في عالم تتداخل فيه الأسطورة بالحقيقة، كان الزمان قد نسي العديد من الأسرار. كان الناس يتحدثون عن أحداث بعيدة، وأبطال عابرين، وكتب قديمة اختفت من الذاكرة، إلى أن ظهرت فجأة في الظلام، مخطوطة غامضة تُسمى “السجل المفقود”. كان البعض يعتقد أنها مجرد خرافة، وآخرون كانوا يرون فيها تهديدًا لمستقبلهم.

زارين، المحارب السابق، كان على دراية بأن هنالك شيئًا ما كان يلاحقه. ربما كان ذلك شعورًا قديمًا يعصف بقلبه كلما فكر في ماضيه الذي اختلطت فيه الخطايا بالعظمة. عيون الناس كانت تلاحقه أينما ذهب، لكنها لم تكن تهتم إلا بما قد جلبه من الماضي، وبما قد يفعله بالمستقبل.

في ليلة مظلمة، بينما كان يقف على أطلال مدينة قديمة، حيث كان يبكي الماضي ولا يعرف كيف يعيد ما ضاع منه، جاءه نبأ الكتاب. قيل له إن “السجل المفقود” يمكن أن يكشف أسرارًا لم يكن يجرؤ أحد على تخيلها. وإن في طياته قوتًا قد تعيد تشكيل العالم كما كان أو كما يجب أن يكون.

بدأت رحلته في ظل تلك الأساطير الغامضة، مارًا بالغابات المسحورة حيث تهمس الأشجار بأسرار الماضي، وداخل القلاع المهجورة التي كانت قد شهدت على لحظات من تاريخ لا يعرفه إلا القليل. كانت طريقه محفوفة بالخطر، لكنه كان يعرف أن شيئًا ما كان في انتظاره. شيء لا يمكن الهروب منه.

خلال رحلته، بدأ يشعر بوجوده في تلك الأماكن المظلمة. كان هنالك من يراقبه، وكان الكتاب يقترب منه، كأن القدر قد رسم له هذا المسار. كان يقف بين خيارين: أن يظل هاربًا من ماضيه، أو أن يواجهه ويكشف الحقيقة وراء “السجل المفقود”.

لكن الحقيقة كما تعلم، ليست شيئًا سهلاً. فكلما اقترب منها، كلما شعر بأن الزمن نفسه يحاول أن يهرب منه. هل سيكتشف أسرار الكتاب؟ وهل يقدر على تحمل ثمن الحقيقة؟

زارين يعرف أن رحلته لم تكن مجرد بحث عن كتاب قديم، بل كانت سعيًا لاكتشاف نفسه، والأخطاء التي ارتكبها، والدماء التي سُفكت في المعارك الماضية. وبينما كان يواصل السير في الطريق المظلم، أصبح على يقين أن لا شيء سيظل كما كان، وأن السجل المفقود قد يغير مجرى حياته، وربما مصير العالم

2025/02/08 · 4 مشاهدة · 320 كلمة
نادي الروايات - 2025