذا غريب "
حتى الان , لم يفكر ابدا بذلك . لم يكن فضوليا حتى . حقيقة انه استطاع القتال ضد الملوك الشيطانيين لعشرة ايام كانت مهمة , اسمه لم يكن بهذه الاهمية . بالطبع , السؤال هو: هل سيتغير شيئا اذا عرف اسمه ؟
" هل يجب على حقا معرفة ذلك ؟ "
" لن يكون هناك عيب من معرفة ذلك "
تعابير المرشد كانت جادة للغاية . هز مويونج كتفيه واستدار .
" افعل ما يحلو لك "
لا يوجد سبب للرفض اذا اصر على اخباره بذلك . الاكثر اهمية هو تسلق هذا الجرف .
وووووووووش !!
الرياح العنيفة هاجمت مويونج .
كغصن يتارجح , تسلق الجرف بخطورة شديدة .
" الشىء الوحيد الاكيد بقراءة سجله كان انه قد تسلق هذا الجرف . "
عارض الحالة الذى قرأه بعد قتله لمستحضر الارواح فى الماضى لم يكن مليئا بالتفاصيل .
حقيقة انه يتم الحصول على فئة مستحضر الارواح عن طريق تسلق الجرف وقتل حراس البوابة الخمسة كانت كل ما يعرفه . بالطبع لم تكن هناك طريقة لمويونج ليعرف بها الوسائل التى استخدمها مستحضر الارواح السابق . لذلك رفع احصائياته بقدر المستطاع ليستعد لاى شىء .
كاااو !
طائر منقار السيف استهدف ظهر مويونج بمنقاره الحاد . وفى الحال استخدم مويونج عذاب لقطع منقاره الى نصفين . الرشاقة المرتفعة طورت من حواس مويونج . الاعتناء بطائر يصدر اصواتا وهو يندفع نحو فريسته كان بسيطا للغاية .
كاااو !
كاااااااو !
لكن عندما مات الاول , كما لو انهم يريدون الانتقام لرفيقهم , اندفع عشرة طيور منقارية السيف نحو مويونج .
" من البداية , لم اخطط ابدا للتفادى "
لم يكن هناك اكثر وحشية من ذلك , لكن الطريقة التى اختارها مويونج كانت المواجهة المباشرة . عزم على ان يدهس كل العقبات ويحاول تسلق الجرف مباشرة .
اخذ نفسا عميقا , وسحب جسمه قريبا من الجرف واستخدم عذاب ببراعة .
الى اى مدى تسلق ؟
السحب لامست اعلى راسه .
" اكاد اصل "
جسده بالكامل كان فى فوضى . لو لم يحصل على الدرع الجلدى عندما حطم الرقم القياسى للصيد , كان سيحصل على اصابات قاتلة .
خاصة ام اربعة واربعين التى خرجت من بين الصخور كانت خطيرة . كان على وشك ان يتم سحقه حتى الموت عندما لفت احداها على جسده .
الاخرون كانوا سيقسمون انه مجنون كليا وانه قد فقد عقله , لكن بالنسبة لمويونج فهذه المواقف لم تكن بهذه الغرابة .
حيث ان تسلق جرف لا نهاية له كان جزءا من نظام تدريب غابة الموت . ان لم تتسلق ستموت . حتى لو تسلقوا , سيموتون من المجاعة او السقوط .
نصف رفقائه المجندين ماتوا ببساطة من تسلق جرف .
" اورك احمر .... "
( الاورك هو وحش شبيه للبشر كما فى الصورة )
انهى افكاره بسرعة عندما وصل الى قمة الجرف ونظر حوله .
كان هناك كهفا وحيدا فى منتصف القمة .
وفى مدخل هذا الكهف , هناك اورك ذو بشرة حمراء يحرس المكان .
يبدو انه واحد من الحراس الخمسة غير انه لم يكن عاديا . هالة القتال تنبعث من جسده ! . عضلاته العنيفة وبنيته جعلت الامر يبدوا كانه ولد ليقاتل .
كوروك ؟
حدق الاورك الاحمر فى مويونج .
" تعالى الى "
كاداكاداكاك !
حمل الاورك الاحمر فاسه الكبير واندفع نحو مويونج .
كتفه قد تخلخل .
كانت قوة الاورك الصافية اعظم بكثير مما تخيل .
لو اصبحت معركة قوة , فلن تتواجد طريقة للفوز .
استولى على الفوز كليا من خلال مهاراته المتقنة .
طعن ! عندما طعنه فى المنتصف بدا عذاب بامتصاص دمه . استطاع استعادة القليل من قدرة تحمله الفارغة . لكن هذه الطريقة كانت مؤقنة فقط . بدا مويونج التحرك فى الحال .
كيهيكيج !
الخصم التالى الذى واجهه كان " سارق التلال "
حقا كما يقول اسمه , كان سريعا للغاية . استهدف رقبة مويونج بخنجره المسموم .
لسوء الحظ , الجمع بينهم كان باطلا .
كان مويونج قاتلا لا يعلوه احد . كان قادرا على توقع كل حركات سارق التلال . انتهى القتال فى خمس دقائق .
" هذا يقودنى للجنون " بالتاكيد المنتصر هو مويونج
لكنه ان بعد قتله لسارق التلال . ساقه كانت مسمومة . كان عليه ان يتجنبها هذه الضربة بالتاكيد , لكن ازداد طول الخنجر فجأة وجرح ساقه . كان خطأه بالكامل .
لكن كل حارس بوابة قاتله ترك جرحا . بدا لو ان الامر كان محتوما .
كما لو ان على المتحدى ان يصاب بجرح لكل حارس يقاتله .
< لقد تسلقت جرف العذاب وقتلت حارس البوابة الاخير >
لم يتوقف مويونج . لكى يطرد السم المتبقى سوف يحتاج الامر الى خمسة ايام لكنه لا يملك الوقت لذلك .
ونتيجة لذلك , حركاته ستصبح اكثر خشونة كلما زاد عدد الجروح التى يتلقاها . كمحاربى الفايكينج الذين لا يمكن التحكم بهم , اصبح هائجا .
فى النهاية , لقد استطاع انهاء الخمسة حراس .
هووووف ! هووووف !
تنفس بصعوبة بينما يحدق الى القطع التى اعتادت ان تكون افعى عملاقة .
" اعتقد اننى سوف اموت "
بشرته كانت شاحبة لدرجة الموت . لم يستطع وضع اى قوة فى اصابعه . القتال كان قويا لهذه الدرجة . لقد استطاع بالكاد الخروج منتصرا من قتال حياة او موت .
انهار مويونج على الارض . يبدو انه حقا دفع نفسه بقوة شديدة .
ربما كانت هناك طريقة افضل لفعل هذا . لانه كان حارس واحد فى كل قتال ولم يكن الوقت محدودا . ربما لو اخذ وقته كان سيستطيع الفوز بسهولة اكثر . الشخص السابق الذى حصل على هذه الفئة يجب ان يكون قد امضى اياما يكشتف طرقا لهزيمة هؤلاء الحراس .
لكن مويونج شق طريقه للامام بحماقة . سحق كل شىء بانقضاض مباشر .
كان هجوما قويا مفاجئا حقا .
" التغلب على الصعاب يجعلنى اقوى "
انه يعلم فقط كيف يصبح قويا من خلال دفع نفسه لاقصى الحدود . حتى لو علمه شخص ما طريقة اخرى , سيظل مويونج يتبع هذا النهج .
" لقد تحملت هذه المرة , وسوف اظل اتحمل "
قبض مويونج على اسنانه .
هو لن يموت .
عش كما تريد وحقق اهدافك !
لم يمر وقت طويل حتى اصبحت رؤيته ضبابية .
< لقد تسلقت جرف العذاب وقتلت حراس البوابة الخمسة فى يوم واحد >
< من اجلك , انت الذى حققت المستحيل ! تبعا لقانون سولومون , سيتم اعطاؤك جائزة خاصة >
< اسياد الظلام يفحصون المستخدم >
< " سيد الموت " قد اختار المستخدم . >
Ahmed Elgamal