الايقاظ (1)

حدثت الكثير من التغييرات عندما كان مويونج خارج مستوطنته .

تحت توجيه بالتان , بنيت مبانى خشبية وحصلوا على عناصر ضرورية من تصفح البرج المحصن .

رغم انهم كانوا اقل من مائة شخص فقط , لكن اتحدوا من اجل البقاء . ربما كانت لديهم هذه الافكار ان عليهم اكتشاف كيفية النجاة بانفسهم .

" لم يكن هناك خيار اخر "

وضعت ايرين درعها الجلدى على رف التجفيف الذى تضربه معظم اشعة الشمس بينما تهز رأسها .

عليها ان تجهز للسيناريو الاسوأ عندما لا يعود السيد .
استطاعوا حماية القرية بدرجة معينة بمساعدة اللاموتى لكنها لم تكن متاكدة ان هذا سيستمر .

هذه العوامل جعلت الناس قلقلين . رغم ان هذا حفزهم للاتحاد الا انه جعلهم يكافحون بيأس .

نظرت ايرين الى بالتان الذى يقف بثبات امام مدخل القرية .

" بالتان "

حام بين الحياة والموت بعدما سممه المورلوك .
لكن اصبح فارس السيد فى اليوم التالى .

مع ذلك تعلم ايرين الحقيقة التى يجهلها بقية الناس .

" بالتان .... قد مات "

ايرين كانت اول من لاحظ موت بالتان لكن عندما عاد السيد عاد وعيه الى الحياة مرة اخرى .
وعندما فتح عينيه مرة اخرى اصبح اكثر هدوءا وقوة .

لا يقارن بالماضى .

مع هذا لم يتغير اسلوبه كثيرا مع بقية الناس بما فيهم ايرين .
حاول بيأس ان يحمى القرية معرضا حياته للخطر على عكس ما كان فى وقت هايدغر .

" هل انت بالتان حقا ؟ "

سؤال لم تتحمل ان تسأله .
حتى الان وقد مرت بضعة اسابيع لم تتمكن من اطلاق هذا السؤال .

عضت ايرين شفتيها بقوة .

ستسأله اليوم بالتاكيد .

لكن , كما توقعت , لم تستطع .

هذه المرة لم يكن بسبب عامل داخلى بل عامل خارجى .

" القرية , انقلوها ! وسوف نحافظ على حياتكم "

15 من رجال السحالى أتوا الى القرية .
هؤلاء الذين يسيرون على قدمين ولديهم جسد ووجه السحلية . نظروا حول القرية بعيون جشعة .

بدا ان المبانى المصنوعة حديثا قد أثارت طمعهم .

بالتان الذى يحرس المدخل وضع يده ببطىء على وسطه .

سوووش !

رفع بالتان سيفه عاليا وقطع رقبة أحد رجال السحالي .

جررررر !

اظهر رجال السحالى اسنانهم .
المخالب التى بدت انها تستطيع قطع اى شىء اصبحت اطول وتحولت وجوههم الى اللون الاحمر .

جلجلة . جلجلة .

لكن سقط نصفهم على الارض قبل ان يقوموا بأى حركة .

اللاموتى المختبئين داخل الظلال .

هذا لان المنتقمين الذين تركهم مويونج ظهروا من خلفهم .

كيااااااااااه !

هز بقية السحالى اجسادهم وهاجموا .

" طالما انا هنا , لن تغزو الوحوش مستوطنتنا "

قاتل بالتان واللاموتى ضد رجال السحالى كما لو كانوا كيان واحد .

حامى المستوطنة , بالتان !

من خلال مويونج , ولد مجددا وتخصص فى حماية هذا المكان .




بدأت المشكلة فى اليوم التالى .

حقيقة ان رجال السحالى لم يكونوا الوحيدين .

" انت محتجزون يا رفاق . سوف نجعلكم تجوعوا ببطىء حتى الموت "

فى اليوم التالى , ظهر هذا المدعو بملك رجال السحالى . كان وحشا ضخما ضعف رجل السحلية العادى بمرتين على الاقل واحضر معه 500 اخرين .

هل يجب ان يشكروهم لأنهم لم ينقضوا عليهم من البداية ؟

بعدما غادر ملك رجال السحالى هذا تصلبت ملامح الجميع فى القرية .

" اللعنة , انهم يقولوا لنا ان نموت فقط "

" ماذا ينبغى ان نفعل ؟ نحن فقط , لن نتمكن من التعامل مع هذه الكثرة "

" رجال السحالى يملكون حواس حادة . اذا كانوا مصممين سيكون من الصعب حتى مغادرة القرية "

" اولا , لنحاول ايجاد الناس الذين يستطيعوا قتالهم . لا يمكننا فقط ان نقف هنا ونعاني "

لكن , لم يستسلموا .
ولم يكن لديهم طريق للهرب ايضا .

هذه هى مستوطنة الملك الشيطانى .

ارض خربة جدا لأن يعيشوا فيها .

بدأ قتال اخر واستمر بالتان بعرض قدراته .

صرخة الحامى .

التأثير الذى يرفع " صلابة " الحلفاء والذى جعل الناس يفكروا بعقلانية اكثر .
قسموا انفسهم الى مجموعات : الاولى – هؤلاء الذين يستطيعوا القتال واحد ضد واحد امام احد رجال السحالى والباقى – تقسموا لدعم بقية الادوار تبعا لقدراتهم .

حاول ملك السحالى ان يفرقهم عن طريق بث الرعب بهم لكن تعاون الجميع اكثر من السابق حتى .

" لنفكر فى طريقة "

" لنصنع فخاخ "

" لدينا سم المورلوك "

" مازال لدينا بعض الجلد المتبقى . الا تظنوا اننا نستطيع ان نجهز خطة تنكر لهم ؟

" لأنه لا يبدو انهم سيهاجموا فى الحال , لنعمل بأقصى سرعة اذن "

مخطط ملك رجال السحالى لم يكن يسير كما خطط .

غير طبيعى للوحوش , كان يلعب العاب عقلية لكن هذا اعطاهم فرصة حقا .

لو هاجمهم فجأة ب500 وحش لن يتمكنوا من التماسك وسيبادوا فى لحظات .

لكن , الان ولديهم يوم , فمازالت لديهم فرصة للقيام بمحاولة اخيرة .




كييييييييييييييييك !


فى اليوم التالى , غار مائة منهم على القرية .

لكن لا يهم حدة حواسهم لم يستطيعوا تجنب الفخاخ المصنوعة بمهارة . عندما خطوا داخل القرية سقط عشرة داخل حفر مباشرة او تسمموا بسم قوى .

وأمطرت السهام عليهم .

تينج ! تينج !

مع ذلك , جلد رجال السحالى كان صلب . لا يمكن ان يخترقه سهم خشبى .

لعب رجال السحالى بالسنتهم .

رغم انها كانت فخاخ مصنوعة بمهارة , اذا اختبروه مرة فالقصة تغيرت .

ركزوا على الارض لتجنب الفخاخ .

سهام ؟ هم لا يهتموا . اذا كانوا حذرين حول اعينهم , اعتقدوا انهم لن يصابوا .

لكن , هذا الاسلوب المسترخى لم يدم طويلا .

اشتعال !

فجأة , تغيرت السهام العادية الى سهام مشتعلة .

" بسرعة ! بسرعة ! دحرجوا خزائن الزيت ! "

" كما تدربنا , حركوا خزائن الزيت الى الاماكن المحددة مسبقا "

الزيت المستخرج من جثث المورلوك كانت له استخدامات عديدة فى حياتهم كل يوم .

كيروك ؟ كيرووووووك ؟

حيث تغلف محيطهم بالنار , اضطرب رجال السحالى . لن يكون سهل ان يتغلبوا على خوفهم الغريزى من النار .

فى الواقع , بعضهم اشتعل متألما حتى الموت .

" الان ! هجووم ! "

الان . لم يتخلى بالتان عن هذه الفرصة .

خمسين شخص كانوا يحملوا الاسلحة بدأوا يهاجموا رجال السحالي . معظمهم اسلحة تركها مويونج وراءه لكن لم يكونوا بذلك السوء .

على الاقل كانت كافية لاختراق قشور رجال السحالي .

سلاش !

صدم !


كل انواع الاصوات فى المعارك غطت كل ما حولهم .

عندما انهارت ارواحهم ركض رجال السحالى فى الانحاء فى رعب . وبعد فترة قصيرة انسحبوا تماما .

هتف الناس بينما يرفعون اسلحتهم فى السماء ,

" لقد فزنا !! "

" لا تأتوا مرة اخرى ابدا ايتها السحالي اللعينة "

" كياااااااااك !بتوى ! "

لطالما كان طعم الانتصار حلو .

كما لو كانوا ثملين بهذه الكلمة , صرخوا بمشاعرهم واحتضنوا بعضهم البعض ورقصوا .




مع ذلك , لا يستطيعوا دائما الشعور بهذا الطعم الحلو .

كان هناك 500 من رجال السحالى اجمالا . حتى اذا قللوا اعدادهم بضعة عشرات فمازال متبقى 400 .

عندما ازدادت الاعداد ببطىء وكانوا يعتادون على خططهم , زاد توتر الناس اكثر .

بالرغم انهم مازالوا متماسكين , لكن علموا فى انفسهم انهم سيصلوا الى حدودهم قريبا .

" ألا توجد طريقة ؟ "

متأخرا فى الليل , كانت ايرين مشغولة .

" بهذه الطريقة , سيكون الامر صعب . لن ندوم طويلا "

لم يكن رجال السحالى من ماتوا فقط .

اكثر من عشرة اشخاص ايضا ماتوا بالفعل .

" انا ..... بلا قوة "

أمالت ايرين رأسها .

تستطيع فقط حماية المدخل , تصنف فخاخ , وتستخدم القوس .

عمل رجلين تقريبا .

فى تلك اللحظة , بالتان الذى كان يقف بجانب النار وقف فى مكانه .

" بالتان ؟ "

" الاعداء هنا "

" اعداء ..... ؟! "

زينج ! زينج !

هزت ايرين الجرس الصغير .

استيقظ النائمون وتجمعوا بسرعة .
مجموعهم 70 .

لكن الجميع كان منهك حيث لثلاث ايام لم يتمكننوا من النوم جيدا نتيجة للقتال المستمر .

" الكثير من الاعداء . استعدوا "

لكن بالتان لم يأمرهم بالهجوم على عكس السابق .

سرعان ما لمعت مئات العيون الحمراء فى الظلام .

فى المنتصف , أظهر ملك رجال السحالى حضوره الكبير .

" لقد أتى اخيرا "

" سحقا .... "

فرقع الناس السنتهم بمرارة .

أملهم الوحيد كان أن يخطىء فى حساباته . لكن هذا الامل تناثر فى الهواء الان .

حوالى 400 ضد 70 .

لا توجد حاجة للمقارنة خيارهم الوحيد هو ان يتفاوضوا معهم .

تحرك بالتان للأمام بخطوات ثقيلة .

" يا ملك رجال السحالى , واجهنى واحد ضد واحد . لننهى هذا كممثلين لكلا الطرفين "

بالطبع هذا الاحتمال ضعيف جدا .

يستطيع بالتان اعتراضه لوقت طويل نتيجة لتحمله العالى لكن لن يقود هذا الى النصر .

" ل , ا "

ضررب !


رفض حتى ان يتكلم معهم .

رفع ملك رجال السحالى ذيله وضرب بالتان بقوة .

ارتفع جسد بالتان فى الهواء وسقط بجانبهم .

" بالتان ! "

ذهبت ايرين لتلقى نظرة عليه لكنه رفع يده ووقف فى مكانه . استطاعت الشعور بارادته القوية لحماية الناس والقرية حتى النهاية .

انفجرت ايرين بالدموع بينما تشاهده .

" بالتان , انه صعب جدا . من البداية لم يكن هذا قتال نستطيع الفوز به "

لو كانوا اقوى قليلا فقط .


هذا ايضا شىء حدث نتيجة لافتقادهم القوة .

يمكنك القول انهم كانوا مذهلين فى اعتراضهم حتى الان عن طريق اتحادهم وقوتهم الضئيلة .

لكن , بالتان هز رأسه .

" لا , يمكننا الفوز "

" ماذا تقصد بقولك يمكننا الفوز ؟ كيف ؟ "

" إنه هنا "

هو ؟

كان بالتان ينظر الى مكان بعيد .

متبعة نظرة بالتان , حولت ايرين رؤيتها الى هذا الاتجاه وارتعش جسدها فى الحال .

سيكون عليك ان تسمى هذا بالمروع .

تدفقت القشعريرة خلال جميع عظامها .

هبت رياح غبارية متوحشة من بعيد , العديد من الاشياء كانت تقترب .

شعر رجال السحالى بها ايضا .

تصلبت اجسادهم فى الحال بمجرد ان اداروا رؤوسهم .

قبل ان يدركوا , عشرات الاف الدوكايبيز كانوا قد احاطوهم من كل النواحى بالفعل .

وفى المنتصف ظهر شخص مألوف .

" اه ..... "

أدركت الان من هو .

على الاقل فى تلك اللحظة , لا يمكنها ان تسعد برؤيته اكثر من هذا .

السيد الذى تركهم قد عاد .

داخل الظلام كانت عينيه تلمع بالحمرة على وجه الخصوص .

" الى ماذا تسعون ايتها السحالى ؟ "

لم يجيبوا .

لذا تحدث مويونج ببرود .

" اقتلوهم "

" اوم قد امرنا ! اقتلوا كل رجال السحالى ! "

عندما صاح الدوكاكسينى صاحب البشرة الزرقاء , تحرك 20 الف دوكايبي .

وحدثت المذبحة بعد ذلك .

لا توجد كلمات اخرى ضرورية .

عرف ملك السحالى ان الوضع خطير حيث حاصرهم الدوكايبيز فجأة من الخلف .

" ملك , الدوكايبيز ! قاتلنى , واحد ضد واحد ! "

" لا "

سووووووش !


اصدر عذاب صوتا هادئا .

من جسده , زئرت الاف الاشباح السوداء .

ارتعش الجميع من هذا المشهد .

فى شهر واحد فقط .

السيد عاد ملك .



Ahmed Elgamal



2017/11/13 · 3,281 مشاهدة · 1773 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024