كان العرق يتدفق على وجهه مثل صنبور مفتوح.

"أه... حسنًا."

تردد الرئيس هانز للحظة قبل أن يرفع كمّه ببطء.

"لقد خرجت في وقت سابق و... تعرضت للعض..."

"تبًا."

عندها فقط لاحظت الحالة المروعة لذراعه، كانت هناك قطعة من اللحم مفقودة، مما كشف عن عظم أبيض ناصع، كيف لم يشعر بذلك؟

"ألا تؤلمك؟"

"هذا... الألم... غير موجود، أنا أشعر... بالخدر... هذا غريب... أليس كذلك...؟"

كان صوت هانز يتباطأ.

"هناك خطبًا ما."

نوكس، الذي كان يراقب بصمت، تمتم تحت أنفاسه، مع استشعار التوتر، اقترب إيدن مني.

"سيد إيدن، هل هناك أي شيء هنا يمكننا أخذه قد يكون مفيدًا؟"

نظر إليّ إيدن وكأنه يتساءل لماذا أسأل عن شيء عشوائي كهذا، بينما كنت ما زلت أشير بالفأس نحو الرئيس هانز، خاطبت إيدن دون أن أنظر بعيدًا.

"إذا كان هناك شيء مفيد، خذه الآن، فليس لدينا وقت."

"يجب أن تكون هناك مفاتيح الزنزانات تحت الأرض وبعض معدات الدفاع عن النفس."

"جيد، اجمعها."

في تلك اللحظة، بدأ الدم يقطر من أنف هانز، مسحه بإبهامه، ثم تجمد عندما رأى البقعة الحمراء.

أعراض العدوى تختلف من شخص لآخر، بالنسبة لهانز، بدا أنها تتقدم ببطء، والآن كانت هناك علامات على انحلال الدم.

صرخت على إيدن، الذي كان يتردد.

"ماذا تنتظر؟، أسرع!"

تحرك إيدن، وإن كان بتردد طفيف.

في هذه الأثناء، بدا هانز منفصلاً تمامًا عن أفعالنا، حدق بذهول في يده الملطخة بالدم وتمتم.

"ماذا يحدث لي...؟"

شهقت عندما رأيت جانب وجهه يبدأ بالذوبان.

لم تكن هناك طريقة أخرى لوصف ذلك — فوجهه كان يذوب حرفيًا، خدّه الأيمن ترهل، وخرجت عينه من معقلها وتدحرجت على الأرض.

ابتلعت صرختي وتعثرت للخلف.

"آه..."

تأوه هانز بينما تقدم خطوة نحوي، ذراعيه كانت تتورم، حيث بدأت تنتفخ بشكل بشع.

"سيد إيدن."

لم أستطع حتى أن أنظر بعيدًا بينما كنت أنادي إيدن بصوت مرتجف، وعيناي مثبتتان على هانز وهو يتحول إلى وحش.

"إيدن؟، أين أنت؟"

عندما لم أسمع ردًا، بدأ الذعر يتسلل إليّ، وناديته مرة أخرى.

"أنا هنا."

صدح صوته العميق بالقرب من أذني، توقفت يداي المرتجفتان، وغمرتني موجة من الراحة.

وضع إيدن يده الكبيرة على كتفي، وسحبني برفق للخلف.

"تحركي ببطء."

تحدث معي وكأنه يهدئ طفلًا خائفًا، خطوة بخطوة، تراجعنا، ونحن نحافظ على أعيننا على هانز.

وصلنا إلى الباب الجانبي للمحطة، وفقًا لإيدن، كان يؤدي إلى الزنزانات تحت الأرض.

جسم هانز المنتفخ كان قد مزق بالفعل زيه الرسمي، ونصف وجهه الذائب حدق فينا بينما كان يتمتم بكلمات غير واضحة.

"جسدي... يشعرني بالغرابة... إنه ثقيل... لكن أنتما... إلى أين تذهبان... بدوني؟"

وجهه المشوه تشوه أكثر، عندما فتح فمه، ظهرت أسنان حادة ومدببة.

صوته صدح بشكل غريب، وكأن عدة أشخاص يتحدثون في وقت واحد.

لم أستطع الحراك، ساقاي كانتا متجمدتين في مكانهما، مشلولتين من الخوف.

"لا تتركاني... وحيدًا...!"

"غراااه!"

دفع إيدن المكتب الذي كان يحجب الباب الخلفي بسرعة، ثم، سحب سيفه ووقف أمامي.

"احذر من الأسنان!، لا تدعه يعضك!"

حرك إيدن سيفه بدقة، مقطّعًا جذع الرئيس هانز مباشرة.

— سبلاش

كان الصوت رطبًا ومثيرًا للاشمئزاز، مثل بالون ماء ينفجر، انفتح لحمه وانفجر.

سائل أخضر، يُفترض أنه دم الوحش، تطاير في كل مكان كالنافورة.

كان من المستحيل معرفة ما إذا كان هانز قد مات تمامًا لأن إيدن لم يكن قد استهدف الرأس.

بدا أن انفجار جسد هانز جذب المزيد من الوحوش في الخارج، وأصبحت أصوات اقترابهم أعلى.

فتح نوكس باب الزنزانات تحت الأرض وصاح فينا.

"أسرعوا!"

أمسك إيدن بالحقيبة الملقاة، وعلقها على كتفه وركض نحونا، معًا، تبعنا نوكس عبر الباب الجانبي.

أغلق نوكس الباب بسرعة وأدخل عصا خشبية في المقبض لإبقائه مغلقًا، رفعت نوكس على ظهري مثل كيس أرز وأسرعتُ نزولاً على الدرج إلى القبو.

كان القبو مظلمًا ورطبًا — أشبه بكهف.

"هووه... سينكلير*، بينما أقدر مساعدتكِ، هل يمكنكِ وضعي على الأرض الآن؟، على الأقل فكري في مكانتي الاجتماعية وكرامتي."

(مثل ما ينادي نوكس إيدن بأسم عائلته لانكستر صار ينادي شيري بأسم عائلتها سينكلير)

جاء صوت نوكس، الذي كان يتوسل تقريبًا، من خلفي.

سماع البطل الثاني لرواية رومانسية -على الرغم من أنني لم أكن متأكدة من التصنيف- يتوسل بهذا الشكل كان مسليًا بشكل غريب، لسوء الحظ، حمل هذا البطل على ظهري لم يكن ممتعًا على الإطلاق.

"إذا كنت تستطيع الاعتناء بنفسك، لما كنتُ سأفعل هذا، استمر في التذمر، وأقسم أنني سأرميك للوحوش احترامًا لكرامتك ومكانتك الاجتماعية، لذا اصمت."

ليس أنني أستطيع حقًا التخلص من طبيب ثمين.

ولكن إذا لم يتوقف عن الشكوى، فقد أفكر بجدية في ذلك، لحسن الحظ، نوكس، كالعادة، يعرف أين يقع الخط ولم يتخطاه.

لهذا السبب كان التعامل معه أصعب من التعامل مع إيدن، نوكس كان غامضًا بشكل مزعج.

"لقد كنتما عالقين معًا مؤخرًا، سينكلير، لقد تغيرتِ، نجمة المجتمع الراقي أصبحت عدوانية، يبدو أن لانكستر كان ذو تأثيرًا سيئًا."

حوّل نوكس هدف لإيدن بدلاً مني.

إيدن، الذي فوجئ، عبس في وجهه.

"ماذا فعلت لك بحق خالق الجحيم؟"

بتجاهل مشاجرتهما، وضعت نوكس على الأرض وأنزلت الحقيبة من كتفي، وأخذت أبحث فيها عن المصباح.

"اسمعني، يا رودبورشر، كن سعيدًا لأنني لم أتركك ورائي واصمت الآن."

"أنتِ من جرّت شخصًا يتوسلكِ لتتركينه، أنتِ ليس لديكِ أي لباقة، يا سينكلير، لقد جرحتِ مشاعري."

كان عليّ أن أعترف، أنه لم يكن مخطئًا، كان يفضل الموت على أن يراه إيدن محمولًا هكذا، ومع ذلك قمتُ بجرّه إلى هنا على أي حال.

مع ذلك، أعتقد أننا يجب أن نأخذ في الأعتبار كون نوكس طبيبًا مما يعني إنه أضعف منا — فهو أشبه بشخص أضافي.

بينما كنت أصغي جزئيًا لجدالهما، واصلت البحث في الحقيبة.

"أوه، حقًا؟، هذا جيد، فأنا أفضل أن أكون وقح على أن أموت وأنا أحاول أن أبدو نبيلاً مثلك."

"...سينكلير، إذا بقيتِ حول هذا الوغد لفترة طويلة، فسيؤثر عليكِ، نحن النبلاء، نحتاج إلى اللباقة."

"تبًا، أين بحق خالق الجحيم أعواد الثقاب؟"

شتمت تحت أنفاسي، وأنا أفتش في الحقيبة، مستحيل أن أسير عبر سجن تحت الأرض ومشرحة دون ضوء.

بينما كنت أتمتم بغضب، لاحظت أن نوكس كان يحدق بي.

"...ماذا؟"

"أوه، كنت فقط أعلق على مدى أناقة طريقة حديثكِ، يا سينكلير."

ابتسم نوكس، بتعبير مزعج للغاية.

على ما يبدو، كانت أفكاري الداخلية قد تسربت بصوت عالٍ، ولكن منذ متى كانت كلمة 'تبًا' و'سحقًا' تعتبر أنيقة؟، هل كان يحبّ النساء اللواتي يستخدمن الألفاظ البذيئة؟

إيدن، في هذه الأثناء، كان يرتجف وهو يحاول كتم ضحكاته، لم تكن لدي أي فكرة عن سبب ضحكه، ولكن بما أن غرابة إيدن لم تكن شيئًا جديدًا، تجاهلته.

أخيرًا، بعد المزيد من البحث المحموم، وجدت علبة الثقاب، بمجرد أن أشعلت المصباح، كنا مستعدين للتحرك.

إيدن وأنا حمل كل منا مصباحًا وسلاحًا، ونحن نحيط بنوكس لدعمه.

"مهلا، اخفضوا أصواتكم، أنتم لستم الوحيدين هنا."

صوتٌ قاطعنا فجأة.

لم يكن صوت إيدن، ولم يكن صوت نوكس.

أرجحت مصباحي نحو الصوت.

صفوف من قضبان السجن تصطف على الجانب الأيسر من الممر، معظم الزنزانات كانت فارغة — باستثناء واحدة.

رجل في منتصف العمر كان واقفًا ملتصقًا بالقضبان، يحدق فينا.

"المدنيون لا يمكنهم اقتحام الزنزانات تحت الأرض هكذا، هل تعرفون حتى ما تفعلون؟"

بدا أن الرجل لم يكن لديه أدنى فكرة عما يحدث في الخارج.

ليس مفاجئًا، نظرًا لأنه كان محبوسًا هنا.

ثم خطر ببالي — هذا هو نفس المعنِّف المنزلي الذي أذله إيدن بمركز الشرطة قبل أن ينهار كل شيء.

أخرج إيدم مفتاحًا من جيبه وألقاه نحو الزنزانة.

"اخرج أو لا تخرج، أنا لا أهتم، لكن احترس — هناك وحوش في كل مكان."

تمتمت تحت أنفاسي بينما كنت أنظر إلى قضبان السجن.

"من المحتمل أنه أكثر أمانًا بالبقاء في الداخل."

لكن المعنِّف المنزلي الجاهل، الذي لم يكن يعرف شيئًا عن الوضع، مد يده بين القضبان نحو المفتاح دون أدنى تردد.

2025/02/28 · 89 مشاهدة · 1168 كلمة
فاسيليا
نادي الروايات - 2025