الفصل 17: انتقام الحب

كان لهب المدفأة القديمة في منزل آل سالفاتور يتراقص ببطء، يصدر طقطقات متقطعة، بينما تُلقي ظلالًا متكسرة على الجدران.

كانت بقع الدم لا تزال واضحة على قميص ألكسندر، ولم ينبس كلاوس بكلمة منذ أكثر من عشر دقائق، منذ أن أعادوا ريبيكا وإيلايجا إلى المنزل... مُنهَكين، مُدمَّيين، لكن على قيد الحياة.

بوني كانت في الطابق العلوي، تعالج إصاباتهم.

أما دايمن وستيفان، فكانا يقفان قرب المدخل، صامتين على غير العادة.

كان ألكسندر يتكئ على الحائط، ذراعاه معقودتان أمام صدره، وعيناه مثبتتان على الباب الأمامي منذ لحظة عودتهم، كأنه يتوقع أن ينفجر في أية لحظة.

وأخيرًا، قطع الصمت بصوت منخفض لكنه حاد:

"هناك أمر مريب."

رفع ستيفان نظره إليه. "أتعتقد أنه سيعود؟"

هز ألكسندر رأسه:

"لم يكن وحده من البداية."

كان كلاوس يجلس على الكرسي، وفي يده كأس بوربون لم يلمسه، وحين تكلم أخيرًا، جاء صوته ثقيلًا:

"كان يعرف الكثير... أكثر مما ينبغي. عرف كيف يصيبنا في أضعف مواضعنا. هذه لم تكن خطة كاي."

سادت الغرفة موجة أخرى من الصمت...

حتى دخلت بوني، تحمل في يدها شيئًا صغيرًا.

عقد من التمائم، محترق الحواف، أسود بفعل سحر خفيّ.

قالت وهي ترفعه:

"وجدت ريبيكا هذا وسط الحطام. اعطتني اياه للتو إنه تعويذة ربط. قوية جدًا. شخص ما استدعى كاي... شخص دفع دمًا ليجلبه إلى هنا."

تصلب فك ألكسندر:

"لم يأتِ من أجلي."

أومأت بوني ببطء:

"بل جاء لأن أحدهم طلب منه ذلك. لقد تكلمت مع معشره بالفعل . تم سرقه اداة سجن العالم الخاصة ب كاي قبل بضع ايام و تم تحرير كاي من عالم السجن بواسطه شخص ما"

سكت الجميع، وكل منهم غارق في احتمالاته...

ثم نطق دايمن بما كان يدور في أذهانهم جميعًا:

"كول."

استدار الجميع نحوه دفعة واحدة.

سأل ستيفان، مستنكرًا:

"تعتقد أنه ما زال يحمل ضغينة؟"

ضحك كلاوس، ضحكة خاوية:

"كول لا يحمل الضغائن... بل يتركها تتعفن، حتى تفسد العالم بأكمله."

قال ألكسندر وهو يعتدل واقفًا:

"إنه غاضب بسبب تلك الساحرة."

تغيرت ملامح كلاوس فجأة، وعمّها الظلام:

"ما كان اسمها مره اخرى"

رفع دايمن حاجبًا بدهشة:

"تبا لا اتذكر حقا"

أومأ ألكسندر:

"لم أكن أعلم في البداية. كانت مجرد اسم آخر في التعويذة التي احتاجتها بوني. لكن كول—"

أكمل كلاوس بنبرة خافتة، عينيه مسمرتين على الأرض:

"كان يحبها... أكثر مما أظهره لنا."

ثم وقف.

"سأتولى أمر أخي بنفسي." قالها بثقل.

لكن ألكسندر تقدّم خطوة، عينيه تشتعلان عزيمة:

"لا. لم يأتِ إليك. جاء إليّ. سأتعامل معه بنفسي."

ذكره ستيفان محذرًا:

"لقد قاتلته بالفعل... وكدتُما تقتلان بعضكما."

قال ألكسندر بصوت منخفض:

"كنت أتحفظ... كنت أظنه مجرد غضب.

لكن ما رأيته الليلة... هذا كان انتقامًا."

---

في تلك الأثناء، وعلى بُعد أميال من ميستيك فولز، داخل كنيسة مهجورة على أطراف المدينة، كان كول مايكلسون يجلس في الظلام.

كاي وقف عند المذبح، يتلاعب بسكين ملوثة بالدماء، يمررها بين أصابعه كأنها لعبة.

قال ساخرًا:

"حسنًا، سارت الأمور على نحو جيد...

مع أنه كان من اللطيف أن تُعلمني قبل أن نلهو بدماء أحد الأصليين."

كانت عينا كول خاويتين، كأنما فرغتا من الحياة:

"لقد قتلوها."

نظر كاي إليه، ثم قال ببساطة:

"نعم. فعلوا."

تمتم كول، وصوته كأنما خرج من أعماق قبر:

"شعرتُ بذلك... في اللحظة التي فارقت فيها روحها جسدها.

الرابطة انقطعت. لقد اختفت."

هز كاي كتفيه بلا مبالاة:

"ولم لا نحرقهم جميعًا وننهي الأمر؟"

لم يُجبه كول، بل بقي يحدق في نافذة الزجاج الملون، المتصدعة بفعل الزمن والحرب.

كان يرى انعكاسه هناك... مشوَّهًا، مُظلَّلًا، ضائعًا.

ثم همس أخيرًا، بصوت يحمل عاصفة من الألم:

"لن ينتهي هذا... حتى يتذوقوا المعاناة."

ابتسم كاي، وبريق شيطاني في عينيه:

"هكذا يُقال."

---

في منزل سالفاتور، كان ألكسندر يقف وحده في الردهة، يحدق من النافذة نحو الليل الداكن.

لم تكن النار في داخله مشتعلة بعد الآن...

بل كانت نارًا هادئة...

باردة... صبورة.

كول مايكلسون أراد حربًا؟

فسيحصل على واحدة.

---

2025/05/22 · 16 مشاهدة · 592 كلمة
نادي الروايات - 2025