13 - المعجزة ويليام يطلب المزيد من البطاطا

[قاعة التدريب - جناح ويليام - لحظات لاحقة]

الباب انفتح ببطء، ومع كل خطوة من الداخل، بدا وكأن الهواء يزداد جديّة.

ظهر تيريون أخيرًا.

رجل طويل القامة، يضع عباءة داكنة مرصّعة برموز سحرية خافتة التوهج. شعره مسرّح بدقة قاتلة، ونظارته تنزلق قليلًا على جسر أنفه، كما لو كانت تراقب ويليام من فوقها.

عند دخوله، اصطدمت عينه مباشرة بالحاجز المضيء الذي يحيط بويليام النائم جزئيًا.

تيريون توقف. رفع حاجبه.

"...حاجز صد؟ كاتم صوت؟"

ويليام من الداخل، يلوّح بيده كسجين سعيد في زنزانة من اختياره:

"مرحبًا، معلمي. أردت فقط التأكد من أنك لن تنفجر مجددًا إذا عطستُ بصوت مرتفع."

تيريون أشار إلى الحاجز بعصاه... وصعقه.

الحاجز اهتز، لكنه بقي.

"من علّمك إعداد هذا الحاجز؟"

"كتاب بعنوان: كيف تنجو من معلمك في عشرة دروس أو أقل."

"هممم... هل قرأت حتى نهايته؟"

"بصراحة؟ لا. نمت عند الفصل الثالث."

تيريون تنهد ببطء، ثم أخرج لفافة قديمة من عباءته، فردها على الأرض.

نقوش حمراء بدأت تتوهج، ثم تكوّنت دائرة سحرية معقدة بينه وبين ويليام.

"درسنا اليوم... استدعاء عنصر أولي."

ويليام شحب لونه:

"أتعني... نار؟ ريح؟ رعد؟!"

"أجل."

"هل يوجد خيار آمن... مثل استدعاء النعاس؟"

"هذا ليس عنصرًا."

"بل هو أساس توازني النفسي."

تيريون تجاهله، وبدأ يردد تعويذة معقدة. الرموز بدأت ترتفع في الهواء، والدائرة تلتمع.

ويليام ابتلع ريقه، ثم همس لنفسه:

"خطة ب: إن شعرت بالاحتراق، تظاهر بأنك تموت. سهل وبسيط."

"قلتُ، ركّز!" صرخ تيريون وهو يضرب عصاه بالأرض.

ويليام رفع يده، وبدأ يكرر الكلمات خلفه.

لحظة صمت...

ثم...

بوف!

خرج من الدائرة... أرنب صغير.

رمادي. عيناه بريئتان. وذيله ككرة قطن.

تيريون: "..."

ويليام: "..."

الأرنب: "نق نق؟"

تيريون حدّق إليه ببطء:

"...هذا أرنب."

ويليام فتح ذراعيه بانتصار وهمي:

"وأليس استدعاء الكائنات اللطيفة أصعب من العناصر العنيفة؟ ألا يُظهر ذلك تحكّمي العاطفي؟"

تيريون، ببطء، جلس على أقرب كرسي.

"لقد جعلتني أُدرّس استدعاءً أوليًا... فتحضِر لي وجبة فطور."

"يمكننا تسميته: عنصر الهدوء؟"

الأرنب قفز داخل الحاجز وبدأ يلعق يد ويليام.

"أعتقد أنني وجدت عنصري الطبيعي."

تيريون أخرج دفتراً صغيرًا، وكتب:

> الطالب: ويليام

لا يمكن تصنيفه ضمن فئة "المبتدئين".

يجب وضعه في فئة "غير القابل للتصنيف".

احتمال كبير أن يكون ساحرًا... من عالمٍ آخر.

ملاحظة جانبية: يحب الأرنب.

[خارج القاعة - لاحقًا]

كايل وأخوه راين كانا يمران بالقرب.

سمعا صوت تيريون من الداخل:

"ويليام، أعطني سببًا واحدًا لعدم دفنك تحت جبل من كتب السحر!"

وصوت ويليام يرد، بتفاؤل مرهق:

"لأنك ستحتاجها في دفني، وسينتهي بك الأمر دون مراجع."

كايل تمتم:

"...هو بالفعل من عالم آخر."

---

[ممرات القصر - بعد الحصة السحرية]

خرج ويليام من قاعة التدريب وهو يمدد ذراعيه بكسل، ووجهه ينطق براحة المنتصر... أو الهارب.

"أنا حي! مرة أخرى! ساحر متدرب، ناجٍ من تيريون الأول!"

همهم بلحنٍ عشوائي، يكاد يُشك أن لديه موسيقى تصويرية خاصة به لا يسمعها أحد سواه.

تابع طريقه نحو غرفة الطعام، خطواته خفيفة وكأنه يطفو، يدخل وهو يتمتم:

"أتساءل إن كانت الشوربة جاهزة. وهل سيضيفون الأعشاب الحمراء اليوم؟ آه، الحياة مليئة بالمفاجآت الشهية."

[غرفة الطعام ]

جلس على الطاولة بثقة الأرستقراطي الكسول الذي يرى أن الإنجاز الحقيقي هو النجاة من مجهود بسيط.

رائحة الطعام جعلت عينيه تلمعان.

"أوه، لحم مشوي... سلطة بالصلصة السحرية... هل هذه فطيرة ليمون؟!"

بدأ في التهام الطعام وكأنه في مهرجان.

"هنيئًا لي. أنا عبقري، وسأكافئ نفسي بهذه البطاطا المهروسة التي... يا للروعة! هل غيّرتم الزبدة؟!"

راين، وهو يجلس بهدوء بجانبه، تمتم وهو يراقبه:

"...هل هذا ويليام؟"

كايل شرب عصير، وأجاب دون رفع عينه:

"إن لم يكن، فهو مقلّدٌ موهوب."

الدوق، الذي جلس على رأس الطاولة، كان يراقبه بصمت لبضع لحظات... ثم تحدث بصرامة:

"ويليام."

"همم؟" رفع عينيه وفمه مليء حتى النصف.

"الفصل الدراسي قد بدأ. ستحضر إلى الأكاديمية."

ابتلع ويليام الطعام، ثم مسح فمه بمنديله الأرستقراطي، وردّ بهدوء:

"حسنًا."

ثلاثة أزواج من العيون اتسعت.

راين اختنق جزئيًا.

كايل رفع حاجبه.

الدوق فقط حدق فيه بشك.

"...هذا كل شيء؟"

ويليام أومأ.

"نوم بعيد عن هذا القصر؟ حرية؟ لا مراقبة صارمة؟ بالطبع أوافق."

كايل بصوت منخفض:

"أعتقد أننا فقدنا ويليام الأصلي بالفعل."

ويليام أضاف وهو يقضم قطعة فطيرة:

"وطبعًا، سآخذ الغطاء الثقيل معي. هذا ضروري للتفكير العميق."

الدوق تنحنح، متجاهلًا سخافاته المعتادة.

"ستذهب مع كايل. وتعود إلى الدوقية في نهاية كل أسبوع."

"سأنقش ذلك على وسادتي."

أنهى ويليام طبقه، ثم التفت نحو الطاهي ورفع يده:

"أطلب رسميًا: دفعة ثانية من البطاطا، مع زيادة نسبة السحر فيها."

راين تمتم وهو ينظر إلى السقف:

"...لقد مسّه الجن بالفعل."

ويليام تمطّى وهو ينهض من الكرسي:

"إلى غرفتي. لأستعد نفسيًا للفصل الدراسي... بالنوم."

كايل، وهو ينهض خلفه، تمتم بصوت لا يكاد يُسمع:

"...سيُفجّر الأكاديمية، أنا متأكد."

---

[جناح ويليام - قبل الفجر]

صوت الباب يُفتح بعنف، والستائر تُسحب بلا رحمة.

"سيدي، استيقظ. حان وقت المغادرة."

فتح ويليام عينيه ببطء، يحدق في صورة كيلان المظلمة المغمورة بضوء الفجر الباهت، وهو يقف مثل شبح يرتدي ساعة.

"كيلان..." تمتم بصوت مبحوح، "هل أنت... حقيقي؟"

"للأسف، نعم. وقد فات وقت الحلم منذ عشر دقائق."

"لمَ تفعل هذا بي؟ ألم تكن علاقتنا جيدة؟"

"هذا ليس تعذيباً. إنه التعليم."

"أسوأ جريمة."

بعد دقائق، وقف ويليام بكسل يرتدي معطفًا طويلًا بلون الليل، يحاول إدخال ذراعه في الكم بينما يتثاءب.

"أكاديمية، تعليم، طلاب، احتمالية عالية للركل أو السخرية... حلم تحقق."

نزل الدرجات ببطء، خطواته تنطق بكل ذرة مقاومة في جسده النصف نائم.

[ردهة القصر - السفلية]

الدوق يقف بصرامة، يراجع شيئًا مع أحد الحراس، وكايل بجانبه يحمل حقيبته على كتفه، تعبيره جامد.

ما إن لمح الدوق ويليام يقترب، حتى رفع عينه إليه للحظة... ثم قال، بصوته العميق:

"لا تثر الفوضى."

توقف ويليام أمامه، ورفع حاجبه:

"وأنا الذي كنت أنوي إشعال الأكاديمية كترحيب."

مدّ الدوق يده، للحظة بدا أنه سيمسك بكتفه... لكنه توقف، أصابع يده تجمدت في الهواء.

ثم خفضها دون أن يقول شيئًا.

ركب الشقيقان العربة، جلسا بصمت لبعض الوقت.

كايل نظر عبر النافذة، ثم إلى ويليام، الذي جلس يتكئ على الوسادة، عينيه نصف مغلقتين.

في الماضي، كان مجرد وجوده إلى جانب ويليام يثير فيه رغبة خفية في الابتعاد... أو القتال.

لكن الآن...

لا أثر لنظرة الحقارة القديمة في عينيه. بل كان يحدق فيه كما لو أنه يرى شخصًا جديدًا، غريبًا... مألوفًا بطريقة غير مفهومة.

ويليام، الذي خُدع بهدوء العربة واهتزازها الرتيب، استسلم للنوم سريعًا، رأسه مائل إلى الجانب، فمه نصف مفتوح كطفلٍ أنهكه اللعب.

كايل ظل يراقبه.

ثم، دون تفكير، مدّ يده ولمس وجهه بخفة.

بشرته كانت دافئة، بشرية.

ليس وجه شيطان.

همس لنفسه، بصوت لم يسمعه أحد غيره:

"أخي... لم يعد شيطانًا."

وأخفض يده، ثم أعاد نظره إلى النافذة، لكنه لم يستطع التوقف عن التفكير.

من هذا الذي يشاركه الآن العربة... ويحمل نفس الاسم؟

---

كان كايل لا يزال يتأمل ملامحه، حين فتح ويليام عينيه فجأة.

توقف الزمن للحظة، حين التقت نظراتهما.

لكن ويليام لم يقل شيئًا. فقط حدّق بكايل بنظرة غامضة، ليست عدائية... لكنها ليست مطمئنة تمامًا.

ثم، كمن أدرك فجأة أنه مكشوف، أشاح وجهه ببطء، وحدّق عبر النافذة.

همس بصوت منخفض، كأنما يتحدث مع أحد لا يراه كايل:

"أوراق الأشجار بدأت تصفر، مبكرًا هذا العام... يبدو أن الشتاء قادم قبل أوانه."

ثم تمتم بابتسامة باهتة:

"السماء اليوم تحمل شيئًا غريبًا... كأنها تخبئ رسالة، لكن أحدًا لا يعرف القراءة بعد."

مرت لحظات صمت، ثم استأنف بصوت أقرب للتفكير المتكرر، كأن الكلمات تنساب دون إذن منه:

"الطريق هذا أُصلح مؤخرًا... قبل عامين، كانت العربات تغوص في الطين هنا."

"في هذا المنعطف تحديدًا، كانت هناك شجرة بلوط قديمة، قطعوها بعد أن احترقت بسبب برق."

"أخبار مملكة الشمال؟ ملكتهم ماتت، أليس كذلك؟ سمعوا أن زوجها سممها. الملوك دائمًا ما يتظاهرون بأنهم ضحايا."

كايل لم يرد. فقط استمع.

كانت نبرة ويليام هادئة جدًا... غريبة جدًا.

لم تكن نبرة شخص يستعرض معرفته.

بل أشبه برجل عجوز اعتاد الحديث مع ذاته في الطريق، كأن هذا الجسد وُلد ليتكلم حتى وإن لم يُجبْه أحد.

(كأنه كان يقول كل هذا منذ سنوات... دون توقف.)

كايل قال بصوت منخفض، كأن الكلمات أفلتت منه:

"من أين تعرف هذه التفاصيل؟"

ويليام لم يلتفت، فقط تنهد وأجاب وهو يراقب غيمة تمر:

"لا أعرف... أشعر أنني كنت أقولها دائمًا."

ثم صمت.

وصمتت العربة.

وصمتت الأشجار التي اصطفّت لتحرس طريقًا بات يحمل أكثر من مجرد مسافرين.

---

ظل ويليام يراقب الطريق من النافذة، كأن العالم الخارجي لوحة متحركة لا تنتهي.

"العشب هنا أطول مما يجب... ألا يملكون فرسان دوريات؟" تمتم بصوت منخفض، ثم ابتسم ابتسامة باهتة.

"ذلك المنزل الحجري... رأيته من قبل. مررنا به في رحلة الصيد، قبل أربع سنوات؟ لا، ربما خمس... أو ربما لم أكن أنا من رأى ذلك."

أكمل بهمس أكثر هدوءًا، كأن الحديث مع نفسه صار طقسه اليومي:

"الريح تغير اتجاهها اليوم... هناك عاصفة في الشرق. الحمام الزاجل سيتأخر، كما العادة. لا أحد يعتمد عليه، لكن لا أحد يستبدله."

"عدد الأشجار هنا يقل كل عام. أذكر أنهم أرادوا بناء قلعة صغيرة للتدريب، لكنها لم تكتمل. نقص تمويل؟ أم شؤم الأرض؟"

كايل كان لا يزال ينظر إليه. لم يقاطع، لكنه عبس قليلاً، كأن شيء ما بدأ يربكه.

(هل كان... دائمًا يتحدث هكذا؟)

(لا، ويليام كان يصرخ. يشتم. يهين. يدوس على من حوله بكلمات تترك ندوبًا.)

(أما هذا؟ إنه يتحدث كشيخ عاش ثلاث حيوات... ويتكلم مع الأشباح.)

همس كايل دون وعي:

"مع من تتحدث؟"

ويليام لم يلتفت، لكن حدّة عينيه خفّت، وصوته فقد دفئه:

"...مع لا أحد. أو ربما مع نفسي التي لا يسمعه أحد."

ثم صمت فجأة.

وكأن شيئًا فيه انكسر فجأة، أو استيقظ.

مرت دقائق طويلة في صمت تام.

إلى أن توقفت العربة فجأة.

سمعا صوتًا خارجيًا:

"نحن أمام البوابة الشرقية لأكاديمية 'أستريا'!"

نزل كايل أولًا، بخطوات واثقة.

أما ويليام، فهبط ببطء، يتأمل البوابة العالية بأقواسها الحجرية، وأعلام الأكاديمية التي ترفرف بخفة فوق الجدران القديمة.

(هذا... لا يشبه القصر.)

(هذا المكان... لا يحمل ذكرياتي، ولا صورتي المشوهة... ربما هنا أستطيع أن أتنفس.)

كان ساحة الاستقبال تعجّ بالطلاب. بعضهم يرتدون أردية جديدة بلون بيوتهم النبيلة، وآخرون من طبقات متوسطة بملابس متواضعة.

كانت هناك منصة مرتفعة، وقف فوقها رجل مسنّ بلحية فضية، وامرأة ذات نظرات حادة وعباءة خضراء مطرزة.

رجل الحرس نادى بصوت عال:

"ليتقدّم طلاب السنة الأولى الجدد! اصطفّوا حسب أسمائكم، مرشد الأكاديمية سيأخذكم في جولة تعريفيّة!"

اقترب منهما رجل أربعيني بنظارات نصف مستديرة وصوت ناعم لكنه صارم:

"أنتم من بيت إيرونديل، أليس كذلك؟ أنتما في السكن الجنوبي، غرفة مزدوجة، رقم 27. أنتما إخوة إذًا؟"

كايل قال ببرود: "أجل، لكن لا تتوقع منا أن نتشارك الغطاء."

ضحك المرشد ضحكة قصيرة:

"لا تقلق، الغطاء موفّر مزدوج، لكن النوم بسلام ليس مضمونًا."

أما ويليام، فقال وهو ينظر حوله:

"...أي مكان للنوم هنا سيكون أجمل من القصر."

لم ينتبه أن كايل نظر إليه باستغراب جديد. لكن المرشد رفع حاجبه ودوّن شيئًا في مفكرته الصغيرة.

بدأت الجولة في أنحاء الأكاديمية.

أروقة طويلة، قاعات تدريب، مكتبة شاهقة الطوابق، برج السحر، وحديقة غريبة يُمنع دخولها ليلاً.

"هذا مكان الملكي، يتغيّر شكله حسب طاقة الطلاب. لا تقتربوا منه إلا بإذن." قال المرشد بجدية وهو يشير إلى الحديقة المسوّرة بأشجار ملتوية.

ثم أشار إلى برج رمادي في الزاوية الشرقية:

"ذلك برج المراقبة، للحالات الخاصة. لن تزوروه إلا لو تسببتم بمشاكل كبيرة... أو لو أبدعتم بشكل مرعب."

همس ويليام وهو يحدّق بالبرج:

"...أعتقد أنني سأزوره."

أخيرًا، توقفت الجولة عند السكن.

مدخل من الحجر المصقول، وباب خشبي ضخم كُتب عليه: "قسم الذكور - السكن الجنوبي - عام 3005."

دخلوا معًا، تبعهم خدم يحملون الحقائب.

الغرفة كانت واسعة نسبيًا، بسريرين متقابلين، مكتب، نافذة تطل على الحديقة الخلفية.

كايل ألقى نفسه على السرير وقال:

"آه... وأخيرًا، هدوء."

أما ويليام، فتوجه إلى النافذة، وأخرج مفكرته الصغيرة، وبدأ يدوّن شيئًا فيها بصمت.

"تدون أفكارك؟" سأل كايل وهو يراقبه من السرير.

"لا... أدوّن الأشياء التي لا أريد أن أنساها، حتى لو لم أكن من عشتها."

سكت كايل، ثم قال بتنهيدة:

"على الأقل، أنت الآن بعيد عن أبي."

ويليام لم يجب.

لكنه تمتم بصوت لا يسمعه أحد:

"...وهذا أفضل هدية تلقيتها منذ أن فتحت عيني."

---

لم تكد تمر دقائق على جلوس ويليام في هدوء، حتى سُمع طرق خفيف على الباب، تلاه صوت رجل مألوف:

"طلاب الغرفة 27؟ لدي تعليمات من الإدارة!"

فتح كايل الباب، فدخل أحد المرشدين الذي كان برفقة الطلاب في الجولة، ولكن هذه المرة بدا أكثر تجهّمًا، وفي يده لفافة مختومة.

"كايل ، ستتوجه بعد العشاء إلى حفلة استقبال النبلاء في القاعة الشرقية."

ثم نظر إلى ويليام، وتردد للحظة قبل أن يسلّمه اللفافة:

"أما أنت، ويليام ... فالمدير يستدعيك الآن، على الفور."

كايل رفع حاجبه بفضول، لكن ويليام لم يبدُ مهتمًا.

"المدير؟ الآن؟ ألا يعرف أنني لم أنهِ تمارين التأمل بعد؟" تمطّى على كرسيه وتثاءب.

قال المرشد بجمود: "إنه أمر مباشر. وقد يكون له علاقة بقدرتك."

بعد عدة تثاؤبات وتمطيات وعبارات مثل "آه، ظهري"، و"هل يمكنني الذهاب نائمًا؟"، غادر ويليام مع المرشد.

[مكتب مدير قسم - الطابق الأعلى في البرج الأوسط]

كان المكتب أشبه بمتحف، مزيج من التحف السحرية القديمة، ومخطوطات عتيقة تنبض بالطاقة، وتماثيل تتنفس بخفة.

جلس خلف المكتب رجل أصلع تمامًا، بعينين رماديتين مثل ضباب الفجر، يرتدي عباءة سوداء مشكوكة بخيوط فضية.

نظر إلى ويليام كما ينظر عالم إلى مخلوق نادر.

"أنت... مختلف."

"أعرف، يقولون ذلك كثيرًا. هل أوقفتني فقط لتلقي محاضرة عن قَدَري؟ لأني نسيت مفكرتي." قال ويليام وهو يجلس دون إذن، ويمد رجليه بتراخٍ تام.

تنحنح المدير، لكنه تجاهل الوقاحة وقال:

"تحليل المانا الخاص بك أثبت شيئًا نادرًا جدًا... قدرتك ثنائية."

رفع ويليام حاجبًا: "آه، نعم. مانا مزدوجة. مانا ضوئية وظلامية، أليس كذلك؟ وكأن جسدي لم يكن دراميًا كفاية."

"عدد من يملكون هذا التكوين في القارة لا يتجاوز أصابع اليد. لهذا وضعناك في فصل خاص. نخبة من العباقرة، حيث ستتلقى تدريبًا مخصصًا."

"كم عدد الدروس؟"

"سبعة يوميًا."

"...هذا أكثر من ساعات نومي."

"كل طالب في هذا الفصل لديه مدرب خاص... وأنت ستدرّب من قِبل أليستير داركهافن."

عند هذا الاسم، رفع ويليام رأسه.

"ذاك المهووس الذي ينام داخل كهف؟"

"ذاك العبقري الذي سيتعامل مع حالتك الاستثنائية."

"هل يمكنني... رفض هذه الهدية المرعبة؟ لدي حساسية من الناس الجادين."

"ويليام، هذا لمصلحتك."

"كلمات مخيفة دائمًا تسبق الجحيم."

صمت المدير قليلًا، ثم قال بجديّة:

"أعرف عن ماضيك، لكن الأكاديمية لا تحاسبك على ما مضى. أنت أمام فرصة نادرة... لتغيّر نفسك، وتتحكم في قواك. أو تضيع كما فعلت سابقًا."

حدّق ويليام به ببطء، ثم قال وهو ينهض:

"سأحضر. لكنني لا أعدكم بالحماس."

ثم ابتسم ابتسامة باهتة وأضاف:

"أنا طالب متميز... في النوم أثناء الفوضى."

"عظيم..." تمتم المدير.

"غدًا تبدأ أول حصة لك مع أليستير. لا تتأخر."

"أتأخر؟ مستحيل." قال ويليام وهو يخرج، ثم تمتم ساخرًا:

"سأتغيب تمامًا."

[أمام الباب]

همس لنفسه وهو يهمّ بالخروج:

"فصل عباقرة... ومعلّم بوجه قبر... ورغبة في النوم. مزيج ممتاز."

ثم ابتسم:

"...لكن على الأقل، هناك شيء جديد لأفسده بطريقتي."

---

[ الأكاديمية - غرفة ويليام - الساعة التاسعة صباحًا]

هدوء تام.

ضوء الشمس يتسلل عبر الستائر ليُغرق الوسادة التي يحتضنها ويليام.

الساعة تشير إلى التاسعة تمامًا، وداخل الغرفة يسود الصمت... إلا من صوت أنفاس ناعمة، منتظمة، ورائحة خفيفة من النعناع والشوكولا، ربما من عشاء الأمس.

ويليام يتقلب ببطء، يدفن وجهه في الوسادة.

"هممم... خمس دقائق فقط... لا، عشر... أو سنتين..."

تمتم وهو يغرق في عمق لحافه المخملي.

[خارج الغرفة - بعد لحظات]

خطوات ثقيلة، وهدير غاضب يقترب.

ثم-

"افتح الباب. أو سأفتحه بطريقتي."

لم يأتِ رد.

صمت.

ثم...

تحطّم القفل بانفجار سحري بسيط.

دخل رجل طويل، يرتدي معطفًا داكنًا تصل أطرافه إلى الأرض، بخطوات كأنها تصدر من زمن آخر.

"ويليام إيرونديل."

نُطق الاسم كأنه حكمٌ يُنفَّذ.

اقترب من السرير، نظر إليه نظرة مختلطة بين الاشمئزاز والعجز، ثم...

مد يده... وأمسك بأذنه.

"استيقظ، أيها اللورد الكسول."

"آآآآآي! هذه أذن نبيل!!"

صرخ ويليام وهو يُجرّ من على السرير، لا يزال نصف نائم، نصف متمسك بالحلم الذي هرب منه.

"لقد انتهت ساعات النعاس، وأنا لست من المعجبين بعادة القيلولة في الصباح."

"لستُ نائمًا... كنت أتأمل داخلي... عاطفيًا."

"كنت تشخر."

"تأمل عميق."

جرّه أليستير عبر الغرفة، بينما ويليام يحاول التمسك بإطار الباب، برجل الطاولة، حتى بوسادته.

"هل هذه طريقة محترمة للتعامل مع طالب؟"

"أنت لا تحترم الوقت، وأنا لا أحترم النعاس."

[قاعة التدريب الخاصة - دقائق لاحقة]

وقف ويليام أمام مرآة سحرية، شعره منكوش، عباءته مقلوبة من أحد الأكمام.

"هل تعلم كم من المعلمين حاولوا تدريبي وفشلوا؟"

سأل بتفاخر بينما يتفقد أظافره.

رد أليستير ببرود قاتل:

"سأكون أول من يفشل دون أن يشعر بالندم."

"أوه، رائع. شعور مشترك."

ثم تابع ويليام ببطء وهو يحدق في المرايا المضيئة حوله:

"هل يمكننا أن نبدأ بالجزء الذي أجلس فيه وأنت تتكلم؟ إنه المفضل لدي."

"سنبدأ باختبار تفاعل مانا الضوء والظلام في جسدك."

"وأنا كنت آمل أن نبدأ بوجبة خفيفة."

"سأعدُّ وجبة... من الألم... إن لم تركز."

أغمض ويليام عينيه أخيرًا، بدأ يستشعر المانا داخله...

لكن في مكانٍ عميق، بعيد... كان عقله يهمس:

(أنا الآن رسميًا... طالب. تحت تدريب قاتل محترف. ومع هذا، لا يزال النوم أعذب من كل هذا الجنون.)

---

[قاعة التدريب - بعد نصف ساعة]

وقف ويليام في منتصف الدائرة السحرية المضيئة، يداه ممدودتان أمامه، وعيناه نصف مغمضتين وكأنه يصلي... لا، بل يحاول ألا ينام واقفًا.

أليستر، مع عباءته الداكنة ووجهه الخالي من أي ملامح تسامح، كان يراقبه بعين النسر.

"ركز. استشعر تدفق المانا بداخلك. الجانب المظلم... ثم جانب الضوء. تحكم بالتوازن بينهما."

"الجانب المظلم... فهمت. أفكر في طردي من الفراش؟"

ضربة على الرأس.

"آآآي! لدي عقل نبيل هنا!"

صرخ ويليام وهو يمسك رأسه.

"لا يبدو أنه عقل مفيد جدًا."

"أنا فقط... كنت أُدفئ التركيز."

"تابع. أعد المحاولة."

أغمض ويليام عينيه من جديد، وبدأ يتمتم:

"مانا مظلمة... كالليل... مانا مضيئة... مثل وجهي الجميل تحت الشمس... مزيج مثالي... نوعًا ما..."

ضربة جديدة.

"آآآآي! لماذا؟ لم أقل شيئًا سخيفًا بعد!"

"لأنك كنت على وشك ذلك."

"هل أصبحت قارئ أفكار؟"

"بل صرت قارئ أعذار."

ويليام فتح عينه اليسرى ونظر إليه بتذمر:

"هل هذه هي طريقة التدريس المعتمدة هنا؟ الضرب عند كل تلميح بالذكاء؟"

"بل عند كل تلميح بالكسل."

"إذن، نحن في ورطة. الكسل لدي موهبة."

"موهبتك الوحيدة الآن هي النجاة من الصفعة القادمة."

عاد ويليام للتنفس بعمق، جدية خفيفة تسللت إلى تعبير وجهه رغم الألم في رأسه.

رفع يديه، وببطء... بدأ وهج خافت يتسلل إلى أطراف أصابعه.

أليستر راقب بصمت.

ضوء أزرق خفيف من يده اليمنى... ظل رمادي يتصاعد من اليسرى.

لحظة توتر، انسجام نادر.

"أحسنت..." تمتم أليستر.

لكن-

انفجر الضوء فجأة إلى شرارة صغيرة أحرقت طرف كمّه.

"آآه! فزعت! كنت سأصرخ!"

"ثم فعلت."

قال أليستر ببرود، ثم رفع يده-

ضربة جديدة.

"أووووووووووه... هذا تنمّر نبيل! سأبلغ الإدارة!"

تأوه ويليام وهو يسقط على الأرض، قابضًا على رأسه من جديد.

"بل هذا تدريب نبيل. وستبقى هنا حتى تتمكن من إشعال الشمعة، لا نفسك."

"أنت رجل خطير... ورهيب."

"شكراً. أنا هنا لأصنع منك ساحرًا لا نكتة."

جلس ويليام القرفصاء وسط الدائرة، يداه مشتعلتان بخفة، وشعره مشعث أكثر من العادة.

ومع كل ضربة، وكل تأوه، وكل تنهيدة تذمر، بدأ شيء خفي في داخله يستيقظ.

قوةٌ قديمة... فوضوية... تتقلب بين الظلام والنور.

وربما، رغم أنفه، كان جزءًا منه يستمتع... قليلاً.

---

رنَّ الجرس.

كان صوتًا بسيطًا، لكنه في أذن ويليام بدا كترنيمة ... إنقاذٌ سماوي، دعوةٌ للتحرر.

فتح عينيه، تبرق فيهما حياة لم تكن موجودة قبل لحظة، ثم-

"أوه! انتهى الدرس! لقد دُقَّ الجرس! هذا يعني أنني، بموجب قوانين أي حضارة راقية، حر الآن!"

قالها بحماس وهو يقفز على قدميه، يداه لا تزالان تتوهجان ببقايا مانا غير مستقرة.

"ويليام، لم أنتهِ بعد. عليك تكرار التمرين مرتين على الأقل-"

لكن ويليام لم يكن يسمع.

"أنا أشعر بدعوة الطبيعة، والشمس، والحياة... والوجبات الخفيفة بين الحصص."

أدار ظهره وقفز نحو الباب كأنه يهرب من معركة شرسة.

"ارجع! التدريب لم ينتهِ بعد!"

صرخ أليستر.

"وأنا لم أبدأ يومي أصلاً!"

أجابه ويليام وهو يركض خارج القاعة كأنه نجا من معركة.

[ممر الأكاديمية - أمام القاعة]

لكن فرحته لم تدم.

أمام القاعة، وقف شخص طويل القامة، ذو شعر ابيض مربوط للخلف ونظرة حادة باردة. يرتدي زي الحرس الملكي المعدّل لطبيعة الأكاديمية، وسيف ثقيل يتدلّى من خاصرته.

" سيد ويليام."

قالها بنبرة ثابتة... كأنها أمر.

تجمد ويليام في مكانه، شعر برجفة خفيفة تسري في عموده الفقري.

"...زيك؟ ماذا تفعل هنا؟ ألم أطلقك من الخدمة؟ تركتك مع دموع الحرية خلفك!"

"الدوق أرسلني. قال بالحرف: 'لا أثق به حتى في وجود المعلمين.'"

"...خيانة أُبوية."

همس ويليام بأسى.

"قلت شيئًا؟"

"قلت... رائع، اشتقت لك."

"كاذب."

"أنت تُجيد قراءة الوجوه."

تقدم زيك، ومدّ يده يشير للطريق.

"القاعة الثالثة. حصة مبادئ المانا النظرية. سأرافقك من وإلى الصف."

"هل هذه حماية؟ أم سجن متنقّل؟"

"حماية لك... من نفسك."

"هل من حقي الاعتراض على هذا الانتهاك لحريتي الأكاديمية؟"

"قدّم التماسًا للدوق. إن نجا، سأراجعه."

"...سأبكي في طريقي."

انطلقا في الممر، ويليام يجر قدميه كما لو أنه يُقاد إلى المحرقة.

"كنت أظن أنني، بدخولي الأكاديمية، سأجد حريتي... لا وصاية ولا جواسيس ولا محاضرات إجبارية."

"وها أنت وجدت كل ذلك، لكن بعكس الترتيب."

"أنت تستمتع، أليس كذلك؟"

"بقدر بسيط."

دخل الاثنان القاعة التالية، وزيك خلفه كظلٍّ ثقيل، ويليام يهمس:

"حصة مانا؟ حسنًا، على الأقل لن يُطلب مني القفز، أو العرق... صحيح؟"

زيك لم يُجِب.

ويليام نظر له بريبة، ثم همس:

"...زيك؟"

ابتسم زيك أخيرًا:

"في هذه الحصة، ستتمنى أن تعود لأليستر."

---

[القاعة الثالثة - حصة مبادئ المانا النظرية]

الباب يُفتح بعنف.

ثم يُدفع ويليام إلى الداخل... يدفع فعلًا.

"أدخل بنفسك في المرة القادمة!"

قال زيك بنبرة صارمة.

"هذا تعدٍّ على خصوصيتي الدراسية! سأسجّلك كمعتدٍ أكاديمي!"

صرخ ويليام وهو يعدّل ياقة قميصه المبعثرة.

أنظار الطلاب كلّها تحوّلت إليه.

الوجوه... بعضها مألوف من الحفل، وبعضها جديد، لكن القاسم المشترك كان التهامس، النظرات الجانبية، وبعض الضحكات الخافتة التي لم تُخفَ عنه.

"ذلك هو ويليام، أليس كذلك؟"

"الذي نام وسط الحفل؟"

"يقولون إنه مختل. أو مريض."

"ألم يكن في غيبوبة؟ كيف سُمِح له بالدخول لفصل النخبة؟"

"هو يملك مانا مزدوجة... لكنهم قالوا إنها غير مستقرة..."

وقف الأستاذ عند منتصف القاعة، رجل طويل القامة، نحيف الجسد، يحمل دفترًا أسود وابتسامة بلا ملامح. عُرف بين الطلاب بلقب "مُمزّق الأعذار"، ولا أحد نجا من تهزيبه... ولا حتى أبناء النبلاء.

نظر إلى ويليام كما ينظر المرء إلى بقعة طين على سجادة غالية.

"اسمك."

"أنا الضحية، أولاً. وثانيًا: ويليام."

"أتعرف ما الوقت الآن، ويليام؟"

"نعم... إنه وقت الندم على الاستيقاظ."

ضحك بعض الطلاب، لكن الأستاذ لم يبتسم.

"أجلس. وسنرى إن كان ذهنك الكسول يحتوي ما يكفي من الطاقة لفهم ما كتبناه."

"سأحاول... لا أعد بالكثير، لكن أعد بعدم التسبب في انفجار."

جلس ويليام في المقعد الخلفي.

ثم لاحظ الجالسين أمامه مباشرة.

في المقدمة، على الجانب الأيمن، شاب ذو شعر اسود وعينين ذهبيه باردتين.

وجهه وسيم بشكل مبالغ فيه... وهادئ بشكل مقلق.

(ذلك هو... الأمير إيثان؟ ولي العهد؟ آه، رائع. ابقوا جميع المهمين في هذا الفصل فقط، حتى لا أرتاح.)

وبجانبه، شاب ذو شعر وردي باهت، يرتدي وشاحًا أخضر ملكيًا، وعلى وجهه تعبير مزيج بين الحذر والكبرياء.

(ريو... ابن خاله. الأمير الذهبي. الذي لم يزرني يومًا في الغيبوبة... كيف حالك؟ لم تتغير كثيرًا، ما زلت تظن أن ريش الطاووس على كتفك سيمنحك تفوقًا.)

لاحظ ريو نظرات ويليام، فالتفت نحوه، ورفع حاجبه بنبرة باردة:

"هل أزعجك وجودنا في الصف؟"

ابتسم ويليام ابتسامة كسولة وهو يمدّد ذراعيه بتكاسل:

"لا. أنا فقط أقيس المسافة التي سأضطر لقطعها إذا انفجر أحدكم من كمية الغرور."

"ما زلت حادّ اللسان، ويليام. ظننت الغيبوبة تُهذّب الرجال."

"آه، لقد فعلت. قبل الغيبوبة كنت سأضربك بكُرسي."

تدخّل الأستاذ:

"كفى! الأمير ريو، الأمير ويليام... هذا فصل دراسي، لا حفل تهديدات."

رد ويليام:

"سأعتبر ذلك تحذيرًا رسميًا للامتناع عن الإبداع."

خلال الدرس، كان ويليام بالكاد يرفع رأسه، يكتب بخط غير مقروء، يتمتم أحيانًا بصوت خافت:

"مانا مزدوجة... كارثة مزدوجة... لماذا لم أُولد نعامة؟"

في كل مرة يُسأل فيها عن تعريف أو قاعدة، يرد بجواب يبدو ذكيًا لكنه خالٍ من المعنى.

"ما هي خصائص مانا النار في حال التشبّع العالي؟" "تحترق."

"ما الفرق بين طاقة الحياة والمانا الروحية؟" "أحدهما يُبقيني مستيقظًا، والآخر لا."

"هل هذا أسلوبك في التعلم؟"

"إنه أسلوبي في النجاة."

وبينما الأستاذ يحاول الاستمرار رغم المقاومة النفسية التي يُبديها ويليام، كانت عينا إيثان تتفحصان ويليام باهتمام مختلف.

لم يكن يرى في هذا الفتى كسولًا فحسب...

كان هناك شيء ما في وقاحته الهادئة... نبرة السخرية في صوته...

(هذا ليس مجرد ولد مدلل. إنه... شيء آخر.)

بعد انتهاء الحصة، خرج الطلاب بصمت، لكن البعض ظلّ يراقب ويليام وهو يتمطّى كقط كسول بعد سبات.

ريو مرّ من جانبه، وقال بنبرة لا تخلو من التحدي:

"دعنا نرَ كم ستصمد بيننا، ابن الغيبوبة."

أجابه ويليام بابتسامة هادئة:

"طالما أنتم تعيشون على الأعصاب، فسأصمد أكثر مما تظنون."

---

2025/07/28 · 130 مشاهدة · 3787 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025