الفصل 53: رماد و هدوء
هبّت ريح باردة كالسيف، تجولت بين أطلال الكنيسة المتصدعة، فيما انتشر الرجال الخمسة في أرجائها، وأقدامهم تطأ الحجارة المكسورة وبقع الدم اليابسة. وكلما توغلوا أكثر، ازداد الهواء ثقلاً وغرابة، مشبعًا برائحة الحديد، مشحونًا بطاقة قديمة ومظلمة، لا تنتمي إلى هذا العالم.
توقف ألكسندر عند مقعد خشبي مهشم، وأمال رأسه قليلاً وهو يحدق في الأرض. قال بنبرة حذرة:
"ثمة شيء مدفون هنا."
كان سام بجانبه بالفعل، يحمل دفتره الجلدي القديم.
"الإحداثيات تطابق هذا الموقع تمامًا. ووفقًا لما كتبه أتباع الطائفة، فهم يعتقدون أن هذا المكان يقع فوق ما يسمونه بـ'القبر الأجوف'."
ضحك دين باستخفاف، وقال:
"أكره حين تبدأ الطوائف بإعطاء الأسماء للأشياء. دائمًا ما ينتهي الأمر بكارثة."
رفع دايمن حاجبه باهتمام:
"القبر الأجوف... يبدو كأن شيئًا شريرًا خُتم فيه... أو أنه ينتظر من يحرّره."
أغمض ألكسندر عينيه، ووضع كفه على الأرض:
"أشعر به... الرابط... تحتنا مباشرة. على عمق لا يتجاوز الثلاثين قدمًا."
ضيّق ستيفان عينيه:
"هل سنحفر؟"
أجاب ألكسندر دون أن يفتح عينيه:
"لن نحتاج إلى ذلك... هناك مدخل بالفعل."
قادهم إلى باب منهار في الجزء الخلفي من الكنيسة. خلفه، وتحت أغصان ملتفة وركام صامت، انكشف درج حجري ينحدر إلى عمق الأرض. نقوش قديمة حُفرت على الجدران، تتحرك كأنها حيّة تحت الضوء، تشعّ بلون أحمر باهت.
وبينما نزلوا درجات السلم، اشتعلت المشاعل تلقائيًا على طول الجدران، كأنها كانت تنتظر قدومهم.
تمتم دين ساخرًا:
"أجل... الأمر ليس مرعبًا على الإطلاق."
كلما اقتربوا من الأعماق، ازداد الهواء كثافة حتى صار التنفس أشبه بابتلاع الرماد. وأخيرًا، انفتح النفق إلى قاعة ضخمة تشبه سردابًا جنائزيًا. كانت الجدران مغطاة برسومات مريعة تُظهر إلياس ، في هيئة مشوهة، نصفها بشري، ونصفها ظل.
في منتصف القاعة، ارتفع منصب حجري، وفوقه تابوت كريستالي أسود، يطفو قليلًا فوق الأرض. ومن داخله، كان هناك ضوء خافت، أخضر باهت، ينبض كأنّه كائن حي، يلتفّ كالدخان السام.
تقدم ألكسندر ببطء، جسده متوتر، عينيه مركّزتان على التابوت:
"هذا هو... الرابط. ما تبقى من الياس... محبوس داخله."
قال سام بتحذير، وأصابعه على مقبض خنجره:
"لا تتحركوا فجأة."
لكنهم لم يكونوا وحدهم.
انساب همس شيطاني في الهواء. ومن كل زاوية ظل، خرجت سبعة أشباح مقنّعة، يرتدون عباءات سوداء، وعيونهم تلمع بلون أحمر باهت. تقدمتهم امرأة ذات شعر أبيض بلاتيني، وذراعيها موشومتين برموز سحرية تتوهج على جلدها.
قالت ببرود قاتل:
"ما كان ينبغي لكم أن تأتوا."
ردّ ألكسندر دون تردد:
"أنتم لا تدركون ما أنتم بصدد إعادته. الياس لم يكن نبيًا... كان لعنة."
قالت المرأة بصوت كأنّه نصل:
"بل كان قوة... ونحن نخدم الشعلة المنسية."
رفع دين مسدسه وقال بسخرية قاتمة:
"حسنًا، الشعلة المنسية هذه على وشك أن تنطفئ."
رفعت المرأة يديها، وانفجر العالم من حولهم.
اشتعلت المشاعل بنيران زرقاء عمياء. عصف ريح رهيب اجتاح الممر، وتوهّج الرابط بينما بدأت طاقة سوداء تنساب من أجساد أتباع الطائفة إلى التابوت. انشق الحجر، وتسرّب اللهب الأخضر من الشقوق، كأنّ شيئًا ما يزأر داخله.
كان دايمن أول من تحرك. اختفى في رمشة عين، وهاجم أحد المقنّعين. تطاير الدم في الهواء.
تبعه ستيفان، ممسكًا بأحدهم ودافعه إلى الجدار بعنف لا رحمة فيه.
أما دين وسام، فأطلقا نيران أسلحتهما—دين برصاص من الحديد، وسام بذخائر مسحورة تترك حروقًا في الهواء نفسه.
أما ألكسندر، فقد وقف في مواجهة زعيمة الطائفة. كانت عيناه تتوهجان بلون فضي، وغضب هائل يتصاعد في هالته.
قال بصوت غاضب ثابت:
"لن اسمح له بالعودة."
قالت وهي ترسل سحرها نحوه:
"إذن مت ."
لكنها أساءت التقدير.
انفجرت هالة ألكسندر إلى الخارج—لهب فضي ابتلع الأرض، وحوّل الأتباع إلى رماد. غطى دايمن وستيفان أعينهما، حتى دين تراجع مترنحًا، يشتم تحت أنفاسه.
وحين خفت النور، لم يبقَ في القاعة إلا ألكسندر والتابوت. أما زعيمة الطائفة، فقد اختفت تمامًا—تبخرت في الهواء.
ظل الرابط ينبض، متعطشًا لتحرير إيلاياس.
اقترب سام بحذر وقال:
"هل أنت بخير؟"
تمتم ألكسندر، صوته مشوب بالتعب:
"لا... لكنني سئمت من الخوف."
رفع يديه، وبدأ يصب طاقته النقية في التابوت. صرخ الرابط، لكن ليس بصوت... بل بذكريات. دوّى صوت إيلاياس في القاعة، صدى يزحف إلى الأعماق:
"أنت لي، يا ألكسندر... وستظل كذلك للأبد—"
زأر ألكسندر غاضبًا:
"ليس بعد الآن."
بآخر دفقة من قوته، حطم الكريستال. تحولت الصرخة إلى عويل، ثم إلى صمت مميت. انفجرت سحابة من الدخان الأخضر، وتلاشت في الجدران، وفي الأرض... وفي الفراغ.
وهكذا... انتهى إلياس حقًا.
سادت القاعة لحظة صمت ثقيلة، كأنّ العالم نفسه توقف.
اقترب دايمن منه وقال:
"هل أنت بخير؟"
خفض ألكسندر كتفيه بارتياح، وقال:
"لا لعنة... لا رابط... ولا ظل يهمس في زاوية ذهني." ابتسم بخفة:
"أعتقد... أنني أصبحت حرًا أخيرًا."
ربت دين على ظهره وقال:
"يا لها من رحلة، أليس كذلك؟ ما رأيكم ألا نكررها أبدًا؟"
ضحك سام:
"هيا بنا نخرج من هذا الجحيم."
وهم يصعدون الدرجات عائدين إلى النور، بدأ السرداب خلفهم ينهار، الحجارة تتشقق، واللبلاب يمتد ليغلق كل شيء خلفهم.
وصلوا إلى السيارة في اللحظة ذاتها التي اخترق فيها شعاع الشمس الغيوم.
قال سام، بينما كانوا يحملون أغراضهم:
"أنت باقٍ في ميستيك فولز، أليس كذلك؟"
أجاب ألكسندر بهدوء:
"في الوقت الراهن. لا يزال هناك سلام يجب ترميمه... وبعض المقالب التي سأعدّها لإخوتي."
قال دين مبتسمًا:
"نفس ألكسندر المعتاد."
سأله سام:
"وإن احتجنا إليك مجددًا؟"
ردّ ألكسندر بلا تردد:
"سآتي. دائمًا."
رفع دين يده بتحية ساخرة:
"إذن أظن أنّ هذا وداع... مؤقت."
نظر ألكسندر اليهم بهدوء
" هناك شئ يجب ان تعرفوه يا رفاق
قبل سنوات عندما هربت من الياس . كان هناك مصاص دماء قديم ساعدني وما الى ذلك
اخبرني مصاص الدماء ذلك بالعديد من الأشياء واحده منها عنكم
عن والدكم و علاقه مع امرأة"
استمع دين وسام اليه بتركيز كامل ومع نهاية كلامه انفتحت اعين الاثنان بصدمه و تعجب
بعد بعض الوقت تنهد سام
" وانا من كان يضن انه يملك فقط ثلاثه
انا و دين و ادم "
اخفض دين راسه
" ذلك العجوز الوغد "
مع نهاية الامر ركب آل وينشستر سيارتهم، وانطلقوا عبر الطريق الترابي وسط الغابة، يتركهم الغبار خلفهم.
وقف ستيفان ودايمن وألكسندر بصمت للحظة، يراقبون السيارة تختفي بين الأشجار.
وأخيرًا، التفت دايمن إلى ألكسندر وقال:
"أعتقد أن بوني كانت محقة."
سأله ألكسندر:
"بشأن ماذا؟"
ابتسم دايمن بمكر:
"أنت درامي جدًا لتكون سوى واحد منا."
وانطلق ضحك ألكسندر... للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.
نظر ستيفان اليه " كنت اريد ان أسأل كيف تعرفت عليهم حتى "
ابتسم الكسندر " حسنا انها قصه طويله حقا
بعد ان هربت من التعذيب
وجدت نفسي في مدينة غريبة
كان فيها مصاص دماء يقتل الناس للمتعه
في لحظه غضب و انفجار لعنتي قمت ب قتله
لم اشعر بهم ولكن كان دين و سام هناك في ذلك الوقت
ساعدوني كثيرا لكي اكتشف ذاتي و اسيطر على اللعنه ولكن افترقت طرقنا عندما بدات نهاية العالم"
سأل دايمن بسخرية " اي واحده بالضبط ؟"
ابتسم الكسندر ولم يتحدث بعدها
ضحك الثلاثة بهدوء و راحه وهم عائدون الى منزلهم ...
---