[صباح اليوم التالي - قصر الإمبراطورية، الجناح الغربي]
أشعة الشمس تسللت من النوافذ الطويلة، لتجد شابًا ممددًا على سرير من الحرير، تغطيه بطانية فاخرة، ووجهه نصف مغمور بالوسادة. ويليام، الذي قضى الليلة الماضية في حرب جسدية ضد ماناه المنفلتة، فتح عينيه ببطء.
"...نجوت؟"
رفع يده نحو السقف كأنما يتأكد من وجوده، ثم ابتسم ابتسامة كسولة:
"نجوت. والآن... حان وقت أهم معركة: الإفطار."
[قاعة الطعام الكبرى - بعد قليل]
كان الجميع يجلسون بأناقة: الإمبراطور، بكامل هيبته الملكية، يتصفح أوراقًا مهمة. كايل، جالس بطريقة متوترة كالعادة، يراقب ويليام بعين نصف مغلقة. ريو، متكئ على كوعه، يقرأ كتابًا صغيرًا. إيثان يعبث بكأس العصير.
ثم دخل ويليام...
بخطى درامية، شعره ما يزال فوضويًا، ثوبه مفتوح من العنق، وكأنه في عرض أزياء لنبلاء متعبين.
"آآه... رائحة الخبز المحمص... تستحق الاستيقاظ من غيبوبة، حقًا."
جلس على الطاولة، وبلمح البصر، بدأ يكدّس الطعام في طبقه.
"كرواسون؟ نعم. مربى التوت؟ أكيد. بيض بالأعشاب؟ لا أستطيع المقاومة. من صنع هذا؟ أريد مصافحته."
بدأ يمضغ ببطء، مغمض العينين، يتمتم:
"النعمة تجسدت في هذا الخبز... الطراوة الملكية... الرحيق النبيل..."
الإمبراطور الذي كان يراقبه بصمت، رفع حاجبه، وتمتم:
"...هل هذا طبيعي؟"
كايل، دون أن يرفع رأسه:
"نسبيًا، نعم."
ريو أضاف:
"تحسن عن الأمس، كان يصرخ وهو فاقد للوعي."
إيثان:
"على الأقل لم يطلب وسادة بعد."
ويليام رفع رأسه فجأة:
"بالمناسبة، يا صاحب الجلالة!"
الإمبراطور التفت نحوه.
"نعم؟"
"عن إنقاذ ابنك ونجاتي من الغابة المرعبة والانفجارات والوحوش وكل ذاك الهراء... هل سأحصل على مكافأة؟"
"...أي نوع من المكافآت؟"
ابتسم ويليام ببريق مرح:
"متجر. متجر حلوى. فيه نافورة شوكولا. وسقف على شكل كعكة. وأسميه 'قصر السكّر'."
"..."
الإمبراطور صمت. التفت نحو كايل:
"هل هو جاد؟"
كايل تنهد:
"دائمًا ما يبدو كذلك... للأسف."
ويليام رفع إصبعه:
"وقد يُسهم في دعم الاقتصاد الإمبراطوري عبر تجارة الحلوى العابرة للممالك. فكر في الأمر."
الإمبراطور، رغم ذهوله، ابتسم قليلًا - ابتسامة صغيرة، ولكنها كانت هناك.
"حسنًا. سأناقش الأمر مع مستشاريّ."
ويليام:
"صفقة."
[بعد دقائق، بينما يواصل تناول الطعام]
همهم ويليام أغنية غير مفهومة وهو يغمس قطعة خبز في العسل. ثم رفع وجهه وقال:
"هل تعرفون؟ أظن أنني مستعد للعيش يومًا دون أحداث غريبة. فقط طعام... ومحل حلويات... وصمت..."
وفجأة، دوى انفجار بعيد.
ويليام توقف، نظر نحو الجميع:
"...إلى الجحيم بهذه الأمنية."
---
[قاعة الطعام - بعد الإفطار مباشرة]
كان الجو مشحونًا بنوع غريب من الهدوء، حتى وضع الإمبراطور أوراقه جانبًا وحدّق نحو الشبان الأربعة أمامه. صوته هادئ لكنه حاسم:
"تم إصدار أمر إمبراطوري هذا الصباح."
التفتت الأنظار إليه.
"أكاديمية [أستريا] ستُغلق مؤقتًا. أسبوعٌ كامل، من أجل التحقيق في حادثة الاختطاف، وتقييم سلامة الطرق المحيطة."
كايل حدق فيه فورًا:
"...أسبوع؟"
ريو رفع حاجبه:
"إغلاق كامل؟"
إيثان فقط أومأ ببطء، بينما بدأ ويليام بالابتسام... تدريجيًا... حتى ابتسم ابتسامة بحجم القارة الشمالية.
"أسبوع عطلة...؟!"
همس لنفسه، يكاد يطير من الكرسي:
"هذا... أعظم خبر سمعته منذ أن علمت أن الشوكولاتة لا تُعد من الخضار."
الإمبراطور واصل بنبرة صارمة:
"وبناءً عليه، سيتم تأجيل عودتكم للمناطق التي تنتمون إليها. كايل، لن تذهب إلى الشمال. وريو، ستبقى هنا بدلًا من السفر إلى الجنوب."
كايل استقام في جلسته، وقال بأدب لكن بصوت معارض:
"جلالتك، مع كامل احترامي، إن عودتي لقلعة الشمال-"
"-تمثل خطراً على سلامتك،" قاطعه الإمبراطور، "وقد تم التصويت في المجلس الإمبراطوري بالإجماع. لن تغادروا."
ريو زفر، مائلًا برأسه:
"كنت أتطلع لمقابلة والدي..."
ثم نظر نحو ويليام، الذي كان يصفق ببطء، وهمهم وهو يتمايل:
"أسبوع كامل من الطعام الإمبراطوري... بدون محاضرات... ولا تقارير تقييم... ولا استيقاظ مبكر...!"
ضحك بخفة وقال بصوت منخفض:
"لو علمت أن الاختطاف يعطي عطلة، لفكرت في الموضوع منذ زمن."
كايل رمقه بنظرة حادة، ثم قال له:
"هل أنت جاد؟ ألا يجب أن تقلق على صحتك أو سلامتك على الأقل؟"
ويليام، وهو يأخذ قطعة خبز محشو بالجبن:
"أنا حي. لديّ مخدة. وطعام. لا يوجد ما أشتكي منه."
ثم تمتم بسعادة عارمة، وهو يغمض عينيه:
"في القصر الإمبراطوري... حيث الطهاة يعرفون كيف يُطبخ البيض، لا مثل طبخات الأكاديمية المتفحمة... هذا جنّة."
الإمبراطور اكتفى بمراقبته بصمت طويل... ثم قال بهدوء:
"ويليام."
رفع رأسه فجأة، بفم مليء:
"هم؟"
"هل هذا يعني أنك لا تمانع البقاء تحت حمايتي المباشرة طوال الأسبوع؟"
ويليام بلع اللقمة، ثم أشار بإبهامه للأعلى:
"إذا ضمنت لي حلوى بعد الغداء، فأنا موافق رسميًا."
إيثان تمتم:
"هو لا يمزح... إنه سعيد فعلاً."
كايل غطّى وجهه بكفه:
"...أنا أعيش في كابوس."
ريو نظر نحو الإمبراطور وقال بتهكم خفيف:
"هل نعتبر هذا حجزًا ملكيًا؟"
الإمبراطور رد دون أن يبتسم:
"بل ضمانة ملكية... أن لا يختفي أحدكم مجددًا."
[بعد لحظات، يغادر الجميع القاعة... ما عدا ويليام.]
وقف أمام الطاولة، يداه على خاصرته، يحدق بطبق الفاكهة المتروك.
"...هل سيلاحظون لو أخذته لغرفتي؟"
----
[المساء - القصر الإمبراطوري - صالة الاستقبال الرسمية]
كان الجو مشحونًا، الأجواء أكثر هدوءًا من المعتاد. الأبواب الثقيلة فُتحت بعناية، وصوت خطوات واثقة تردد صداه في أرجاء القاعة.
دخل رجل طويل، مهيب، ذو نظرة صارمة ونبرة صماء كالجليد.
إنه دوق جوزيف... والد كايل و-للأسف-ويليام.
وقف كايل مباشرة باحترام، وانحنى:
"أبي..."
الدوق اقترب بخطوات ثابتة، وضع يده على كتف كايل، وعيناه تُفحصانه سريعًا.
"...أنت بخير. جيد."
ثم انتقل ببطء بنظره إلى اليسار... حيث جلس ويليام على الأريكة، متربعًا وكأن لا شيء في العالم يعنيه، يشرب كوبًا من الشاي بالعسل ويقرأ كتيبًا بعنوان: "أسرار الكراميل المثالي."
رفع الدوق حاجبه وقال ببرود:
"...ويليام."
نظر ويليام إليه، ثم ابتسم تلك الابتسامة المزعجة المميزة:
"أوه، يا له من لقاء عائلي مفاجئ."
نهض ببطء، مسح يديه بمنديل ناعم، واقترب بكسل حتى وقف أمام والده.
الدوق لم يبتسم. لم يتحرك. فقط أشار بيده نحو الحزام الجلدي الملفوف عند خاصرته... إشارة صامتة لا لبس فيها.
ويليام رمش ببطء، ثم شبّك ذراعيه وتنهد:
"أجل، أجل... تعلمت درسي. لن أُختطف مجددًا. سأبقى في مكان آمن، وسأتناول طعامي بانتظام، ولن أُثير مشاكل."
ثم اقترب قليلًا وهمس:
"حتى لا تفكر بتفعيل ذلك الحزام اللعين أمام شهود..."
الدوق أبعد نظره، وكأنه ينفي شيئًا، ثم استدار دون أن ينبس بكلمة أخرى. قال فقط وهو يخطو خارج القاعة:
"ابقَ هادئًا يا ويليام... لا تُحرج اسم العائلة ."
وبينما غادر بخطواته الثقيلة، تنهد ويليام، ثم رفع عينيه إلى السقف وهمس بصوت عميق:
"...كالعادة..."
ثم استدار نحو كايل وإيثان الذين كانا يراقبان بصمت:
"يالي من ابن وسطاني مظلوم."
ثم لوّح بيده كأنما يدعو نفسه:
"لنذهب الآن إلى مكاننا الطبيعي... حيث لا توجد أحزمة تهديدية... فقط حلوى وكعك."
---
[داخل ممرات القصر الإمبراطوري - مساءً]
كان ويليام يسير بخفة ناعسة، يده خلف ظهره، يتأمل جدران القصر المذهبة وكأنها معرض لوحات مملٍ لا ينوي دفع ثمن دخوله. فجأة-
[طِنن!]
نافذة شفافة من النظام انبثقت في وجهه، مضيئة بلون ذهبي ينبض بخطورة:
[إشعار من النظام:]
"تنبيه: في الاجتماع المسائي الملكي الذي سيُعقد اليوم في القاعة الكبرى، يوجد خائن بين الحضور. على حامل النظام التحري، المراقبة، والتصرف عند الضرورة."
ويليام رمش، تنهد بعمق، ثم أخرج من جيبه قطعة حلوى ملفوفة بورق ذهبي وفتحها.
"آه... ها نحن نبدأ مجددًا..."
أغلق الإشعار بكبسة واحدة، وكأنه يرد على بريد مزعج من موظف سابق.
"خائن؟ في القصر؟ أكيد أحدهم نسي أن يضيف عسلًا على الخبز، هذا هو الخيانة الحقيقية."
بدأ يتمتم مع نفسه بصوت عالٍ، بينما ينعطف نحو المطبخ:
"أنا متأكد أن الخائن سيُكشف حتمًا... لديّ ثقة كبيرة في كايل... أو في ريو... أو حتى في أحد الأثاث الملكي الذي قد يتكلم يومًا ما..."
[داخل المطبخ الإمبراطوري]
دخل بخطى واثقة وكأنه أمير مكانه الطبيعي بين القدور، رفع يده بلا تردد وقال:
"تحية للمحاربين الحقيقيين! أبطال السكر والدقيق!"
الخدم تجمدوا لحظة، ثم بدأ بعضهم يتمتم:
"إنه هو..."
"النبيل الذي كان في غيبوبة..."
"منذ استيقاظه وهو يتحدث مع نفسه... والهواء..."
"ويضحك من أشياء لا تُرى... هل هذا هو الجنون النبيل؟"
أما ويليام؟ جلس على الطاولة الخشبية الطويلة، التقط طبقًا مليئًا بحلوى الفانيلا بالكريمة وبدأ بأكلها وهو يغمغم كأنه في جلسة تقييم:
"النكهة... 8 من 10... التوازن بين السكر والقوام: ممتاز... لكن هناك رشة قرفة إضافية كان يمكن تفاديها."
رفع إصبعه فجأة باتجاه الخادمة الأقرب:
"من خبز هذا؟!"
قالت، مرتجفة:
"ا-أنا يا سيدي..."
تأمله بلحظة صمت، ثم ابتسم ابتسامة عميقة:
"أنتِ نجمة هذا القصر. احضري لي عشرًا أخرى."
[صوت خافت في الخلفية]
"...هذا الشاب... يجب أن يُعرض على طبيب."
أما ويليام؟ فكان قد نسي تمامًا أمر الخائن والاجتماع والسياسة. كان مشغولًا بالحلوى... وصوت همسه يعلو في صمت المطبخ:
"في هذا العالم، هناك نوعان من الناس... من يخافون من المؤامرات... ومن يختارون الكعك."
---
[حدائق القصر الإمبراطوري - قبيل الغروب]
جلست الشمس على حافة السماء كما يجلس ويليام تمامًا: بكسلٍ لا نهائي.
كان مستلقيًا على العشب الناعم تحت شجرة كرز مزهرة، إحدى ساقيه متقاطعة على الأخرى، ويده اليسرى تمسك بكتاب وردي بعنوان: "قلبي بين يديك، يا قاتلي الوسيم"، بينما يده الأخرى تعبث بطبقٍ من المكسرات الفاخرة.
بجانبه، سلة ممتلئة بكل أنواع التسالي: شوكولاتة، حلوى جيلاتينية، ومخدّة صغيرة مطرزة بشعار العائلة الإمبراطورية (التي لم يهتم بها قط).
وفي الجوار، عند ممر الحديقة، تجمّعت بعض الخادمات خلف شجيرة:
"إنه هو... ابن دوق جوزيف... العار المتحرك."
"تخيلي... يقولون أنه السبب في طلاق الدوق من زوجته!"
"ابن غير شرعي، ومع ذلك يتجول في القصر وكأنه أمير."
"وما زاد الطين بلّة؟ أنه يقرأ روايات تافهة بصوتٍ عالٍ وكأننا في مسرحية سوقية!"
أما ويليام، فكان قد سمع كل شيء.
رد فعل؟ لا شيء.
بل فقط مدّ يده وأخذ حبة مكسرات وقال وهو يقلّب الصفحة:
"صفحة ٣٤... البطلة تسقط عن الجسر، فينقذها البطل وهو يبكي دموع دم... آه، العبقرية النثرية."
ثم رفع الكتاب قليلًا، وبدأ يتمتم، لكن هذه المرة ليس عن القصة:
"الأسترا شكلها مرآة... النولا رجل... ونظامي المزعج يرسل إشعارات بلا فائدة وكأنني موظف تحت التجربة..."
تنهد.
"المانا داخلي تُصدر ضوضاء أسوأ من أطفال نبيل في وليمة... وكل هذا لأن قوتي لا تتوافق؟ من الرائع أن أكون استثنائيًا، لكن هل يمكنني أن أكون استثنائيًا بدون صداع؟"
بدأ يحرك أصابعه فوق العشب، يرسم دوائر في التراب دون وعي، وعيناه معلقتان في السماء:
"الواقع، يا عزيزي، أسوأ من الروايات... على الأقل في الرواية، عندما يتعب البطل... يظهر من يحمله."
ثم تمتم:
"...وأنا؟ عندما تعبت، حملت نفسي وتسلقت سقف قبو العصابة كي أهرب... وأنا ما زلت ألبس بيجاما."
مرت سحابة بطيئة فوقه.
حفيف الشجر... وحديث الخدم... وصوت صفحة تُقلب...
كل شيء بدا هادئًا... لكنه كان الهدوء الذي يسبق سقوط نيزك درامي.
رفع عينيه أخيرًا، تنهد، ثم قال بصوت ناعس:
"يبدو أن عليّ التظاهر بالاهتمام قريبًا... آه، متى يُفتح المطبخ الليلي؟"
---
[منتصف الليل - القصر الإمبراطوري]
استفاق ويليام فجأة.
لم يكن هناك كابوس... لا أصوات غريبة... فقط، معدته أصدرت زئيرًا دراميًا كأنها تنادي:
"أنقذوني!"
نهض من سريره بتثاقل، شعره منكوش وملابسه غير مرتبة. تمطى، ثم تمتم وهو يمشي حافي القدمين:
"منتصف الليل... الوقت المثالي لسرقة حلوى أو مطاردة أرواح ضائعة... لكن أنا؟ أريد كعكة."
سار في الممرات بهدوء لا يشبهه، يتثاءب ويكاد ينام واقفًا.
لكن في لحظة خاطفة... وهو يفتح بابًا اعتقد أنه المؤدي إلى المطبخ...
...دخل مباشرة إلى غرفة الاجتماعات الإمبراطورية.
في الداخل، كان الإمبراطور جالسًا في صدر الطاولة، وبجواره دوق جوزيف، وعدد من النبلاء رفيعي المستوى. الخدم والحراس مصطفون بصمت، والهواء مشحون بتوتر غير مألوف.
كل الرؤوس التفتت.
ويليام، الذي كان يفتح الباب نصف مغمض العينين، تجمّد.
ثم همس:
"...آه. ليست المطبخ."
واستدار بهدوء ليغادر...
لكن صوت الإمبراطور أوقفه:
"ابقَ، ويليام."
توقف، ثم التفت ببؤس:
"لكنني... أبحث عن خبز؟"
"اجلس."
تذمّر بصوتٍ مسموع، وسار بتكاسل نحو أقرب كرسي، رمى نفسه عليه كأن الجاذبية خانته.
"هذا تعذيب رسمي... أن يُحتجز جائع في اجتماع نبلاء؟"
نظرة دوق جوزيف كانت كفيلة بإسكات أي شخص.
أشار إلى حزامه الجلدي.
ويليام صمت فورًا، وجلس معتدلًا كطالب التقطه المدير في منتصف نكتة.
ثم... دقّ في رأسه الإشعار القديم.
[تحذير: يوجد خائن في اجتماع القصر الإمبراطوري الليلة. اكتشفه.]
ببطء... وكأن مخه استيقظ فجأة، بدأ ويليام ينظر حوله.
عيناه الباردتان، واللتان كانت قبل لحظات نصف مغمضتين بسبب النعاس، صارتا حادتين.
بدأ يُحصي الوجوه... أسماء النبلاء... سجلاتهم التي قرأها من ملل قبل أيام...
"اللورد فالتين... لديه سجل تمرد مشبوه.
البارونة ميرشا... ترتدي الكثير من الذهب رغم إفلاسها المعلن.
اللورد ريمون؟ ...كاد أن يُطرد من المجلس لولا تدخل مشبوه من الحنوب."
همهم ويليام:
"يبدو أن الحلوى ليست الشيء الوحيد اللزج في هذه القاعة."
الإمبراطور استدار إليه:
"قلت شيئًا؟"
ويليام رفع حاجبه:
"قلت: الحلوى... آه، أقصد... الخونة لزجون كالعسل الفاسد. نعم، ذلك تمامًا ما قلته."
جوزيف وضع يده على جبينه، وكأن الصداع عاد، فيما همس أحد النبلاء:
"هل هذا هو... ابنك؟"
جوزيف رد بصوت منخفض:
"للأسف، نعم. ذلك هو ابني... الأوسط."
ويليام، في المقابل، تمتم:
"ابن وسطاني... مظلوم حتى في منتصف الليل."
ثم استقام ببطء، ونظر إلى أحدهم بعين ضيقة:
"لكن الليل لم ينتهِ... وأحيانًا، من يمشي جائعًا... يلتهم السر أولًا، قبل الخبز."
---
[غرفة الاجتماعات الإمبراطورية - منتصف الليل]
جلس ويليام بصمت. أو بالأحرى، جلس وهو يحاول أن يبدو صامتًا.
عقله، من جهة، يصرخ: "أين الطعام؟"
والنظام، من الجهة الأخرى، يهمس:
[تحذير: الخائن حاضر في هذا الاجتماع.]
أما الموقف الحقيقي؟ فكان مليئًا بالنبلاء الجادين، والمواضيع السياسية المعقّدة، وأصوات أوراق تُقلب، وخُطط تُناقش.
الإمبراطور، الذي كان يقود الاجتماع، قال بهدوء مدروس:
"نحن على وشك الدخول في تحالف رسمي مع إمبراطورية سابارا. لقد أرسلت سفيرها خطاب نوايا واضح، وتتحدث عن تجارة، وجيش مشترك، ودعم في حال نشبت حرب في الاقليم ."
ويليام - الذي كان يراقب السقف وهو يتمتم داخليًا - كاد يصرخ:
"أوه، بحق أريد البطاطس!"
نظر إلى أحد الحضور، ثم إلى الآخر، وكل ما خطر في باله هو:
"رائع... إنهم يقفزون في فم التنين وهم يضحكون."
ثم تمتم بنبرة منخفضة سمعها اثنان على الأقل:
"رواية الردىء، فصل الخيانة الإجباري، مشهد رقم ٣ من كل رواية حربية بائسة..."
التفت إليه الإمبراطور:
"هل قلت شيئًا؟"
ويليام ابتسم ببلاهة:
"قلت إن سابارا... خيار جريء. مثل أكل سمكة منتفخة قبل أن تتأكد أنها ليست مسمومة."
تبادل النبلاء النظرات. أحدهم سعل بإحراج، بينما دوق جوزيف تمتم:
"ليته عاد للنوم."
لكن الإمبراطور رفع يده، وطلب من الجميع الصمت.
"ويليام، هل تعرف شيئًا عن إمبراطورية سابارا؟"
هنا... تلمع عينا ويليام.
"أوه، بالتأكيد أعرف. أعرف أنهم سيطعنونكم في ظهركم بعد ثلاثين فصل تقريبًا."
لكن بالطبع، لم يقل ذلك.
بل قال، بصوتٍ مائل إلى الكسل:
"قرأت في... روايات عديدة... أن سابارا، مثل العشيقة الجميلة. تأتيك مُعطرة ومُبتسمة... ثم تسرق ذهبك وأسرارك، وتتركك عاريًا في المطر."
عمّ الصمت. أحد النبلاء قال باستياء:
"هذا تشبيه مبتذل."
ويليام رد ببساطة:
"نعم. وكذلك خطتكم."
دوق جوزيف ضرب جبهته براحة يده.
أما الإمبراطور، فرمقه بنظرة طويلة... ثم التفت مجددًا للوثائق أمامه، وكأنه أخذ الملاحظة على محمل الجد - بشكل غريب.
لكن داخل عقل ويليام... كانت حرب أخرى تدور.
"الخائن هنا... من؟ ليس الإمبراطور. هذا أكيد. لكن هل هو أحد النبلاء؟ أو ربما أحد السحرة؟ أو..."
نظره انسحب نحو أحد النبلاء الذي بقي صامتًا طوال الوقت... اللورد راينولد.
عيناه تتحركان كثيرًا. يدوّن باستمرار. لم ينظر مرة إلى الإمبراطور أثناء الكلام. وهو من القلائل الذين دعموا تحالف سابارا بحماسة مبالغ فيها...
"مثير للاهتمام..."
لكن طبعًا، لم يظهر على وجه ويليام شيء سوى تعبير التململ والجوع.
حتى أنه تمتم:
"لو مات أحدهم هنا... هل يُلغى الاجتماع؟"
أحد الحراس كتم ضحكة.
الإمبراطور تجاهل التعليق، لكن عينه كانت تتابع ويليام باهتمام جديد.
"الاجتماع سيُستأنف صباح الغد، وأتوقع من الجميع مراجعة تفاصيل الاتفاق مع سابارا."
قالها الإمبراطور، فوقف الجميع احترامًا.
أما ويليام؟ فنهض ببطء وقال بصوت منخفض بينما يغادر:
"أتساءل... هل سيجدون جثة خيانتهم في حفلة الشاي القادمة... أم بعد سقوط العاصمة؟"
وفي ممرات القصر، سار وحده، يهمهم:
"لا الأسترا تساعدني، ولا النولا... والآن، لدي خائن، وتحالف غبي، وبطون فارغة."
"رائع يا نظام... فقط، متى ستُرسل لي تنينًا يتكلم؟ لأني بدأت أشك أن هذه رواية سخرية من ذكائي."
----
[بعد الاجتماع - الممر الجنوبي - منتصف الليل]
كان الجميع قد عاد إلى غرفهم. أما ويليام، فكان له رأي آخر.
"الجوع لا ينتظر المؤامرات السياسية."
قالها لنفسه وهو يشد عباءته حول كتفيه ويتسلل نحو المطبخ كما لو كان لصًا هاويًا.
وحين دخل المطبخ، وجد طاولة عامرة بأوانٍ مغطاة، وصفوف من الخبز والحساء والفطائر المخبأة من العشاء.
عينيه لمعَتا.
"هاه... وأنتِ أيتها الجميلة، فطيرة الكرز... لم أركِ منذ زمن."
جلس، سحب طبقًا، ثم آخر، وبدأ يلتهم ببطء وكأنه في نزهة لا في قصر إمبراطوري يعج بالمؤامرات.
بين كل قضمة وأخرى، كان يفكر.
"اللورد راينولد... هذا الاسم يزعجني. عيناه مثل أعين الجرذان... وطريقته في الكلام؟ مصقولة أكثر مما يجب."
"وهو الوحيد الذي لم ينظر للإمبراطور. هذا لا يحدث صدفة."
"ثم إن النظام أطلق التحذير فور دخولي الاجتماع. حسنًا، ربما ليس فورًا... لكن بعد حديث سابارا مباشرة."
"الخائن... يدعم التحالف. هذا مؤكد."
رفع كوب العصير إلى فمه، شرب، تمتم:
"أعشق التحليل السياسي... وأنا ألتهم قطعة خبز بالثوم. فخامة."
ثم ضرب الطاولة بخفة:
"إذن... إن كنت أنا الذكي الوحيد في الرواية... فمن الأفضل أن أتصرف بحذر."
وقف بتكاسل، التقط تفاحة، وخرج يتمشى في الممرات المظلمة بينما يتمتم:
"لابد أن راينولد لاحظني. ربما اعتبرني مجرد ابن دوق مشوّه... لا ضرر منه. وهذا جيد."
ثم فكر فجأة:
"أو ربما لاحظ سخريتي... وخاف أن أكون عرفت شيئًا..."
توقف فجأة، وأمسك رأسه:
"تبًا... هل كنت واضحًا؟! هل كان يجب أن أتمتم عن السمكات والطعنة الخلفية علنًا؟!"
ثم نظر إلى التفاحة في يده وتمتم:
"يا محظوظ يا أنا... سأموت الليلة."
عاد لغرفته في القصر، أغلق الباب خلفه وأغلق القفل، وضع كرسيًا تحته، ثم سحب وسادة إضافية ووضعها خلف ظهره، وجلس في السرير.
"طيب، لنفكر بخطة. أحتاج إلى كشف الخائن. لكن لا أريد أن أُقتل."
"الخيار الأول: أتحدث للإمبراطور؟ مستحيل. سيطالب بالأدلة، وسيظن أني أتصرف بجنون مجددًا."
"الخيار الثاني: أراقب راينولد بنفسي... كلا، أحتاج جاسوسًا."
هنا... تلمع عيناه.
"الخدم... الخدم يعرفون كل شيء! وغالبًا، يسمعون أكثر من النبلاء."
استلقى على السرير، وبدأ يخطط.
"سأتحدث مع إحدى الخادمات في الفجر... من النوع الذي يحب الثرثرة."
"أو ربما أستغل ريو. هو الأكثر عقلانية بيننا، وقد يساعد في المراقبة. كايل؟ سيقول إني أتخيل أشياء."
ثم، فجأة... خفت ضوء الغرفة.
نظر حوله.
"هاه... لا، لا تبدأون. لا تظهر لي وحوش مانا، لا تظهر لي النولا، لا مرآة ولا نجم!"
لكن لا شيء حدث.
تنهد.
"جيد... لا وحوش... هذا جيد."
غطّى نفسه حتى الرأس، وتمتم:
"الخائن سيُكشف... لكن بعد النوم. ولا بأس، إن متُّ الليلة، فليكن وأنا شبعان."
[خارج غرفته، في الظل... أحد الحراس كان يراقب الباب، وفي عينيه لمعة لم تكن عادية.]
---
[غرفة ويليام - منتصف الليل - القصر الإمبراطوري]
كان كل شيء هادئًا، كما لو أن المدينة تنام على وسادة من حرير... لكن في تلك اللحظة بالضبط، تومضت عينا ويليام بالضوء الأزرق المعهود.
ظهرت أمامه نافذة شفافة في الهواء، تتوهج بكلمات صغيرة:
> [تنشيط تلقائي لقدرة "الأسترا - عين المستقبل"]
[المستقبل القريب: دقيقة واحدة]
لم يكن هذا جديدًا على ويليام. لكن ما رآه هذه المرة... جعله يُصاب بالقشعريرة.
[رؤية الأسترا - بعد 42 ثانية من الآن]
باب غرفته يُفتح بصمت تام.
ثلاثة رجال ملثمون يدخلون بخفة، يحيطون بالسرير.
واحد يرفع خنجرًا يلمع في الظلام...
والآخر يسحب قارورة صغيرة - سم قاتل.
والثالث يتجه نحو النوافذ، يغلقها استعدادًا لمنع الهرب.
ثم-
قطع، وصمت.
عاد الوعي الحاضر، وعيناه اتسعتا.
"حسنًا... هذا مقلق."
نهض فورًا من السرير، وهو يتمتم:
"ثلاثة قتلة؟ في منتصف الليل؟ بينما أكون نائمًا؟ غير أصلي إطلاقًا."
ثم وضع يده على ذقنه:
"لكني رأيت النافذة قبل أن تُغلق... لدي دقيقة."
نظر إلى الغرفة.
سريره في المنتصف. لا أماكن للاختباء. لا أسلحة.
"حسنا... لنكن أذكياء."
أول خطوة؟ سحب غطاء السرير وتشكيل وسائد تحاكي شكل جسده، بدقة، كما في الأفلام الرخيصة.
ثم-
فتح الخزانة، وانزلق داخلها، ضاغطًا نفسه بين معطفين شتويين، تمتم:
"أكره الرطوبة... أكره الاختباء... وأكره أن أبدو مثل البطاطا الملفوفة."
مرت ثلاثون ثانية.
صوت المفتاح يدور في الباب.
دخلوا. تمامًا كما رآهم.
"الولد نائم."
"لا تصدر صوتًا. بسرعة."
---
أحدهم يرفع الخنجر... يغرسه في الوسادة.
لا دم.
"ما هذا؟!"
"خداع؟!"
ويليام، من داخل الخزانة، ابتسم ابتسامة خفيفة وهو يهمس:
"أُطلق عليه: الفخ الكسول."
قفز من الخزانة فجأة، وصرخ:
"الآن يا نوالا !"
فانفجر حاجز مانا حول جسده، واندفع نحوهم بطاقة غير متوقعة.
ارتبك القتلة.
ضرب الأول بحافة الخزانة مباشرة.
رمى الثاني بالكرسي. حرفيًا.
أما الثالث؟ سقط على الأرض عندما انزلقت قدمه على تفاحة مأكولة نصفها.
"انظروا إلى هذا... هل تتخيلون؟ كادوا يقتلوني وأنا نائم! لو كنت في مزاج سيئ لبدأت بالصراخ..."
ثم توقف، وضع يده على رأسه.
"في الواقع... سأصرخ الآن."
"حراااااااااااااس!!!"
دقائق، وكان المكان يعج بالفرسان.
كايل أول من دخل، تلاه ريو، ثم إيثان الذي بدا وكأنه جُرّ من نومه جبرًا.
كايل: "ويليام، ماذا يحدث؟!"
ويليام، وهو يضع قدمه على واحد من القتلة:
"حفلة ليلية... لكني نسيت أن أرسل دعوات."
إيثان نظر إلى الفوضى: "هل قتلتهم؟"
ويليام، وهو ينفخ على أظافره:
"دعنا نقول إنهم تعثروا بعبقريتي."
الإمبراطور وصل لاحقًا، يرافقه قائد الحرس.
"هل هذا... هجوم اغتيال؟ في القصر؟!"
ويليام أشار إلى الجثث، ثم قال:
"وأنا نائم تقريبًا... لقد دمروا جماليتي اليلية."
ثم تمتم بصوت منخفض لا يسمعه إلا ريو:
"يا محظوظ يا أنا... لم أمت الليلة."
وبينما يُنقل القتلة للتحقيق، كان ويليام يتجه نحو المطبخ.
"أحتاج إلى مكافأة."
"ليلة مليئة بالنجاة... تستحق فطيرة."
[في الظل، راينولد كان يراقب من بعيد، أسنانه تضغط على بعضها.]
[قال بصوت خافت: "هذا الولد... خطر أكثر مما توقعت."]
---
[بعد منتصف الليل - القصر الإمبراطوري - خارج غرفة ويليام]
انتهى الفوضى. أُبعد القتلة، وهدأت أقدام الحراس، لكن الليل لم يعد كما كان.
ويليام كان واقفًا عند باب غرفته، بعباءته الحريرية غير المرتبة، وشعره في حالة فوضى أشبه بما بعد إعصار متوسط الشدة، يتنهد وهو يقول:
"لن أثق بوسادتي بعد الآن... من يدري، قد تطعنني أيضًا."
خطوات قادمة من بعيد، ثقيلة، محسوبة، ومعها هالة من هيبة نبيلة مألوفة.
ظهر الدوق جوزيف، والد ويليام، أخيرًا. نظر إليه بصمت، عيناه تجولان على آثار الفوضى في الغرفة، ثم على ابنه الذي بدا وكأنه خرج من معركة... أو حفلة تنكرية فاشلة.
اقترب ببطء، ثم وقف أمامه دون أن يمد يده أو يفتح ذراعيه.
"...هل أصبت؟"
رد ويليام بكسل، وهو يتمطى:
"أوه، لا تقلق، أنا بخير. فقط ثلاثة قتلة، محاولة اغتيال صغيرة، حاجز مانا وبعض الركلات في الظلام... ليلة عادية جدًا."
جوزيف تنهد، ثم تردد لحظة، وكأنه يفكر أن يلمس كتف ابنه... لكنه تراجع سريعًا، وأخفض يده.
قال بصوته الجاد المعتاد:
"لن تنام هنا الليلة."
ويليام، وقد رفع حاجبه بشك:
"لماذا؟"
"جناحك غير آمن. ستأتي للنوم في جناحي. الحراس هناك أفضل، والهجوم لن يتكرر."
ويليام فتح فمه ببطء، ثم أشار لنفسه:
"أنا؟ في جناحك؟ أنا لا أتذكر أننا قريبين لهذه الدرجة، دوقي العزيز."
ابتسامة صغيرة ساخرة ارتسمت على وجهه، قبل أن يهمس وكأنه يحدث نفسه:
"أليس هذا نفس الرجل الذي تركني أتجول في الأكاديمية مثل شرير بدون دليل أبوة؟"
جوزيف أشار بهدوء إلى حزامه الجلدي المخيف، الذي طالما كان رمزًا للعقاب العائلي، ثم قال ببرود:
"ويليام..."
"هاه؟"
"لا تُجبرني على استخدام هذا."
ويليام توقف، عبس قليلًا، ثم تمتم:
"هذا تعذيب علني، أين حقوق الإنسان؟ أين مجلس النبلاء حين تحتاجه؟"
"في فراشهم، نائمين."
"غش."
استدار جوزيف دون أن ينتظر موافقة، وقال ببساطة:
"اتبعني."
ويليام بقي واقفًا مكانه، ثم نظر إلى السماء، وكأنه يستنجد ما، ثم تمتم:
"يالي من ابن وسطاني مظلوم... أسجن في الأكاديمية، أُختطف من النقابة، أُطعن في فراشي... والآن أُجبر على النوم في جناح والدي الذي يظن أن الحنان يعني إعطاء وسادة إضافية."
أمام هذا المشهد، وقف الإمبراطور في نهاية الممر، يراقب بصمت، ثم انفجر ضاحكًا لأول مرة منذ أسابيع.
"هاهاهاه، لم أتخيل يومًا أن أراك تُجبره على الطاعة بهذه الطريقة يا جوزيف!"
جوزيف لم يرد، لكنه لم يمنع الزاوية الصغيرة من فمه أن ترتفع.
ويليام، وهو يسير بتثاقل خلف والده، متمتمًا:
"حسنًا... على الأقل قد تكون هناك كعكة في جناحه. أو وسادة مخملية. سأعد هذا إنجازًا."
[وفي جناح الدوق - دقائق لاحقة]
كان المكان مرتبًا، كلاسيكيًا، ورائحة الكتب والجلد تعبق في الهواء.
جوزيف جلس على الأريكة، يقرأ ملفًا بهدوء.
أما ويليام؟ فقد أخذ نصف السرير، ثم انقلب على بطنه، ثم على ظهره، ثم قال:
"سريرك مريح... بشكل مزعج."
جوزيف لم يرفع عينيه:
"نم، غدًا يوم طويل."
"أتذكر حين كنت صغيرًا وسكبت الحبر في قهوتك؟"
"نعم."
"كنت أتوقع أن تضحك... بدلًا من جعلي أنظف الحديقة كلها في منتصف الشتاء."
"هذا جعلك رجلًا."
ويليام أغلق عينيه، وهو يتمتم:
"بل جعلني مهرجًا بعين واحدة مجمدة..."
[في الظل، كان الخطر لا يزال يتربص.]
[لكن الليلة... سينام ويليام، وإن كان مجبرًا.]