الفصل الاول ( التائه)
•••••••
البداية
في مكان يتجمع فيه العديد من الناس ، لقد كانوا جميعا يرتدون اللون الاسود ، لقد كانت جنازة شخص ما، لقد كان فتى صغير ذو شعر اسود وعيون حمراء تحت نظارة ،يقف جامدا وعيناه تبدوان كعيني وحش ، تقترب منه امرأة كانت تبدو عليها ملامح الغضب ، ترفع يدها إلى الاعلى وتصفعه صفعة جعلت خده شديد الاحمرار ، الفتى مازال على حاله ينظر إليها بعينين ذابليتن ، تصرخ في وجهه وتقول :
_« بسبب وجودك ايها الوحش !! ماتت اختي !!»
_«.....»
يتهامس الحضور فيما بينهم ينظرون بنظرة ازدراء إلى الفتى الصغير
_ هذا هو الفتى .... الذي انجبته سيلونا ..
_سمعت أنه نصف وحش .... يا الهي ماللذي يفعله وحش مثله هنا
_لا اصدق ان سيلونا تزوجت بوحش ... كم هذا مخيف
لم يكن الفتى يرد عليها بل يكتفي فقط بالنظر وهذا مازاد غضب تلك المرأة أكثر ، تصرخ مرة أخرى .....
_«لقد قلت لأختي الا تحضر مثل هذا الوحش هنا ! لكنها كانت عنيدة !! لقد أعتنت بك جيدا ومن ثم في النهاية انت كنت سبب موتها ايها _» ..
كانت على وشك ضرب الفتى مرة أخرى ، ولكن لم ترد أن تجلب المزيد من الجلبة حولهما لذا فقد انسحبت ، وبينما هي تبتعد عنه استادرت وقالت له
_« من الأفضل لك أن تخرج من هنا اتفهم ايها الوحش ؟!»
بعد انتهاء الجنازة ومغادرة الجميع تقريبا لم يتبقى سوى أفراد العائلة ، كانوا يجتمعون في إحدى الغرف ، وفي تلك الأثناء ذهب الفتى إلى مكان صغير داخل فناء البيت لا يراه أحد فيه ، كان الفتى ذو الست سنوات يبكي بحرقة ، لم يكن يريد حدوث أي من هذا ، كان يريد أن يستمر في حياته مع والدته وان يعيشان بسعادة معا ولكن ........
يوم امس ........
تدخل امرأة من الباب وهي تحمل العديد من الحقائب ، تقول بسعادة كبيرة
_« اياااااان! لقد عادت والدتك الن تنزل لترحب بي؟»
ينزل ايان من الدرج وهو سعيد ويبتسم عندما نظر إلى والدته ، يسرع في النزول ، ويقفز في حضنها ، تضحك الام وتقول
_« هههههه ! هل سعدت برؤيتي لهذه الدرجة 💗 أنا سعيدة »
_« نعم !»يقول ايان ذلك بينما هو يعانقها ...
_« حسنا عليك أن ترى ما اخترته لك ... »
يقوم ايان ووالدته بفتح الحقائب معا ، لقد كان ايان متحمسا جدا ✨ ، تخرج الام العديد من الملابس والحلوى ، يقوم ايان بمراقبة ما أحضرت والدته له وهو سعيد للغاية ....
_« هذه نظارة ايان ! »
_« لم نظارة؟!»
تنظر الان له بنظرة حزينة وتقول له
_«لاخفاء جمال عينيك !»
_« هل عيناي جميلتان ! حقا؟»
تبتسم الام ابتسامة لطيفة وتتورد خدودها ، لم تكن تريد أن تخبره بالسبب الحقيقي لاخفاء عينيه، ...
_« بالطبع عيناك جميلتان جدا 🩷 »
_« هيهيهي!»
يضحك ايان وهو سعيد، لأن أمه هي الوحيدة التي قالت إن عيناه جميلتان ..
_« حسنا إذن علينا اعداد العشاء أليس كذلك!»
تنهض الام وتحمل الحقائب لتأخذهم إلى اعلى ، يقول لها ايان" سأساعدك "
_« حسنا »
/وقت العشاء/
_« ايان هل هو لذيذ ؟» تقول الام وهي تجلس على الطاولة لتبدأ الاكل ، هذا لأن ايان جلس اولا لانه كان جائعا ..
_«نعم لذيذ!»
تنظر الام نحو ابنها ، وتسأله
_« هل هناك أحد ازعجك اليوم ؟»
_« هممم ... حسنا ... هذا يحدث كل يوم؛»
تقول الام بغضب شديد ، بالرغم من أنها تعرف أن هذا يحدث كثيرا
_« من هو؟!»
_« لا_ لا اعلم!»
تفكر الام في نفسها ( لقد تحدث مع المدير بالفعل .. طبعا لن أخبره أن ايان نصف وحش ... ولكني طلبت منه أن لا يسمحوا للحد بازعاجه ... يبدو أنه في النهاية حتى الإدارة لا يمكنها مراقبة الطلاب في كل وقت فهناك وقت ما بعد المدرسة)
تقول الام لايان
_« اذا ازعجك أحد مرة أخرى عليك ان تخبرني ؛»
_« لكن أنا لا اعرفهم حتى !»
_« لا يهم سأعرف بطريقتي الخاصة »
_« امي لايمكنكي ذلك!» قال ايان ذلك بيأس ، دائما ما تتحدث أمه مع والدي الأشخاص الذين يزعجونه والإدارة ومع،ذلك لم يتوقفوا عن التنمر عليه وضربه ، أنه أمر سيء ولكن لا يريد أن يقوم بأزعاج والدته أكثر من هذا...
_« ايان..» تقول الام بحزن ، تضع يدها فوق شعره وتمسح عليه
_« اعلم اني لا أكون في المنزل اغلب الاوقات ولكن ... أنا اسفة ايان»
يقول ايان بصوت منخفض
_« امي انت دائما تعتذرين ارجوك توقفي لا اريد ازعاجك أكثر »
_« ايان انت لا تقوم بازعاجي .... انت ابني ! حتى لو كرهك الجميع ! العائلة ! الناس الآخرون ! لا يهمني هذا !»
تلمع عينا ايان ، هو يعلم أن والدته دائما ستقف بجابنه ، تدمع عيناه ويقول
_« شكرا امي !»
/في الليل /
تقرأ الام لابنها قصة ما قبل النوم
_« .... وعاشوا جميعا بسعادة أبدية !»
يسأل اين والدته
_« هل حقا يمكننا العيش بسعادة معا ؟»
تجيبه سيلونا وقد كانت تغلق الكتاب ،
_« بالطبع!»
_« رائع ! عندما اكبر سأجعل امي سعيدة جدا ✨»
تعانق سيلونا ابنها ،تحضنه وهي سعيدة جدا وتضحك
_« أنا سعيدة فقط بوجودك يا بني !»
تنهض الام مستعدة للمغادرة ، تنظر إلى ابنها بعد أن غطته ، وتقول له
_« أحلاما سعيدة !»
_« أحلاما سعيدة امي!»
بعد أن غط الجميع في نوم عميق ، لقد كانت الساعة حوالي الساعة 2:00.صباحا ، يستيقظ ايان ، يذهب إلى الحمام ومن ثم يذهب للمطبخ ليشرب الماء ولكن يراود ايان احساس غريب ، لقد كان يتصبب عرقا بالرغم من أن المكيف يعمل بالفعل ، ولقد كان يشعر بحر لايطاق ،
_هاه..هاه....هاه
لقد كان يتنفس بصعوبة ، .... وفجأة يشعر بصعقة كهربائية في يده جعلته يسحب يده ويسقط الكأس فينكسر ،.....
يبدأ رأسه يؤلمه ويسمع صوت صفير قوي في الدماغ لم يستطع ايان التحمل لقد سقط أرضا ويمسك رأسه بكلتا يديه ويصرخ من الالم ...
تنزل الام سريعا لمعرفة ما يحدث ، فتجد ايان في تلك الحالة ، تركض نحوه ...
لاتعرف سيلونا ما تفعله !! ... تمسك ايان وتقوم بتمديده على الأرض ، لقد كانت حرارته مرتفعة للغاية ، تملئ كاس الماء و تصبه فوق رأسه لتخفيف الحر عنه ولكن دون جدوى
( لا يمكنني أخذه للطبيب !!! فطبيب البشر لن يساعده !! سيء سيء !! اذا أخذته إلى المشفى سينكشف أنه وحش أيضا !! وعندها سيعلم الجميع عند اذن!!!! ماذا افعل ماذا افعل !!!!)
_امي؟......
يقول ايان هذا وهو لا يستطيع حتى فتح عينيه من شدة التعب والألم ، تجيبه الام
_« لا تقلق !»
تقوم الأم بمحاولة خفض الحرارة ! ... ولكن تفشل ...
يخرج من ايان ضوء احمر أشبه بالبرق ... يطفو بكل مكان
تعلو وجه الام ملامح الخوف ، ...
في تلك اللحظة توقف كل من الم رأس ايان وانخفضت حرارته، وبقى يراقب ذلك الضوء ، ولكن انتبه الى أمه التي كانت خائفة ، ..... ، كان الضوء يزداد سطوعا .... ، تصرخ الام منادية ايان
_« ايان !!!! انتبه !!!!»
تركض نحوه وتضمه محاولة حمايته ، يزداد الضوء سطوعا وسطوعا ومن ثم فجأة ينفجر البيت بأكمله ، ويتحول لرماد .......
نهاية الفصل الاول ✨