أصبح وجه نوكس شاحبًا وكأنه قد تلقى حكمًا بالإعدام، وهز رأسه بجنون.
"أفضل أن أموت هنا على أن يراني لانكستر وأنا محمول على ظهر الآنسة شيري."
إذن كان الأمر مقبولًا في البداية لأن أحدًا لم يراك، لكن الآن لم يعد مقبولاً؟، هل هذا متعلق بالفخر؟، بالنظر إلى مدى اهتمامه بالمظاهر، كان الأمر منطقيًا.
على أي حال، بدا نوكس منهكًا تمامًا من الوضع، ومرر يديه بشعره بإحباط.
"عندما تأتي التعزيزات أخيرًا من العاصمة، أقسم أنني لن أدع أولئك الأوغاد الذين تسببوا في هذه الفوضى يفلتون من العقاب."
واو، نوكس، تمامًا مثل إيدن، لا يزال يؤمن بأن التعزيزات قادمة، ليتمسك بهذا النوع من الأمل — يا له من مسكين.
علقت الحقيبة على كتف نوكس ودفعت الفأس بقوة بين يديه، بينما كان يقف هناك في حيرة، رفعته على ظهري.
"لننطلق."
"مهلا…!"
لم أكن بحاجة إلى إذنه، أيقول إنه يفضل الموت على أن يراه إيدن بهذا الشكل؟، هل كان جادًا؟، بعد كل ما مررت به لتسلق برج الساعة الغبي وإنقاذه؟
صفعت فخذه السليمة بقوة قائلة.
"اثبت، أو سأرميك أرضًا حقًا."
أخيرًا، سكت.
عندما خرجنا من متجر البقالة، رأينا سربًا من الوحوش المصابة تتجه نحو برج الساعة.
هل وصل إيدن أخيرًا إلى نقطة اللقاء عند البرج؟
كنت على وشك الانطلاق في ذلك الاتجاه عندما لاحظت أن الوحوش تتجه نحوي ونحو نوكس بدلًا من ذلك.
بانغ!
التقت عيناي بعيني إيدن من بعيد، كان يحدق بي وبـنوكس الذي على ظهري بتعبير لم أستطع تحديده، لكن لم يكن هناك وقت للتفكير فيه.
"آنسة شيري؟، الآن سيكون الوقت المناسب للركض."
حثني نوكس من الخلف، باستدعاء كل ما تبقى لدي من قوة، انطلقت نحو إيدن.
أمسكت بمعصم إيدن، ولم أتوقف حتى لأشرح، بل انطلقت مباشرة نحو مركز الشرطة.
أطلقت الوحوش صرخات حادة بينما كانت تطاردنا، صدحت أصوات اصطدامات عالية بينما كانت المخلوقات تصطدم بالعوائق في طريقها.
كنت أسمع دوي أقدام ثقيلة تضرب الأرض، وتقترب بسرعة.
تساقط العرق من جبيني وعلى ظهري، لكننا وصلنا أخيرًا إلى مركز الشرطة، ودفعنا الباب الخلفي وأغلقناه بقوة خلفنا.
انهارت ساقاي بينما أنزلت نوكس على الأرض.
يبدو أن الوحوش لم تهتم باختراق المباني إلا إذا كانت متأكدة تمامًا من وجود أشخاص بالداخل أو إذا سمعت أصواتًا قادمة من الداخل.
قام إيدن بسرعة بدفع مكتب ثقيل أمام الباب ليقفله، في هذه الأثناء، استغللت الفرصة لتفقد داخل مركز الشرطة.
"أعتقد أن التعرض للعض حتى الموت من قبل وحش كان سيكون أقل إهانة من هذا."
تمتم نوكس بمرارة، ووجهه مليء باليأس.
هززت رأسي له بعدم تصديق.
أخيرًا، اقترب إيدن وتحدث.
"أنا سعيد لأنكم بأمان."
"سيد إيدن، أين كنت بحق خالق الجحيم؟"
"لقد اجتاحت الوحوش السطح فجأة، لا بد أنها أنجذبت لصوت الطلقات."
حسنًا، الطلقات النارية صاخبة جدًا، أومأت برأسي وأطلقت تنهيدة ارتياح، على الأقل، التواجد داخل مبنى مغلق كهذا بدا أكثر أمانًا.
كل ما علينا فعله الآن هو إجراء المكالمة الهاتفية إلى العاصمة ومغادرة البلدة عبر المشرحة التي ذكرها إيدن.
"مهلا دعوني أفهم هذا بشكل صحيح — الآنسة شيري كانت هي التي همت لمواجهة الوحوش لأنقاذي بينما كان شرطينا العزيز هذا يختبئ بالخلف ويحتمي؟"
سأل نوكس، وهو يتكئ على الحائط، بعدم تصديق، ولكن إيدن لم يرمش حتى وهو يرد عليه.
"اخرس وكن ممتنًا لأننا أنقذناك، أيها الوغد."
"آنسة شيري، هل سمعتِ ذلك؟، كيف يمكن لهذا الرجل أن يكون نبيلًا؟، إنه بربري."
"إنه مفيد لنجاتنا."
التفت نوكس نحوي بنظرة خيانة، لكنني تجاهلته، بدلًا من ذلك، تركتُهم وبدأت في تفقد مركز الشرطة.
كان المكان صامتًا، في كل مكان، كانت هناك علامات على أن الناس قد فروا في عجلة — كراسي مقلوبة، أوراق متناثرة، وزجاج محطم.
بينما كنت أتفقد كل زاوية، وقعت عيناي على الباب الأمامي، لقد دخلنا من الخلف، لكن لحسن الحظ، كان المدخل الأمامي لا يزال مغلقًا بإحكام.
"نحتاج إلى إجراء تلك المكالمة أولاً."
بصراحة، السبب الرئيسي الذي جعلنا نغادر بيتي السعيد ونأتي إلى هنا كان من أجل الهاتف — للاطمئنان على سلامة الأشخاص الذين نهتم لأمرهم.
وقف نوكس بتعبير فضولي.
"أين الهاتف؟"
"يجب أن يكون في مكان ما هنا."
تمتم إيدن بينما كان يمسح المنطقة بنظره، كان الهاتف يجب أن يكون في الطابق الأول.
جلجلة—
صدح صوت مكتوم فجأة من الطابق العلوي.
أخرج إيدن مسدسه بسرعة وحشاه بالرصاص.
— طق.
اتبعت خطاه، ممسكة بالفأس بإحكام بينما كنت أنهض ببطء، معًا، التفتنا نحو الدرج على الجانب الأيمن من المركز.
كان مركز الشرطة مبنى من ثلاثة طوابق، الطابق الثاني يحتوي على مهاجع الضباط، والطابق الثالث كان مكان إقامة إيدن.
"هل يمكن أن يكون هناك شخص ما في الأعلى؟"
همس نوكس، إيدن، بتعبير وجهه الفارغ تمامًا، أبقى عينيه مثبتتين على الدرج بينما رد.
"في مثل هذه المواقف، الناس أخطر من الوحوش."
كان محقًا، عندما يتعلق الأمر بالنجاة، يمكن أن يكون الناس أكثر قسوة ورعبًا من أي وحش آخر، شددت قبضتي على الفأس بتوتر بينما كنت أحدق في الدرج.
"سيد إيدن، تقدم وقم بالاتصال، سأراقب لأرى إذا كان أحدًا ما سينزل."
بدلاً من جر ناجٍ مختبئ والدخول في معركة لا طائل منها، بدا هذا الخيار أكثر ذكاءً.
"أنا هنا أيضًا، آنسة شيري."
رفع نوكس يده، مذكرًا إيانا بوجوده.
"على الجرحى أن يبقوا في مكانهم."
لم ألتفت إليه حتى بينما أبقي عيناي على الدرج وأحرك الفأس في الهواء عدة مرات لأهدئ.
"آنسة شيري، هذا خطر…"
توقف إيدن عن الكلام بينما ينظر إليّ، ثم خدش مؤخرة رأسه بإحراج وأعاد مسدسه إلى جرابه.
"حسنًا، أنا أعتمد عليكِ لحمايتنا."
بناءً على نبرة صوته ونظراته، بدا أنه يثق بي الآن، أو ربما لم يكن يثق بيّ — بل بقوتي.
بعد أن رآني أرمي وحشًا عملاقًا بعيدًا بالفأس، كان من الطبيعي أن يثق إيدن بقوتي الآن بالطبع.
بدأ إيدن في البحث عن الهاتف، وألقيت نظرة سريعة له.
بصراحة، ومعرفتي بالوضع من خلال الرواية، كنت متشككة جدًا بشأن الاتصال بالعاصمة، ومع ذلك، لم أستطع إلا أن أتمسك بذرة أمل.
ربما، بسبب تأثير الفراشة، كانت أفعالي قد غيرت المستقبل عن الحبكة الأصلية، ربما تدمر قرية برونيل بالفيروس، ولكني صليت من أجل أن تكون العاصمة سليمة.
"لقد وجدته."
جاء صوت إيدن من خلفي.
"هل يعمل؟"
التقط السماعة، وأدار القرص بأصابعه قبل أن يجيب.
"هناك إشارة."
الحمدلله، هذا يعني أن عمود الأتصالات لم يتم تدميره بعد من قبل الوحوش.
لكن حتى بعد انتظار طويل، لم تكن هناك أي علامة على أن المكالمة قد تمت، إيدن لم يتكلم، ولم يجب أحد على الطرف الآخر.
أبعدت نظري عن الدرج المظلم والتفت إليه.
"هذا عديم الفائدة، لقد حاولت بالفعل عشرات المرات، لا أحد يرد — حتى في العاصمة."
"من هناك!"
صدح صوت فجأة، وشددت قبضتي على الفأس، وسألت بصوتًا عالٍ، بدا أن الصوت يأتي من الطابق العلوي.
"حتى لو كانت العاصمة سليمة، فلا توجد طريقة لاستمرار القطارات في العمل، لا أحد سيأتي إلى هذه القرية النائية، برونيل."
صدحت خطوات بينما كان شخص ما ينزل الدرج، من الظلال في الأعلى، رأيت أولاً زوجًا من الأحذية البنية البالية، ثم ظهر السروال الأزرق الباهت، يليها حزام مسدس مربوط بالخصر ومعطف شرطة.
أخيرًا، ظهر وجه رجل في منتصف العمر، ملطخًا بدماء جافة.
"الرئيس؟"
نادى إيدن بدهشة، واضعًا سماعة الهاتف بسرعة، ألقيت نظرة سريعة عليه قبل أن أركز نظري مرة أخرى على الرجل على الدرج.
بالنظر عن كثب، تعرفت عليه — هانز، رئيس المحطة الذي واجهناه عدة مرات من قبل.
"سيد إيدن، كنت أعرف أنه إذا استطاع أحد النجاة، فسيكون أنت."
أطلق هانز نفسًا مرتجفًا بينما كان يقترب، ووجهه يتلألأ بالعرق.
تراجعت بحذر، رافعة الفأس نحوه.
"انتظر، توقف هناك."
توقف كل من هانز وإيدم، ونظروا إليّ بتعابير محيرة.
"هل تعرضت للعض؟"
"ماذا؟"
حدق هانز بي بذهول، واضحًا أنه لم يفهم سؤالي.
الصمت القذر داخل المحطة جعل الأصوات الخارجية -خطوات الوحوش وعويلها- يبدو أكثر وضوحًا.
"هل تعرضت للعض من قبل تلك الوحوش؟"
قطع صوتي الصمت بينما تشوه وجه هانز بالارتباك، ونظر بيني وبين إيدن، وهو يبدو مرتبكًا.