الفصل 22: سقوط اللقيط
كان الهواء ساكنًا كأنه يحمل عبء الموت.
لا حركة، لا همس، لا حتى تنفس.
لم يتحرك كلاوس، ولا دايمن، ولا ستيفان، ولا حتى إيلايجا.
وقف الجميع متجمدين في مكانهم، بينما ألكسندر ألقي نظرة أخيرة على المكان الفارغ.
جسده محطم—محترق من لعنة كاي، ممزق بطعنات كول، مسموم بنبتة الفيرفين ونبتة الذئب السامة. ومع كل ذلك، ظل ظهره منتصبًا، وخطواته ثابتة لا تلين.
كانت عيناه تبحثان أولًا عن ستيفان.
ذاك ستيفان الذي كان يراه يومًا ما كطيف شبح.
ذاك ستيفان الذي كان يناديه بأخيه.
أما الآن، فذلك الأخ ذاته كان جاثيًا على ركبتيه، والدموع تترقرق في عينيه، وشفتيه مفتوحتين في صدمة وصمت متمرد.
لينت في نظرة ألكسندر.
ولأول مرة منذ قرون—ابتسم.
ابتسامة صادقة، دافئة، ليست تلك السخرية الباردة التي كان يلوّح بها كسيف، ولا ذاك التحديق الفارغ الذي يختبئ خلفه ألمه.
ابتسامة أخوية، موجهة فقط لستيفان.
ثم تحولت عيناه نحو دايمن.
لم يدمع دايمن.
كانت ذراعيه معقودتين على صدره، ويداه مشدودتان بقوة حتى تكاد أظافره تخترق جلده. شفاهه مشدودة بإحكام، وفكه مشدود بغضب وحزن وعمق لا يُوصف.
ندم.
أهداه ألكسندر نفس الابتسامة الدافئة—ابتسامة ملؤها القبول، والغفران، وربما نفحة من الفخر.
لطالما رأى ألكسندر ظلمة دايمن.
لكنه رأى أيضًا نيرانه.
والآن، لوهلة، كانت تلك النيران تتلألأ في عينيه.
أدار ألكسندر رأسه ببطء، واستقر نظره على كلاوس.
كان الهجين واقفًا كالصخر، فكه مشدود، وصدره يرتفع وينخفض بصعوبة. كان الغضب يتفجر منه، وهاجس الغضب يهدد بأن يهز الأشجار.
لكن تحت ذلك... كان هناك ألم.
ابتسم ألكسندر مجددًا، ولكن ليس كما ابتسم لأخوته. كانت تلك الابتسامة مختلفة.
هادئة، وملؤها الرفقة الصامتة. نوع من الابتسامات التي يتبادلها المحاربون الذين نزفوا على نفس أرض المعركة.
ابتسامة من وحش لوحش آخر.
أدار كلاوس وجهه بعيدًا.
ثم توجه ألكسندر نحو إيلايجا.
كان معطف إيلايجا ممزقًا، ودماؤه على أكمامه، لكنه ظل واقفًا بوضعية مثالية. كانت يداه خلف ظهره، ورغم ذلك، كانت ترتجفان.
أومأ له ألكسندر برأسه بإيجاز.
رد إيلايجا بإيماءة مماثلة، وفكه مشدود، ونظراته تحمل ما لا يُقال.
وأخيرًا—
استدار ألكسندر نحو كول.
كول لا يزال يبتسم، منتصرًا، ممسكًا بالسيف الذي سيُنهي كل شيء.
خطا ألكسندر خطوة أخرى إلى الأمام.
ثم جثا على ركبتيه.
الابن اللقيط لجوزيبي سالفاتور، الباقي الملعون من الماضي، الوحش الذي رفض الموت—واقف الآن على ركبتيه أمام مايكلسون.
قال بهدوء، وصوته ثابت: "أنا مستعد."
لكن قبل أن يرفع كول سلاحه، ألقت عين ألكسندر نظرة أخيرة إلى الظلال حيث يحتضن دايمن وستيفان شخصًا—
إيلينا جيلبرت.
كانت سالمة، مرتبكة، وعيونها تجوب المكان.
وألكسندر... تنهد.
ليس تنفسًا مفعمًا بالارتياح، ولا سلامًا.
بل شيئًا أكثر برودة.
لم ينظر إليها بعاطفة.
ولا حتى بشفقة.
بل بنظرة حادة ومريرة.
اشمئزاز.
كره.
فهي طوال هذا الوقت، كانت تذكره كثيرًا بها. بكاثرين. تلك المتمردة المتلاعبة التي دمرت كل شيء.
كره لطف إيلينا. بغطرستها المتعالية. بتفانيها الأعمى.
كانت كل ما لم يستطع هو أن يكونه، والأسوأ—كل ما لطالما طارد أخوته.
بالنسبة له، كانت شبحًا حيًا.
همس بصوت خافت، بالكاد يُسمع: "لم أحبك أبدًا. كنتِ دائمًا تذكريني بها."
رفع كول سيفه.
تحرك كلاوس قليلاً.
"كول،" قال بصوت منخفض، مخيف.
لكن كول تجاهله.
تمتم ستيفان أخيرًا: "لا تفعل هذا."
لم يعُد ألكسندر ينظر إليهم.
ظل يحدق إلى الأمام.
رأسه مرفوع.
وعيناه مفتوحتان على وسعهما.
همس: "أراكم في الجانب الآخر."
ثم تألّق سيف كول تحت ضوء القمر، مستعدًا للسقوط.
وفجأة—
هبّت ريح خفيفة عبر الأشجار.
لم تكن تعويذة.
ولا علامة.
كان العالم فقط يحبس أنفاسه.
ينتظر سقوط اللقيط
ينتظر الصمت.
ينتظر النهاية.
وهذا ما حدث سقط السيف.
ومعه—انهار كل شيء.
لم يكن هناك صرخة.
لا زئير.
ولا حتى أنين أخير ينبعث من التحدي.
فقط وقع ثقيل عندما تدلى جسد ألكسندر إلى الأمام، والسيف مغروس عميقًا في صدره.
لم يكن مهماً كم عدد الوحوش التي قاتلها.
ولا كم من اللعنات حمل.
ولا كم من الألم تحمّل.
في النهاية، كان ينزف.
وفي النهاية، مات.
تقدم كلاوس متعثرًا.
"لا..." تنفس بصوت مكسور—شيء لم يحدث له منذ أكثر من ألف عام.
كان أخوه، كول، واقفًا فوق الجسد، يلهث، ترتسم على وجهه ابتسامة... لكنها كانت متزعزعة. خاوية. متصدعة على أطرافها.
تمتم كلاوس بغضب: "لم يكن عليك أن تفعلها هكذا."
التقى كول بنظره بثقة متهكمة: "كان خطرًا."
تلفظ كلاوس بغضب ممزوج بالحزن أكثر من التهديد: "كان ملكي."
سقط دايمن على ركبتيه.
أما ستيفان فلم يتحرك. وقف جامدًا، يداه ترتجفان، وعيناه مثبتتان على الجسد المكسور المدفون في التراب.
تمتم ستيفان بصوت خافت: "لم أودعه حتى."
خفض إيلايجا رأسه، يخرج زفرة واحدة كصلاة خافتة.
وربيكا—التي وصلت متأخرة قليلًا—وقفت صامتة خلف صفوف الأشجار، والدموع تملأ عينيها. لم تكن تعرفه جيدًا، لكنها فهمت قيمته لكلاوس، لستيفان، ولدايمن.
لقد كان وحشًا.
لكنه كان وحشهم.
تحرك دايمن ببطء، زاحفًا نحو الجسد. مد يديه—تردد—ثم أمسك كتف ألكسندر.
"هيا..." تمتم، "انهض."
كان الصمت رده.
عاد وقال بصوت أعلى، وقد انكسر صوته: "هيا يا رجل، أنت دائمًا تنهض. لا تبقى ساقطًا."
لكن ألكسندر لم يتحرك.
تسلل الدم من تحته، يغمر الأرض. داكن. كثيف. لا نهاية له.
قبض كلاوس على فكه، وأدار وجهه بعيدًا. قبضاته محكمة، أظافره تخترق راحتيه حتى انغرست في الجلد. كان يرتجف.
ليس من الغضب.
بل من الذنب.
كان يجب أن يوقف كول.
كان يجب أن يتدخل.
لكن لم يفعل.
لو فعل لتم قتل ايلينا
وضع إيلايجا يده برقة على كتف كلاوس.
همس كلاوس: "ليس الآن."
تحرك ستيفان أخيرًا.
خطا خطوة إلى الأمام، وجثا بجانب أخيه الساقط، ومد يده ليعبث بخصلات شعره الداكنة.
قال ستيفان بنعومة: "كان يكرهني... طويلاً... كان يكرهني."
جلس دايمن بجانبه، عينيه لا تفارقان الوجه البارد.
رد دايمن: "لا... هو فقط لم يعرف كيف يقول إنه أحبنا."
وراءهم، بدت إيلينا مرتعبة. كانت تمسك صدرها، ليس حزناً، بل حيرة. لم تكن تعرفه كما يعرفونه هم. لم تفهمه.
لم تحزن عليه.
وهذا جعل دم دايمن يغلي.
استدار كلاوس ليواجه كول، وبقي صامتًا لفترة طويلة.
ثم—
وجه لكول لكمة قوية عبر وجهه، حتى انطلق يطير عبر شجرتين.
لم يقاوم كول.
ليس هذه المرة.
ظل مستلقيًا هناك، يلهث، وفكه ينزف.
لأنه شعر بها هو أيضًا الآن.
ثقل ما فعله.