1 - "دعسة شاحنة... واستيقاظ غير مرحب به"

[سيؤول - كوريا الجنوبية]

راكان تشوي، شاب عشريني عادي، كان يعيش حياة بسيطة ومملة. يعمل من المنزل، يطلب الوجبات الجاهزة يوميًا، ويقرأ المانهوا قبل النوم. لم يكن بطلًا، ولم يكن شريرًا، فقط... شخص يحب الكسل ويكره الدراما.

في صباح مشؤوم، وبينما كان يعبر الطريق باتجاه متجر الراحة لشراء مشروب طاقه، سمع صوت بوق قوي...

بووووووووووووق!!!

"هاه؟"

[ضوء أبيض-ثم ظلام.]

---

[عالم آخر - الإمبراطورية أفيرون]

"إنه... يتحرك!"

"أسرعوا، الطبيب! ويليام يستيقظ!"

همسات، أصوات غريبة، رائحة أدوية ونار حطب... فتح عينيه ببطء، فقط ليجد نفسه ممددًا على سرير ذهبي داخل غرفة فخمة مزينة بالتحف والشموع.

"...هاه؟ أين... أنا؟"

لكن ما فاجأه أكثر من الديكور الفاخر، هو الجسد الذي كان فيه.

نافذه أمامه.

وجه شاحب، عينان زرقاون، وشعر بني طويل يصل لكتفيه... وجه نبيل أرستقراطي، لكنه غريب، مظلم، ومخيف.

"انتظر... هذا ليس جسدي..."

قبل أن يكمل، انفجرت الذاكرة في رأسه كالصاعقة.

"ويليام أليستير ڤون إيرونديل" - الابن الأوسط لعائلة دوقية عظيمة... وشرير الرواية التي قرأها قبل شهر! منبوذ، مكروه، ويقال إنه شيطان متجسد.

والأدهى من ذلك... أنه كان في غيبوبة منذ ثلاث سنوات بعد حادث غامض.

"لا... مستحيل... هل أنا... تجسدت؟" "هل... دعستني الشاحنة تشان؟!!"

---

[في الخارج - الممر ]

الخدم يهمسون:

"إنه استيقظ..." "يا إلهي، هل سيقتلنا؟" "سمعت أن عينه تنظر داخل روحك!" "قالوا إنه حاول قتل شقيقه قبل الغيبوبة..."

---

[داخل الغرفة]

ويليام (راكان سابقًا) جلس بهدوء، ثم قال أول كلماته:

"أحتاج كوب شاي... ثم سأنام لعشر ساعات أخرى."

انفجر الطبيب بالبكاء من التوتر، وركض الخدم معتقدين أنه يخطط لسمّ نفسه.

أما هو، فحدّق في السقف بتنهيدة عميقة.

"أنا الآن شرير مكروه في عالم خيالي... كنت فقط أريد مشروب طاقة."

"لا بأس... طالما لدي سرير، وبطانية، ولا أحد يزعجني... قد أقبل بهذا المصير."

"لقد استيقظ الشرير النائم... لكنه يرفض مغادرة السرير."

----

[غرفة ويليام - قصر الدوقية]

صوت خطوات ثقيلة يتردد في الردهة كزلزال صغير. الخدم تجمدوا في أماكنهم، أحدهم سقط على الأرض من الرعب.

"إنه... الدوق!"

باب الغرفة يُفتح بعنف.

دخل رجل طويل، مهيب، بملامح حادة وعيون باردة كالجليد. عباءته الداكنة تتطاير خلفه، وهالته تُشبه سيفًا مسلولًا. هذا هو " الدوق إيرونديل "... والد ويليام.

"استيقظت أخيرًا، أيها العار." قبل أن ينطق "ويليام" بكلمة...

صفعة قوية!

آآآآه!

وجه ويليام يدور 180 درجة تقريبًا.

"آخ..!!!"

"كان عليّ تركك تموت في تلك الغيبوبة."

ويليام (راكان داخليًا): (مـاذا بحق ؟! هل هذه طريقة استقبال المرضى؟!)

الدوق يزأر:

"هل ظننتَ أنني نسيت ما فعلته؟!

تحديت ولي العهد علنًا في حفلة ملكية!

شتمت العائلة الإمبراطورية!

وحاولت قتل أخيك الأصغر في مبارزة غير شرعية!

لقد كانوا على وشك إعدامك بتهمة الخيانة والازدراء، لولا أن أخاك تَوسّط شخصيًا للصفح عنك أمام ولي العهد!"

ويليام يرمش بعين نصف مغلقة، لا يزال يشعر بالألم.

(...أنا؟ فعلت كل هذا؟ هذا الوغد الحقيقي كان مجنونًا!)

لكن راكان، الذي لا طاقة له لا بالسياسة ولا بالدراما، فقط تنهد ببطء... ثم قلب نظراته نحو الدوق وقال:

"...من أنت؟"

صمت.

الدوق: "ماذا قلت؟"

ويليام بنبرة باردة بطيئة: "أنا... لا أتذكر شيئًا. لا من أنت، ولا من أكون. رأسي... فارغ تمامًا."

( ليس لدي طاقة حتى اتفاهم معك. فقدان الذاكرة حل ممتاز.)

الدوق يضيق عينيه: "...فقدان ذاكرة؟ بعد ثلاث سنوات من الغيبوبة؟"

"ربما."

ويليام يتنهد: "إن كنتُ فعلت شيئًا سيئًا... أعتذر، لكنني لا أذكر. الآن، هل يمكنك الخروج؟ أريد النوم مجددًا."

---

[في الخارج - الخدم يتهامسون]

"قال إنه فقد الذاكرة..."

"هل هذه خدعة جديدة منه؟"

"لا، لا، وجهه كان صادقًا... وصوته كسول جدًا ليكون كذبة."

---

[في الداخل - الدوق يحدق فيه لثوانٍ... ثم يغادر بصمت.]

"راقبوه. وأبلغوني إن قال شيئًا... غبيًا."

---

[ويليام يتمدد على السرير من جديد.]

"عظيم... الآن أبدأ حياتي من جديد كشرير بلا ماضٍ. وهدفي الوحيد: ألا أُقتل... وألا أُتعب."

("الشرير السابق... يبدأ التمثيل الكسول اليوم.")

------

[بعد ساعة - غرفة ويليام]

صوت الباب يُفتح مجددًا... لكن هذه المرة دون صراخ أو صفعات.

دخل الدوق جوزيف بهيبته المعتادة، وخلفه رجل مسن يرتدي معطفًا أبيض ومعلّقًا حول رقبته قلادة ذهبية ترمز لنقابة الأطباء الملكية.

"هذا هو الدكتور ميرلين، طبيب البلاط."

ويليام - ما زال ممددًا في السرير، مغطى حتى ذقنه بالبطانية - لم يُظهر أي اهتمام، واكتفى بنظرة ميتة في الفراغ.

(جاءوا مجددًا... متى سينتهي هذا المسلسل؟)

الطبيب اقترب منه بلطف، عكس نظرات الدوق الحادة.

"سيدي ويليام... هل تسمح لي بفحصك؟"

"...هل أستطيع الرفض؟"

"من الناحية النظرية... نعم. من الناحية الواقعية؟ لا."

"...حسنًا، تفضل. لكن أرجوك... بدون كلام كثير."

بدأ الطبيب بفحص عينيه، ثم ضرب ركبته بمطرقة صغيرة.

"هممم... استجابة بطيئة."

مدّ ذراعه وتحسس عضلاته.

"كما توقعت... تصلّب عضلي شامل بسبب طول فترة السكون. ثلاث سنوات من الغيبوبة تترك آثارًا، يا سمو الدوق."

الدوق عقد حاجبيه: " إذن... فقدان الذاكرة؟ حقيقي ؟"

الطبيب هزّ رأسه: "ربما. لا توجد علامات على التمثيل. النظرات الباهتة، الصوت الكسول، التبلد العاطفي... كل شيء يشير إلى صدمة دماغية خفيفة. لكن... قد تكون مؤقتة."

ويليام تمطى كالقطط وقال:

"هل يعني هذا أنني لست مضطرًا لتذكّر أي شيء قريبًا؟"

الطبيب ابتسم بلطف: "لن نضغط عليك، لكنك ستحتاج إلى علاج فيزيائي لتحريك جسدك مجددًا. العضلات في حالة خمول مزعجة."

ويليام أومأ ببطء.

"...سمعت 'علاج' و'فيزيائي'... وفهمت أنني سأُجبر على الوقوف والتحرك؟"

"نعم، وإلا قد تُصاب بشلل دائم."

"آه... عذر طبي رسمي للكسل. ممتاز."

"...آه، لا بأس إذًا."

استدار على جنبه بهدوء.

"ابدأوا غدًا... أو بعد غد... أو في الشتاء."

الدوق زأر:

"لن تتكاسل في هذا أيضًا! نحن لسنا دار رعاية!"

لكن ويليام تجاهله تمامًا، ثم رفع إصبعه بهدوء:

"أريد فقط شيئًا واحدًا الآن..."

الطبيب اقترب بسرعة:

"نعم؟ ماذا تريد؟"

ويليام فتح عينيه قليلاً وقال:

"...ماء."

"ماء؟"

"كوب ماء. بارد. نظيف. بسيط. بلا سمّ. بلا تعويذات سحرية. فقط ماء."

الخدم اندفعوا مثل موجة تسونامي نحو المطبخ، بينما بقي الدوق ينظر إليه كأنه يرى شبحًا.

"...هل هذا حقًا ابني؟"

ويليام، وهو يمد يده بتعب ليمسك الكوب:

(لو كنتُ مكانك، كنت سأطرح نفس السؤال.)

يرتشف رشفة ببطء... ثم يغلق عينيه:

"...الآن، أنا مستعد للعودة إلى الغيبوبة، لكن طواعية هذه المرة."

---

[الخدم يهمسون مجددًا في الخارج:]

"طلب فقط... ماء؟" "هل هذا شكل من أشكال التهديد غير المباشر؟" "أم أنه... فعلاً تغيّر؟!"

الطبيب يسجل ملاحظاته، ويليام يحاول ان يغفو مجددًا

------

الدوق اقترب من السرير، حدّق في ويليام طويلًا، نبرة صوته باردة كالصقيع:

"حتى وإن فقدت ذاكرتك... هذا لا يعني أنني سامحتك."

ويليام لم يفتح حتى عينيه، فقط قال بنبرة من يسأل عن حالة الطقس:

"لم تسامحني؟ هذا يريحني... لن أشعر بالذنب إذًا."

صمت.

الدوق حدق فيه أكثر.

"كنتَ دائمًا وقحًا."

ويليام فتح عينًا واحدة فقط وقال:

"وكنتَ دائمًا مزعجًا... أتذكر هذا الآن فجأة."

الدوق زمّ شفتيه بغضب، لكنه لم يرد. لم يعد يعرف كيف يتعامل مع هذا الكائن الغريب الذي يشبه ابنه لكنه يتصرف كقط سئم من الحياة.

---

ويليام رفع رأسه قليلاً، وكأنه تذكّر أمرًا مهمًا جدًا:

"...كم عمري؟"

الطبيب قال بهدوء: "في الخامسة عشرة يا سيدي."

ويليام عقد حاجبه قليلاً:

"همم... شعرت أني في التسعين..."

ثم التفت للخدم وقال:

"أريد مرآة."

صمت.

صمت ثقيل... ثقيل جدًا.

الدوق التفت للخدم: "هل سمعتم ما قال؟"

الخادمة ارتجفت: "لكن... سيدي... سيد ويليام لا يسمح بأي مرآة في جناحه... لقد... كسر كل واحدة من قبل...!"

ويليام: "هاه؟ كنت أكره شكلي؟"

(في عقله: هذا غريب... هذا النوع من الشخصيات يحبون أنفسهم، أليس كذلك؟)

الدوق ضيق عينيه، مرتابًا، ثم أمر بإحضار واحدة.

---

[بعد دقائق - مرآة كبيرة محمولة تدخل الغرفة]

الجميع واقف. يترقب. الخدم متجمدون. الطبيب يراقب نبضات قلبه. حتى الدوق كان يحدق بتركيز.

ويليام جلس بتثاقل. نظر نحو المرآة.

ثم...

توقف.

حدّق.

تأمل ملامحه الطويلة، الشاحبة، والشعر البني الحريري الذي ينسدل حول وجهه كستار ناعم، والعينين الزرقاوان كزجاج تحت ضوء الشموع.

وسيم.

بشكل... مفرط.

"...يا إلهي."

الجميع انكمش.

الخادمة همست بخوف: "لقد غضب... سيرميها بالحائط...!"

ويليام قال:

"أنا... رائع."

الجميع: "...هاه؟"

ويليام لم يرمِ المرآة.

بل اقترب منها.

وابتسم .

ثم قال بصوت واضح:

"كيف لشخص بهذا المستوى من الجاذبية أن يكون مكروهًا؟ هل أنتم حمقى؟! أرى الآن السبب الوحيد الذي يجعلهم يغارون مني."

الخدم أصيبوا بالشلل. الطبيب ارتبك. حتى الدوق توقف عن التنفس لثانيتين.

ويليام أكمل، وهو يمرر أصابعه على خده: "هذه العظام... هذا الأنف... هذه العيون... مستحيل أنني كرهت هذا الوجه من قبل... إنه إرث بشري يجب حفظه!"

(في داخله: أنا؟ أنا أمدح شكلي؟ هذا الولد كان يكره نفسه لدرجة كسر المرايا؟... هل أنا أتبنى نرجسيته بالخطأ؟)

---

ويليام التفت للجميع وقال بجديّة:

"قراري النهائي: هذه المرآة ستبقى. بل أريد واحدة أكبر فوق السرير. أحتاج أن أستيقظ كل يوم على هذا الوجه المثالي."

الدوق : "...أنت مجنون."

ويليام، بنبرة متفاجئة لكن بطيئة:

"هل تأكدتَ للتو؟"

---

الخادمة همست:

"إنه تغير... كليًا."

الطبيب كتب ملاحظة:

"إعجاب نرجسي مفاجئ بالنفس - محتمل نتيجة ارتباك ما بعد الغيبوبة."

الدوق التفت مغادرًا الغرفة، وهو يتمتم:

"هذا الولد... لن يتوقف عن كونه مشكلة."

---

[ويليام عاد للتمدد على السرير، مطمئن النفس.]

"نعم... كل شيء تحت السيطرة الآن."

(ليس لدي أدنى فكرة ما الذي يحدث، لكن... طالما أنا وسيم، وأملك سريرًا ناعمًا، والكسل في الطريق... فأنا في الجنة.)

----

[في صباح اليوم تالي ]

[الممر الرئيسي - قصر الدوقية]

أصوات عجلات الكرسي المتحرك تتردد في الممر الرخامي الواسع، تُحدث صدى مزعجًا في أذنيّ ويليام - أو راكان - الذي بدا وكأنه يُقاد إلى ساحة إعدام أكثر من مائدة إفطار.

وجهه كان خاليًا من التعبير، عدا عن تلك النظرة النصف ناعسة التي تحمل مزيجًا من الكسل واللا مبالاة.

(لماذا عليّ الاستيقاظ لهذا؟ كنت مرتاحًا على سريري...).

كان يجلس على الكرسي المتحرك كأنه ملك مخلوع يُجر إلى المنفى، ووجهه لا يعكس أي رهبة... فقط خمول متعمد.

بجانبه يسير خادمه الجديد " كلاين " - رجل مسن قليل الكلام، يبدو كمن رأى الكثير من المصائب ويُجبر الآن على التعامل مع واحدة جديدة.

"وصلنا، سيدي الصغير..." قالها بصوت خافت وهو يفتح الباب الكبير لقاعة الإفطار.

---

[قاعة الإفطار - الساعة التاسعة صباحًا]

المائدة كانت طويلة بما يكفي لإطعام جيش صغير. الأطباق مرتبة بعناية مفرطة، وكأن هذا مجرد عرض مسرحي للطعام وليس وجبة حقيقية. الشمس تسطع من النوافذ الزجاجية، كاشفة عن وجوه الحاضرين:

الدوق جوزيف، الأب، بملامحه الصارمة ووجهه الخالي من الرحمة.

الأخ الأكبر، "راين "، في الثامنة عشر من عمره، ذو شعر أبيض وعينين حمراء، ينضح بالمثالية والبرودة.

الأخ الأصغر، "كايل "، في الثالثة عشرة، شعره ابيض ناعم وعيناه حمراء زاهية، يوحي بالبراءة... لكن نظراته نحو ويليام تقول العكس تمامًا.

الجميع توقف عن تناول الطعام حال دخوله.

نظراتهم نحوه كانت خليطًا غريبًا: احتقار خافت، ريبة واضحة، وتوتر مكتوم.

(أوه... كم هذا دافئ. العائلة المثالية.)

تم وضع الكرسي المتحرك بجانب مقعده المعتاد. لم يكلّف نفسه عناء النظر إلى أحد.

" هل تأكل معنا أخيرًا؟" سأل راين ، بنبرة باردة فيها قليل من السخرية.

ويليام لم يرد، فقط أدار رأسه إلى الخادم كلاين وقال:

"اقطَع البيض."

الخادم، المتوتر قليلًا، بدأ بتقطيع البيض بعناية. الجميع ينظر بصمت، كأنهم ينتظرون شيئًا. شيء كبير.

ويليام مضغ ببطء، ثم بلع، ثم تنهد.

(رائع... الطعام فخم... وأنا لا أدفع سنتًا. هذه هي الحياة فعلاً.)

بدا لوهلة سعيدًا داخليًا، فكر:

(يا للرُفاهية... ولدت في ملعقة من ذهب، وهذا الغبي الأصلي رفس النعمة بركلته الملكية. تبا لك، ويليام الاصلي.)

ثم قال بصوت عالٍ، بينما ينظر إلى الخادم:

"الآن... قطّع الحليب."

الخادم تجمّد.

"...عفوًا، سيدي؟"

"الحليب. قطّعه لي، لا أستطيع حمل الكوب بيديّ المتجمدتين."

كلاين يتلعثم: "لكن... الحليب... سائل يا سيدي... لا يمكن قطعه."

ويليام نظر إليه ببطء، بنظرة تشبه من يحدق في قطعة أثاث حمقاء:

"هل أنت أحمق؟ جمّده... ثم قطّعه."

صمت ثقيل.

ثم...

" خخخ ..." اختنق كايل بالضحك لكنه غطى فمه بسرعة.

الدوق قطب حاجبيه بشدة.

راين أدار وجهه ببطء، ورفع حاجبه قليلاً.

"ما الذي تقوله؟" تمتم الدوق.

"أشرح المنطق بصبر، لأن بعضنا لا يفهم: جمّد الحليب. عندها، يُصبح صلبًا. ثم تُقطّعه. مشكلة؟" قالها ويليام ببرود وكسل وكأنما يُملي تعليمات لجهاز غبي.

الخادم انحنى برعب: " كما تأمر، سيدي الصغير... سأ... أحاول."

عاد ويليام لمضغ البيض، ثم نظر نحوهم جميعًا.

"لمَ لا تأكلون؟ تفضلوا... لا أعض."

رد راين بسخرية: "أظن أن عضّك كان مجازيًا في الماضي."

"لا أذكر، فقدت ذاكرتي، أليس كذلك ؟" ردّ ويليام بنبرة باهتة وهو ينظر للخبز.

"ومع ذلك، لا أزال أُعامل كقنبلة موقوتة ." تمتم وهو يتثاءب.

كايل، من ناحيته، همس:

"هو يبدو... مختلفًا."

لكن الأب قال بجمود: "قد يتظاهر. لا تنخدعوا ."

ويليام تمطّى قليلاً على الكرسي:

"هل أنتم دائمًا هكذا مرحين على الفطور؟ أُفضّل الوحدة في غرفتي، الصمت نعمة."

راين ضغط على شوكته بقوة بينما الدوق نهض، وتركهم دون كلمة.

"شهيّة طيّبة." قالها ويليام دون أن ينظر إليه.

---

[لاحقًا - بعد انتهاء الطعام]

الخادم يهمس له: "سيدي... لم تكن هذه الفكرة جيدة..."

"بل كانت ممتازة." همس ويليام.

(أثبتّ أنني ضعيف، غريب، ومزعج، والنتيجة؟ سيتجنبونني. ممتاز.)

----

[غرفة ويليام - بعد الإفطار]

عاد ويليام إلى جناحه محمولًا على كرسيه المتحرك، بجسدٍ يبدو مرتخيًا كما لو كان يُساق إلى منتجع، لا إلى حجرة مرضى.

٠٠٠الخادم كلاين انحنى بلطف وسأله: "هل تحتاج شيئًا، سيدي الصغير؟"

ويليام لوّح بيده ببطء وقال: "نعم... أريد شيئًا مهمًا جدًا..."

كلاين اقترب بسرعة: "أمرني!"

"...أن تخرج بهدوء وتطفئ الأنوار."

"...حسنًا." قالها الخادم وهو يغادر، وملامحه بين الإحباط والحيرة.

---

[مرت ساعتان - الغرفة مظلمة، الستائر مغلقة]

كل شيء كان يسير على ما يرام. السرير ناعم، الوسادة دافئة، البطانية مثالية... حتى بدأت معدته تُصدر أصواتًا غير مرحبه.

غرررررررغغغغغ...

فتح ويليام عينيه نصف فتحة.

(توقفوا، أنتم فقط تحاولون إخافتي... هذا ليس ألمًا حقيقيًا.)

لكن صوت الأمعاء ازداد حدة، وتحول الألم إلى وخز مؤلم في كل زاوية من جسده. الحرارة بدأت تزحف على جبينه، وعيناه تغبشان.

ثم ...

تقيأ فجأة داخل الدلو بجانب السرير.

"أوه... عظيم." قالها وهو يمسح فمه بلا مبالاة.

(أظن أن جسدي الذي لم يأكل منذ ثلاث سنوات... لم يُحبّ البيض النبيل.)

شعر كأن نارًا تشتعل في بطنه، وحرارته ترتفع كمرجل.

لكن بدلًا من أن يصرخ، أو يستدعي أحدًا، سحب البطانية فوق رأسه وقال:

"سيمرُّ الأمر... أحتاج فقط إلى... غفوة طويلة."

---

[المساء - حوالي الساعة الثامنة]

دخل الطبيب برفقة الدوق، بعد أن أصرّ أحد الخدم أنه سمع صوتًا غريبًا من الغرفة.

فتح الطبيب الباب بهدوء... ثم تجمد.

"يا إلهي...!"

كانت الغرفة مظلمة، خانقة، وتفوح منها رائحة عرق وحمى.

ويليام ممدد على السرير كجثة شبه ذائبة، وجهه محمّر، يتنفس بصعوبة، وملامحه هادئة بشكل مزعج.

الدوق اقترب، صرخ: " ويليام !"

ويليام فتح عينيه ببطء، وقال بصوت هامس:

"ليس الآن... دعوني أرتاح..."

الطبيب فحصه بسرعة:

"حرارته مرتفعة بشكل خطير... معدته رفضت الطعام بالكامل... لماذا لم يطلب المساعدة؟! لماذا لم ينادِ أحدًا؟!"

ويليام تمتم:

"لأني... كسول..."

ثم أغلق عينيه مجددًا.

الدوق وقف للحظة، شاحبًا.

"...هل هو... غبي؟"

الطبيب صرخ: "لا! إنه فقط... مُصاب بحالة حادة من البلادة المقترنة بالعناد، أخرجوا الماء البارد فورًا!"

---

[الخدم يركضون، الطبيب يصيح، ويليام يهمس لنفسه:]

(هذا كثير... أنا فقط... أردت أن أنام قليلاً...)

("حتى الشرير الكسول... يحتاج من يطعمه بحذر")

----

[غرفة ويليام - بعد دقائق من الفوضى]

كان كل شيء في الغرفة يتحرك بسرعة... عدا عن ويليام نفسه.

جسده المتعرق مُمدد على السرير كقطعة قماش مبلولة، وعيناه شبه مغلقتين، بالكاد يتفاعل مع الصراخ من حوله.

الطبيب، رجل قصير القامة ممتلئ قليلًا وذو شارب ملتف، يقف بجانبه يصرخ: "الحرارة تقترب من الأربعين! إذا لم نخفضها الآن، قد تُصيبه نوبة!"

مد يده بسرعة إلى حقيبته الطبية، وأخرج سلسلة من الحقن اللامعة.

"أحتاج إلى تثبيته. الخادم! أمسك ذراعه. سنبدأ بالحقن الآن!"

ويليام، بنبرة أقرب إلى التنهد: "أوه... حقن؟ ...كم عددها؟"

"خمس."

"..."

"..."

"...خمسة؟"

قالها بصوت بالكاد مسموع، وعيناه تتسعان ببطء.

"هل ستطعنونني خمس مرات؟ ألا يُعتبر هذا جريمة ؟" همس وكأنه يُعدّ وصيته.

لكن قبل أن يتلقى أي رد، كانت الإبرة الأولى قد غُرِزت في ذراعه.

"آاااه ..."

تنفس ببطء. "واحدة... حسناً... يمكنني النجاة من هذا."

الإبرة الثانية.

"اثنتان... أها، لقد بدأت أفقد الشعور بذراعي."

الإبرة الثالثة.

"ثلاثة... هذا تعذيب... أبلغوا منظمات حقوق الإنسان..."

الإبرة الرابعة.

"أربع-هل هذه سُمّ؟! لماذا أشعر أن قلبي يبكي؟"

الإبرة الخامسة.

"...انتهينا. أليس كذلك؟ أليس كذلك؟ أريد أن أذهب... إلى الجنة الآن..."

[الخدم كانوا يُكتمون ضحكهم، والطبيب يتجاهله بوجه احترافي.]

---

[الدوق - يقف بصمت حتى انتهى كل شيء... ثم اقترب.]

"أحمق." قالها بصوت منخفض ومخيف.

"أي إنسان عاقل، حين يشعر بالألم، يطلب المساعدة. لكن لا... عليك أن تستلقي بهدوء، تموت بهدوء، وتتقيأ... بهدوء!"

ويليام أغلق عينيه مجددًا.

"أنا مريض. أنهرني لاحقًا... أنا مشغول بالموت الآن."

الدوق ضرب المنضدة المجاورة بيده بقوة:

"توقف عن هذا التمثيل الوقح! ظننتك تتظاهر بفقدان الذاكرة... لكن يبدو أنك ببساطة... بلا دماغ!"

ويليام (داخليًا): (رائع... جسدي يحترق، ووالدي يوبخني وكأنني كسرت مزهرية ثمينة.)

"ثلاث سنوات من الغيبوبة، والآن تعود بهذا الشكل السخيف؟ تتقيأ ثم تطلب أن يُقطع الحليب؟ ما الذي تحاول فعله؟ أن تجعل العائلة تخجل من التنفس؟"

ويليام فتح عينيه ببطء: "أنا لا أحاول شيئًا. أنا فقط... لا أريد شيئًا."

الدوق صمت لوهلة.

"...ماذا قلت؟"

"أنا لا أريد مسؤوليات، لا أريد صراعات، لا أريد حتى أن أُلاحظ. فقط... أتركوني أعيش بسلام، ولن أحرج العائلة، أعدكم."

الدوق عبس. لم يكن معتادًا على هذا النوع من... الهروب العاطفي الغريب.

"وهل تظن أن الحياة النبيلة تُدار بهذه السهولة؟"

"أنا لا أطلب أن أُدار شيئًا. أطلب فقط... أن أُترَك وحدي."

[صمت ثقيل في الغرفة]

الطبيب ابتعد بعد أن انتهى من الفحوصات، هامسًا:

"حرارته تنخفض تدريجيًا، لكنه سيحتاج للراحة التامة. ويُفضّل مراقبته الليلة."

الدوق تمتم: "راقبوه جيدًا. هذا الولد قد يموت من الكسل قبل أن يموت من أي مرض."

ثم نظر إليه نظرة طويلة قبل أن يقول:

"سنرى إن كانت هذه المسرحية ستستمر غدًا. استرح... أيها العار الكسول."

وخرج من الغرفة.

---

[بعد دقائق - الغرفة هادئة، ويليام وحده]

"آااه... يا جسدي العزيز، من فضلك، لا تقم بأي انتفاضات أخرى كهذه... لا أريد أن أشعر بأي شيء بعد الآن."

ثم غطّ في نومٍ ثقيل.

---

[خارج غرفة ويليام - في الممر المقابل]

وقف الطبيب أمام الدوق إيرونديل، ويده تمسك بدفتر ملاحظاته الصغير، بينما لا تزال بقايا التوتر تكسو وجهه.

"صاحب السمو... حالة ويليام مستقرة الآن، لكن جسده أضعف مما توقعت. ثلاث سنوات من الغيبوبة أضرت بعضلاته وتوازنه الداخلي."

الدوق عقد ذراعيه أمام صدره، وجهه لا يزال متجهّما، لكن عينيه تتابعان التفاصيل باهتمام:

"كم سيستغرق حتى يتعافى تمامًا؟"

"العلاج الفيزيائي سيكون ضروريًا. من ثلاثة إلى ستة أشهر حسب استجابة جسده. سنبدأ بالتحفيز البسيط وتمارين التوازن. أما الآن، فالأولوية لتثبيت حرارته وإعادة تغذية معدته تدريجيًا."

فتح دفتره وسحب منه ورقة صغيرة:

"سأُعد له جدولاً غذائيًا صارمًا، يبدأ بالسوائل الخفيفة، ثم يتدرج إلى الأطعمة شبه الصلبة. لا يُسمح له بأي مجهود في الأسبوع الأول."

الدوق أومأ بهدوء، ثم قال بصوت منخفض:

"ابدأ بالعلاج فورًا بعد شفاء الحمى. لا تؤخر شيئًا، وفصّل لي كل تقدم... وإن تأخر، أبلغني فورًا."

"بالطبع يا سيدي الدوق. سأشرف على حالته بنفسي."

---

[داخل غرفة ويليام - في السرير]

ويليام كان نائمًا على ظهره، ينظر إلى السقف بعينين نصف مفتوحتين، ووجهه يقطر عرقًا، لكنه بدا أكثر انزعاجًا من شيء آخر... غير الحمى.

( ثلاث إلى ستة شهور من العلاج الفيزيائي؟ تمرين عضلات؟ تمارين توازن؟ هل أنا جندي أم مريض؟!)

(كنت فقط... أريد أن أستلقي... وأفكر بهدوء... ربما أطلب حساء دافئ وأشاهد المطر... هل هذا كثير؟)

(والآن؟ جدول طعام؟ سوائل فقط؟ لاااااا... لا أريد حساء شفاف لا طعم له!)

أغمض عينيه وهو يتمتم داخليًا:

(وهذا الطبيب... كان يبتسم وكأنه يعطي جائزة. لا، يا عزيزي، لقد غرست خمس حقن في جسدي المنهك وأصدرت عليّ حكم الأشغال الشاقة لستة شهور...)

ثم غطى وجهه بالملاءة، ونفسه يخرج بثقل:

(لقد عدت للحياة... ومعها كل شيء سيء فيها.)

---

[خارج الغرفة - الطبيب والدوق يغادران]

" سيكون بخير، لكنه سيحتاج إلى الدعم النفسي أيضًا... فترة الغيبوبة أثّرت على تواصله، وربما على ذاكرته."

"أو ربما يتظاهر." قالها الدوق ببرود.

" هذا وارد... لكن جسده لا يتظاهر. وإن استمر إهماله، قد ينهار من جديد."

أومأ الدوق، ونظر مرة أخرى إلى الباب المغلق، وعيناه تضيئهما لمحة من الحذر:

"إن عاد هذا الولد إلى طباعه القديمة... سأكون أول من ينهي هذه المهزلة."

---

[داخل الغرفة - ويليام يتقلب ببطء]

(لماذا عليّ أن أُعاني معجزة الاستيقاظ... فقط لأواجه الحليب السائل والمشي الإجباري؟!)

ثم تنهّد بعمق.

(تذكير لنفسي: لا أثق بالطبيب البدين، ولا أجادل مع رجل بعضلات على جبينه كأبي.)

(خطة البقاء التالية؟ إرضاء الجميع بأقل مجهود... وربما النوم قدر الإمكان.)

----

[ليلًا - غرفة ويليام]

الحمى بدأت تهدأ تدريجيًا، بفضل خمس حقن وكوب من " السوائل الشفافة المزعجة ". الغرفة مظلمة، والستائر نصف مغلقة، لكن عيني ويليام بقيتا مفتوحتين.

وجهه متجهم، عابس، ليس بسبب الألم... بل بسبب ما تذكره للتو.

(...انتظر... هذا العالم... الرواية...صحيح !)

توسّعت عينيه ببطء، ثم زم شفتيه وغمغم:

"تبا... لقد سقطت في تلك الرواية السخيفة."

---

[فلاش باك - عالمه السابق]

كان راكان، الطالب العادي في كوريا، مهووسًا بمانهوا تُدعى:

"حماة النور: عهد الأبطال"

رواية خيالية من ثلاثة أجزاء، حققت شهرة كبيرة، وتدور حول خمسة فتيان مختارين، يُلقّبون بـ"ورثة الضوء"، ينقذون المملكة من الظلام المتصاعد.

كل جزء منها يركز على صعود البطل من الظلال نحو المجد، ومع كل جزء... يزداد الشرير تعقيدًا وشناعة.

الشرير في الجزء الأول؟ لا أحد سوى "ويليام "، الابن الأوسط لدوق جوزيف ، والعار الأعظم لعائلة مشهورة بالعباقرة والمبارزين.

---

[الرواية: الأبطال الخمسة]

1 . كايل - الأخ الأصغر لويليام. عبقري بالسيف منذ الطفولة، يحمل قلبًا نقيًا وشخصية هادئة. البطل الأول في الرواية.

2. إيثان ڤاليريوس - ولي العهد، وسيم، كاريزمي، قائد بالفطرة. البطل الثاني وصاحب مسار القيادة.

3. راين هيلدون - ابن دوق الجنوب، عبقري في السحر والتكتيك. البطل الثالث.

4 . لوكاس ديمير - ابن كونت شاب، ماهر في فنون السيف والدبلوماسية. البطل الرابع.

5. زاك بريفير - ابن بارون فقير، يتميز بشجاعة نادرة وقدرة نادرة على التواصل مع الوحوش. البطل الخامس والأخير.

---

[عودة إلى الحاضر - غرفة ويليام]

" آه... تبا لكل واحد فيهم. كلهم متفوقون، جذابون، محبوبون... ويمتلكون شعارات تحفيزية ." تمتم ويليام وهو يحدّق في السقف.

(أما أنا؟ شرير الغيرة، ويليام الحقير، الذي لا يملك موهبة بالسيف ولا بالسحر، فقط وجهه الغاضب ولسانه السام.)

( بحسب الرواية... غرتُ من أخي الصغير كايل، فبدأت أتنمر عليه... ضربته، أهنت خدمه، ورفضت أي تعاطف. حاولت تحدي ولي العهد... وكدت أُعدم بسبب ازدراء العائلة الملكية، لكن أخي كايل توسّط لإنقاذي.)

(وفي النهاية؟ في نهاية الجزء الأول... يَسقط ويليام في مبارزة محرجة... ثم يُقتل على يد أحد الأبطال الخمسة.)

ابتسم بسخرية باردة، رغم التعب:

"يا للبطولة."

---

[لحظة صمت - ثم تنهيدة طويلة]

(لكن مهلاً... أنا الآن ويليام... وهذا يعني...)

اعتدل ببطء على سريره، وجهه الآن أكثر جدية من أي وقت سابق.

(... لدي فرصة واحدة للنجاة. خطة واحدة فقط...)

(لا مقاومة... لا مؤامرات... لا رغبة في التفوق... بل شيء واحد فقط: الكسل الشامل.)

---

[خطة ويليام الكسولة للبقاء]

1. الادّعاء بفقدان الذاكرة: أي ماضي سيء؟ لقد نُسي! لا يوجد دليل!

2. الظهور كغبي لطيف ومنهك صحيًا: من سيشك بمريض بالكاد يقف؟

3. تفادي الأبطال الخمسة مهما كلّف الأمر: إيثان؟ راين؟ كايل؟ إلى الجحيم جميعًا... سأبقى بعيدًا.

4. كسب تعاطف الخدم وكبار السن: الضعفاء هم شبكة النجاة الاجتماعية.

5. تجنّب السيف، السحر، والواجبات الملكية: سأكون مجرد مريض لا يتعافى أبدًا.

6. تناول الطعام ببطء... والنوم كثيرًا.

(طالما أبدو غير مؤذٍ... فلن يزعجني أحد. لا قتل، لا مبارزات، لا تكرار للموت المهين.)

---

غطى نفسه بالبطانية مجددًا، وهمس:

"أحتاج فقط... ست سنوات من الصمت... وبعدها أهرب لمزرعة بعيدة... أو جبل منعزل... أو جزيرة فيها مانغا وبطاطا مهروسة."

(نعم... هذه خطة نجاة راكان... أو ويليام... أو أيًّا يكن اسمي الآن.)

"الكسل... فن النجاة من الرواية"

[-نهاية الفصل-]

رواية من تأليفي

حسابي الواتباد @rwzi_1

حتى فصل 19 مع صور الأبطال

2025/05/06 · 403 مشاهدة · 3667 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025