الفصل 18: العاصفة عند منتصف الليل

كان السّماء فوق ميستيك فولز تشقّها صواعق مدوّية.

لكن ما كان يحدث لم يكن طبيعيًّا.

الغيوم تدافعت بعنف، وكأنّ السماوات نفسها شعرت بما هو آتٍ.

كان منزل آل سالفاتور يغرق في سكونٍ مريب.

في الداخل، اجتمع كلٌّ من كلاوس، دايمن، ستيفان، ألكسندر وبوني في ما أصبح يُعرف بـ "غرفة الحرب"—وهي مكتبة قديمة تحوّلت إلى مقرٍ مليء بالخرائط، ومكونات السحر، وأسلحة عمرها قرون.

همست بوني، وأناملها ترتجف فوق تعويذة ربط:

"إنهم قادمون... كول لم يُحضر كاي فقط. هناك آخرون معه الآن. مستذئبين ... سحرة... ومصاصو دماء. لقد بنى جيشًا."

زأر ألكسندر، والغضب يلمع في عينيه ببرودة قاتلة:

"فليأتوا جميعًا... أنا أريدهم."

قال كلاوس وهو يقترب منه بخطى حذرة:

"لا، لا تريدهم جميعًا... ما تريده هو كول. كما أريده أنا."

رد ألكسندر بنظرة جامدة:

"فلنأخذه سويًا إذن."

وفي تلك اللحظة، مرّت بينهما لمحة نادرة من رفقة قاتمة.

كان دايمن يجهّز قوسًا ويُحمّل فيه وتدًا خشبيًّا:

"هل أنتما مستعدّان للّقاء العائلي المنتظر؟"

لم ينبس ستيفان بكلمة، لكن عينيه كانتا تشتعلان بعتمةٍ نادرة.

نظرت بوني إليهم جميعًا وقالت:

"إذا اخترقوا حواجز المنزل—"

قاطعها ألكسندر بحسم:

"لن يفعلوا. سنأخذ المعركة إلى الخارج."

فتح أبواب المنزل بخطى واثقة وخرج إلى الشرفة.

العاصفة كانت تصرخ... رياح عاتية كوحشٍ أفلت من قيده، وصاعقة تشقّ السماء كأنها تمهد لمعركة جحيمية.

في الساحة أمام قصر آل سالفاتور، بدأت الظلال تتجسّد على شكل رجال ونساء.

عشرات منهم.

وقف كول مايكلسون في المقدمة، وجهه هادئ... بل وكأنه يستمتع بالمشهد.

"إخي..." نادى، وصوته يتردد في الهواء. "وذلك اللقيط... أحضرت أصدقاء."

ظهر كاي إلى جانبه، يتأرجح بابتسامة ماكرة وسكين دامي في يده.

"مرحبًا مجددًا!" لوّح ساخرًا. "هل اشتقتم إليّ؟"

تقدّم كلاوس بخطواتٍ ثابتة:

"لقد تخطّيتَ حدودك، كول."

رد كول، ونبرته تتقطر سمًّا:

"أنت من تجاوزها حين قتلتها"

احمرّت عينا ألكسندر بوميضٍ خاطف:

"كانت ثمنًا للعنة التي أحملها. تريد من تلوم؟ فلتلومني أنا."

قال كول، وعيناه تضيقان كذئب يستعد للانقضاض:

"أفعل. أنت من أخذها... من أراق دمها.

والآن، سأُريق دماءكم جميعًا، واحدًا تلو الآخر."

لم يكن هناك متسع لمزيد من الكلمات.

اندفع ألكسندر كالرصاصة خارجة من بندقية.

فتحرّك الجيش ردًّا.

و... بدأت الحرب.

تحوّلت الأرض إلى فوضى عارمة.

كلاوس تحوّل إلى وحشٍ مفترس، يمزّق المستذئبين بأنيابه وغضبه، وصدى زئيره يملأ التلال.

دايمن قاتل بأسلوبه الماكر، منحرفًا بوحشية بين مصاصي الدماء، وكأن القتال رقصة يتقنها منذ الأزل.

أما ستيفان، فقد عاد الريبر... بعيون سوداء، وشفتين ملوثتين بالدماء، يمزق الأعناق بجنونٍ شيطاني.

وألكسندر...

كان عاصفة.

يمزق القلوب، يحطم الأعناق، نارٌ تتوهج في روحه، وموتٌ في قبضته.

العنة قد زالت... لكن الألم بقي.

كل لكمة منه كانت قرونًا من الغضب تتجسد في العضلات والعظام.

شق طريقه بقوة وعنف... باحثًا عن كول.

وكان كول... في انتظاره.

حين التقيا أخيرًا وسط ساحة المعركة، كان كول يحمل خنجرين مغموسين في فيرفاين وعشبة الذئب.

ابتسم ألكسندر وقال:

"لنُنهي الأمر."

صرخ كول وانقضّ.

اصطدما كعمالقة من أساطير قديمة.

كل ضربة كانت تصدع الهواء.

كل لكمة تُرجف الأرض.

غرس كول خنجره في جنب ألكسندر، وألكسندر ردّ بلكمة كادت تحطم عظام كول.

وفي مكان قريب، كان كاي يُطلق تعاويذه كألعاب نارية قاتلة، وكاد يصيب بوني، لكن ستيفان أوقعه أرضًا، أنيابه بارزة، يزمجر بوحشية.

كلاوس وقف وسط ثلاث جثث، يداه تقطران دمًا.

رفع نظره... ورآهم.

ألكسندر وكول.

ما يزالان واقفين... ما يزالان يقاتلان.

لكن ألكسندر بدأ ينهار.

غرس كول خنجرًا في فخذ ألكسندر، ثم الآخر بين أضلاعه.

تدفقت الدماء، وترنح ألكسندر.

قال كول بتهكّم:

"ستموت كما ماتت هي."

توهجت عينا ألكسندر بنارٍ متقدة.

"لا."

أمسك كول من عنقه ورفعه عاليًا، صرخ، وقوته انفجرت، وروح آش داخله تشتعل كوميض برق.

"أنا أموت واقفًا."

ثم ضرب كول أرضًا بقوة، فارتجّت الأرض تحتهم وظهرت حفرة من شدة الاصطدام.

سعل كول دمًا...

لكنه ابتسم.

"أنت مثلي تمامًا..." همس. "محطّم."

رفع ألكسندر قبضته...

وتوقف.

ليس شفقة.

بل لأن كاي... كان خلف كول، يستعد لتعويذة.

وقبل أن يتمكن ألكسندر من الحركة، أطلق كاي موجة سحرية.

انفجرت الطاقة في صدره، فطارت بجسده عبر شجرتين، وارتطم بالأرض بقوة.

صرخت بوني.

زأر كلاوس واندفع كالإعصار.

ركض دايمن وستيفان نحو ألكسندر الملقى أرضًا... ساكنًا.

لكن أصابعه تحرّكت.

وفتَح عينيه.

وهمس بشفاهٍ تنزف:

"الجولة الثانية..."

---

2025/05/22 · 10 مشاهدة · 645 كلمة
نادي الروايات - 2025