فى الطريق إلى المنزل سأل مالك
هلا أخبرتينى عنك قليلاً أيتها الفراشة
ماذا تريد أن تعرف
كل شئ
حسناً لنضع الأشياء بشكل بسيط ومختصر فأنا كيان خاص مختلف تماماً عن الحيوانات الوحشية التى ستقابلها فى المستقبل
ما هى أوجة الأختلاف
كثيرة مثل القوة ، قوتى تنمو مع صاحبى وبما أنك أنت صاحبى الجديد فقوتى تنمو معك
هل هذا يعنى أنك بلا تدريب أيضاً
نعم تستطيع قول هذا ومع ذلك لا تفكر فى كيفية إستخدامى للقتال حتى لو زادت قوتى
لمَ هذا
لأنى من نوع الدعم وبالتحديد الوهم
الوهم
نعم ولكنى مميزة قليلاً عن غيرى من الوحوش الروحية من نوع الوهم فأنا معالج أيضاً
حقاً هذا رائع
لا تتعجل هنالك المزيد
حسناً ماذا بعد
الذكاء
الذكاء ماذا تقصدين هل تقصدين التواصل
تقريباً ، الحيوانات الوحشية لا تستطيع التواصل مع البشر أو أى أنواع أخرى
مع أن أنواعاً مثل الجان لهم تواصل فطرى مع الحيوانات إلا إنه مجرد تواصل مولود بشكل طبيعى معهم ليس له تأثير عظيم ولكنه أفضل من البشر وغيرهم من الأجناس
بالنسبة للحيوانات الوحشية فكلما زاد مستوى قوتها قلت وحشيتها حتى إنها من بعد عالم السماء سوف تكون قادرة على تشكيل عقد مع البشر يسمح للبشر بالتحكم التام فى الوحش ولكن هذا يتطلب موافقة الوحش لهذا لا يستطيع أحد أن يقيم عقداً مع وحش أسفل عالم السماء
مهماً كانت قوة الشخص
ليس تماماً فى الحقيقة فالمتدربين الأقوياء لن يكون لهم مكسب فى إخضاع الوحوش الضعيفة ومع ذلك لو أرادوا مع إنهم لا يستطيعون تشكيل عقد معهم إلا أنهم سيستطيعون السيطرة عليهم بكل بساطة
حسناً ما الذى تستطيعين تقديمة لى ولمَ عليك البقاء لمَ لم ترحلى تستطيعين التواصل مع شخص أخر بقوتى لن أفيدك كثيراً أو لا إطلاقاً
حسناً الذى أستطيع توفيره لك كثير أكثر مما تتخيل مع أنى خسرت قوتى بموت صاحبى إلا أنى لازلت أملك معرفتى والتى ستوفر لك الكثير وأيضا لا تقلل من نفسك كثيراً فأنت لا تعلم عدد اللذين فشلوا قبلك فى إخضاع المهارات الخمسة
كم
كثير حتى أنى لم أعد أحصيهم ولكن لن يقل عن عشرة الأف شخص ومنهم واحد وصل للمرحلة الأخيرة
هذا رقم مرعب ولكن لا يهم لم تخبرينى بعد لمَ عليك البقاء معى
أنا أتبع إرادة سيدى
ولم عليك إتباع إرادة هو ليس موجوداً على أى حال
وماذا لو لم يكن موجوداً
يبدو بأن العلاقة بينكم ليست سيداً وعبد بل أشبه بالاحبه أليس كذلك
لا تشغل بالك كثيراً ، نحن لم نوقع العقد بشكل دائم يمكنك الأن الأختيار بين سيد وعبد وبين
قبل أن تكمل قاطعها مالك قالاً أقسم على أن نكون أقرب الأصدقاء ولو أراد شخص ما إيزائك عليه أن يعبر على جثتى شد مالك على قبضته وهو يقسم
هاهاها مع إن كلامك مبالغ فيه بعض الشئ ومع أن أى شخص يريد إيزائى عليه بالفعل أن يمر على جثتك لأنى أعيش داخل روحك ومع ذلك شكراً لك على شعورك فى أخر كلامها كانت نبرة مليئة بالإمتنان
فجأة حدث شئ غريب مالك شعور بأن روحه وروح الفراشة قد إندمجتها العديد من المعلومات عنها دخلت عقله
كان مالك مصدوماً من كل هذه المعلومات وفجأة سمع صوت الفراشة
هل عرفت الأن لمَ لا أستطيع تركك
نعم
ألست غاضباً من أنى لم أخبرك
ولمَ أكن غاضباً لم تكونى ملزمة على أى حال وأيضاً كنت أعلم مسبقاً بذلك ولكن الأن نحن واحد أليس كذلك
بالطبع
شكراً لكِ
إستمر مالك فى التوجه نحو منزله بينما يفكر فى المعلومات التى حصل عليها بعد توقيع العقد
بعد موت صاحب الوحش الروحى الأول فيجب على الوحش الروحى الموت أيضاً
ما لم يستخدم تقنية قوية وعنصراً خاصاً ليسمح للوحش بالقيام بعمل عقد مع شخص أخر بالطبع هذا فقط بسبب عقد " أخوة الموت " الذى قام به مع الفراشة وليس عقد السيد والعبد لذلك أغلب الوحوش الروحية تستخدمه
عقد " السيد والعبد " مع إنه مهين لكائنات خاصة مثلهم إلا أنهم لن يتموتوا بموت صاحبهم وبما أنهم لا يستطيعون تخزين الطاقة فى أجسادهم ويعتمدون على سلطة أصحابهم فهذا يعنى أنهم لن يخسروا شيئاً فالمعرفة هى ما تهم هذه الكائنات وليست القوة لأنهم لا يستطيعون الحصول عليها على كل حال
توقف مالك وأخذ نظرة على القمر الجميل فى السماء وإبتسم هذا ليس القمر الذى كان يراه كل ليلة يبدو أنه أصبح أجمل وأقرب إليه شعر مالك وكأنه يستطيع أن يرى أشياءً لم يستطع غيرهم أن يراها
إستمتع مالك بهذا المشهد للحظات قبل أن يأخذ نظرة سريعة على محيطه المملوء بالزهور والأراضى الخصبة التى تنمو فيها أشكال مختلفة من النباتات والتى تبدو أجمل وأقرب فى عيون مالك والذى يستطيع رؤية تفاصيل لا تستطيع العين العادية رؤيتها
.......
أمام المنزل وقف مالك وقرع الباب الخشبى برفق
صدى صوت لطيف وصغير من الداخل أعقبه صوت خطوات أقدام صغيرة وصوت فتح الباب بعد لحظات
فتح الباب ورأى مالك وجه أُخته الصغيرة جثى على ركبته ولمس جانبها الأيمن من وجهها قائلاً
أين أبى وأمى
فى الغرفة لمَ تأخرت كثيراً واظهرت تعبير مستاء على وجهها
ماذا بك هل حدث شئ فى غيابى
الكثير الأب والأم غاضبان كثيراً بسببك لم تلعب أمى معى بعد الطعام مثل كل يوم
إبتسم مالك وقال بينما وضع يده على الجزء العلوى من رأسها وفرك شعرها
الفتاة المشاكسة لقد كبرتِ على هذه الأشياء
قالت الفتاه بتعبير مستاء ولهجة غضب لا أنا لست كبيرة يجب على الأم أن تلعب مع كل يوم
ضحك مالك بخفة
لماذا تصرخين عزيزتى من هناك ، اه هذا أنت يا مالك أدخل إلى غرفتك و
أريد التحدث مع والدى
هذا ترددت المرأة قليلاً بعد كل شئ كانت خائفة أن يُغضب مالك والده فيُضرب وهى فى نفس الوقت أم وزوجه من جهه لم ترد لزوجها أن يزيد غضبه ومن الجهه الأخرى لا تريد أن تشاهد ولدُها وهو يُضرب
تعال
سار مالك إلى غرفة والده بعد سماع صوته
أوقفت الأم مالك وقالت لا تغضبه
إبتسم مالك برفق ولم يجب أخرجت الأم الصعداء ولم تعد توقفه
داخل الغرفة كان الرجل يجلس على السرير فى مواجه مالك
وقف مالك ويداه خلف ظهره
وفجأة وقبل أن يتحدث أى شخص منهم رن صوت الفراشة فى رأسة هل هذا والدك
نعم هل هناك شئ
نعم إنه على وشك الموت