سواء كنت من البشر أو الديدر فلا تزال تمتلك ماضي معقد وكبير قد تجهله و قد تعرفه حتى مع كونه ماضيك.
كل ثانية تمر تعتبر جزء من الماضي وكل ثانية ستمر تعتبر جزء من المستقبل ولا وجود للحاضر في هذا العالم.
وبالتأكيد ستلتقي ببعض الأشخاص الذين كنت تحترمهم و تحبهم في الماضي بعد غياب و البعض الآخر سيكون ميتاً بالفعل.
هذه القواعد التي نصتها الحياة و الخيوط التي حاكها العالم وكين ليس استثناء من هذا.
كان كين يحدث والد أعز أصدقائه:
"نعم انه أنا يا عمي لايكون".
أجابه لايكون بتعجب "لقد كبرت حقاً بني!".
كانت العلاقة بين العم لايكون و كين مثل العلاقة بين العم وابن أخيه و بغياب الاب يكون العم أباً مكانه وكان يوسوكي لايكون أيضاً هو أب يوسوكي ريو صديق كين العزيز.
وبالمناسبة فإن عائلة يوسوكي هي عائلة مشهورة في مجال الحدادة وصنع السيوف وبينهم أيضاً مقاتل مرعب فهم يتوارثون فن قتالي خاص بهم لكن من المحرم عليهم التدرب عليه إلا رجلاً واحداً وهو حامي العشيرة وهو منصب يتلقاه أكبر موهبة في عائلة يوسوكي ومن المحرم على أي شخص آخر التدرب على ذلك الفن حتى يموت صاحبه السابق.
سأل كين عن صديقه القديم وعيناه مملوءة بالاشتياق للشخص الذي لطالما اعتبره صديقه الوحيد:
"أين هو ريو؟"
(هو نفسه يوسوكي ريو صديق كين الي كان معه في البداية)
فأجابه العم لايكون بعد أن تغيرت ملامح الفرحة على وجهه لحزن لا يوصف:
"منذ أربع سنوات ونصف اختفى حامي العشيرة وتم اختيار ريو ليكون حامي العشيرة الجديد، لم يرد ريو ذلك في البداية لكن موت وال.دتـ...موت زوجتي بفعل المرض أثر فيه وقرر تغيير رأيه فذهب للتدرب بكهف العائلة"
شعر كين بالحزن من هذه الكلمات فنظر للأسف ليرى الطفلة التي تنظر إليه بوجه فرح و تتلألأ عيناها وكأنها تنظر إلى بطل من رواية خيالية تحبها، كلا بل في ذهنها كانت تنظر لبطل أنقذها فعلاً فتغيرت مشاعر كين من حزن لفرح وابتسم بعد أن رأى ابتسامة هذه الطفلة.
انحنى كين و احنى ليتمكن من التحدث مع الطفلة وسألها عن إسمها فأجابة بتردد وخجل:
"إسمي ساكورا"
"ساكورا ياله من اسم جميل يليق بك يا صغيرة"
سألت ساكورا بتعجب:
"لماذا؟"
فأجابها:
"لأن أشجار الساكورا بغاية الجمال مثلك تماماً"
بعد وهلة دخل كين لمنزل العم لايكون و استضافه العم بالشاي بينما كانت ساكورا تلهو مع القطط في الخارج.
كان الهدوء يعم المكان فلا يوجد من الأخبار ما هو حسن كي يقال فلا كين ولا لايكون تكلموا.
ظل الهدوء بلا تغيير لدقائق لا أحد يعلم بما يبدأ الكلام حتى سأل لايكون:
"أين كنت طوال هذه المدة؟ لقد اختفيت لخمس سنين!"
فأجاب كين:
"كنت في عزلة تدريبية لخمس سنين أحضر فيها للانتقام من قتلة والدي"
صعق لايكون وقال متسائلاً:
"أخبرني ريو أن والدك مات، لكن لم يخبرني أنه قتل؟"
"الديدر"
"من تحديداً؟"
ظهر اللون الدموي لعيون كين أكثر بروزاً من أي وقت مضى وكأن عينيه صبغت بالدماء وليس لوناً طبيعياً وقال:
"جميعهم سأقتلهم جميعاً "
بدأت عيون لايكون الخضراء تهتز و تصبب العرق من جبينه و تغير ما كان يراه فصار يرى كين وخلفه ظل بغاية السواد كما لو كان يبتلع كل شيء حتى الظلام نفسه ويملك عيوناً تشع بالنور الأحمر الدموي كانت عينا شخص قاسى كل أنواع الألم ولم يعد يبالي بمن يعيش ومن يموت وشعره يتطاير في الهواء ويحمل سيفاً يبدوا كما لو كان يحذر بأنه سيقتل كل من يقف في طريقه.
شيئاً فشيئاً لم يعد لايكون يرى سوى ذلك الظل يقف على جبل من الجثث وخلفه سماء صبغت بالدماء و القمر فيها أسود مظلم بظلام عظيم.
فقال لايكون بصوت متقطع:
"أنت لست كين... من.. أنت؟"
"ما الذي تقوله أيها العم لايكون؟"
استعاد لايكون بصره وقال؛
"لا.. لاشيء. لكن ألا تعلم أن فيهم النساء والأطفال والشيوخ و أشخاص لا علاقة لهم بموت والدك"
فرد كين بدون تردد:
"إذاً؟"
تعجب لايكون من رد كين وقال:
"يبدوا أنك لا تعي ما تقول، إن قتلت الجميع فسوف تجعل العديد من الأطفال يعانون مثل معاناتك"
أجابه كين ببرود وهدوء:
"يبدو أنك تخطئ فهم شيء ما يا عمي، لا يهمني شيء سوى الانتقام ولو عنى ذلك أن أكون أعظم شرير فلا يهمني"
فقد لايكون الأمل في إقناع كين و قرر أن يغير الموضوع فبدأ يتحدث عن ريو -يوسوكي ريو- وخلاصة الحديث ان ريو كان في كهف التدريب المسمى كهف "تنين الحداده" وانه سيخرج بعد بضعة اشهر اي انه سيخرج بعد ان يتم خمسه اعوام تدريب.
قال كين :
"هل ستجعل ساكورا تعمل في الحدادة؟ فلا أعتقد أن طفلة مثلها مناسبة لهذا"
"هل لاحظت ذلك؟في الواقع فان ساكورا تمتلك موهبه ضعيفه جدا في الحداده وبنيتها الجسديه لا تسمح لها بذلك ومهما حاولنا فلم نستطيع حتى ان نجعلها تتقن الاساسيات مما دفعنا الى فقدان الامل وقررنا ان تكون فتاه عاديه مثل كل الاطفال"
تعجب كين من هذا فقد استشعر منك ساكورا بنيه جسديه تدعى بنية زهره البرقوق والتي قرا عنها في كتب القبو والتي كانت تنص على ان هذه البنيه الجسديه من اقوى خمس بنيات جسديه فيمكنها ان تسقط الهدف في وهم على شكل غابه من أشجار البرقوق ويكون وهما اكثر واقعيه حتى من ان يكون وهماً بل ويمكنه تسرع اتقان الفنون القتاليه المتعلقه بالرسم لثلاثه اضعاف السرعه مما يجعله بنيه جسديه قويه جدا.
وبعد بعض الوقت ودع كين العم لايكون واتجه الى مطعم القمر وذلك من اجل انه يريد معرفته السر الذي اثار فضوله منذ خمسه اعوام لماذا كانت الديدر يدخلون الى مطعم القمر بملابس غريبه فوصل المطعم وطلب وجبه كبيره فتعجب الجميع من الوجبه التي طلبها فقد كانت اكبر من ان يأكلها فرد واحد.
في الواقع كان لكين هدف من شراء وجبه بهذا الحجم فهو وبعد ان اتقن مستوى عال من الفنون القتاليه لم يعد بحاجه للأكل لكنه اراد امضاء اكبر وقت ممكن في المطعم ليعرف اكبر قدر ممكن من المعلومات.
وعندما حل الليل كان كين لا يزال بالمطعم دون ان يعرف اي شيء عن الامر اغلق المطعم فخرج كين ليراقب المطعم ليلاً عل وعسى ان يحدث مثل ما حدث في ذلك اليوم لكن بلا فائده فمضى الليل بطوله ولم يجد شيئا.
كين لم يكن بحاجه الى النوم وهذا ما ساعده على القيام بذات الامر لايام عديده دون عثور على ايه دليل عن المنظمه.
وقبل يوم واحد من منتصف الشهر انتبه كين لامر ما اخيراً.
فجاء رجل من الديدر الى صاحب المطعم والسبب الذي جعله لم يلفت الانظار كثيرا لان الديدر متوفرون بكثره مثل البشر او اقل بقليل لذا فهم شيء طبيعي للغايه في المجتمع.
قال الرجل من الديدر:
"غداً هو يوم إجتماع الأقمار لذا فل تجهز مقر الإجتماعات الخاصة"
قال صاحب المطعم:
"لك ذلك"
ثم غادر رجل الديدر المطعم وتبعه كين وعندما وصلوا الى مكان معزول امسك كين برقبه رجل الديدر و حذره:
"اجب بنعم او لا انشعرت بذره كذب كلامك فلن تموت ميته هينه هل فهمت؟"
"نـ. نعم"
"هل القائد هي اعلى رتبه موجوده في منظمتكم؟"
"لا"
"هل طبقه النخبه هي اعلى طبقه موجوده في منظمتكم؟"
"نعم"
حينها شعر كين في بعض التوتر فقوة كين اقوى من القائد بعض الشيء لكنه ليس بمثل قوه فرد من النخبه.
"هل القائد منظمتكم من النخبه؟"
"نعم"
"هل هناك افراد اخرون من النخبه في منظمتكم؟"
"لا"
"هل القمر هو اسمه منظمتكم؟"
"لا"
"هل هو الاقمار؟"
"نعم"
"هل يمكن لغير الديدر الانضمام لمنظمتكم؟"
"لا"
"هل مالك المطعم من الديدر؟"
"نعم"
"ما هي الحدود التي تسيطر عليها المنظمه؟"
"لا اعلم فهذه ليست معلوما
ت تتوفر الا بين النخبه والقاده وكما ترى انا مجرد محارب من الطبقه الخامسه"
"اذا لم يعد هناك فائده منك فلتمت"
وقام بفصل راسه عن جسده بضربه واحده.