[قصر الشمال - جناح ويليام - صباح اليوم التالي]

ضوء الشمس انسدل بخفة على الستائر المخملية.

كانت الغرفة لا تزال غارقة في هدوءٍ ثقيل، ما عدا صوت تنفّس منتظم لشخص لا يريد الاستيقاظ.

ويليام تحرك على السرير، تكوّر كقطةٍ مدللة، وهمس لنفسه وهو يدفن وجهه بالوسادة:

"آه... هذا السرير يستحق أن يُدرّس في كتب التاريخ."

لحظة صمت...

ثم، بتكاسل:

"هل... هل أنا ميت؟"

لكنه شعر بكتفه يؤلمه قليلًا، وحرارته بدأت تخف، ونبضه لم يعد كمن ينفجر.

"لا، للأسف... ما زلت حيًا."

[طرق خفيف على الباب]

لم يجب.

[ثم فُتح الباب دون إذن]

"آه لا... أرجوك، ليس هو... ليس الآن..."

لكن حذاؤه الأسود الصلب وصوته البارد لم يُخيّباه:

"صباح الخير، ويليام."

ويليام فتح عينًا واحدة، فقط واحدة، فرآه:

الدوق.

ومعه... رجل غريب يرتدي عباءة أرجوانية، يحمل كتابًا وأوراقًا وريشة ضخمة.

ويليام تمتم بفزع:

"ما هذا؟ مفتش ضرائب؟ مُبشّر؟ ساحر قاتل؟"

الدوق اقترب بخطوات ثابتة، وأشار إلى الرجل:

"هذا هو المعلم السحري الذي تعاقدت معه لتدريبك. اسمه الأستاذ تيريون، أحد كبار مختصي التحكم بالمانا في العاصمة."

ويليام جلس فجأة، شعره منكوش وعيناه محمّرتان:

"هاه؟ تدريب؟! والبارحة فقط كنت أصرخ وأتشنج كسمكة على الرمال!"

أشار لنفسه:

"أنا مريض، في طور الاحتضار، سأموت قريبًا... أحتاج راحة، شوربة، لا معلم سحر!"

لكن الدوق لم يتحرك.

بل اكتفى بإيماءة باردة... نحو خصرة.

كان موضوع بدقة، الحزام الجلدي.

ويليام تجمّد.

"أنت... أنت تستخدم سلاح دمار شامل لتهديد مريض؟!"

الدوق عقد ذراعيه:

"إما أن تبدأ التدريب اليوم... أو نكرر جلسة

. وسأزيدها اثنتين."

ويليام شهق، ثم تظاهر بالإغماء:

"آه... لقد عاد المرض... وداعًا، عالم قاسٍ..."

لكن الدوق لم يتحرك.

ويليام رفع رأسه ببطء، تمتم:

"أنت... عجوز مخيف، ."

المعلم تيريون تقدم، متجاهلًا المشهد العبثي.

"أعتقد أن التدريب يمكن أن يبدأ بقراءة تدفقات المانا الداخلية... يبدو أنك تمتلك حالتين مانا متعاكستين، وهذا نادر... ومثير للفضول."

ويليام تنهد، ثم نزل من السرير كمن يُقاد إلى المقصلة.

"طيب... فقط بدون صراخ، بدون حزام، بدون رمي كتب على رأسي، اتفقنا؟"

الدوق تمتم وهو يخرج:

"طالما لا تثرثر كأحمق... ربما."

ويليام رفع حاجبًا، تمتم بسخرية:

"تبا... هذا أقرب شيء للمديح سمعته منه."

وهكذا... بدأ صباح جديد، ليس كما أراده ويليام، لكن... على الأقل لم ينتهِ بحزام.

ليس بعد.

---

[حديقة التدريب - قصر الشمال - بعد الظهيرة]

أشعة الشمس تسطع بقوة، لكن الحرارة لا تُضاهي الحرارة التي تشتعل في أعصاب المعلم تيريون.

وقف الرجل، عباءته ترفرف بغضب، وهو يرسم دائرة مانا في الهواء مستخدمًا عصاه السحرية الطويلة.

"والآن يا ويليام... كما شرحت لك، تقنية الطيران تعتمد على التوازن بين تدفق المانا السفلي والعلوي... إذا أخللت بالواحد، تسقط. مفهوم؟"

ويليام، الذي كان يتمدد على العشب ويقشر تفاحة:

"آه... نعم، نعم. توازن، تدفق، سقوط... كل هذا في الحسبان. الآن، هل يمكنني الطيران لننام فوق الغيوم؟"

تيريون: "ليس من أجل النوم، بل للتدريب!"

ويليام وقف متثاقلاً، تنهد وكأنه ذاهب لحضور جنازته.

"حسنًا... سأريك مهارتي الخارقة."

رفع يديه... أغلق عينيه... ركّز...

ثم انفجرت المانا تحته بخفة، وبدأ جسده يرتفع في الهواء بثبات.

تيريون شهق:

"هو يوازن المانا؟ بهذه السهولة؟! إنه يرتفع بثبات... مستحيل!"

ويليام ارتفع، وارتفع... حتى وصل أعلى الشجرة العملاقة في ساحة التدريب.

ثم...

استلقى على غصن ضخم... وأسند رأسه... وأغلق عينيه.

"آه... الجو علي فوق عليل... النمل لا يزعجك، والدروس لا تصلك... الجنة."

تيريون من الأسفل، يتصبب عرقًا:

"ويليام!!! أنت تتجاهل الدرس!! انزل حالًا!!"

صمت...

ثم صدر من الأعلى صوت شخير ناعم.

[في الممشى الخلفي - كايل ولي العهد إيثان]

كايل يسير بجانب إيثان، يحمل ملفات الأكاديمية، بينما الأخير يتحدث بابتسامة:

"بالمناسبة، هل علمت أن أخاك ويليام... تصدّر اختبار القبول في الأكاديمية؟"

كايل توقف، كمن سمع نكتة سيئة.

"أخي؟ أي... ويليام؟ شرير العائلة؟ ملك النوم؟ هو من تصدّر؟"

إيثان ضحك:

"نعم، أنا أيضًا لم أصدق بالبداية. بل كانت درجته أعلى من ريو نفسه..."

كايل شهق.

"ريو هيلدون؟ ابن خالي؟ الفتى الذي تدرب على يد سيد السيوف منذ عمر السنتين؟!"

"بالضبط."

كايل نظر نحو ساحة التدريب، ثم إلى الأعلى حيث يظهر ظل فوق شجرة عملاقة... ثم سمع:

"ويليييييام! انزل حالًا أيها الكسول المجنون!!"

ثم رأى المعلم تيريون وهو يقفز غاضبًا ويصنع منصة مانا ويطير إلى الأعلى.

بعد ثوانٍ...

ينزل تيريون وهو يسحب ويليام من أذنه، الغبار يتطاير، وويليام يتمتم:

"آه، مهلاً، كنت في حلم جميل... كنت أطير بين سحابتين عملاقتين... اسم الواحدة نوالا والثانية قهوة باردة..."

تيريون يصرخ:

"أنت! لا تُكرّر هذا مجددًا! الطيران لا يُستخدم للنوم!"

ويليام يفرك أذنه:

"بل يصلح تمامًا للنوم... أنت فقط لا تعرف كيف تستمتع بماناك، يا رجل."

إيثان يضحك، وكايل لا يزال واقفًا مصدومًا، يهمس:

"مستحيل... هذا ليس ويليام الذي أعرفه... أو... ربما... لا أعرفه أصلًا؟"

---

تحت ظل شجرة كثيفة، جلس إيثان بجوار كايل على مقعد حجري، يراقبان ويليام في الحلبة الدائرية حيث يقف تيريون ممسكًا بعصاه، أمام لوح مانا يشرح عليه.

"الحواجز السحرية يا ويليام، لها أنواع عديدة. حواجز حماية، حواجز صوت، حواجز مانا، حواجز بصرية... لكن ما يهمك الآن هو حاجز العزل الصوتي."

ويليام جلس القرفصاء أمامه، رأسه مائل، ذقنه على يده، وعيناه نصف مغلقتان... لكنه كان يستمع. فعليًا.

وفجأة... فتح عينيه وابتسم.

ابتسامة شريرة... تلك الابتسامة التي تعني أن فكرة عبقرية -وكسولة- وُلدت.

"سيدي تيريون... هل يمكنني التجربة الآن؟"

تيريون، بابتسامة فخور:

"طبعًا، هذا هو الهدف!"

ويليام نهض، وقف ببطء وكأنه في مشهد مسرحي، مدّ يده اليمنى للأمام، رسم دائرة مانا بلون رمادي بطيء، ثم...

"حاجز عزل صوتي - طبقة مزدوجة!"

ظهر حاجز نصف شفاف حول تيريون فقط، قبة صامتة تمامًا. في البداية، لم يفهم تيريون...

لكنه بدأ يشعر بشيء غريب.

"...ويليام؟ لماذا لا أسمع صوتك؟"

رفع صوته.

"...ويليام؟!!"

ثم انتبه...

"انتظر... أنت وضعت الحاجز حولي؟!"

لكن لم يصل أي صوت.

خارج الحاجز، ويليام استلقى على الأرض بسلاسة، وضع يديه خلف رأسه، وتنهد برضا:

"أخيرًا... الدروس بصمت. يا لها من نعمة ."

من بعيد، كايل تجمد في مكانه، إيثان فغر فمه.

"هل... هل حبس معلّمه... لينام؟!"

كايل يهمس:

"إنه ليس غبيًا... إنه شرير. لكنه شرير مبدع."

أما تيريون، فكان يصرخ، وجهه محمر، يضرب الحاجز بعصاه. لا صوت، لا تأثير.

كتب تعويذة كسر حاجز... لكنها انعكست عليه.

"هذا الولد... هذا اللعين... جعل الحاجز يعكس الموجات السحرية؟! من علّمه هذا؟!"

ثم... القدر قرر أن يُضيف التوابل.

ظهر الدوق.

مرّ صدفة من الساحة، عباءته ترفرف، عيناه كالعادة تحملان التعب والهيبة.

توقّف.

رمق المشهد... رأى المعلم محبوسًا، ويليام نائمًا، الحاجز شبه شفاف.

رمش ببطء.

ثم أخرج الحزام من تحت عباءته... وبدأ يمشي بخطوات ثقيلة.

كايل شهق.

إيثان تراجع نصف خطوة.

لكن...

ويليام شعر بالخطر. الغريزة.

فتح عينًا واحدة، ورأى ظل الدوق يقترب... والحزام يتأرجح.

قفز من مكانه، ضرب الحاجز بإصبعه، فكّه فورًا.

تيريون بدأ بالصراخ:

"أنت! أنت-"

لكنه توقف حين رأى الدوق خلفه.

"...آه. سيدي."

الدوق وقف أمام ويليام، رفع الحزام في صمت، وجهه بلا ملامح.

"حواجز صوتية... لتهرب من الدرس؟"

ويليام ابتلع ريقه، ابتسامة متوترة على وجهه:

"آه... حسنًا، من زاوية تعليمية، أنا طبقت الدرس بمهارة... هذا يعني أنني استوعبت الفكرة، أليس كذلك؟"

الدوق أمسكه من أذنه.

ويليام:

"آآآه! حسناً حسناً! لن أكررها! أعدك أيها الرجل العنيف!!"

بعد خمس دقائق...

جلس ويليام تحت الشجرة، وجهه مُحمر، أذنه تؤلمه، يهمس لنفسه:

"في المرة القادمة... سأضع الحاجز عليّ... لا على المعلم."

أما إيثان، فكان يضحك حتى دمعت عيناه.

كايل، رغم كل شيء، ابتسم قليلًا.

"أخي مجنون... لكن لا يمكن إنكار أنه تغير."

----

[الحديقة الملكية - بعد لحظات من نهاية الحصة التدريبية]

الجو في الحديقة كان ساكنًا، هادئًا بعد جلبة حصة تيريون.

ويليام جلس على العشب، يهمس لنفسه وهو يفرك أذنه و ظهره الذي لا يزال احمر:

"أيها العجوز... ذات يوم، سأضعك في دار للعجزة المسحورة."

وقبل أن يلتقط أنفاسه...

اقتحم الساحة رجل طويل القامة، عباءته السوداء تنفجر كالعاصفة خلفه، ملامحه صارمة كالنصل، وعيناه تشعان بغضب قديم.

سيران هيلدون.

دوق الجنوب. خال ويليام وكايل، وأب ريو، الذي ظهر خلفه بخطوات ثقيلة ونظرة متحفزة.

ما إن وقع بصره على ويليام، حتى أسرع سيران بخطى غاضبة، دون كلمة، أمسك بياقة قميصه بكلتي يديه، رفعه قليلًا...

وصفعه.

صفعة حادة... جعلت رأس ويليام ينقلب للجانب.

حتى الطيور في الأشجار توقفت عن الزقزقة.

سيران هدر بصوت كالزئير:

"ألا تخجل؟! فضيحة جديدة؟! كيف تجرؤ على خداع الأكاديمية؟! تفوقت على ابني؟! بالتأكيد استعملت حيلة رخيصة!"

ريو وقف خلفه، ذراعيه معقودتين، لم يتكلم، لكن عينيه مليئتين بالغيرة.

كايل تجمد، إيثان عقد حاجبيه... حتى تيريون نفسه لم يجرؤ على التدخل.

أما ويليام...

فبقي ساكنًا للحظة.

ثم بصوت بارد، وهو يعيد توازن ياقة قميصه:

"آه... إذًا اتيت من الجنوب فقط لتصفعني؟ كنت في غيبوبة لثلاث سنوات ولم تزُرني. والآن، لأن ابنك الغالي لم يكن الأذكى في الغرفة... قطعت أسبوع سفر لتؤدبني؟"

سيران شهق، ثم رفع يده ثانيةً.

لكن ويليام ابتسم:

"أكمل، خذ راحتك. لكن تذكّر، الصفعة لن تغيّر الحقيقة... ابنك غبي."

إيثان رفع حاجبه... هل شعر بالشفقة... على ويليام؟

كايل عض شفته. حتى هو، الذي لم يسامحه على ما فعله سابقًا، شعر بثقل الموقف.

سيران كان على وشك الانفجار، لكن ويليام أكمل، بصوت هادئ كمن يُلقي قصيدة:

"أتعلم، إن كان ابنك فعلاً عبقريًا، لما احتاج لأمه كي تُحضنه كلما خسر. ولما احتجت أنت لتصفعني كي تُبرر فشله."

الصمت... ساد لثوانٍ.

حتى ريو نفسه بدت عليه ملامح الارتباك.

الدوق جوزيف ظهر عند طرف الحديقة، كان يستمع من بعيد، لكن لم يتدخل بعد.

أما تيريون، فتراجع خطوتين... لا يريد أن يُحتجز في حاجز آخر أثناء المعركة.

ويليام استدار، بدأ يمشي مبتعدًا، ظهره مستقيم، وكل من ينظر إليه يمكنه أن يرى... ليس فقط تحدّيًا، بل نضجًا مكسورًا.

لكنه تمتم لنفسه، بصوت سمعه كايل وحده:

"لثلاث سنوات وأنا غائب، ما زلتُ العدو... فقط لأنني لم أكن كفاية."

سيران تراجع خطوة.

إيثان همس لكايل:

"أتعلم؟... إنه لم يعد ذلك الفتى الطائش. حتى أنا بدأت أتساءل... هل أخطأنا في حقه منذ البداية؟"

كايل لم يجب. لكن نظرته الطويلة لظهر ويليام... كانت كافية.

[في الجناح لاحقًا - مساء]

ويليام استلقى على سريره، مغطى ببطانية ثقيلة. في يده تفاحة، لكن لم يأكلها.

نظر للسقف.

"الناس لا تتغير... إلا إذا تجاوزت توقعاتهم."

ثم تمتم وهو يقضم قضمة صغيرة:

"لكنني... لن أُظهر كل شيء بعد."

---

الجو كان ساكنًا في الغرفة، ضوء الشموع يتراقص على الجدران، وويليام مستلقٍ على الأريكة الصغيرة، يحدّق في السقف، ما زال أثر صفعة خاله يتردد في ذاكرته أكثر من خده.

فجأة...

فتح الباب بعنف غير معتاد.

"سيّدي!"

كان كيلان، خادمه الوفي، يحمل في عينيه نظرة غضب وقلق و... عاطفة غريبة.

لم ينتظر إذنًا، تقدم بسرعة... واحتضن ويليام.

احتضان دافئ، قوي... كأن شيئًا انكسر بداخله.

ويليام تجمّد.

حدّق فيه بذهول، جسده متصلب من المفاجأة، بينما صوته خرج مرتبكًا:

"م-ماذا تفعل؟! أنت... ألم تتعلم البروتوكول؟ لمس نبيل دون إذن يعني الطرد، وربما النفي!"

كيلان لم يتحرك. بل شدد احتضانه قليلًا، ثم قال بهدوء:

"أعلم. وسأقبل مصيري إن طُردت، لكن... لا أستطيع تجاهل أنك تعرضت للضرب، وسيدي... يحتاج هذا أحيانًا، حتى لو لم يعترف بذلك."

ويليام تمتم، متلعثمًا، صوته أخفض من الهمس:

"أنا... لا أحتاج... فقط صفعة، وليست شيئًا جديدًا."

كيلان ابتعد أخيرًا، لكن بقي قريبًا، جاثيًا أمامه، نظر إليه بعينين لامعتين، وابتسم:

"سيّدي، لقد خدمت في هذه الدوقية منذ كنت صبيًا. رأيت سادة كثيرين. أقوياء، عباقرة، متغطرسين، لكن... لم أرَ أحدًا كسولًا مثلك."

ويليام رمشه ببطء، رفع حاجبه:

"هل هذا... مديح؟ أم إهانة أنيقة؟"

كيلان ضحك، ربت على شعره برفق، كما يفعل الأخ الأكبر مع شقيقه العنيد:

"مديح، بالتأكيد. لا أحد يمكنه النوم على ارتفاع ثلاثين مترًا في الجو، أو يُلقي تعويذة حاجز فقط ليتهرب من الدروس، أو يرد على خاله ببرود بعد صفعة علنية."

ويليام تنهد، مدّ ذراعه ليتكئ عليها وقال:

"هذا يسمى البقاء... بأسلوبي الخاص."

ثم أضاف بصوت خافت:

"شكرًا... كيلان."

كيلان وقف مجددًا، وابتسم، ثم قال قبل أن يهمّ بالخروج:

"في المرة القادمة... ضع الحاجز حول الغرفة كلها. كي لا يتطفل أحد على غفوتك الملكية."

ويليام ابتسم بكسل، عينيه تُغلق ببطء:

"فكرة ممتازة... سأعمل عليها بعد قيلولة الغد."

[خارج الغرفة - كيلان يتمتم]

"مهما كان ماضيه... فإن هذا الفتى يستحق أن يُرى. أن يُقدّر."

---

[اللاوعي - منتصف الحلم]

فتح ويليام عينيه ببطء.

كان يقف مجددًا في ذلك الفراغ الأبيض اللامتناهي، الصامت... كأن العالم كله توقف ليصغي لأنفاسه فقط.

لكن هذه المرة لم يكن وحيدًا.

أمامه، على بعد خطوات، وقف رجل طويل، ذو شعرٍ بني يتطاير برفق كأن ريحًا خفية تداعبه، وعينين زرقاوين تتوهج بوميض سريّ.

ويليام عقد حاجبيه.

"أنت... من تكون؟"

الرجل ابتسم، صوته عميق، واثق، لكنه يحمل دفئًا غريبًا:

"لست سوى ظل... ذكرى... وربما بداية. الوقت لم يحن بعد، يا صغيري."

"صغيري؟ أنا أبلغ خمسة عش-"

لكن قبل أن يُكمل، انشقت الأرض تحته فجأة!

سقط.

سقط بسرعة، دون صراخ، دون مقاومة.

وفجأة...

هبط فوق أرضية حمراء متوهجة، صلبة لكنها حية.

رفع نظره ببطء، وعيناه اتسعتا.

عرين ناريّ... عميق في باطن الأرض.

حولَه عشرات البيوض العملاقة، ينبعث منها ضوء ذهبي خافت.

وفوق البيوض... تتحرك مخلوقات عظيمة، أجنحتها كالشمس عند المغيب.

عنقاء.

طائر أسطوري... بألوان اللهب والذهب، بأعين تلمع بالحكمة والنار.

واحدة منها اقتربت.

ضخمة، سامقة، لكن عينيها تجاهلت ويليام... كما لو لم يكن موجودًا.

ثم رأى ذلك الرجل مجددًا.

يقف عند حافة العرين، يمد يده للعنقاء، ويهمس لها بكلمات لم يفهمها.

كانت تصغي... ثم رفعت رأسها، ونظرت إلى حيث يقف ويليام، نظرة خاطفة كأنها اخترقت قلبه.

ثم...

اختفى كل شيء.

[جناح ويليام - الليل - بعد الحلم]

شهقة قوية، فتح عينيه.

الظلام يملأ الغرفة، والشموع انطفأت، وصوت حفيف الأشجار بالخارج هو الموسيقى الوحيدة.

تنفّس ببطء، جسده مغطى بالعرق، لكنه لا يشعر بالخوف... بل بشيء آخر:

ترقّب.

تمتم لنفسه:

"من كان ذلك؟ ولماذا... العنقاء؟"

ثم جلس على حافة سريره، يحدّق في يديه، كأن فيهما جوابًا.

"أحلامي تزداد غرابة. بين نوالا، وأسترا، والفراغ، والآن... طيور نارية؟ هل سأتحول قريبًا إلى كعكة سحرية؟"

لكن جزءًا داخله شعر بشيء يتحرك.

مانا جديدة؟ أم أثر من ذلك الرجل؟ أم فقط... هذيان من الحمى والكسل المتراكم؟

نظر إلى النافذة حيث القمر يعلو.

"سأفكر في الأمر... بعد النوم طبعًا."

---

لم يكن ويليام يريد التفكير.

كلما أغمض عينيه، ظهرت له تلك العنقاء، وتلك العيون الزرقاء، وذلك السقوط المزعج في الفراغ.

"كأن حياتي تحتاج المزيد من الرمزية السحرية."

قرر الخروج إلى الحديقة لعلّ الهواء البارد ينظف دماغه المليء بالأسئلة الوجودية.

وبينما كان يتمشى بكسل، يُجَرُّ خطواته كما لو كان يجرّ سريره خلفه، لمح في الزاوية المظللة من الحديقة شخصًا مألوفًا.

راين.

أخوه الكبير، الذي لطالما حمل قناع الجدية والمسؤولية، كان يقف و... يدخن.

ويليام توقف، عيناه تتسعان، ثم عقد ذراعيه ورفع حاجبه:

"هل يعلم والدي العزيز أنك تمارس سلوكًا فاضحًا كهذا؟"

راين قفز بخفة كأن أحدًا باغته في جريمة، ثم زفر وهو يرى من المتحدث:

"لا. فقط... أردت أن أجرب."

ثم مد يده بعفوية، ممسكًا علبة السجائر.

"تريد تجربة؟"

ويليام، بعينين تشعّان حيوية لأول مرة منذ أسبوع، خطف واحدة كأنها جائزة.

"لمَ لا؟ قد أكون شريرًا، لكنني لم أختبر التدخين سابقًا."

أشعلها ببطء، أخذ نفسًا، وسعل بقوة جعلت شجرة خلفه تهتز.

"كوخ! كوخ! ما هذا؟! دخان جهنمي؟!"

لكن بعد لحظات، بدأت عيناه تلمعان بنشوة غريبة.

"يا إلهي... أشعر أنني أحد نبلاء العاصمة الفاسدين. هل هذه هي العظمة؟"

راين ضحك بخفوت، وهما يجلسان على حافة النافورة، يتشاركان لحظة نادرة من الهدوء الأخوي.

حتى...

صوت خطوات ثقيلة، حذاء جلدي يُصفِر فوق الرخام.

دوق جوزيف .

عاد لتوه من مهمة ليلية، متجهًا نحو جناحه، لكنه جَمَد في منتصف الطريق حين لمح ولديه... يدخنان.

عيناه ضاقتا، ويده اليمنى تحركت دون وعي إلى خصره، حيث استقر حزامه الجلدي الأسود الشهير.

ويليام استدار، وابتسم ببطء حين رأى والده.

"أوه... أوه لا."

"ويليام؟ راين؟"

صوت الدوق كان هادئًا بشكل مقلق.

"ألا تشرحان لي... ما الذي تفعلانه بحق ؟"

ثانية واحدة كانت كافية.

الحزام انطلق.

أول ضربة كانت من نصيب راين، الذي قفز من مكانه.

"آآه! أبي! لحظة! ليست كما تظن-"

"أولادي لا يدخنون! ولا يجربون! ولا يتبادلون السجائر في الحديقة كأنهم قطاع طرق!"

ويليام حاول الهرب... لكن يد والده كانت أسرع من ظله، أمسكت بأذنه وسحبته.

"أنا بريء! أنا فقط كنت... أدرس آثار النيكوتين على السحر!"

الدوق زفر بغضب.

"أنت لا تدرس حتى تاريخ العائلة، وتريد دراسة النيكوتين؟!"

ويليام تمسّك بآخر خيوط الكرامة.

"أنت رجل مخيف، عجوز ومخيف!"

"وأنت ولد كسول... وتافه... ومؤدَّب بسبب حزامي فقط!"

أُعيد ويليام إلى غرفته حافي القدمين، إذ نسِي حذاءه في الحديقة أثناء المعركة.

وفي سريره، وضع وسادة على رأسه وتمتم:

"أجل... المرة القادمة، إن أردت التدخين، سأفعلها في أحلامي فقط."

---

كان صباحًا صافيًا، هادئًا... لا غيوم في السماء، لا ضجيج في القصر... فقط توتر يلف الجو مثل بطانية ثقيلة فوق صدر ويليام وراين.

الاثنان وقفا أمام مكتب الدوق، مثل تلميذين على وشك تلقي العقاب، بينما جلس دوق جوزيف خلف مكتبه الضخم، مظهره يوحي بالعظمة والتهديد في آنٍ معًا. كانت يداه متشابكتين، نظراته حادة، وصمتُهُ أكثر رعبًا من أي صراخ.

لكن الرعب الحقيقي... كان حين مد يده ببطء، وبهدوء مريب، وفك الحزام الجلدي.

ويليام بلع ريقه.

راين تمتم: "لسنا أطفالًا، أليس كذلك؟"

ويليام همس: "الحزام لا يميز بين الأعمار."

وضع الدوق الحزام على الطاولة أمامه، بعناية مفرطة وكأنها طقوس قديمة. ثم قال بصوت منخفض، لكنه يحمل في داخله برقًا ورعدًا:

"من منكما سيبدأ؟"

راين، بصفته الابن الأكبر، قرر أن يتحمل المسؤولية أولًا.

تنحنح، وقال بصوت ثابت: "الأمر كان مجرد فضول بسيط... أردت أن أجرب... سيجارة واحدة فقط."

الدوق لم يرد. فقط أومأ برأسه وكأنّه يدعوه للاستمرار في الحفر لنفسه.

"لم أكن أقصد أن أُقْدم قدوة سيئة، فقط... بدا وكأنه شيء تافه. لم أكن أتوقع أن ترى-"

"غبي." قالها الدوق، مقاطعًا. "أتوقع قرارات أذكى من ابني الأكبر."

التفت إلى ويليام.

"وأنت؟"

ويليام نظر للحزام، ثم إلى عيون والده، ثم إلى راين، ثم عاد للحزام، ثم قال بجديّة مصطنعة:

"كنت أحاول منعه."

راين التفت له بصدمة.

"ماذا؟!"

ويليام تابع وهو يضع يده على صدره كالبطل:

"حين رأيته يدخن، شعرت بواجب أخلاقي نبيل أن أشاركه السيجارة... ثم آخذها منه... ثم أكسرها لاحقًا في مكان بعيد... وأحميه من الإدمان."

الدوق رفع حاجبه، الحزام ما زال على الطاولة، لكن يبدو أن أصابعه بدأت تلعب بطرفه.

"هل هذه القصة... تعتقد أنها ستنقذك من الجلد؟"

ويليام ابتلع ريقه.

"كنت أحاول خلق ذكرة أخوية!"

الدوق زفر، ثم وقف، وأمسك الحزام.

راين أغمض عينيه استعدادًا.

لكن ما حدث لم يتوقعه أحد.

الدوق... وضع الحزام جانبًا.

ونظر إليهما نظرة طويلة، ثم قال:

"سأقولها مرة واحدة. أنتما أبناء دوقية، ورجال المستقبل. سيأتي وقت تكونان فيه قادة، آباء، وربما حتى جنرالات."

توقف لحظة.

"هل تريدان أن يُعرف عنكما أنكما تدخنان خلف الأشجار مثل أطفال بلا عقل؟!"

أومأ راين برأسه نادمًا.

أما ويليام فرفع إصبعه:

"لكنني دخنت في العراء، لم أختبئ."

الحزام ارتفع قليلًا في الهواء... فتابع ويليام بسرعة:

"لكنني نادم! نادم جدًا!"

الدوق جلس مجددًا، يضع الحزام في الدرج هذه المرة.

"إن كررتما هذا الفعل، لن أستخدم الحزام فقط... بل سأرسلكما إلى مهمة تنظيف اسطبلات الوحوش في أقصى الشمال."

ويليام شهق.

"الشمال؟ حيث الثلج و... الروائح؟!"

راين تمتم: "أفضل الجلد."

قبل أن يُنهي اللقاء، قال الدوق ببرود:

"راين، تبدأ دروس الاستراتيجية العسكرية الأسبوع القادم."

"نعم، سيدي."

"ويليام... ستتلقى دروسًا إضافية في السحر كل فجر."

ويليام صرخ: "فجر؟! هذا عقوبة ضد حقوق النائمين!"

الدوق رفع حاجبه، فصمت فورًا.

وحين خرجا من المكتب، نظر ويليام لأخيه وتنهد.

"أكره الصباحات التي تبدأ بالحزام وتنتهي بمأساة."

راين ابتسم، ووضع يده على كتف أخيه:

"على الأقل... لم يُضرب أحد اليوم."

ويليام تمتم وهو يحدق في السماء:

"بل ضُربت أرواحنا."

----

كان الممر المؤدي إلى الجناح الجنوبي هادئًا، سوى من صوت خطوات غاضبة يجرّها ويليام خلفه، ووجهه يقطر بالاستياء.

"ذلك الأحمق! راين الأحمق!" تمتم وهو يفتح باب غرفته بقوة، حتى كاد المقبض أن ينفصل.

أغلق الباب خلفه بصفقة، ثم رمى سترته على الأرض واستلقى بكامل ثقله على السرير، وجهه مدفون في الوسادة.

"هو من بدأ... هو من عرض السيجارة! لماذا عليّ أن أعاقب معه؟! لماذا لا يُعاقب وحده؟! لماذا كل شيء يقع عليّ أنا؟!"

تقلب على ظهره، وأخذ يحدق في السقف وكأنه يبحث فيه عن إجابة كونية.

"وأنا؟ أنا كنت فقط... أؤدي دور الأخ المثالي، الرفيق المهتم، البطل التربوي...!"

صمت قليلاً، ثم همس:

"همم... على كل حال، على الأقل لا أحد تكلم عن الإشاعة الجديدة..."

سكت، ثم رفع إصبعه محذّرًا الهواء:

"وإن سمعت أحدهم يتحدث عن أنني رميت جو - ابن الكونت - من على سطح الأكاديمية... فسأرميه فعلاً هذه المرة!"

"أنا حتى لم أكن هناك! كنت نائمًا في تلك الساعة المشؤومة! كيف أتواجد في مكانين في آن واحد؟! لا أحد يقدّر أهمية النوم هذه الأيام..."

ثم بدأ يهمس، بصوت أخف، وكأن أحدًا يستمع له:

"وما قصة الإشاعة عن أنني صنعت وحشًا من الطين هاجم المختبر؟ مستحيل، أنا حتى لا أحب الطين. لا أحب الفوضى. لا أحب المجهود أصلاً."

"أنا لست شريرًا... فقط كسول مبتكر."

ثم توقف، وحدّق في السقف قليلًا... كأن شيئًا تذكره.

"أوه، صحيح..."

"تتحدث كثيرًا يا ويليام."

قالها بصوت أعلى، لكن بصيغة الحديث مع النفس، وكأنه يرد على صوته الداخلي.

"لكنك تعرف أنك أذكى منهم جميعًا، حتى إن لم يعترف أحد. فقط... لو تركوك نائمًا لشهر واحد إضافي... لكن لا، كان يجب أن أستيقظ..."

وبينما يتقلب على جنبه، ويكمل محادثته مع لا أحد، فتح الباب بهدوء.

دخل كيلان، يحمل صينية عليها شراب عشبي ساخن.

لكنه توقف عند العتبة.

حدّق في سيده الذي كان يتحدث بحماس شديد... مع لا أحد.

"سيدي؟"

ويليام انتفض جالسًا، وكأن أحدًا ضبطه وهو يرتكب جريمة.

"كيلان؟! منذ متى وأنت هنا؟!"

كيلان اقترب بخطوات حذرة، وعيناه تتحركان بين ويليام وزوايا الغرفة الخالية.

"كنت تتحدث مع... من؟"

ويليام رفع حاجبيه، وكأن السؤال غريب.

"مع نفسي. عادة قديمة. مفيدة جدًا. تمنع الجنون، أو ربما تسببه، لم أقرر بعد."

كيلان وضع الصينية على الطاولة، ثم جلس على طرف السرير، يرمق سيده بنظرة معجونة بالقلق.

"سيدي... هل أنت بخير؟"

ويليام تنهد، ورفع قدميه على السرير مثل طفل غاضب.

"أنا دائمًا بخير. إنها فقط... عادة قديمة. عندما لا يتحدث إليك أحد، تبدأ بالحديث إلى نفسك. وأنا... كنت صامتًا لسنوات في الغيبوبة، ربما اعتدت على صحبة عقلي."

كيلان لم يعلق. بل اكتفى بالابتسام وربت على شعره كما لو كان يهدئ طفلاً مشوشًا.

"إذا كان حديثك مع نفسك يمنعك من إشعال القصر، فأنا أدعمه تمامًا."

ويليام تمتم: "الفكرة ليست سيئة... إشعال القصر... مزحة طبعًا!"

كيلان ضحك، ثم قال:

"سيدي، طوال خدمتي في الدوقية، لم أجد أحدًا مثلك. غريب، كسول، ذكي... ومزعج أحيانًا."

ويليام ابتسم، لأول مرة منذ الصباح، وقال:

"هذا لطفٌ منك. حقًا."

وفي داخله، كان هناك صوت آخر، صوت صغير جداً، يشبه صوت شاب في الفراغ، يتمتم بسخرية:

أنت لا تتحدث مع نفسك يا ويليام... أنت تتحدث معي.

----

تنهد ويليام بعمق، دافعًا وسادته جانبًا وكأنها مذنبة في جريمة مزاجه السيء.

كان يحاول استيعاب يومه، ما بين الحزام، الصراخ، الحديث مع لا أحد، وصفعة خاله التي ما زال وجهه يئن منها في صمت.

"كأنني بطل رواية مأساوية بميزانية كوميدية..." همس لنفسه وهو يتدحرج على السرير كطاووس منزوع الكبرياء.

تنهد كيلان، حاملًا معه جوًّا من الجدية التي لا تتناسب إطلاقًا مع اللحاف الملتف حول ويليام كشرنقة.

"سيدي، استعد. معلمك قادم."

رفع ويليام رأسه ببطء، بعينين نصف نائمتين.

"...من؟"

"تيريون. ساحرك المحبوب."

ويليام دفن وجهه في الوسادة مجددًا، وصرخ بصوت خافت:

"ذلك الساحر الذي لا يعرف الرحمة؟! ألم أقل أنني كنت على وشك الموت بالأمس؟! ألا توجد لائحة قوانين تمنع تعليم السحر بعد الصدمة؟!"

كيلان رفع حاجبه وقال وهو يقف عند باب الحمام:

"اللائحة تنص على أن الطفل المتفوق يُمنع من الراحة حتى يتحول إلى ساحر يهدد البشرية."

"هذا غير عادل." تمتم ويليام، ثم زحف من السرير بتثاقل.

وقف أمام المرآة، وسحب مشطًا، لكنه تراجع.

"لمَ أصفف شعري إن كنت سأحرقه بعد قليل؟"

"تفكير عملي، سيدي." علق كيلان بابتسامة.

"أوه، سأحتاج بعض الأدوات... الحاجز، كاتم الصوت، وشيء أختبئ خلفه عندما يبدأ بالصراخ."

"تيريون لا يعض."

"بل يلدغ بالكلمات."

دقائق لاحقة، كان ويليام يرتدي رداءه التدريبي... رداء أسود، مريح، وواسع بما يكفي للنوم خلال الدرس.

جلس على الأرض وسط قاعة التدريب الملحقة بجناحه، وأخذ يرسم تشكيل الحاجز حوله.

"هل هذا مسموح؟" سأل كيلان وهو يراقب الحاجز يتكون.

"إن لم يُذكر في اللائحة أنه ممنوع، إذًا فهو قانوني."

ثم وضع حاجزًا آخر كاتمًا للصوت، وبدا مرتاحًا جدًا.

"إذا بدأ بالصراخ... لن يسمعه أحد. وإذا ضربني، سيعود الضجيج."

"تخطيط عبقري." قال كيلان وهو يغادر.

ويليام تنهد، وابتسم بسخرية:

"في النهاية... أنا لا أتهرب. فقط أتكيف."

عندما سمع صوت خطوات تيريون تقترب، أغلق الحاجز بابتسامة تشبه ابتسامة شيطان صغير أنهى مقلبًا.

"أهلاً بك، معلمي... أو كما أحب أن أدعوك... تحدي اليوم."

2025/07/19 · 122 مشاهدة · 3774 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025