اشورا (3)
فحص الناس المكان بأعين مشتعلة . لكن مهما كانت اعينهم جيدة لم يكن سهلا ان يعتادوا على الضوء والظلام المتناوبين كل 3 ثوانى . وحتى لو تكيفوا فلن يستطيعوا الامساك بكل الاشباح المتحركة .
" اياااااه ! "
" ظلين ! ماذا , ماذا يجب ان افعل ؟ اقتله ؟ "
عمت الفوضى المكان . انها اول مرة يواجهوا اختبارا كهذا . هذا ليس هجوم وحوش عادى لكن اشباح تستحوذ على من بجانبك وتهاجمك !
" اختبار صعب "
كان من النادر ان يحصل الناس على اختبار مع ارواح حيث لن يستطيعوا فعل شىء . يجب عليهم ان يتجاوزوا هذا الاختبار باستخدام ذكائهم ورشاقتهم حيث لا تعمل الهجمات الجسدية .
مسك ! أمسكت سوزى بملابس مويونج . تبدو خائفة من هذه الارواح حيث يرتعش جسدها بالكامل .
عندما نظر مويونج اليها اعتدلت وقالت , " انا لست خائفة لكن هل يمكننى ان ابقى هكذا للحظات ؟ "
" استخدمى سيف الفجر "
" الان ؟ "
استدعت سوزى سيف الفجر . يشكل سيف الفجر من القوى السحرية كأساس له . خصائص الضوء لفالكيرى الفجر تعاكس خصائص الظلام للارواح .
هناك فرصة ان الامر سيعمل .
" هناك شبح يقترب . عندما اشير اليك اقطعيه فى الحال . "
" نعم فهمت . "
تستطيع اعين مويونج الاختراق الى الظلام الحالك اكثر من اى احد اخر .
" الان "
" هاا.....! "
قطع سيف الفجر مباشرة من خلال راس الروح لكن مازال تشوش قليلا ثم استمر فى الاقتراب منهم .
أمسك مويونج بمؤخرة رقبة سوزى ورفعها للاعلى . مثل القطة التى تحمل صغارها , تحرك مويونج بعيدا عن الشبح ثم تركها .
" نجح الامر لكن مازالت قدراتها غير كافية "
كان قرار مؤقت بالنسبة لمويونج لم يستطيعوا ايقافهم بقوة سوزى لذا عليه ايجاد خطة اخرى .
" يجب ان يكونوا فعلا اشباح فهجماتى لم تعمل " ارتعش جسدها بقوة .
فى تلك اللحظة , صاح الولد المرتدى لخوذة الشمس فى وسط الفوضى ,
" ضوء ! يجب ان يكون هناك جهاز لإنارة المكتبة , حاولوا ان تجدوه ! "
*
الامر مثير للسخرية لكن قطيع الحيوانات يتبع الاقوى دائما .
" ماذا تقول ؟ اتقول ان هناك مفتاح للضوء ؟! "
" بسرعة بسرعة ! "
متبعين صوت الولد , حرك الناس ارجلهم فى الانحاء . فرقع مويونج لسانه بينما ينظر الى هذا المشهد .
" أسوأ سيناريو لهذه الحالة "
هناك طريقة لأن لا يموت احد ويهرب الجميع من هذا الوضع اذا حللو الامر بموضوعية .
اذا بقى ال300 شخص معا وربطوا ال12 المستحوذ عليهم وتركوهم فربما سيحل الامر .
لكن , الان لا احد مستحوذ عليه والفوضى هى من تستحوذ على المكان .
ان تمكنوا من ايجاد المفتاح الذى يضيىء المكان فسيكون حظهم جيدا لكن ...... لفعل شىء مثل هذا !! المكتبة كبيرة للغاية .
" كلما نتفرق , كلما سيموت اناس اكثر "
بدأ الناس بالفعل فى الانتشار كالورم الخبيث . فى لحظة انقسم الحشد وتزايدت الفوضى .
" اى جانب تودى ان تنضمى اليه ؟ "
" انا انا لا اريد الذهاب الى اى مكان "
عندما سالها مويونج اجابت سوزى مباشرة .
" اذا كانت هذه هى الحالة ...... "
اذا يستطيع فهو يريد ان يذهب الى الغرفة التالية بنفسه لكن بسبب خصائص مكتبة السماء فيجب ان يتخطى الاختبار الاول من اجل التالى .
عندما يكملون الاختبار , فالقرار التالى فى ايديهم . اما ان يتحركوا الى اختبار اخر او يتوقفوا وينتظروا الثلاث ايام حتى يفتح الباب مرة اخرى .
نظر مويونج الى الولد . نجم صاعد أرسل بواسطة نقابة الشمس . على الارجح لم يأتى هنا من اجل مهارة متوسطة لكن وضح انه ليس لديه الخبرة . يبدو ان لديه فقط الفخر المميز الذى تمتلكه النقابات الكبرى .
يبدو ان من الافضل ان نتحرك بمفردنا . " هز مويونج كتفيه .
سار الى الامام بهدوء . البقاء معا كان افضل طريقة لكن بسبب هذه الفوضى فمن الحكمة اكثر ان يأخذ جولة فى المكان بدلا عن ان يظل هنا فحسب .
*
هوروس , الولد المرتدى لخوذة الشمس عض على اسنانه . لقد كان موهبة مشهورة حتى انه يسمى ملك الشمس المصرى . ( :D :D :D حاجة تبع المعتقدات وكده - هوروس اصلا هو اسم اله تبع الاغريق )
من قائمة المرشحين لسيادة النقابة التالية , كان واحدا من القلة الصامدين ولديه قوة عسكرية قوية . حتى هوروس نفسه واثق انه لن يخسر امام اى احد فى مثل سنه . مع ذلك , لم يكن المرشح الاول ليكون سيد النقابة التالى . يعتبر دائما كالمرشح الثانى وهو لا يفهم السبب وراء ذلك . لماذا شخص اضعف منه هو الاول ؟ هناك فجوة كبيرة بين الاثنين , اذا تقاتلوا سيفوز 99 مرة من اصل 100 .
لم يستطع ان يتقبل ذلك .
ذات مرة قال له اليسكاندرو شيئا ما .
قال اليكساندرو " لا يمكنك ان تحوز على مؤهلات هذا المنصب فقط لانك قوى . "
" لا تكن سخيفا "
لا تكن سخيفااا .
القوة هى القوة . النفوذ للحصول على كل شىء هى للقوى فقط .
لكن , اليكساندرو كان من الجيل الاول . وصل الى العالم السفلى من خلال البوابة لكن على الجانب الاخر هوروس من الجيل الثانى والذى ولد فى العالم السفلى . اطلق صرخته الاولى فى هذه الارض القاحلة حيث الضعيف والفقير لا يمكنهم النجاة .
اعتقد ان قيمهم ربما تكون مختلفة فحسب . ولذلك تطوع ليدخل مكتبة السماء ليثبت لاليكساندرو ان اعتقاده صحيح , ان " القوة " هى كل شىء .
" سوف احصل بالتاكيد على مهارة " نسب الضوء "
بالطبع تطوع لغرض اخر بجانب هذا . عندما دخل بالصدفة الى غرفة مليئة باسرار لنقابة الشمس , اكتشف ان هناك مهارة تسمى " نسب الضوء " بمكان ما فى مكتبة السماء .
وضحت المعلومات انهم يعلمون فقط عن وجودها لكن لا يعرفون المكان تحديدا . لكن المفاجىء فى الامر ان هذه المهارة واحدة من الطرق للحصول على " عرش الشمس " .
عرش الشمس .
القمة المطلقة التى تسعى اليها نقابة الشمس .
هدفهم ان يكونوا هيليوس الذى سيقود عربة الشمس . ( معتقدات ايضا تبع الاغريق )
اذا استطاع فقط الوصول الى القمة المطلقة فلن يستخف به احد بعد الان حتى اليكسالندرو سيسلم اليه موقع السيد القادم مباشرة .
لكن ...... فى الواقع , لقد خسر منذ البداية .
" لم اعتقد ابدا انها روح تستطيع التطور . "
بدأت الارواح المستحوذ عليها باستعادة وعيها ببطىء . اقتربوا بلطف وطعنوا ظهورهم . كانت موهبة لا تمتلكها الارواح العادية . بعد الاستحوذا على شخص ما تمتص كل معرفة الشخص وتتصرف مثله تماما .
والاسوأ من ذلك ان الظلام قد ازداد . الطريقة الوحيدة لمعرفة ان الشخص سليم ام لا هى بالنظر الى عدد ظلاله لكن حتى ذلك لم يعد بامكانهم فعله جيدا .
" كونوا حذرين من الناس الذين يقتربون منكم . يجب ان نتحرك معا . "
تجمع حوالى 50 شخص حول هوروس . اذا يستطيع فهو يريد ان يقتل الجميع ويتحرك بمفرده لكن هذا ليس الاختبار الوحيد . احتاج ان يجمع بعض الناس للتقدم للأمام .
" سحقا ! , كم عدد الذين ماتوا بالفعل ..... "
" 30 شخص على ما اعتقد ؟ "
تحول الموقف الى ان لا يمكنهم معرفة عدد الارواح المتبقية .
" هناك طن من الكتب "
" اتمنى لو استطيع المغادرة باختيار مهارة عشوائية . "
بينما يتحرك الناس بين الجثث , نظروا الى رفوف الكتب المحيطة بهم . كل كتاب عبارة عن مهارة وهناك الاف الكتب حولهم الان .
بينما يبحثون بتوتر , لمس احدهم جثة ممددة على الارض , فتحت الجثة عينيها وأمسكت بقدم الرجل .
" اياااااه ! ما ماذا .... جاااااه ! "
الجثة التى مر بها والذى اعتقد انها ميتة , مضغت قدمه ثم وقفت والتقطت سيف من على الارض و شقت جسد الرجل طوليا .
سووووووش ! رفع هوروس سيفه واقتحم المشهد . قلل المسافة بينه وبين الروح فى لحظة ثم شق رقبة هذا الجسد المستحوذ عليه .
لكن بدون ان يحظى بوقت للراحة , هاجمه الرجل الذى بجانبه .
هل كانوا اثنين ؟
لا لم يكونوا .
" من التصرف كالموتى إلى التنقل بين الاجساد . "
مباشرة قبل ان يموت , فصل الشبح روحه ونقلها الى جسد بجانبه .
كل هذا فى لحظة .
اشتعاااال ! ظهرت اجنحة مشتعلة من ظهر هوروس وحرقت الرجل . انتشرت رائحة الدخان فى كل مكان ثم اخفت الاجنحة المشتعلة نفسها كما لم توجد من الاساس .
" سحقا ! "
لقد سمع قصصا عن اختبارات الارواح لكن هذه التى وجب عليه محاربتها بدت الاسوأ بينهم جميعا . يجب ان يشغل الاضواء بسرعة . يجب ان تكون هنا ادوات لتشغيل الاضواء لاختبار كهذا .
تك !
كان فى تلك اللحظة . كما لو تم تشغيلهم , أومضت الاضواء حولهم بينما تزيد اشراقا .
عبس هوروس فى قلبه .
" فقط من ؟ " وجده احدهم قبله فقد كان اسرع مما اعتقد . لم يكن شيئا سيئا لكن لسبب ما شعر بالاستياء لذلك .
< لقد اكملتم " غرفة الرتبة المنخفضة " >
< الابواب التى تؤدى الى " غرفة الرتبة المتوسطة " سوف تفتح >
ارتطاااااااااااااااام !
امكنه سماع اصوات الابواب تفتح لكن تعبيرات هوروس لم تسترخى بعد .
*
تحرك مويونج طبقا للاتجاه الذى تتحرك نحوه الارواح . كانت منتشرة بشكل متباعد قليلا وبدا انهم متصلين فى طريق ما . حتى الارواح لم تستطع الامساك بمويونج بينما يمشى فى الظلام .
استطاع مويونج الوصول الى موقع معين باتباع قاعدة بسيطة " انه مخفى فى مكان اسهل مما توقعت "
احد رفوف الكتب .
على عكس البقية فالكتب على رف الكتب هذا لم تكن مرتبة . عندما رتبها انارت الاضواء مكتبة السماء .
" واو , لقد اصبح المكان ساطعا "
تحرك مويونج للأمام راضيا بذلك واتبعته سوزى بسرعة .
توقف مويونج للحظة وتحدث " هل تخططين ان تدخلى الغرفة التالية ؟ "
" ألا يمكننى ان اتبعك ؟ "
" اذا كنتى ستحصلين على مهارة , يمكنك البقاء هنا . "
" همممم , هذا ....... لا اريد ان اظل هنا بمفردى . "
سوزى كانت من هذا النوع الذى يشعر بالوحدة بسهولة . على الارجح هذا لانها صغيرة لكنها لم تكن ازعاجا فى الوضع الحالى . بالاضافة الى شعورها مفيد الى حد ما .
الفضل فى ايجاد رف الكتب هذا يعود جزئيا الى سوزى .
اعتقد مويونج ايضا انها ان حصلت على مهارة جيدة من هنا فستكون عونا لتايهوان فى تأسيس نفسه ك سيد .
هل كان لأنه قتل ابطالا كثيرين فى الماضى ؟ أراد مويونج ان يلقى نظرة على كيف يرتقى البطل من اقصى القاع الى اعلى القمة .
" لا تزعجينى واتبعينى فقط "
" انا أاقبل أوامرك " ضحكت سوزى بحماقة واستمرت .
" فى الماضى , اعتاد ابى على قول هذا لأمى . "
" لا تتحدثى باشياء عديمة الجدوى . "
" نععم ..... "
عبست سوزى شفتيها بينما يدير مويونج رأسه للأمام ببرود .
لسوء الحظ , لكن مويونج كان خصما لا يقبل المزاح .
ترجمة : Ahmed Elgamal