من يدري كم من الناس يتمسكون بحياتهم العزيزة في هذا القطار .
على الأقل نجا هاريسون ، بالكاد .
بركة الدم السوداء على الأرض مغطاة بدماء الوحوش الخضراء .
انزلق مخلوق يشبه الثعبان خلال الدماء المثيرة للاشمئزاز .
—تس تس .
الصوت المخيف لشيء يزحف على الأرض على بعد بضعة أقدام كان يضغط على طبلة أذن هاريسون .
ماذا كان هذا الشيء بحق خالق الجحيم ؟
حبس أنفاسه ، وانحني هاريسون تحت الكرسي وزحف ببطء إلى الأمام .
دخلت جثة على الأرض مجال رؤيته .
كان الوحش لا يزال خلفه ، يزحف عبر الممرات بين الكراسي ، متشوقًا للحصول على جسد ، وكان باب الحجرة التالية أمامه مباشرة .
سحب هاريسون بكل ما أوتي من قوة كاحل الجثة التي كانت تعترض طريقه ، ثم ألقاها نحو الممر خلفه .
أنطلق هاريسون بينما أمسك المخلوق الذي يقف خلفه بالجثة وأصدر صوت فحيح .
لقد أغلق باب الحجرة بعنف قبل أن يصل إليه المخلوق الذي يزحف بسرعة ، استدار وقفز مباشرة إلى المقصورة التالية ، وأغلق الباب خلفه .
بالكاد وصل إلى مقصورة الأمتعة .
استغرق الوصول إلى هنا يومًا كاملاً ، وكان هاريسون محظوظًا لأن عربة الأمتعة لم تكن بعيدة عن مقعده ، كانت منطقة الشحن في القطار مليئة بالأمتعة ، مما يجعل من السهل إخفاؤها .
بينما كان يبحث بشكل محموم في أمتعته وعثر أخيرًا على حقيبة البندقية التي خبأها بعيدًا ، واجه هاريسون شخصًا غير متوقع مختبئ بين الأمتعة .
شعر وردي رائع ، عيون زرقاء فاتنة ، مظهر لطيف كالجرو وأجمل من معظم النساء .
هوسيل كامبرون ، خبير الأسلحة الذي تم تجنيده لتعليم شيري كيفية استخدام الأسلحة .
اتسعت عينا هوسيل الزرقاوان عندما التقت عيناه بعيني هاريسون ، وتجعدت شفتاه من المفاجأة وهمس .
" المحامي ؟"
لم يكن هو الوحيد الذي تفاجأ ، فقد تفاجأ هاريسون أيضًا بالشخص غير المتوقع في المكان غير المتوقع .
" لماذا أنت هنا ؟، ألا ينبغي أن تكون في برونيل الآن ؟"
سأل هاريسون في حيرة ، فلقد اعتقدت أن الأمر كان غريبًا منذ أن أخبرته شيري أنه لم يأت أحد لرؤيتها ...!
" لقد جئت بأسرع ما يمكن ، فأنا رجل مشغول "
أنزل هوسيل شفته السفلية من الإحباط ، لقد كان يبدو كطفل غير صبور .
' عندما أفكر في الأمر ، فهو طفل '
ذكّر هاريسون نفسه بأن هوسيل كامبرون كان عمره ثمانية عشر عامًا فقط هذا العام .
ولكن على الرغم من صغر سنه ، فمن الصعب العثور على أي شخص يتمتع بمهارة مجموعة متنوعة من الأسلحة مثل هوسيل ، لقد استأجره لأنه سهل التعامل معه ، واجتماعي ، ويمكن مصادقته ، مما يجعله مناسبًا تمامًا لـشيري ...
ووجود هوسيل هنا يعني أن شيري موجودة الآن في برونيل وحدها .
" لم أكن لأوظفك لو علمت أنك مشغول جدًا ، لقد دعوتك فقط لأنني أردتك أن تصل إلى برونيل قبل أن أصل أنا ، ولكن من كان يتوقع أن نلتقي ببعضنا البعض هنا ؟"
ضحك هوسيل ، غير منزعج من انتقادات هاريسون .
" أوه ، هذا خطؤك لعدم التحقق من جدول أعمالي "
" من هو الملام الآن ؟"
" ششش "
وضع هوسيل إصبعه السبابة على زاوية فمه عندما سمع شخصًا يدخل حجرة الأسلحة .
— تسس .
— تسس .
لقد كان صوت المخلوق الغامض هو الذي خلق هذه الفوضى .
انحنى هاريسون وهوسيل بسرعة تحت الطرود الضخمة .
وبينما كانوا يفعلون ذلك ، تمكنوا من رؤية المخلوق يتحرك عبر الصناديق .
كان جلده أخضر مثل جلد الزواحف ، يمشي على قدمين ، لكن ذيله يبرز من ظهره ، وكان فم هذا المخلوق الزاحف ممتلئًا بالدماء .
" ما هذا بحق خالق الجحيم ؟"
همس هوسيل بهدوء ، وهو لا يزال على الأرض .
تساءل هاريسون عن نفس الشيء ، ما هذا المخلوق الغريب ؟
ولماذا ، بعد يومين من هذا الحدث المروع ، لم تفعل العائلة الإمبراطورية أو الشرطة أي شيء حيال ذلك ؟
' هل هجروا هذا المكان ؟'
وخطر له أن السلطات ، بعد فشلها في السيطرة على الوضع ، ربما تكون قد أغلقت محطة القطار والمنطقة بأكملها .
" هل أنت ذاهب إلى برونيل ؟"
سأل هوسيل ، وأومأ هاريسون برأسه ، فتح هوسيل الحقيبة التي أمامه بسرعة .
وكانت مليئة بمجموعة متنوعة من الأسلحة والأسلحة النارية ، على ما يبدو ، كان هوسيل قد عثر على حقيبة أسلحة هاريسون أولاً .
أخرج هوسيل بندقية وينشستر* طويلة ، وكانت بندقية ذات ماسورة مزدوجة ، تستخدم عادة لصيد الحيوانات البرية .
(هذي هي بندقية وينشستر :)
" كم أنا محظوظ لأنني أملك الكثير من الأسلحة في مثل هذا الوقت "
ذكّر تعليق هوسيل هاريسون بطلب شيري الغريب في اليوم الآخر .
" هناك رجلًا أرغب بأطلاق النار عليه "
" شيء مثل السيف أو القوس أو الفأس ، فلتحضر سلاحًا من كل نوع !، ولكن هاريسون أنا لا أحتاج معلمًا ..."
" حسنًا ، يرجى تجهيز عددًا من الأسلحة بشكل وفير ، وبما أنني أريد أن أفعل ما أفعله بشكل صحيح ، فسوف أصنع ترسانة أيضًا ، أفنت تعرف شخصيتي ، أليس كذلك ؟"
التوقيت لا يمكن أن يكون أفضل ، وكان سلوك شيري مريبًا طوال الوقت .
ربما ، ربما فقط ، عرفت شيري أن العالم سيصبح هكذا .
إذا كان الأمر كذلك ، فيمكنها أن تختبئ في قصر برونيل الذي اشترته حديثًا ، مستعدة وآمنة .
نظر هاريسون إلى هوسيل ، في الوقت الحالي ، عليه أن ينجو بأفضل ما يستطيع ، لأنه سيضطر إلى مقابلة شيري حيًا للإجابة على هذا السؤال أو لا .
فتح هوسيل فتحه الذخيرة ، وقام بوضع طلقة وتحميلها ، ثم سلم البندقية إلى هاريسون وأخرج بندقية أخرى من نفس النوع وقام بتذخيرها .
" أنا قناص ذو ذوق محدد ، ولكن يجب علي أن أستخدم بندقية الصيد الغبية هذه "
أغلق هوسيل إحد عينيه وتمتم وهو يتفحص منظار البندقية ، ثم انتهى من فحص السلاح ودفع يده إلى هاريسون .
" نحن أقرب إلى برونيل من العاصمة من هنا ، لذلك لا أستطيع سوى طلب ذلك منك ، تعال معي "
أومأ هاريسون برأسه وأخذ يد هوسيل ووقف .
كان هناك ثلاث حقائب أسلحة ، واحدة منها فقط كانت مليئة بالرصاص ، التقط هاريسون حقيبتين بينما وقف هوسيل ، الذي كان يحمل الحقيبة الثالثة ، وقاد الطريق .
صوب هوسيل فوهة البندقية ذات الماسورة الطويلة نحو الوحش الزاحف الذي مر للتو وضغط على الزناد .
— بانغ—!
مع إطلاق نار عالٍ ، انفجر رأس الوحش الزاحف .
ومع ذلك ، سمعت وحوش أخرى الضوضاء وبدأت في الاندفاع إلى الداخل ، سرعان ما قتل هوسيل وهاريسون الوحشين عند المدخل وركضوا إلى الخارج .
عندما خرجوا من القطار ، نادى هوسيل على هاريسون ، الذي أدار ظهره لهم بينما واصلوا إطلاق موجة بعد موجة من الرصاص على الوحوش .
" بالمناسبة ، كيف نصل إلى برونيل ؟"
" أولاً فلنتبع مسارات القطار ، ثم سأعرف الطريق ، فلقد حفظت الخريطة ، اتبعني !"
تقدم هاريسون إلى الأمام ، وأعاد تعبئة بندقيته ، ولم يدخل محطة القطار ، بل نزل مباشرة إلى المسارات .
" رائع ، أيها المحامي العبقري !"
مدح هوسيل هاريسون .
— كُرر—!
كانت المشكلة أن إطلاق النار كان عاليًا جدًا لدرجة أن الوحوش كانت تأتي في موجات لا نهاية لها ، يبدو أن استخدام الأسلحة النارية ضد هذه المخلوقات له إيجابياته وسلبياته .
" أيها محامي ، فلنهرب !"
ومع صوت هوسيل اليائس ، أمسكوا أخيرًا بأسلحتهم وبدأوا في الركض .
* * *
نزلنا أنا وإيدن من منصة المراقبة للاستعداد للذهاب إلى المدينة .
كان الظلام دامسًا داخل القصر ، حيث كانت الشمس قد غربت تمامًا ، استخدمت ولاعة زيتية لإشعال فانوس على حائط ، والذي بدا وكأنه يدفئ المنزل .
على الرغم من أن الوقت كان في أواخر الربيع ، إلا أن الجو لا يزال باردًا جدًا في الليل ، أدركت أنني بحاجة إلى إشعال النار في المدفأة لزيادة درجة الحرارة .
عندما عدت إلى غرفتي ، جلست أمام المدفأة وأشعلت الولاعة ، لكن يبدو أن الحطب لم يشتعل ، ظهر شرار ثم انطفئ بسرعة ، هل هذا لأن الحطب كان قديمًا ؟
" ما المشكلة ؟، ربما ليس هناك تيار هوائي ..."
نظرت من فوق المدفأة ، لكنه كان مظلم ومن الصعب رؤيته .
" هل تم سد المدفأة ؟"
من الواضح أن المدفأة لم تكن تؤدي وظيفتها .
لا تزال هناك قطع من القماش الممزق وقطع الطباشير داخل شبكة الخشب في المدفأة .
بينما كنت جالسة أمام المدفأة ، أنظر إليها بذهول ، سمعت صوت إيدن يناديني .
" آنسة شيري ؟"
لقد وقفت على قدمي .
وعندما استدرت لمغادرة الغرفة ، سمعت فجأة صوتًا آخر خلفي .
" لا تذهبي "