استمر في المضي قدما مهما بلغت صعوبة التحدي. ستدرك في النهاية أن كل ذلك التعب يزول بمجرد تذوق شهد النصر.

بقلم/القلم البلاتيني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسنا. تلخيصا لما حدث منذ قدومي لهذا المكان. أقسم أن هذا المكان مليء بالمختلين! أدعى فراس. وجدت نفسي في مكان غريب أشبه بلعبة مليئة بالألغاز. يراقبنا مجموعة من الأوغاد خلف شاشاتهم بينما نعاني هنا بسبب ما يسمونه بالخطايا.

قابلت فتاة تدعى أثير. حسنا انها شخص جيد لكن أقسم أنها مختلة بالفعل!

انا مع أثير في غرفة غريبة كدت أموت بأحد فخاخها لولا تدخل أثير. اقل خطوة خاطئة ستودي بحياتنا. و هذه المرة لا توجد تلميحات. هذه المرة في مستوى آخر من الصعوبة. لا بد أن أكون هادئا و أتعامل بعقلانية.

سألت أثير: ماذا عنك؟ ما هي خطيئتك؟

أجبت: صدقيني انا لا أعلم من ألصق تهمة القتل بي!

نظرة بتوجس: قتل!؟

أجبت: هل يمكنك أن تستمعي بهدوء؟!

فقالت: و إن لم أهدأ هل ستقتلني!؟

تمتمت في نفسي قائلا: فقط لو معي إبرة و خيط.

فنظرت لي و صاحت: مختل! هل تذبح ضحاياك و تخيطهم!؟

فقلت لها: اهدأي و كفاك جنونا!

فقالت: حسنا سأكون هادئة فقط لا تسرق أعضائي.

أجبت: أقسم لك لست مجرما!

فنظرت ببلاهة قائلة: هل أنت زعيم مافيا؟

اجبت بينما أكظم غيظي: أنا طبيب! حسنا؟! و لم أقتل أحدا قط! أظن من وضعني هنا هو أحد ذوي مريض من مرضاي. تعلمين أن الكثيرين يموتون أثناء العمليات أو بعدها.

نظرت ببلاهة: إذن لن تسرق أعضائي و تبيعها في مزاد في السوق السوداء؟

فقلت: لن أسامحك! لماذا لم تتركي ذلك السهم يقتلني!؟ ها؟! كان سيكون أفضل من البقاء مع بلهاء!

نظرت لي بغيظ قائلة: أنت وغد! أعلم أنك ستسرق مخي!

فقلت لها: صدقيني لا يمكن بيع عضو منتهي الصلاحية.

فقالت: صدقني لن أتيح لك أي فرصة! لدي سلاح فتاك هنا!

سألتها: و ماذا لديك أيتها المبرمجة؟ حلقات سونيك؟ أم إكسكاليبر؟ أوه! دعيني أخمن! سيف الدايموند؟

فأجابت بنظرة متفاخرة بينما تخرج مسدسا: لدي مسدس القط الأسود!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القط الأسود و المعروف باسم (black cat) سلسلة أنمي شهيرة بطلها يستخدم مسدسا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سحبت منها المسدس قائلا: جيد! يمكننا الان مواجهة ذلك المختل صاحب المنشار.

أخذت تتذمر قائلة: أعد لي مسدسي أيها اللص الوقح!

أجبتها بينما أضحك: سأعيده لك عندما تحصلين على رخصة الصيادين.

تابعت التذمر و لم أكترث لها و احتفظت بالمسدس معي. على الاقل لدينا ما نحمي به أنفسنا الان، لكن ما نحتاج له حقا الان هو الخروج من هذه الغرفة المفخخة. نظرت أمامي.

هذه الغرفة عبارة عن ممر طويل للغاية و واسع أيضا. بالنظر للأرضية فإنها تتكون من قطع حجرية مربعة. تحديدا يتكون العرض من ثمان قطع. و بالنظر فإن البابين متجاورين. الباب الذي أتيت منه و الباب الاخر الذي أتت منه المختلة.

حينها سألتها: ألديك فكرة عن الية عمل الفخاخ؟

فأجابت: أنا لا أعلم شيئا حضرة التاجر.

سألتها متعجبا: تاجر؟

فأجابت: ألست تاجر أعضاء؟

أجبتها متذمرا : يمكننا التحدث عن هذا لاحقا

نظرت إلي قائلة: حسنا لا مشكلة، لكن بشرط أن تخبرني بالحقيقة.

أجبت مستفهما: أي حقيقة؟

فأجابت بهدوء لم أتوقع أن أراها به: أنت تدرك ما أعني يا حضرة الطبيب

تبادلنا النظرات في صمت ثم أعدنا النظر الى الممر الطويل.

حسنا للخروج من هنا لا بد أن أفكر جيدا.

إذا كانت القطع الحجرية تفعل فخاخا، كل حجر يصل طوله لقرابة المتر، اذن فعرض الممر ثمانية أمتار تقريبا. لكنه طويل جدا. يمكنني رؤية الجثث المتناثرة في الأنحاء. عدت للباب الذي أتيت منه. حسنا على الأقل هذه نقطة آمنة. نظرت مجددا لمكان أثير

سألتها: لماذا اخترت مكانك هذا؟

فأجابت: لا سبب. فقط لأني أحسست أنه من الآمن أن أتحرك في خط مائل بدل المستقيم. لكن كل هذا تغير مع الصافرة فلم يعد الطريق آمنا.

ما إن انتهت من كلامها حتى سمعت صافرة. كانت مميزة و لم أفهم السبب. حسنا لا بد أن هناك تلميحا ما. دامت هناك صافرة هنا.

لذا سألتها: هل لاحظت أي تغير حولك مع الصافرة؟

فأجابت: كلا! لكن هذه الصافرة مختلفة.

استغرقت في تفكيري قليلا. لدينا معلومتان.

أولا: المناطق الآمنة تتغير مع تغير الصافرة.

ثانيا: الصافرة تعمل مرة كل خمس دقائق.

ثالثا: الصافرة تتغير. إذن تعد تلميحا.

بالتفكير في الامر الممر الذي أتيت منه يقابله الممر الذي أتت منه أثير و كلاهما يتصلان بباب واحد للدخول.

أثناء انشغالي بالتفكير صدر صوت الصافرة مجددا. لكنه مختلف كما توقعت. الأغرب من ذلك أنه بعد توقفه لقرابة ثانيتين تكرر مجددا ثم توقف.

حسنا يزداد هذا اللغز تعقيدا. و هنا نطقت أثير: مللت من هذا!

فرددت متهكما: رجاء اصمتي. إذا صمتي قليلا سأعطيك الحلوى.

فأجابت: حسنا! الرجال لا يتراجعون عن وعودهم!

فسألتها بعدم فهم: ماذا؟

لم ترد علي و أشارت لي بلغة الإشارة أنها لن تتكلم.

مرت قرابة الساعة و قد بدأ الجوع يتمكن مني بالفعل. تناولت قطعة من الخبز. هنا صاحت أثير قائلة: يالك من وغد! ألن تعطيني الحلوى أيها المخادع؟!

فأجبتها: أي حلوى؟

فقالت بنبرتها الطفولية: أنت شخص سيء! لماذا خالفت وعدك؟!

تنهدت و قلت: سأعطيك البعض فور خروجنا لا تقلقي.

فأجابت: أظننا لن نخرج أبدا! ما رأيك بلعب لعبة؟!

فسألتها بينما أتنهد: أي لعبة هنا؟

فأجابت: أليس لديك أي أحجية؟ ظننتك ذكيا و لديك الكثير من الأحاجي!

حسنا أظن أن ذلك سيدفع بعض الملل. لذا لا بأس من مجاراتها!

فقلت: حسنا! ما هو الشيء الذي ينقص كلما ازداد؟

فأجابت: هل هذه معادلة رياضية؟

فأجبتها: كلا!

فكرت قليلا ثم قالت: وجدتها! العمر!

فقلت لها: إجابة صحيحة. دورك.

أطرقت تفكر ثم قالت: وجدتها! يبدأ عند النهاية، فما هو؟

فكرت قليلا لكن لم يخطر شيء على بالي فقلت لها: أستسلم. ما الإجابة؟

ابتسمت و قالت: النهاية! كش ملك! فزت عليك!

عندها صحت: وجدتها! أنت عبقرية!

نظرت و على وجهها ملامح الفخر: أعلم ذلك لطالما تناولت الخضروات بشكل كاف! لذا فالأحاجي هي لعبتي!

نظرت لها باستنكار قائلا: كفاك غرورا! ليس هذا ما عنيته!

نظرت إلي ببلاهة و ملامح تستفسر و تحاول الفهم.

فقلت: الشطرنج! حل هذا اللغز هو الشطرنج! هناك ثمان قطع حجرية في العرض كما في لوح الشطرنج تماما! حتى الحركة المائلة التي صدفت معك! إنها حركة إحدى القطع!

حسنا فلنجمع ما لدينا مجددا!

أولا: حركتنا تكون موافقة لقطع شطرنج معينة

ثانيا: الصافرة تعمل كل خمس دقائق

ثالثا: الصافرة تتغير

رابعا: تتكون الصافرة من أكثر من مقطع إذن فهي تشير لقطع شطرنج معينة!

يمكنني تلقائيا استنتاج الدليل الأخير. شفرة مورس! ترمز الصافرة إلى النقاط و الشرطات المستعملة في شفرة مورس. الشفرة تعطي حرفا ما بين الـ A و الـ H. عدد مرات التكرار تشير لرقم ما بين الـواحد و الـثمانية. بتحديد الحرف و الرقم فهي تشير لقطعة الشطرنج المطلوبة!

انتظرت الصافرة. حرف H الصف رقم واحد. نظرت بثقة لأثير و تحركت نحو الأمام بمقدار ثلاث قطع. و هنا عملت الصافرة مجددا!

يمكنني استنتاج نظام الأدوار الآن! لو تحركت سيحدث شيء خاطئ لذا قلت لأثير: ركزي معي! انطلقي للقطع التي أشير إليها!

أومأت موافقة و كانت الصافرة تشير للحرف G الصف الثاني. فقلت لها: تحركي خطوتين للأمام!

فعلت ذلك و كان ظني في محله!

الحرف C الصف الثاني. تحركت خطوتين للأمام!

تابعنا التقدم على هذا المنوال حتى وصلنا لباب النهاية. على الباب كان هناك علامة مرسومة فوق الباب.

"مهرج مبتسم"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقدمنا نحو المرحلة التالية. حسنا كان المنظر بشعا جدا هذه المرة.

الكثير منها. أكفان. أكفان معلقة بما فيها من جثث. معلقة رأسا على عقب. بعضها حتى يقطر منه الدم. مشهد مروع لن ترى أبشع منه قط.

حتى أنا؛ من اعتاد الذهاب للمشرحة بحكم وظيفتي لم أر أبشع من هذا!

بعيدا عن فظاعة المنظر فلا يضاهي فظاعته إلا رائحة الجثث المتعفنة. ويكأنك في ساحة حرب بأسلحة باردة.

من مكبر الصوت صدح صوت ذلك الوغد قائلا: مرحبا بكما يا رفاق. أعتذر على سوء الاستقبال.

تابع ضاحكا: فلدينا هنا الكثير من الضيوف.

تابع بنبرته المختلة: سأبسط الأمر عليكما. هنا ثلاثون جثة. كلها معلقة رأسا على عقب. داخل إحدى الجثث هناك مفتاح. و هذه طريقة الهرب. فلتبدأ اللعبة أيها الرفاق! معكم يوم واحد فقط! فليبدأ الوقت!

نظرت لي أثير باشمئزاز و قالت: صدقني لا يمكنني التعامل مع هذا القرف.

نظرت للجثث متفحصا تلك الأكفان. اقتربت من أحد الجثث و قمت بإنزالها و فك الكفن.

تابعت أثير: تبا! أستفعل ذلك حقا؟!

غمزت لها مومئا لها بالاقتراب و ما إن اقتربت حتى همست في أذنها قائلا: لا حاجة لفعل اي من هذا في هذه الغرفة لكني أبحث عن شيء محدد!

نظرت إلي و قالت: هل ستسرق أعضائهم؟!

فأجبت: كلا! أرجوك كفى سخافة! هناك شيء أتى على بالي. صدقيني لا حاجة للتفكير لحل هذا اللغز. أليس يريد لعبة؟ سأعطيه عرضا ممتعا!

أردفت باشمئزاز: و هل يلزمنا التعامل مع الثلاثين جثة؟! هل أنت مهووس بالجثث؟!

فرددت: كلا! صدقيني سأفاجئك!

بدأت إنزال الجثث المعلقة جميعها و فتح جميع الأكفان. معظم الجثث في حالة جيدة. ظللت أتفقد الجثث حتى عثرت على مبتغاي. ارتسى الامر على سبع جثث. كنت أبحث عن الجثث التي تحتوي على آثار خياطة على البطن.

نظرت أثير باستغراب و قالت: أهذه هواية؟

فقلت: كلا! انظري! هذه الجثث تحتوي على خياطة في منطقة البطن! هذا ما كنت أبحث عنه!

أجابت: هل يمكنك ان تشرح لي؟

فأجبت: لا مشكلة لكن لاحقا. و تابعت مبتسما: فقط للمتعة.

استخدمت السكين كمشرط و قمت بفك الخياطة. تمت الخياطة بعد الموت لذا لم تلتئم الجروح بعد. بعد أن فتحت بطن الجثة الأولى وجدتها خاوية من الكبد و البنكرياس و الطحال. حسنا أظن أني عرفت كيفية تمويل المكان.

تابعت تفقد بقية الجثث و التي تم استئصال بعض أعضائها حتى وصلت للجثة الخامسة. كانت بلا أمعاء مع جزء مفقود من المعدة. استخدمت المشرط و فتحت الأمعاء. متفقدا جوفها. صدقني ليس ممتعا أن تتفقد قرابة الأربعة عشر مترا. لأصبت بالشلل لو لم أجد ذلك الظرف.

قفزت أثير قائلة: وجدت المفتاح صحيح؟

فأجبت: أي مفتاح؟

فقالت: مفتاح الباب المتواجد بنهاية الممر.

فقلت لها: يالحظك! أنا معك لذا لن تقعي في فخ مشابه!

أجابت بحنق: ما قصدك؟

فقلت: أول ما فكرت فيه هو مفتاح للباب صحيح؟

فقالت: نعم.

فقلت لها: المهرج دائما يحب المزاح الثقيل.

نظرت فعدم فهم فتابعت قائلا: ذلك الباب فخ. الباب الحقيقي موجود هنا.

قلت ذلك بينما أسحب الحبل الذي علقت فيه الجثة التي عثرت فيها على الظرف. ما إن سحبتها حتى ظهر باب كان مخفي في السقف.

فقلت بكل فخر: أظن أن هذا المكان كان سهلا نوعا ما.

تسلق كلانا الحبل حتى وصلنا للباب و دخلنا منه. زحفنا طوال ممر طويل انتهى بنا إلى سلالم تصعد لأعلى.

كانت تلك بداية مرحلة جديدة من هذه اللعبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخلنا الغرفة التالية. وجدنا هناك ستة اشخاص. حسنا لا أرتاح في التجمعات الكبيرة. وقف رجل ضخم البنية و تقدم نحونا قائلا: مرحبا بكما يا رفاق! حسنا اكتمل العدد أخيرا لذا أظن أنه ينبغي علينا التعرف على بعضنا اولا.

نظرت له بحذر فتابع قائلا: أنا وائل. كنت مرشدا سياحيا قبل أن آتي هنا. سررت بلقائكما.

تابع مشيرا لرجل خمسيني قائلا: هذا أستاذ ماهر. كان محاسبا في أحد البنوك. إنه شخص ذكي جدا لذا يمكنكما الاعتماد عليه.

تقدم رجل أشقر يبدو عليه أنه أجنبي و قال في وضعية توحي بغروره:

I am mark. A famous actor.

(أنا مارك. ممثل مشهور)

ردت أثير بسخرية:

That's clear

(واضح)

نظرت لها فقالت: ماذا؟

تقدمت امرأة ربما ثلاثينية أو أربعينية و قالت: أنا لميس. يمكنكم الوثوق بي فأنا يمكنني التنبؤ بما سيحدث مستقبلا.

أجبت بضيق: لا اصدق هذه التخاريف يا انسة. يفضل أن تعلمي أن هذا المكان ليس مناسبا للألاعيب و الدجل.

ابتعدت غاضبة و هنا تقدم رجل مفتول العضلات يبدو خشنا يمسك يد طفل صغير و قال: أخيرا شخص يوافقني. أنا زكريا. جزار! و هذا ابني قعقاع.

حسنا أظن أنه ليس يبدو خشنا فحسب. بل حتى تسميته لابنه. و على حين غرة مني تقدمت أثير و قالت: أنا لين و أعمل كمبرمجة. و هذا ياسر. إنه زوجي. يعمل طبيبا لكن تم اختطافنا هنا أثناء قضاء شهر العسل. أعتذر لكن زوجي خجول بعض الشيء.

سحبتها و همست لها قائلا: أنت مجنونة صحيح؟

فقالت: جارني فحسب. لا أشعر بالاطمئنان. خاصة بوجود العديد من الرجال. هل يمكنك مجاراتي؟ لدي بعض الأسباب الشخصية.

أومأت موافقا فتقدمت أثير و قالت: اعتذر يا رفاق. ان زوجي فحسب متوتر قليلا بسبب الاوضاع مؤخرا. لكن لا تقلقوا. إنه شخص طيب.

استمعنا بعدها لشرح وائل الذي قال: شرط هذا اللغز هو وجود ثمانية أفراد. و بما أننا جميعا هنا يمكننا البدء الان. هذا الثقب في الجدار يحتوي على جهاز يقرأ بيانات ساعاتنا. و بهذا ستبدأ التلميحات.

نظر إلينا و قال: هلا تفضلتما رجاء لنبدأ اللغز التالي؟

تقدمنا نحو الثقب و بالفعل ضوء ما مسح الساعتين و هنا صدح صوت مكبر الصوت: مرحبا بكم في لعبتنا الأخيرة في هذا المكان اللطيف. يمكنكم اعتبار هذه المرحلة توديعا لهذا المكان. لا توجد ألغاز. كل ما عليكم فعله هو الانتظار هنا لمدة ثلاثة أيام.

انقطع الصوت و تنفست الصعداء. أخيرا بعض الراحة من هذا الاضطراب. أعلم في قرارة نفسي أن هذا هو علف الشات قبل ذبحها لكنه أفضل من التوتر و القلق من الموت.

جلست في زاوية كما فعل الباقون. جلست أثير معي و نظرت لي و قالت: سنتناوب في النوم. لا أود أن يتم سرقة الطعام.

نظرت مستغربا فتابعت: ستكون الثلاثة أيام بمثابة اختبار بقاء. لا بد أن نعتمد على هذه المؤن للنجاة حاليا.

أطرقت و قلت: أنت غريبة.

نظرت إلي بعدم فهم فتابعت: ظننتك في البداية شخصا متهورا طفوليا. يبدو أنني كنت مخطئا. أظن أنك شخص يُعتمد عليه يا أثير.

فردت بنبرتها الطفولية: حسنا. أظن أننا صديقان الان.

ابتسمت و قلت: ربما.

خلدت للنوم بعد ذلك و حين استيقاظي تقدم قعقاع نحونا. حسنا انه فتى صغير جدا لا أعلم سبب وجوده هنا. تقدم طالبا بعض الطعام بما أنه جائع.

رق قلب أثير و قدمت له بعض الطعام قبل أن تخلد للنوم. حسنا ما كنت لأفعل ذلك.

ما هي سوى بضع ساعات حتى عاد الفتى طالبا المزيد. هنا رفضته قائلا: ما رأيك أن نتحدث أولا؟

2024/02/10 · 24 مشاهدة · 2153 كلمة
نادي الروايات - 2025