50 - جبل الألف ميل(02)

سيدة عجوز من البشر حملت (باني) بين ذراعيها و خبأتها وسط الحشائش، "صغيرتي عليك الاختباء"

*وووش*

طعنة اخترقت صدر العجوز لتتناثر الدماء على وجه (باني) ، صرخت الصغيرة رعبا قبل يغمى عليها.

لمع الضوء الساطع من جديد لتجد (باني) نفسها في قفص حديدي و حولها العديد من الأقفاص ملأت بأشباه البشر

" ااااه"

صرخة قوية عمت الأرجاء جعل قلب (باني) يقفز من مكانه، على طاولة وسط الغرفة، ربطت فتاة من أطرافها الأربعة بأحزمة من جلد ، كانت تصرخ و تتولى من الألم بعد مدة توقف الصراخ و توقفت عن الحركة

" أحمق لقد منحتها جرعة زائدة، دمرت جسدها " صرخ رجل بندبة على وجهه على تابعه ليضيف

" اتبع التعليمات حرفيا لا تضف شيئا من عندك و من ثم قم بتسجيل كامل الملاحظات"

أوما التابع بالإيجاب و حمل جثة الفتاة ليرميها في المحرقة .

مرت الأيام ، أعداد أشباه البشر تناقصت و معظم الصناديق صارت فارغة ، في الحين أن الناجين كانت أجسادهم تتمزق من الألم بسبب التحول و النضج الجسدي المبكر، ما يستلزم سنوات حدث في بضع شهور.

" أوغاد أيها الأوغاد..." صرخ (غريب) ليأتيه (شادو) راكضا

" ما الأمر ....لماذا تصرخ؟"

عيون (غريب) احمرت و عروقه ظهرت على جبينه ليصرخ

"قبل أن يبيعوهم ، يختارون واحدة منهم عشوائيا، تضرب أمامهم بكل قسوى حتى تسقط كل أسنانها و تتكسر عظامها ، في رسالة لمصير من سيخالف أوامر سيده، عقولهم تكون قد تدمرت تقريبا بسبب العقارات و المعاملة الوحشية، ذلك يكون آخر درس لهم ، .آخر حجر في سجن الخوف الذي بنوه في عقول تلك الفتيات، " تنهد (غريب) و راح يلعنهم

"حاولت أن أعرف مكانهم ، لكن دون فائدة لا يوجد في ذكرياتها ما يدل على مكانهم"

" اه.......... عفوا من تكون أنت و لماذا أنا هنا............... هل تعرف من أكون؟"

(غريب) حدق بـ(شادو) مستغربا ، لكن رائحة البخور التي علقت بأنفه جعلته يقفز و هو يصيح

" سفاري........ أين أنت يا سفاري" اقتحم الغرفة المجاورة باحثا عن القفص ، لكنه لم يعثر على شيء، سفاري كائن مقدس و إمساكه في الحالات العادية مستحيل، لكنه الآن ضعيف و جسده في غاية الوهن

بعد مرور بعض الوقت استعاد (شادو) ذاكرته ليبدأ في لوم نفسه

" هذا خطئي، لقد أفسدت كل شيء للمرة الثانية، أنا فعلا آسف"

"ما أخر شيء تتذكره؟"

" كل ما أتذكره هو رجل يملك ندبة على وجهه ، رمى شيئا ما على الأرض لينتشر غاز من نوع ما " بسماع ذلك تذكر (غريب) الرجل ذو الندبة من ذكريات (باني) مما زاد في غضبه

" لا....... أنت لم تفسد الأمر، قدومنا لم يكن محض الصدفة، أنا هنا لأنه علي تطهير هذا المكان من كل هذه القذارة "

اتجه (غريب) و (شادو) من فورهما إلى تاجر العبيد ، الذي قام فرحا ليستقبلهما ليتفاجأ بضربة من العصا على صدره ، أوقعته أرضا ليصرخ به

" أيها المجنون أي بضاعة بعتها لي ،لقد انفجرت في وجهي، الفتاة انفجرت مثل القنبلة "

" مستحيل، كيف يعقل هذا؟ "

" أنت اخبرني؟ " و رمى بكيس على الأرض سقط منه رأس الفتاة الأرنب الذي انفجر جزء منه ، في حين رفع (شادو) من طاقته ليتغير لونه إلى الأحمر

" أعد لي مالي، و إلا حارسي هنا سيقوم بتحطيم كل عظمة من جسدك و يخلصك من أسنانك الأمامية المزعجة"

البائع المرعوب راح ينظر في الرأس الذي أمامه غير مصدق ، ما يمكن أن يتسبب في انفجارها ( التجارب على أشباه البشر)، فكر في أنه كان قد سمع عن موت بعضهم على طاولة التجارب

" امنحني فقط إلى الغد، سألغي صفقة الفتيات التي طلبتها و أعيد إليك المال"

" ساعتين، سأعود بعد ساعتين لأخذ مالي، و اعتبر عدم قتلي لك كرما مني"

الجثة التي رآها البائع كانت عبارة عن دمية وسمت بنقش الوهم، لكن نظرا لخوفه و لفكرة أن طفلة تتحول إلى إمرأة هو أمر يتحدى قوانين الطبيعة، انطلت الحيلة عليه، فما أن خرجا من المحل حتى أسرع البائع لغلق محله و الاتجاه إلى قمة الجبل ، ليدخل إحدى المغارات ، تبعه (غريب) و (شادو) إلى المغارة و بعد السير في النفق المظلم وصلا إلى مكان شاسع المغارة هي مدخل لبعد آخر به مباني و أطلال أثرية ، في أحد هذه القصور القديمة اجتمع بضع الرجال بأسلحتهم

*بام* ركلة وقعت على صدر البائع

" تزورنا في وضح النهار، أنسيت قاعدتنا أيها الغبي"، رجل قوي البنية بندبة على وجهه صرخ بالبائع

"لديكم مخبأ جميل هنا، هل هذا بعد آخر ، هل هو بعد إلى عالم صغير أم جزء من عالم كبير علق هنا"

حدق الرجل ذو الندبة بالشاب الغريب ، ليخرج مطردا و يقطع بها رأس البائع، لكن (غريب) لم يهتم للمسألة و راح يتفحص تمثالا لرجل من الجان

((المطرد سلاح قتالي قديم يتركب من رمح وفأس الحرب ))

" واو......... أنا أعرف هذا الرجل يا لها من صدفة"، الرجل ذو الندبة لم يلقي بالا لكلامه و انقض عليه بهجوم من مطرده قطع الهواء به، لم يحاول (غريب) المراوغة بل اكتفى برفع كفه ليصد الهجوم بيده، فوجئ الرجل بما حدث فكيف يعقل لطفل عادي أن يوقف هجوم سيد قتال، لكنه عاد يبتسم ملامحه القاسية اختفت لتظهر ملامح السرور و النشوة

" أساسيات القديس.... ...يا لا سعادتي......

2017/12/14 · 807 مشاهدة · 810 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024